تصاعد أعمال العنف ضد المسيحيين في غزة
تقرير عبير صراص – إذاعة هولندا العالمية
16-05-2008
ازدادت في الآونة الأخيرة التفجيرات التي تستهدف المدارس والمراكز المسيحية في قطاع غزة. فقد قام مسلحون فجر اليوم بوضع قنبلة ناسفة في مدخل مدرسة راهبات الوردية المسيحية في منطقة تل الهوا مما أسفر عن أضرار مادية في مدخل المدرسة. وفي شهر فبراير الماضي قام مسلحون بالهجوم على مكتبة جمعية الشبان والمسيحية وحرق 10.000 من الكتب القيمة. وفي هجوم آخر في شهر فبراير قام مسلحون بتدمير محتويات الصفوف الدراسية لمدرسة النور المعمدانية في القطاع.
16-05-2008
ازدادت في الآونة الأخيرة التفجيرات التي تستهدف المدارس والمراكز المسيحية في قطاع غزة. فقد قام مسلحون فجر اليوم بوضع قنبلة ناسفة في مدخل مدرسة راهبات الوردية المسيحية في منطقة تل الهوا مما أسفر عن أضرار مادية في مدخل المدرسة. وفي شهر فبراير الماضي قام مسلحون بالهجوم على مكتبة جمعية الشبان والمسيحية وحرق 10.000 من الكتب القيمة. وفي هجوم آخر في شهر فبراير قام مسلحون بتدمير محتويات الصفوف الدراسية لمدرسة النور المعمدانية في القطاع.
بقايا مكتبة جمعية الشبان المسيحية بعد احتراقها |
يقول أحد المسيحيين المقيمين في قطاع غزة، والذي يرغب في عدم ذكر اسمه، بأن هذه التفجيرات لا تعكس حقيقة العلاقات المسيحية الإسلامية هنالك. ولد وعاش هذا الشخص في غزة حيث نشب على جو من التعايش والتسامح بين الطرفين. ويرى بأن العلاقات بين المسيحيين والمسلمين كانت دائما جيدة، لكن حسب رأيه فإن هنالك جماعات متشددة تحاول المس بهذه العلاقات.
هنالك اعتقاد سائد في الشارع الفلسطيني في غزة بأن حالة الإحباط التي يعيشها أهل غزة ونسبة البطالة العالية التي تصل في بعض الأماكن إلى 70% ،تساهم جميعها في خلق المزيد من الإحباط وتغذي التشدد والتعصب الديني. تعارض هذه الجماعات جميع أشكال الحداثة مثل ظاهرة الانترنت كافيه التي انتشرت بكثرة في جميع أنحاء القطاع. يعتقد بأن هنالك بشكل عام ربط ما بين التصعيد الغربي في العراق وأفغانستان وفلسطين وبين الديانة المسيحية. ينعكس هذا الضغط بشكل سلبي على أهالي غزة المسيحيين لأن هنالك ربط بين الحرب التي يشنها الغرب المسيحي وبين أبناء الطوائف المسيحية في فلسطين.
من جهتها تستنكر حركة حماس جميع أعمال العنف التي تستهدف الأهالي المسيحيين في غزة. تمكنت الحكومة من القبض على بعض المتورطين في حادث حرق مكتبة جمعية الشبان وتقول بأن مرتكبي هذه الجرائم معروفين لدى الحكومة وسيتم معاقبتهم. وقال إيهاب الغصين، الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة "إن بعض الجهات الخارجة عن القانون تحاول استهداف أماكن تواجد المسيحيين من أجل تحقيق مآرب سياسية لخدمة أجندات خارجية وتوتير العلاقة القوية مع الأخوة المسيحيين في قطاع غزة".
وأضاف الغصين "الذين يقومون بمثل هذه التفجيرات مجرمون يعملون من أجل خدمة أجندات خارجية تخدم بدورها الاحتلال الإسرائيلي وإظهار قطاع غزة كأنه منطقة خطرة تستهدف المؤسسات المسيحية والأجنبية".
يستبعد النائب حسام الطويل عضو اللجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني أن تؤدي هذه التفجيرات إلى اندلاع قتال طائفي بين المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين لأن هنالك تاريخ عريق من التعايش في الأراضي المقدسة، وأن كلا المجموعتين ناضلت وعانت من أجل إنهاء الاحتلال. كما أن النزاع الطائفي لا يخدم أحد سوى الاحتلال كما يرى النائب الطويل.
بالرغم من استنكار الحكومة لهذه الأعمال إلا أنها لم تكشف عن المجموعة أو المجموعات التي تقف وراء التفجيرات. تحاول الحكومة المقالة بهذا أن تتجنب الوقوع في حلقة من الاتهامات التي من يمكن أن تصعد التوتر بين الفريقين. يقول المواطن الغزاوي بأن حركة حماس لم تتمكن من بسط سيطرتها على جميع أنحاء قطاع غزة مما أتاح الفرصة لهذه المجموعات المتشددة أن تواصل عمليات الترهيب التي تشنها ضد المسيحيين هناك.
هنالك اعتقاد سائد في الشارع الفلسطيني في غزة بأن حالة الإحباط التي يعيشها أهل غزة ونسبة البطالة العالية التي تصل في بعض الأماكن إلى 70% ،تساهم جميعها في خلق المزيد من الإحباط وتغذي التشدد والتعصب الديني. تعارض هذه الجماعات جميع أشكال الحداثة مثل ظاهرة الانترنت كافيه التي انتشرت بكثرة في جميع أنحاء القطاع. يعتقد بأن هنالك بشكل عام ربط ما بين التصعيد الغربي في العراق وأفغانستان وفلسطين وبين الديانة المسيحية. ينعكس هذا الضغط بشكل سلبي على أهالي غزة المسيحيين لأن هنالك ربط بين الحرب التي يشنها الغرب المسيحي وبين أبناء الطوائف المسيحية في فلسطين.
من جهتها تستنكر حركة حماس جميع أعمال العنف التي تستهدف الأهالي المسيحيين في غزة. تمكنت الحكومة من القبض على بعض المتورطين في حادث حرق مكتبة جمعية الشبان وتقول بأن مرتكبي هذه الجرائم معروفين لدى الحكومة وسيتم معاقبتهم. وقال إيهاب الغصين، الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة "إن بعض الجهات الخارجة عن القانون تحاول استهداف أماكن تواجد المسيحيين من أجل تحقيق مآرب سياسية لخدمة أجندات خارجية وتوتير العلاقة القوية مع الأخوة المسيحيين في قطاع غزة".
وأضاف الغصين "الذين يقومون بمثل هذه التفجيرات مجرمون يعملون من أجل خدمة أجندات خارجية تخدم بدورها الاحتلال الإسرائيلي وإظهار قطاع غزة كأنه منطقة خطرة تستهدف المؤسسات المسيحية والأجنبية".
يستبعد النائب حسام الطويل عضو اللجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني أن تؤدي هذه التفجيرات إلى اندلاع قتال طائفي بين المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين لأن هنالك تاريخ عريق من التعايش في الأراضي المقدسة، وأن كلا المجموعتين ناضلت وعانت من أجل إنهاء الاحتلال. كما أن النزاع الطائفي لا يخدم أحد سوى الاحتلال كما يرى النائب الطويل.
بالرغم من استنكار الحكومة لهذه الأعمال إلا أنها لم تكشف عن المجموعة أو المجموعات التي تقف وراء التفجيرات. تحاول الحكومة المقالة بهذا أن تتجنب الوقوع في حلقة من الاتهامات التي من يمكن أن تصعد التوتر بين الفريقين. يقول المواطن الغزاوي بأن حركة حماس لم تتمكن من بسط سيطرتها على جميع أنحاء قطاع غزة مما أتاح الفرصة لهذه المجموعات المتشددة أن تواصل عمليات الترهيب التي تشنها ضد المسيحيين هناك.
كنيسة في قطاع غزة صورة من flickr.com |
حسب التقديرات الأخيرة يعيش في غزة ما يقارب 3500 مسيحي، لكن المسيحيين هناك يقولون بأن عددهم لا يتعدى 2000 شخص جلهم مقيمون في مدينة غزة فيما غادرت موجه من العائلات المسيحية متوجه إلى الضفة الغربية. يقدر إجمالي عدد المسيحيين الإ في الأراضي الفلسطينية ب 65 ألف مسيحي، تسكن أغلبيتهم في الضفة الغربية (51 ألف) وفي القدس الشرقية (10 آلاف). ومعظمهم من المسيحيين الأرثوذكس الذين يتبعون مرجعية القدس، ومجموعات أخرى من الكاثوليك واللوثر والطوائف الأخرى. كما يقدر عدد المسيحيين الذين يعيشون داخل الخط الأخضر بحوالي 150 ألف مسيحي إسرائيلي.
وفي تقرير نشرته قناة العربية الفضائية عن أوضاع المسيحيين في غزة صرح الأب مناويل مسلم راعي دير اللاتيين عن الطائفة الكاثوليكية في غزة بأن عشر عائلات مسيحية في غزة تدير ثلث اقتصاد غزة. وقال أن العائلات الفلسطينية المسيحية هنالك تمتلك عقارات ومباني وأراضي ومحلات لتجارة الذهب والمجوهرات.
بشكل عام فإن وضع المسيحيين الاقتصادي في غزة أفضل من وضع أشقائهم المسلمين في القطاع.
جدير بالذكر بأن المؤسسات المسيحية في غزة تدير خمسة مدارس ومعظم الطلاب التي يتلقون الدرس هناك من سكان غزة المسلمين. علما بأن الكنائس والمدارس هناك تعتمد بشكل كلي على المساعدات المادية من الفاتيكان واتحاد الكنائس العالمية. كما أن هنالك بعض المستوصفات والعيادات الطبية التي تديرها مؤسسات مسيحية وتقدم خدمات لجميع الأهالي المسيحيين منهم والمسلمين.
وفي تقرير نشرته قناة العربية الفضائية عن أوضاع المسيحيين في غزة صرح الأب مناويل مسلم راعي دير اللاتيين عن الطائفة الكاثوليكية في غزة بأن عشر عائلات مسيحية في غزة تدير ثلث اقتصاد غزة. وقال أن العائلات الفلسطينية المسيحية هنالك تمتلك عقارات ومباني وأراضي ومحلات لتجارة الذهب والمجوهرات.
بشكل عام فإن وضع المسيحيين الاقتصادي في غزة أفضل من وضع أشقائهم المسلمين في القطاع.
جدير بالذكر بأن المؤسسات المسيحية في غزة تدير خمسة مدارس ومعظم الطلاب التي يتلقون الدرس هناك من سكان غزة المسلمين. علما بأن الكنائس والمدارس هناك تعتمد بشكل كلي على المساعدات المادية من الفاتيكان واتحاد الكنائس العالمية. كما أن هنالك بعض المستوصفات والعيادات الطبية التي تديرها مؤسسات مسيحية وتقدم خدمات لجميع الأهالي المسيحيين منهم والمسلمين.