وصايا الناس فى مقابل وصايا الله :
_______________________________
الله بسيط جدآ وطبيعته بسيطة جدآ وغير مركبة .وعظمة طبيعة الله ورفعتها فى بساطتها ,فالله محبة مطلقة وكمال مطلق ,لايحتاج ابدآ لشيئ ولا يعوزه شيئ فهو كامل فى كل شيئ .
(انت لستا محتاجآ الى عبوديتى بل انا المحتاج الى ربوبيتك) القداس الالهى
وبسبب السقوط وانسحاب الظلام على عقل وفهم الانسان حدثت هوة عميقة جدآ بين الانسان والله . ومع الاسف الشديد صارت معرفة الله الحقيقية بعيدة جدآ عن الانسان ,.
وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة جدآ من الله ان يكشف عن طبيعته للانسان ولكن المشكلة الاساسية كانت فى طبيعة الانسان الفاسدة ,والظلمة التى استقرت داخل الانسان بسبب سقوط ادم وورثة الانسان للفساد والظلام .
هذه التغيرات الخطيرة فى طبيعة الانسان وقصورة وانحداره من جيل الى جيل بسب انتشار الخطية والاثم .وظهور نماذج بشرية متحالفة مع الشيطان صارت دافع اكثر فى فساد اجيال واجيال وانحدار الجنس البشرى الى قرار الخطية والفساد .
كل هذه الظروف صارت حائلآ ضخمآ وهوة عميقة فى معرفة الله المعرفة الحقيقية .او الاقتراب من طبيعة الله الحقيقية ولو بصورة ضئيلة جدآ
وحدث تشوه فى صورة الله فى عقل وفكر الانسان ,وصنع كل جيل صورة خاصة له عن الله ,وغالبآ ما كانت صورة الله تتكون فى عقل كل جيل تحت دافع الظروف المحيطة به او التهديدات التى تهدد حياته ,
او ربما من دافع احتياجات الانسان والامور التى يتمنى ان تتحقق له وتوفر له السعادة فى الحياة الحاضرة .
وعلى الرغم من ان الله خصص شعب اسرائيل من شعوب الارض لكى يُعلن له عن نفسه وارسل له النبؤات بيد انبياء كثر عددهم جدآ ولكن لم يستطيع ايضآ الانسان ان يُكون من خلال تعامل الله معه عن طريق الانبياء والشرائع صورة حقيقية عن الله والعيب ليس فى الانبياء والنبؤات ولكن فى طبيعة الانسان الفاسدة والتى تحتاج الى تغير جوهرى.!
والعجيب بالحق ان الله ارسل وصايا وتعاليم( الناموس) لكى تساعد الانسان ان يقترب من الله اكثر ويبتعد عن الخطية والفساد التى حجبت الله عنه .
ولكن سقط الانسان وبيد اخيه الانسان تحت عبودية هذه الوصايا وصارت الوصايا هى الاله للانسان دون الله لاصحاب الفهم المظلم .وهذا ما جعل يسوع المحب للبشر يكشف هذا الامر بوضوح عندما قال:
ثم قال لهم السبت انما جعل لاجل الانسان لا الانسان لاجل السبت مر 2 : 27
وليس هذا فقط ولكن من اجل المصلحة المادية والمكاسب العالمية والذاتية ,تاجرا الكتبة والفريسيون فى الوصايا لحسابهم الشخصيى .!
فقد قدموا وصايا لم يُرسلها الله وكتبوا وألفوا وصايا عديدة لكى تخدم مصلحتهم ومكاسبهم تحت ستار وصايا الله ولكن فى الحقيقة هى وصايا الناس كما اطلق عليها المسيح يسوع له المجد .
وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس مر 7 : 7
وخلال هذا الاصحاح يكشف روح الله كيف فضح الرب يسوع تعاليم الناس والتى تسببت اكثر فى بعد الانسان عن معرفة الله الحقيقية .
ويكشف هذا الاصحاح اهمية ظهور المسيح فى حياة الانسان وانه الشخص الوحيد الذى يستطيع ان يُعلن عن الله وبوضوح وانه هو الطريق الوحيد والبسيط الى الله .
يسوع كان جالس على حجرة مرتفة عن الارض وبجواره يوحنا ولكنه كان يجلس على الارض ويسند راسه فوق ركبة يسوع فهو كان قد تعود ان يسند كيانه دائما بجسد يسوع المحيي
ربما لان محبة المسيح كانت قد تفجرت فى قلبه منذ ان عرفه ودعاه بقوة عظيمة فأدرك بنور هذه المحبة قوة جسد يسوع المحيي فكان لايفارق يسوع ابدآ بل دائمآ ما يلتصق بهذه القوة بقصد او بدون قصد مدفوع بجذب من هذه القوة نفسها .
اما باقى التلاميذ فكانوا يجلسون على الارض حول يسوع ,وفى هذا الوقت كان التلاميذ يجهزون بعض الاكل بسرعة ويفترشون بعض من قش الارز وعليه سلة بها قليل من الغذاء البسيط
وبدء التلاميذ مع يسوع فى الاكل وفى هذه الفترة جاء عدد كبير من الفريسيون والكتبة قادمون من اورشليم وسمعوا ان يسوع مع تلاميذه هنا فمالوا حتى يسمعون اخر ما يقوله يسوع لانهم كانوا غير مرتاحين ابدآ لتعليمه .
وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ وَبَعْضُ الْكَتَبَةِ، قَادِمِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ. مر 7 : 1
وعندما وصلت قافلة الكتبة والفريسيون الى مكان المسيح والتلاميذ :
وَرَأَوْا بَعْضَ تَلاَمِيذِهِ يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِأَيْدٍ نَجِسَةٍ، أَيْ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ مر 7 : 2
حدث لهم ذهول وثار عدد كبير جدآ منهم ونادوا بعضهم بعض وقالوا انظروا بأعينكم لكى تكونوا شهود عيان على هؤلاء الذين لا يعرفون الله وقد كسروا وصايا الله ونسوها ,
انظروا كيف ياكلون بأيدى نجسة لم تتطهر ولم يغسلوا ايديهم حتى ولو مرة واحدة والعجيب ان يسوع هذا جالس فى وسطهم ولم ينتهرهم او امرهم ان يغسلوا ايديهم .....
فَقَدْ كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ، وَالْيَهُودُ عَامَّةً، لاَ يَأْكُلُونَ مَا لَمْ يَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ مِرَاراً، مُتَمَسِّكِينَ بِتَقْلِيدِ الشُّيُوخِ.: وَإِذَا عَادُوا مِنَ السُّوقِ، لاَ يَأْكُلُونَ مَا لَمْ يَغْتَسِلُوا. وَهُنَاكَ طُقُوسٌ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَسَلَّمُوهَا لِيَتَمَسَّكُوا بِهَا، كَغَسْلِ الْكُؤُوسِ وَالأَبَارِيقِ وَأَوْعِيَةِ النُّحَاسِ. مر 7 : 4
وسادت لحظة صمت الفريسيون قد امتلاء الغيظ قلوبهم جميعآ بينما التلاميذ لم يبالوا ابدآ بحضور الكتبة والفريسيون واستمروا فى الاكل واكتفوا بابتسامة بل نادى بطرس بصوته العالى وقال تفضلوا ايها الرجال الاخوة !
وهنا رفع يسوع وجهه الحنون وعينه المملؤه محبة لجنس البشر ونظر لهم بنظرات الحب الالهى لعل الحب المشع من عينه تخترق ظلام قلوبهم وبالفعل وجهه نور وجهه اليهم لعل نوره يخترق ظلام نفوسهم ويفهمون ,ولكن صد ظلام قلوبهم نور المسيح :
عِنْدَئِذٍ سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ: «لِمَاذَا لاَ يَسْلُكُ تَلاَمِيذُكَ وَفْقاً لِتَقْلِيدِ الشُّيُوخِ، بَلْ يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِأَيْدٍ نَجِسَةٍ؟» مر 7 : 5
عجب كل العجب على الانسان يقف الانسان يُحاسب ربه وخالقه ويتهمه انه يكسر الوصايا مع العلم الذى وضع الوصايا هو بنفسه اما ما يسألونه عنه ليست وصايا الله بل وصايا انفسهم هم .
وعندما وجد يسوع انهم لم يشعروا بنظرات حبه ولم يُقدروا حضوره كشف انفسهم وتعاليمهم امام انفسهم لعلهم يتوبخون ويرجعون الى الحق
فَرَدَّ عَلَيْهِمْ قَائِلاً: «أَحْسَنَ إِشَعْيَاءُ إِذْ تَنَبَّأَ عَنْكُمْ أَيُّهَا الْمُرَاؤُونَ، كَمَا جَاءَ فِي الْكِتَابِ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ عَنِّي جِدّاً
إِنَّمَا بَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ لَيْسَتْ إِلاَّ وَصَايَا النَّاسِ !
8: فَقَدْ أَهْمَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَمَسَّكْتُمْ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ!»
: وَقَالَ لَهُمْ: «حَقّاً أَنَّكُمْ رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِتُحَافِظُوا عَلَى تَقْلِيدِكُمْ أَنْتُمْ! مر 7 : 6 _ 9
قال هذا يسوع بينما روح ابينا أشعياء يبكى فى السماء لانه يجد خالقه امام قلوب غليظة لا تفهم
انكسرت عيون الكتبة والفريسيون وحاول بعضهم بكبرياء قلوبهم ان يُجادل يسوع ولكن لم يستطيعوا فقد انكسفت الظلمة التى فيهم وفى حضور النور الحقيقى فصمتوا فى خزي ولكن يسوع اراد ان يكشف ظلمة افكارهم اكثر لكى يتوبوا فشرح كيف انحرفت افكارهم تحت ضغط محبتهم للمال والشهوات الارضية فقال لهم :
فَإِنَّ مُوسَى قَالَ: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ! وَأَيْضاً: مَنْ أَهَانَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ، فَلْيَكُنِ الْمَوْتُ عِقَاباً لَهُ!
وَلكِنَّكُمْ أَنْتُمْ تَقُولُونَ: إِذَا قَالَ أَحَدٌ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ:, إِنَّ مَا كُنْتُ أَعُولُكَ بِهِ قَدْ جَعَلْتُهُ قُرْبَاناً، أَيْ تَقْدِمَةً (لِلْهَيْكَلِ)،
: فَهُوَ فِي حِلٍّ مِنْ إِعَانَةِ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ!
13: وَهَكَذَا تُبْطِلُونَ كَلِمَةَ اللهِ بِتَعْلِيمِكُمُ التَّقْلِيدِيِّ الَّذِي تَتَنَاقَلُونَهُ. وَهُنَاكَ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ مِثْلُ هَذِهِ تَفْعَلُونَهَا! » مر 7 : 7 _ 13
اليست هذه هى الحقيقية هل انكشفت شرور انفسكم امام انفسكم الان : نظر يسوع لهم وفى عينه نداء بالحب لهم مرة اخرى وقال لهم هذا لعلهم يتراجعون
ثم قال هل تفهمون الى اى حد صارت شهوة حب المال عندكم تبطلون وصية الله بأن يكرم الانسان ابيه وامه اذا نذر الشخص نذرآ للهيكل اليس هذا هو الظلام بعينه .؟
العجيب ان الفريسيون لم يستطيعون ان ينطقوا كلمة واحدة , وانشد التلاميذ الى الحديث وتركوا الاكل والجمع كان يُنصت ليسوع
فقام يسوع فى وسطهم واقترب اكثر من الفريسيون والكتبة وجاء كثيرون من الناس على صوت يسوع ,وايضآ شكل الكتبة والفريسيون ولبسهم كانا يشد الجميع ولكن هذه المرة تجمهر الشعب لانهم وجدوا الكتبة والفريسيون ولأول مرة يقفون موقف المنكسرين فهم دائمآ الذين يوبخون الشعب بدون حق ونادرآ بالحق.
اليوم يقفون موقف المتوبخين ولم يجسر اى واحد منهم حتى الكبير فيهم ان يفتح فاه بنصف كلمة وعندما وجد يسوع ان جمعآ غفيرآ تجمهر حوله حينذآ:
دَعَا الْجَمْعَ إِلَيْهِ ثَانِيَةً، قَالَ لَهُمْ: «اسْمَعُوا لِي كُلُّكُمْ وَافْهَمُوا مر 7 : 14
واضح ان يسوع سوف يكشف امر مهم جدآ تعليم جديد لم يعرفه الانسان من قبل ,تعليم هو تعليم الله وليس تعليم الناس والكتبة والفريسيون .
نعم يسوع وهو الله بداء يمحو ظلمة سنين طويلة عاش فيها الانسان محروم من معرفة الله الحقيقية وسقط الانسان فيها تحت قوانين وفرائض ليس لها معنى من اختراع الناس لكى تبعد الانسان عن الله البسيط المحب فقال :
لاَ شَيْءَ مِنْ خَارِجِ الإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَهُ يُمْكِنُ أَنْ يُنَجِّسَهُ. أَمَّا الأَشْيَاءُ الْخَارِجَةُ مِنَ الإِنْسَانِ، فَهِي الَّتِي تُنَجِّسُهُ.
16: مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». مر 7 : 15 _ 16
لقد وضع يسوع قانون جديد عن النجاسة ضد قانون الكتبة والفريسيون ,فطول السنوات الماضية والفريسيون والكتبة والكهنة يخترعون كل يوم قانون جديد فى التطهير من النجاسات
ولكن المسيح قلب الاساس كله والحقيقة هو اعاد الوضع الى اصله الحقيقى فالله خلق كل شيئ طاهر وبالتالى ليس هناك نجاسة ابدآ فى خليقة الله
اما منبع النجاسة هو قلب الانسان ونيته ,هى التى ينبع منها النجاسة والشر وبهذا نقل المسيح الانسان فى علاقته مع الله من التطهيرات الجسدية التى لا تفيد شيئ الى تطهير القلب بالمسيح الذى يسكن فيه .
ادار الفريسيون وجوهم عن المسيح الذى قلب جميع قوانين حياتهم ولم يحتملوا او يقبلوا هذا الفكر الجديد ولكن لم يستطيعوا ان يُجادلوا المسيح بل اكتفوا بأنهم احبوا الظلمة اكثر من النور ,
فتسحبوا واحد خلف الاخر ولكن التلاميذ ايضآ كانوا فى حالة ذهول على الرغم من انهم أكلوا بدون غسل ايديهم عندما كانوا ينظرون الى طهارة العالم كله حاضر بينهم فلم يجروا ان يتطهروا بشيئ اخر !!
ولكن عندما فكروا بعقولهم في التعاليم والفرائض الكثيرة التى تعلموها منذ حداثتهم ووجدوا القانون الجديد الذى نادى به يسوع سوف يقضى على كل تعاليم الشيوخ القديمة حدث تعجب لهم :
وَلَمَّا غَادَرَ الْجَمْعَ وَدَخَلَ الْبَيْتَ، اسْتَفْسَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَغْزَى الْمَثَلِ، مر 7 : 17
انتهز التلاميذ الفرصة وعندما دخلوا مع يسوع بيت احد الاحباء تجمعوا حوله وقالوا له هل حقيقى ما قلته اليوم نحن سوف نُعتق من جميع فرائض الشيوخ وتقاليدهم
لا غسيل ايدى ولا غسيل الانية ثلاث مرات ولا جميع العادات الثقيلة هذه ؟
فَقَالَ لَهُمْ: «أَهَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً لاَ تَفْهَمُونَ؟ أَلاَ تُدْرِكُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الإِنْسَانَ مِنَ الْخَارِجِ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنَجِّسَهُ،
19: لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ بَلْ إِلَى الْبَطْنِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْخَلاَءِ؟» مِمَّا يَجْعَلُ الأَطْعِمَةَ كُلَّهَا طَاهِرَةً.
-20: ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ، هُوَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ.
-21: فَإِنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَنْبُعُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ، الْفِسْقُ، السَّرِقَةُ، الْقَتْلُ،
22: الزِّنَى، الطَّمَعُ، الْخُبْثُ، الْخِدَاعُ، الْعَهَارَةُ، الْعَيْنُ الشِّرِّيرَةُ، التَّجْدِيفُ، الْكِبْرِيَاءُ، الْحَمَاقَةُ
23: هَذِهِ الأُمُورُ الشِّرِّيرَةُ كُلُّهَا تَنْبُعُ مِنْ دَاخِلِ الإِنْسَانِ وَتُنَجِّسُهُ». مر 7 : 18 : 23
ووضع يسوع الحبيب منهج جديد للتعامل مع الله البسيط المحب للبشر ,فالعلاقة الحقيقية الصادقة مع الله تبدء من القلب .
فمن يريد الله يُسلم له قلبه ويكشف له نيته وحينئذآ يعمل روح الله الساكن فى القلب على مدار العمر كله فى تطهير القلب والنية ,
وكلما احب الانسان المسيح من قلبه اقترب المسيح من الانسان والانسان من المسيح اكثر ,وكلما اقترب الانسان من المسيح القدوس ظهرت نجاسات القلب والنية اكثر ,
فيصرخ الانسان للمسيح الذى يحبه فيطهر المسيح القلب والنية بقداسته الشخصية وحضوره فى القلب وهكذا يكون كل شيئ خارج الانسان طاهر ولا يعرف الانسان معنى اى شيئ نجس الا الاشياء التى تنبع من القلب لكى تفصل الانسان عن محبة المسيح .
_______________________________
الله بسيط جدآ وطبيعته بسيطة جدآ وغير مركبة .وعظمة طبيعة الله ورفعتها فى بساطتها ,فالله محبة مطلقة وكمال مطلق ,لايحتاج ابدآ لشيئ ولا يعوزه شيئ فهو كامل فى كل شيئ .
(انت لستا محتاجآ الى عبوديتى بل انا المحتاج الى ربوبيتك) القداس الالهى
وبسبب السقوط وانسحاب الظلام على عقل وفهم الانسان حدثت هوة عميقة جدآ بين الانسان والله . ومع الاسف الشديد صارت معرفة الله الحقيقية بعيدة جدآ عن الانسان ,.
وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة جدآ من الله ان يكشف عن طبيعته للانسان ولكن المشكلة الاساسية كانت فى طبيعة الانسان الفاسدة ,والظلمة التى استقرت داخل الانسان بسبب سقوط ادم وورثة الانسان للفساد والظلام .
هذه التغيرات الخطيرة فى طبيعة الانسان وقصورة وانحداره من جيل الى جيل بسب انتشار الخطية والاثم .وظهور نماذج بشرية متحالفة مع الشيطان صارت دافع اكثر فى فساد اجيال واجيال وانحدار الجنس البشرى الى قرار الخطية والفساد .
كل هذه الظروف صارت حائلآ ضخمآ وهوة عميقة فى معرفة الله المعرفة الحقيقية .او الاقتراب من طبيعة الله الحقيقية ولو بصورة ضئيلة جدآ
وحدث تشوه فى صورة الله فى عقل وفكر الانسان ,وصنع كل جيل صورة خاصة له عن الله ,وغالبآ ما كانت صورة الله تتكون فى عقل كل جيل تحت دافع الظروف المحيطة به او التهديدات التى تهدد حياته ,
او ربما من دافع احتياجات الانسان والامور التى يتمنى ان تتحقق له وتوفر له السعادة فى الحياة الحاضرة .
وعلى الرغم من ان الله خصص شعب اسرائيل من شعوب الارض لكى يُعلن له عن نفسه وارسل له النبؤات بيد انبياء كثر عددهم جدآ ولكن لم يستطيع ايضآ الانسان ان يُكون من خلال تعامل الله معه عن طريق الانبياء والشرائع صورة حقيقية عن الله والعيب ليس فى الانبياء والنبؤات ولكن فى طبيعة الانسان الفاسدة والتى تحتاج الى تغير جوهرى.!
والعجيب بالحق ان الله ارسل وصايا وتعاليم( الناموس) لكى تساعد الانسان ان يقترب من الله اكثر ويبتعد عن الخطية والفساد التى حجبت الله عنه .
ولكن سقط الانسان وبيد اخيه الانسان تحت عبودية هذه الوصايا وصارت الوصايا هى الاله للانسان دون الله لاصحاب الفهم المظلم .وهذا ما جعل يسوع المحب للبشر يكشف هذا الامر بوضوح عندما قال:
ثم قال لهم السبت انما جعل لاجل الانسان لا الانسان لاجل السبت مر 2 : 27
وليس هذا فقط ولكن من اجل المصلحة المادية والمكاسب العالمية والذاتية ,تاجرا الكتبة والفريسيون فى الوصايا لحسابهم الشخصيى .!
فقد قدموا وصايا لم يُرسلها الله وكتبوا وألفوا وصايا عديدة لكى تخدم مصلحتهم ومكاسبهم تحت ستار وصايا الله ولكن فى الحقيقة هى وصايا الناس كما اطلق عليها المسيح يسوع له المجد .
وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس مر 7 : 7
وخلال هذا الاصحاح يكشف روح الله كيف فضح الرب يسوع تعاليم الناس والتى تسببت اكثر فى بعد الانسان عن معرفة الله الحقيقية .
ويكشف هذا الاصحاح اهمية ظهور المسيح فى حياة الانسان وانه الشخص الوحيد الذى يستطيع ان يُعلن عن الله وبوضوح وانه هو الطريق الوحيد والبسيط الى الله .
يسوع كان جالس على حجرة مرتفة عن الارض وبجواره يوحنا ولكنه كان يجلس على الارض ويسند راسه فوق ركبة يسوع فهو كان قد تعود ان يسند كيانه دائما بجسد يسوع المحيي
ربما لان محبة المسيح كانت قد تفجرت فى قلبه منذ ان عرفه ودعاه بقوة عظيمة فأدرك بنور هذه المحبة قوة جسد يسوع المحيي فكان لايفارق يسوع ابدآ بل دائمآ ما يلتصق بهذه القوة بقصد او بدون قصد مدفوع بجذب من هذه القوة نفسها .
اما باقى التلاميذ فكانوا يجلسون على الارض حول يسوع ,وفى هذا الوقت كان التلاميذ يجهزون بعض الاكل بسرعة ويفترشون بعض من قش الارز وعليه سلة بها قليل من الغذاء البسيط
وبدء التلاميذ مع يسوع فى الاكل وفى هذه الفترة جاء عدد كبير من الفريسيون والكتبة قادمون من اورشليم وسمعوا ان يسوع مع تلاميذه هنا فمالوا حتى يسمعون اخر ما يقوله يسوع لانهم كانوا غير مرتاحين ابدآ لتعليمه .
وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ وَبَعْضُ الْكَتَبَةِ، قَادِمِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ. مر 7 : 1
وعندما وصلت قافلة الكتبة والفريسيون الى مكان المسيح والتلاميذ :
وَرَأَوْا بَعْضَ تَلاَمِيذِهِ يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِأَيْدٍ نَجِسَةٍ، أَيْ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ مر 7 : 2
حدث لهم ذهول وثار عدد كبير جدآ منهم ونادوا بعضهم بعض وقالوا انظروا بأعينكم لكى تكونوا شهود عيان على هؤلاء الذين لا يعرفون الله وقد كسروا وصايا الله ونسوها ,
انظروا كيف ياكلون بأيدى نجسة لم تتطهر ولم يغسلوا ايديهم حتى ولو مرة واحدة والعجيب ان يسوع هذا جالس فى وسطهم ولم ينتهرهم او امرهم ان يغسلوا ايديهم .....
فَقَدْ كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ، وَالْيَهُودُ عَامَّةً، لاَ يَأْكُلُونَ مَا لَمْ يَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ مِرَاراً، مُتَمَسِّكِينَ بِتَقْلِيدِ الشُّيُوخِ.: وَإِذَا عَادُوا مِنَ السُّوقِ، لاَ يَأْكُلُونَ مَا لَمْ يَغْتَسِلُوا. وَهُنَاكَ طُقُوسٌ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَسَلَّمُوهَا لِيَتَمَسَّكُوا بِهَا، كَغَسْلِ الْكُؤُوسِ وَالأَبَارِيقِ وَأَوْعِيَةِ النُّحَاسِ. مر 7 : 4
وسادت لحظة صمت الفريسيون قد امتلاء الغيظ قلوبهم جميعآ بينما التلاميذ لم يبالوا ابدآ بحضور الكتبة والفريسيون واستمروا فى الاكل واكتفوا بابتسامة بل نادى بطرس بصوته العالى وقال تفضلوا ايها الرجال الاخوة !
وهنا رفع يسوع وجهه الحنون وعينه المملؤه محبة لجنس البشر ونظر لهم بنظرات الحب الالهى لعل الحب المشع من عينه تخترق ظلام قلوبهم وبالفعل وجهه نور وجهه اليهم لعل نوره يخترق ظلام نفوسهم ويفهمون ,ولكن صد ظلام قلوبهم نور المسيح :
عِنْدَئِذٍ سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ: «لِمَاذَا لاَ يَسْلُكُ تَلاَمِيذُكَ وَفْقاً لِتَقْلِيدِ الشُّيُوخِ، بَلْ يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِأَيْدٍ نَجِسَةٍ؟» مر 7 : 5
عجب كل العجب على الانسان يقف الانسان يُحاسب ربه وخالقه ويتهمه انه يكسر الوصايا مع العلم الذى وضع الوصايا هو بنفسه اما ما يسألونه عنه ليست وصايا الله بل وصايا انفسهم هم .
وعندما وجد يسوع انهم لم يشعروا بنظرات حبه ولم يُقدروا حضوره كشف انفسهم وتعاليمهم امام انفسهم لعلهم يتوبخون ويرجعون الى الحق
فَرَدَّ عَلَيْهِمْ قَائِلاً: «أَحْسَنَ إِشَعْيَاءُ إِذْ تَنَبَّأَ عَنْكُمْ أَيُّهَا الْمُرَاؤُونَ، كَمَا جَاءَ فِي الْكِتَابِ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ عَنِّي جِدّاً
إِنَّمَا بَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ لَيْسَتْ إِلاَّ وَصَايَا النَّاسِ !
8: فَقَدْ أَهْمَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَمَسَّكْتُمْ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ!»
: وَقَالَ لَهُمْ: «حَقّاً أَنَّكُمْ رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِتُحَافِظُوا عَلَى تَقْلِيدِكُمْ أَنْتُمْ! مر 7 : 6 _ 9
قال هذا يسوع بينما روح ابينا أشعياء يبكى فى السماء لانه يجد خالقه امام قلوب غليظة لا تفهم
انكسرت عيون الكتبة والفريسيون وحاول بعضهم بكبرياء قلوبهم ان يُجادل يسوع ولكن لم يستطيعوا فقد انكسفت الظلمة التى فيهم وفى حضور النور الحقيقى فصمتوا فى خزي ولكن يسوع اراد ان يكشف ظلمة افكارهم اكثر لكى يتوبوا فشرح كيف انحرفت افكارهم تحت ضغط محبتهم للمال والشهوات الارضية فقال لهم :
فَإِنَّ مُوسَى قَالَ: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ! وَأَيْضاً: مَنْ أَهَانَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ، فَلْيَكُنِ الْمَوْتُ عِقَاباً لَهُ!
وَلكِنَّكُمْ أَنْتُمْ تَقُولُونَ: إِذَا قَالَ أَحَدٌ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ:, إِنَّ مَا كُنْتُ أَعُولُكَ بِهِ قَدْ جَعَلْتُهُ قُرْبَاناً، أَيْ تَقْدِمَةً (لِلْهَيْكَلِ)،
: فَهُوَ فِي حِلٍّ مِنْ إِعَانَةِ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ!
13: وَهَكَذَا تُبْطِلُونَ كَلِمَةَ اللهِ بِتَعْلِيمِكُمُ التَّقْلِيدِيِّ الَّذِي تَتَنَاقَلُونَهُ. وَهُنَاكَ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ مِثْلُ هَذِهِ تَفْعَلُونَهَا! » مر 7 : 7 _ 13
اليست هذه هى الحقيقية هل انكشفت شرور انفسكم امام انفسكم الان : نظر يسوع لهم وفى عينه نداء بالحب لهم مرة اخرى وقال لهم هذا لعلهم يتراجعون
ثم قال هل تفهمون الى اى حد صارت شهوة حب المال عندكم تبطلون وصية الله بأن يكرم الانسان ابيه وامه اذا نذر الشخص نذرآ للهيكل اليس هذا هو الظلام بعينه .؟
العجيب ان الفريسيون لم يستطيعون ان ينطقوا كلمة واحدة , وانشد التلاميذ الى الحديث وتركوا الاكل والجمع كان يُنصت ليسوع
فقام يسوع فى وسطهم واقترب اكثر من الفريسيون والكتبة وجاء كثيرون من الناس على صوت يسوع ,وايضآ شكل الكتبة والفريسيون ولبسهم كانا يشد الجميع ولكن هذه المرة تجمهر الشعب لانهم وجدوا الكتبة والفريسيون ولأول مرة يقفون موقف المنكسرين فهم دائمآ الذين يوبخون الشعب بدون حق ونادرآ بالحق.
اليوم يقفون موقف المتوبخين ولم يجسر اى واحد منهم حتى الكبير فيهم ان يفتح فاه بنصف كلمة وعندما وجد يسوع ان جمعآ غفيرآ تجمهر حوله حينذآ:
دَعَا الْجَمْعَ إِلَيْهِ ثَانِيَةً، قَالَ لَهُمْ: «اسْمَعُوا لِي كُلُّكُمْ وَافْهَمُوا مر 7 : 14
واضح ان يسوع سوف يكشف امر مهم جدآ تعليم جديد لم يعرفه الانسان من قبل ,تعليم هو تعليم الله وليس تعليم الناس والكتبة والفريسيون .
نعم يسوع وهو الله بداء يمحو ظلمة سنين طويلة عاش فيها الانسان محروم من معرفة الله الحقيقية وسقط الانسان فيها تحت قوانين وفرائض ليس لها معنى من اختراع الناس لكى تبعد الانسان عن الله البسيط المحب فقال :
لاَ شَيْءَ مِنْ خَارِجِ الإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَهُ يُمْكِنُ أَنْ يُنَجِّسَهُ. أَمَّا الأَشْيَاءُ الْخَارِجَةُ مِنَ الإِنْسَانِ، فَهِي الَّتِي تُنَجِّسُهُ.
16: مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». مر 7 : 15 _ 16
لقد وضع يسوع قانون جديد عن النجاسة ضد قانون الكتبة والفريسيون ,فطول السنوات الماضية والفريسيون والكتبة والكهنة يخترعون كل يوم قانون جديد فى التطهير من النجاسات
ولكن المسيح قلب الاساس كله والحقيقة هو اعاد الوضع الى اصله الحقيقى فالله خلق كل شيئ طاهر وبالتالى ليس هناك نجاسة ابدآ فى خليقة الله
اما منبع النجاسة هو قلب الانسان ونيته ,هى التى ينبع منها النجاسة والشر وبهذا نقل المسيح الانسان فى علاقته مع الله من التطهيرات الجسدية التى لا تفيد شيئ الى تطهير القلب بالمسيح الذى يسكن فيه .
ادار الفريسيون وجوهم عن المسيح الذى قلب جميع قوانين حياتهم ولم يحتملوا او يقبلوا هذا الفكر الجديد ولكن لم يستطيعوا ان يُجادلوا المسيح بل اكتفوا بأنهم احبوا الظلمة اكثر من النور ,
فتسحبوا واحد خلف الاخر ولكن التلاميذ ايضآ كانوا فى حالة ذهول على الرغم من انهم أكلوا بدون غسل ايديهم عندما كانوا ينظرون الى طهارة العالم كله حاضر بينهم فلم يجروا ان يتطهروا بشيئ اخر !!
ولكن عندما فكروا بعقولهم في التعاليم والفرائض الكثيرة التى تعلموها منذ حداثتهم ووجدوا القانون الجديد الذى نادى به يسوع سوف يقضى على كل تعاليم الشيوخ القديمة حدث تعجب لهم :
وَلَمَّا غَادَرَ الْجَمْعَ وَدَخَلَ الْبَيْتَ، اسْتَفْسَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَغْزَى الْمَثَلِ، مر 7 : 17
انتهز التلاميذ الفرصة وعندما دخلوا مع يسوع بيت احد الاحباء تجمعوا حوله وقالوا له هل حقيقى ما قلته اليوم نحن سوف نُعتق من جميع فرائض الشيوخ وتقاليدهم
لا غسيل ايدى ولا غسيل الانية ثلاث مرات ولا جميع العادات الثقيلة هذه ؟
فَقَالَ لَهُمْ: «أَهَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً لاَ تَفْهَمُونَ؟ أَلاَ تُدْرِكُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الإِنْسَانَ مِنَ الْخَارِجِ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنَجِّسَهُ،
19: لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ بَلْ إِلَى الْبَطْنِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْخَلاَءِ؟» مِمَّا يَجْعَلُ الأَطْعِمَةَ كُلَّهَا طَاهِرَةً.
-20: ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ، هُوَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ.
-21: فَإِنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَنْبُعُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ، الْفِسْقُ، السَّرِقَةُ، الْقَتْلُ،
22: الزِّنَى، الطَّمَعُ، الْخُبْثُ، الْخِدَاعُ، الْعَهَارَةُ، الْعَيْنُ الشِّرِّيرَةُ، التَّجْدِيفُ، الْكِبْرِيَاءُ، الْحَمَاقَةُ
23: هَذِهِ الأُمُورُ الشِّرِّيرَةُ كُلُّهَا تَنْبُعُ مِنْ دَاخِلِ الإِنْسَانِ وَتُنَجِّسُهُ». مر 7 : 18 : 23
ووضع يسوع الحبيب منهج جديد للتعامل مع الله البسيط المحب للبشر ,فالعلاقة الحقيقية الصادقة مع الله تبدء من القلب .
فمن يريد الله يُسلم له قلبه ويكشف له نيته وحينئذآ يعمل روح الله الساكن فى القلب على مدار العمر كله فى تطهير القلب والنية ,
وكلما احب الانسان المسيح من قلبه اقترب المسيح من الانسان والانسان من المسيح اكثر ,وكلما اقترب الانسان من المسيح القدوس ظهرت نجاسات القلب والنية اكثر ,
فيصرخ الانسان للمسيح الذى يحبه فيطهر المسيح القلب والنية بقداسته الشخصية وحضوره فى القلب وهكذا يكون كل شيئ خارج الانسان طاهر ولا يعرف الانسان معنى اى شيئ نجس الا الاشياء التى تنبع من القلب لكى تفصل الانسان عن محبة المسيح .