القاهرة: محمد عبد الرؤوف
أظهرت
مصر أمس تماسكا دينيا وشعبيا بين المسلمين والمسيحيين، في مواجهة وفد
أميركي أراد مناقشة مشاكل المسيحيين فيها، واعتبرت أن مناقشة مثل هذه
المواضيع مع جهات خارجية «تعد تدخلا في الشؤون الداخلية»، مشددة على أن
«مشاكل البيت تناقش داخل البيت وليس خارجه». ورفض
البابا شنودة الثالث، بابا أقباط مصر، استقبال وفد لجنة الحريات الدينية
في الولايات المتحدة للحديث عن المشاكل التي تواجه المسيحيين في مصر،
معتبرا ذلك تدخلا، لكن الوفد الأميركي نجح في لقاء نائب رئيس المجلس
القومي المصري لحقوق الإنسان الدكتور أحمد كمال أبو المجد، الذي خرج الوفد
من عنده بالرسالة ذاتها التي وجهها شنودة، وإن كانت بمزيد من التفصيل.
ووصف أبو المجد الدعاوى التي يطلقها أقباط المهجر، طالبين فرض وصاية على
مصر بأنها «هوس لا نلتفت إليه».
وأكدت
الكنيسة المصرية رفضها لكل المظاهرات التي حدثت خلال الأيام الماضية في
عدة دول أوروبية للتنديد بما سموه «اضطهاد المسيحيين في مصر»، مشددة على
عدم «مناقشة المشاكل الداخلية خارج البيت».
وقال
الأنبا آرميا، سكرتير البابا شنودة الثالث، لـ«الشرق الأوسط»: «البابا رفض
مقابلة الوفد الأميركي للحديث في أوضاع المسيحيين في مصر، لأنه تدخل في
الشؤون الداخلية، كما أن الكنيسة لم تصدر توجيهات لقساوسة الكنائس المصرية
في أوروبا وأميركا بالمشاركة في مظاهرات أقباط المهجر»، مشيرا إلى أن
مشاركة أي منهم (القساوسة) في المظاهرات جاءت بشكل فردي وشخصي ولا علاقة
له بالكنيسة. وأضاف أن «البابا لا يفضل مناقشة المشاكل الداخلية خارج
البيت، ويؤيد كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية والرئيس (المصري
حسني) مبارك».
من
ناحية أخرى، أشار الأنبا آرميا إلى أن البابا شنودة لن يشارك في القداس
الذي سيقام في ذكرى مرور 40 يوما على وفاة ضحايا حادث نجع حمادي (650
كيلومترا جنوب القاهرة)، وقال «القداس سيقام في المطرانية بنجع حمادي،
والبابا لن يشارك فيه، وسيرأسه الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، بحضور من
يرغب في المشاركة من رجال الكنيسة».
وقتل
ستة مسيحيين ومسلم واحد وأصيب 9 آخرون في اعتداء مسلح على تجمع للمسيحيين
خارج مطرانية نجع حمادي في محافظة قنا بصعيد مصر، عشية الاحتفال بعيد
ميلاد السيد المسيح في 6 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وبالتوازي
مع الموقف الرسمي للكنيسة الأرثوذكسية، وصف أبو المجد مظاهرات أقباط
المهجر والدعاوى التي يطلقونها مطالبين بالوصاية على مصر، بأنها لا تعبر
عن التيار الغالب بين مسيحيي مصر، مؤكدا أن مثل هذا يزيد من تأجيج الفتنة
ويسمم الأجواء، وهو أمر لا يغفره الرب ولا العبد في هذا البلد.
وقال
أبو المجد عقب لقائه مع وفد لجنة الحريات الدينية الأميركية «ليس عندنا ما
نخفيه، ومصر ليست أميركا، وعندما تقيس الولايات المتحدة الموقف يجب أن
تراعي الوضع المعقد في المنطقة ومدى انتشار ثقافة حقوق الإنسان». وأضاف
«لا نتردد أبدا في النقد، ومن المهم جدا لدينا وحدة النسيج الوطني. ومن
المهم جدا أيضا موضوع أمن الوطن». كما أكد أن «القضية الأساسية فيها خطوط
حمراء على المسيحيين وخطوط حمراء على المسلمين وخطوط حمراء تفرض على
الجميع، على رأسها ألا يصدر تصريح أو موقف يصب في خانة زيادة التوتر
الطائفي ولا يحل المشكلة».
لينك الموضوع
http://www.coptreal.com/WShowSubject.aspx?SID=29298
أظهرت
مصر أمس تماسكا دينيا وشعبيا بين المسلمين والمسيحيين، في مواجهة وفد
أميركي أراد مناقشة مشاكل المسيحيين فيها، واعتبرت أن مناقشة مثل هذه
المواضيع مع جهات خارجية «تعد تدخلا في الشؤون الداخلية»، مشددة على أن
«مشاكل البيت تناقش داخل البيت وليس خارجه». ورفض
البابا شنودة الثالث، بابا أقباط مصر، استقبال وفد لجنة الحريات الدينية
في الولايات المتحدة للحديث عن المشاكل التي تواجه المسيحيين في مصر،
معتبرا ذلك تدخلا، لكن الوفد الأميركي نجح في لقاء نائب رئيس المجلس
القومي المصري لحقوق الإنسان الدكتور أحمد كمال أبو المجد، الذي خرج الوفد
من عنده بالرسالة ذاتها التي وجهها شنودة، وإن كانت بمزيد من التفصيل.
ووصف أبو المجد الدعاوى التي يطلقها أقباط المهجر، طالبين فرض وصاية على
مصر بأنها «هوس لا نلتفت إليه».
وأكدت
الكنيسة المصرية رفضها لكل المظاهرات التي حدثت خلال الأيام الماضية في
عدة دول أوروبية للتنديد بما سموه «اضطهاد المسيحيين في مصر»، مشددة على
عدم «مناقشة المشاكل الداخلية خارج البيت».
وقال
الأنبا آرميا، سكرتير البابا شنودة الثالث، لـ«الشرق الأوسط»: «البابا رفض
مقابلة الوفد الأميركي للحديث في أوضاع المسيحيين في مصر، لأنه تدخل في
الشؤون الداخلية، كما أن الكنيسة لم تصدر توجيهات لقساوسة الكنائس المصرية
في أوروبا وأميركا بالمشاركة في مظاهرات أقباط المهجر»، مشيرا إلى أن
مشاركة أي منهم (القساوسة) في المظاهرات جاءت بشكل فردي وشخصي ولا علاقة
له بالكنيسة. وأضاف أن «البابا لا يفضل مناقشة المشاكل الداخلية خارج
البيت، ويؤيد كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية والرئيس (المصري
حسني) مبارك».
من
ناحية أخرى، أشار الأنبا آرميا إلى أن البابا شنودة لن يشارك في القداس
الذي سيقام في ذكرى مرور 40 يوما على وفاة ضحايا حادث نجع حمادي (650
كيلومترا جنوب القاهرة)، وقال «القداس سيقام في المطرانية بنجع حمادي،
والبابا لن يشارك فيه، وسيرأسه الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، بحضور من
يرغب في المشاركة من رجال الكنيسة».
وقتل
ستة مسيحيين ومسلم واحد وأصيب 9 آخرون في اعتداء مسلح على تجمع للمسيحيين
خارج مطرانية نجع حمادي في محافظة قنا بصعيد مصر، عشية الاحتفال بعيد
ميلاد السيد المسيح في 6 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وبالتوازي
مع الموقف الرسمي للكنيسة الأرثوذكسية، وصف أبو المجد مظاهرات أقباط
المهجر والدعاوى التي يطلقونها مطالبين بالوصاية على مصر، بأنها لا تعبر
عن التيار الغالب بين مسيحيي مصر، مؤكدا أن مثل هذا يزيد من تأجيج الفتنة
ويسمم الأجواء، وهو أمر لا يغفره الرب ولا العبد في هذا البلد.
وقال
أبو المجد عقب لقائه مع وفد لجنة الحريات الدينية الأميركية «ليس عندنا ما
نخفيه، ومصر ليست أميركا، وعندما تقيس الولايات المتحدة الموقف يجب أن
تراعي الوضع المعقد في المنطقة ومدى انتشار ثقافة حقوق الإنسان». وأضاف
«لا نتردد أبدا في النقد، ومن المهم جدا لدينا وحدة النسيج الوطني. ومن
المهم جدا أيضا موضوع أمن الوطن». كما أكد أن «القضية الأساسية فيها خطوط
حمراء على المسيحيين وخطوط حمراء على المسلمين وخطوط حمراء تفرض على
الجميع، على رأسها ألا يصدر تصريح أو موقف يصب في خانة زيادة التوتر
الطائفي ولا يحل المشكلة».
لينك الموضوع
http://www.coptreal.com/WShowSubject.aspx?SID=29298