[size=24]المسيح الحلو : ؛؛ الحياة ؛؛
_____________________
الإنسان الطبيعي ولد لكي يموت , فهو قد أنحدر من أصل مخلوق من العدم ,من أصل قد خُلق من التراب .ومن العسير جدآ على الإنسان الطبيعي أن يتحد بالله وتسكن فيه النعمة , فهو غير قادر أن يحتفظ بالنعمة فى كيانه ولا يستطيع أن يُقدر قيمة النعمة .
((لو كان الله قد نطق بكلمة _ وهذا في قدرته _ ليلغي اللعنة ...لصار الانسان مثل ادم قبل التعدي ينال النعمة من خارج ,ولا يحوزها متحدة بجسده )) القديس أثناسيوس (ضد الاريوسيين 2: 68)
فهو مخلوق ترابي والسقوط أصابه بعتمة روحية داخلية وتشوه عظيم من جهة الله القدوس ,ولان الله روح فهو بعيد جدآ عن الله وتظهر اعمال الله بالنسبة له جهالة:
ولكن الانسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لانه عنده جهالة.ولا يقدر ان يعرفه 1كو 2 : 14
وقد جلبت خطية الإنسان الأول الموت على البشرية كلها وأصبح الإنسان الطبيعي فاسد بطبيعته ,ولابد أن يأتي عليه الموت لمحالة!!
وسقطت البشرية كلها تحت عبودية الخوف بسبب الموت الذي صار عدو الإنسان الأول والأخير, وفقد الإنسان جميع مسراته بسبب الموت ,حتى آن القبر صار بمثابة أب للإنسان والدود هو أمه وإخوته:
وقلت للقبر انت ابي وللدود انت امي واختي أي 17 : 14
إلى هذا الحد صارت حياة الإنسان تعيسة وليس لها هدف أو قيمة ,فما المنفعة من وجود الإنسان إذا كانت النهاية هي الموت ؟
حتى أن الإنسان كان من مرارة الخوف من الموت يتمني أنه لم يولد من أصله ,وهذا أفضل إذا كان يولد لكي يموت .
وقد تصارعت البشرية الحزينة مع الله خالقها ولكن معرفته كانت بعيدة جدآ عن الإنسان الطبيعي ,ولهذا صرخت البشرية نحو الله وبمرارة نفس قالت :
ليته هلك اليوم الذي ولدت فيه والليل الذي قال قد حبل برجل. 4 ليكن ذلك اليوم ظلاما.لا يعتن به الله من فوق ولا يشرق عليه نهار. 5 ليملكه الظلام وظل الموت.ليحل عليه سحاب.لترعبه كاسفات النهار. 6 اما ذلك الليل فليمسكه الدجى ولا يفرح بين ايام السنة ولا يدخلنّ في عدد الشهور. 7 هوذا ذلك الليل ليكن عاقرا.لا يسمع فيه هتاف. 8 ليلعنه لاعنو اليوم المستعدون لايقاظ التنين. 9 لتظلم نجوم عشائه.لينتظر النور ولا يكن ولا ير هدب الصبح. 10 لانه لم يغلق ابواب بطن امي ولم يستر الشقاوة عن عينيّ. 11 لم لم امت من الرحم.عندما خرجت من البطن لم لم اسلم الروح. 12 لماذا اعانتني الركب ولم الثدي حتى ارضع. 13 لاني قد كنت الآن مضطجعا ساكنا.حينئذ كنت نمت مستريحا 14 مع ملوك ومشيري الارض الذين بنوا اهراما لانفسهم 15 او مع رؤساء لهم ذهب المالئين بيوتهم فضة 16 او كسقط مطمور فلم اكن.كأجنّة لم يروا نورا. أي 3: 2 : 17
وليس في هذا مبالغة بل هذه مشاعر صادقة تُعبر بها البشرية ويصرخ بها الإنسان الطبيعي من مرارة الموت الذي يتربص بيه في كل وقت ,وينتظره مهما طال الزمان فهو نهاية حتمية فلا شفاعة في الموت !!عند الانسان الطبيعي.
وهكذا صار الموت هو حكم الهي على الإنسان الطبيعي المنحدر من أصل أدم ,فالموت صار يعمل في الإنسان بمجرد أن يُجد على الأرض يعمل في طبيعته ,على الفور موازي لعمل النمو والحياة .
يعمل الموت في الإنسان ويخط فيه خطوط عريضة يوم بعد يوم حتى يقضي عليه تمام في النهاية ,والموت يعمل في الانسان رغم ارادته ووبذل الانسان جهد عظيم جدآ فى مواجة الموت في الجسد ,من ابحاث واختراعات وادوية فى مواجة الموت والامراض التى تؤدي الى الموت.
ولكن بعد كل الجهد المشكور وعمل أدوية تواجه الإمراض بكل أنواعها ,يتحدي الموت في النهاية كل هذه المحاولات ويكون له الكلمة الأخيرة ودائمآ ينتصر بالضربة القاضية!!
اي انسان يحيا ولا يرى الموت اي ينجي نفسه من يد الهاوية مز 89 : 48
ولكن السؤال الهام أين الحياة ؟
__________________________
فإذا كانت الحياة هي التي أوجدت الإنسان الطبيعي ولكن الموت ملك عليه وأذله فلماذا الحياة صامته وهل سوف تصمت على الموت ,وتتركه يعبث في خليقتها إلى النهاية ؟!!
لقد تملك الموت من الإنسان حتى رضخ الإنسان له بعبودية مُرة ,واعتبر الإنسان أن سلطان الموت أعظم من أى سلطان أخر فنطق الإنسان قائلا الذي يموت لا يرجع .!!
لاني اعلم انك الى الموت تعيدني والى بيت ميعاد كل حيّ. أي 30 : 23
وبهذا صار الموت بيت ميعاد كل حي .! فهو يحي ليموت ,ولكن السؤال ماهي الحياة وأين توجد الحياة ؟
هذا سؤال صرخت به نفسي من أعماقها ولكن سيمعت صوت النعمة في داخلي يقول:
لانه من يجدني يجد الحياة وينال رضى من الرب.ام 8 : 35
من انت ؟ أكشف لي لأني أريد الحياة .......الموت هو العدو الحقيقي لكل إنسان وكل إنسان ميت ونهايته الموت فمن أنت الذي تقول من يجدني يجد الحياة .! أين أنت تكون واين تسكن ولماذا لا أرك؟
في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. 2 هذا كان في البدء عند الله يو 1 : 1
أنت تقول في البدء أنا أعرف أنه في البدء خلق الله السموات والارض. تك 1 : 1
فهل تقصد هذا البدء ؟
مخبر منذ البدء بالاخير ومنذ القديم بما لم يفعل قائلا رأيي يقوم وافعل كل مسرتي. أشع 46 : 10
أذا أنت لا تقصد ابدآ البدء الذي هو بداية خلق العالم ولكن ماذا هذا البدء هل هناك بدء آخر غير بدء تكوين العالم ؟
منذ الازل مسحت منذ البدء منذ اوائل الارض. أم 8 : 23
أنه عجب يارب أنت تتكلم عن بدء ما قبل أى بدء قبل الأزمنة وقبل بداية كل بدء ,!1 قبل ظهور جميع صور الحياة المخلوقة اى انت تقصد فى الازل .
أنت الكلمة الموجود قبل الأرض وما عليها أي قبل بداية اى شيء أنت كائن ,وأنت الله !ولكن أنا لا أعرفك طبيعتي وقدراتي البشرية أقل جدآ من أن تعرفك وعيني التي أدُرك بها الأشياء لاتستطيع أن ترك .!!!
في الأزل كانت الكلمة , وكانت تفيد الكينونة والوجود أي كانت كائنة ,والكلمة كانت عند الله أي أن الكلمة هي من جوهر الله فيه ولاتنفصل عنه أبدآ وهذا منذ البدء قبل أي بدء أي منذ الأزل ,.
وكانت الكلمة هي الله ,فليس هناك فرق في الجوهر بين الله وبين الكلمة ,فالكلمة هي الله هذا كلن في البدء عند الله .ولكن يقف عقلي وتصوراتي البشرية الضعيفة جدآ والمحدودة .تقف عاجزة أشد العجز عن أن تتصور ما هو الكلمة الذي هو الله ؟!
وكيف لي ان أتصور ما هو سابق أصلآ عن وجودي بل ووجود جميع الأشياء؟!!
إنا فقط أدرك الأشياء المنظورة التي حولي وأتعرف عليها بحواسي :
ولكن كيف لي من حواس تستطيع أن تُدرك ما هو سابق عن أى إدراك ؟وكيف لي أن أسبح الى ما هو سابق عن كل زمن وهو خارج عن أى حدود ؟
((كيف يتجاسر غير الاتقياء بجهالة على غير ما يجب , إذ أنهم مجرد بشر وغير قادرين حتي علي وصف ما على الارض و.لماذا أقول ما على الارض ؟
لعلهم يقولون لنا ماهي طبيعتهم الخاصة أن كانوا قادرين على فحصها ! ولكنهم بجسارة واعتداد بالذات لايرتعون من أن يخترعوا النظريات عن الامور التى تشتهي الملائكة أن تطلع عليها (1بط 1: 12)
التى تفوقهم بمثل هذا المقدار ,سواء كانت من جهة طبيعتها أو قدرها السامي .لانه أى كائن أقرب الى الله من الشاروبيم والسارافيم ؟
ومع ذلك فإنهم لا يشخصون إليه ولا يمسون الارض بأرجلهم أمامه ولايكشفون وجوههم بل يغطونها ويقدمون التسابيح بشفاه لا تفتر ,ولايفعلون شيئآ اخر غير تمجيد الطبيعة الالهية الفائقة بتسبحة الثلاثة تقديسات)
القديس أثناسيوس الرسولي
لقد أيقنت الان أن الحياة سابقة علي ما أسميها أنا الحياة .!! فأن أطلق لفظ الحياة على كل ما هو حولي من الأشياء الحية ., ولكن هذه ليست الحياة لان الحياة لابد أن لايكون لها بداية .
بل ما اسُميها الحياة,, هي تكونت من الحياة الحقيقية والتى سبقت وجودها وقبل ان يكون هناك بدء لاى شيئ من الاشياء:
كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. يو 1 : 3
(لانه بسلطانه اتحد بكل شيئ وبكل الاشياء ,ويضبط كل الاشياء بقدرة لاحد لها .) قد أثناسيوس الرسولي
انت غير المنظور خلف كل شيئ حولي ,أنت الذي صنعت كل شيئ وبدونك لم يكن شيئ مما كان .
منك خرجت هذه الحياة المخلوقة وبقوتك ,وانت الذي تحكمها وتسيرها كلها ,وانت السابق عليها وكائن قبل أن تكون .
كل ما في الحياة من عجائب معروفة او الكثير جدآ الغير معروفة ,الظاهرة أمام الإنسان أو التي يصعب على الإنسان الضعيف أن يُدركها ,التي على الأرض أو التي في البحر ,التي في الهواء أو التي في السماء .أو حتى التي هي خارج الأرض أو الفلك أو الكون الفسيح وإسراره العظيمة
كل هذه هي في قبضة يداك....... هي تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تبلى كرداء تغيّرهنّ فتتغيّر. مز 102 : 26
هكذا فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الارض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين.الكل به وله قد خلق 1كو 1: 16
ولكن ماذا عن الحياة
00000000000000000
فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. 5 والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه يو 1 : 4 _ 5
الحياة فيك يا كلمة الله وأنا أبحث عن الحياة أنا أتمني أن أري الحياة وألمسها وأمسك بها ,لأني لم أعرف إلا الموت ,لم اختبر إلا الموت في جميع من هو حولي .
كل ما هو حولي يارب واضح انه يزول ,كل ما تمسكه يدي وتشعر به حواسي وتراه عيني بزول أذآ ليس هذا هو الحياة الحقيقية !!
أما الحياة التي لا تموت ولا يتسلط عليها الموت هي شيئ غريب ولم نسمع به ولم نراها فكيف يمكن ان نراها ؟
ربي يسوع أضع نفسي فى مكان الانسان الطبيعي والذي الموت يعمل فيه وقد ملك عليه فأنزعج جدآ وأشعر بكآبة عظيمة جدآ .
انها مرارة عظيمة جدآ أن اشعر بأن الموت يعمل فى أعضائي وينتشر فى كياني يوم بعد يوم وليس هناك من يستطيع أن يُقفه ,لقد صنع الانسان عهدآ مع الموت ,وميثاقآ مع الهاوية وليس منقذ:
لانكم قلتم قد عقدنا عهدا مع الموت وصنعنا ميثاقا مع الهاوية أشع 28 : 15
ولكن ما هو الحل هل تقف الحياة الحقيقة والتى أوجدت هذه الحياة المخلوقة صامته ,امام عبث الموت في الانسان؟
ولكن محبة الله العجيبة صنعت ما لايخطر على قلب بشر ,فى مواجهة الموت الذي دخل الى الانسان بحسد ابليس ,فلكي يهدم الله الموت في الطبيعة البشرية ,صنع عملآ يتعجب منه الكون كله ومازال في حيرة وتعجب منه اذ :
الكلمة صار جسدا وحلّ فينا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا. يو 1 : 14
نعم هذا هو الطريق الذي صنعه الله لكي يهدم به الموت الذي فى البشرية, والتي دخل إليها بحسد إبليس .
((الموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته ,بالظهور المحي(في الجسد) الذي لابنك الوحيد )) القداس الالهي
فلكي يقضي الله على الموت في الإنسان ويضمن له عدم الموت إلى الأبد ,أخذ له جسد قابل للموت وجعله ابن الله واحدا معه بغير اختلاط أو امتزاج أو تغير.
وهنا دخلت الحياة الحقيقية الى عالم الانسان ,ولكن ليس عن طريق أخر ولكن عن طريق الإنسان وبطبيعة بشرية كاملة ,أخذها الابن الكلمة ,والذي كان كائن في البدء وفيه الحياة لأنه هو الحياة الحقيقية وحده.
هو نفسه الذي خلق الحياة المخلوقة بقدرته ,وهو الذي يحفظها بنعمته من الزوال ,وهو بنفسه الذي قبل أن يحل قضية الموت التي جلبها على البشرية ادم الأول بالخطية.
فقبل أن يتجسد ويأخذ له جسد قابل للموت واتحد بيه فاتحدت الحياة بالجسد المائت وهكذا دخل القوي بيت الضعيف ليسلبه ويقضى عليه تمامآ
ولكن متى جاء من هو اقوى منه فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه. لو 11 : 22
وسمح الله للموت أن يهجم عليه وعلى جسده على الصليب وهذا حتى يستدرج الموت وينقض هو الحياة الحقيقية عليه ,وفى جسده البشري وبالتالي يهدمه في الجسد.
وهذا عن طريق القيامة ونشر القيامة فى الجسد وفى جميع خلاياه ,وحتى تسري القيامة فيما بعد من جسده المحي إلى جميع البشرية العطشانة إلى الحياة .
((حيث أن الانسان الاول أدم قد تغير وبالخطية دخل الموت الى العالم .لذلك كان يليق بأدم الثانى أن يكون عديم التغير.حتى اذا ما هجمت الحية مرة أخرى .تصير غوايتها هزيلة ازاء الرب غير القابل للتغير أو التحول .
+وبالتالى تضعف الحية أيضآ فى هجومها على الجميع .فكما أنه لما أخطاء ادم امتدت أثار خطيته الى جميع الناس ,هكذا أيضآ لما صار أنسانآ ودحر الحية فأن مثل هذه القوة تنتقل منه الى جميع الناس.
حتى أن كل واحد الان منا يستطيع أن يقول عن الشيطان لاننا لا نجهل أفكاره 2 كو 2 : 11"وبالتالى فأننا لا نخاف فيما بعد من الحية لانها أبطلت فى الجسد لما طردها المخلص وسمعته قائلآ:
اذهب عنى يا شيطان "(مت 4 : 10) ))
القديس أتناسيوس الرسولى
انه عمل عظيم جدآ وجبار الذي عمله الله لحساب الإنسان بسبب التجسد ,وظهور الله في الجسد ,وفي صمت .
فكما ملك الموت على الإنسان وصار داخل كل إنسان ويعمل في كل إنسان ,هكذا بغتة وفي صمت ظهرت الحياة الحقيقية في الإنسان أيضآ .
ولعل حادثة أقامة لعازر من الموت بعد أربعة أيام وقد مات وأنتن وأصبح مستحيل بالنسبة للإنسان أن يُصدق رجوعه مرة أخري.
هي أبلغ دليل على دخول الحياة الحقيقية إلى عالمنا ,وليس دخولها إلى عالمنا فقط بل وصارت في طبيعتنا بالفعل .!!
وليس هذا فقط بل اقتربت منا أكثر من نفوسنا ,وصارت هذه الحياة غذاء لكل عطشان للحياة .فليس العجيب كما يظن الكثيرين في معجزة ليعازر ,هو أقامة ليعازر من بين الأموات !!
فما قيمة أقامة ليعازر من بين الأموات وهو بعد ذلك سوف يموت مرة أخري ,؟ وقد حدث ومات .
ولكن المعجزة الحقيقة والمفرحة جدآ لكل الجنس البشري .
هو أن الحياة الحقيقية والتي كانت عند الاب قد أظهرت أخيرآ , وصارت قريبة جدآ بالنسبة للبشر وقد أعلنها المسيح بمنتهي الوضوح عندما قال :
انا هو القيامة والحياة.من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيّا وآمن بي فلن يموت الى الابد يو 11 : 25 _ 26
يسوع المسيح الحلو أعلن بوضوح كامل أنه بشخصه هو القيامة والحياة ,ليست الحياة المخلوقة والتي هو خلقها بذاته ,بل هو الحياة الحقيقية والتي ليس لها بداية أو نهاية ,فهو الحياة الابدية :
فان الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا 1يو 1 : 2
ونعلم ان ابن الله قد جاء واعطانا بصيرة لنعرف الحق.ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح.هذا هو الاله الحق والحياة الابدية 1يو 5 : 20
فمجيء المسيح الكلمة ابن الله إلى الإنسان وظهوره في الجسد ,تكون الحياة الأبدية صارت في الجسد ,وبموته على الصليب ثم قيامته بنفس الجسد بفعل القيامة التي هي في ذاته ,جعل هذا الجسد الإلهي ودمه الإلهي .
ترياق عدم الموت ولهذا سلمه لنا لكي نأكل منه فيدحر الموت فينا ويقضي على سم الموت فينا ويُبطل مفعولة ولهذا قال :
من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير يو 6 : 54
انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء.ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد.والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم يو 6 : 51
هذا هو سر القضاء على الموت وإبطال مفعوله في الإنسان ,مجيء الحياة الحقيقية في الجسد ,ثم بذل هذا الجسد والذي صار بسبب الاتحاد الاقنومي بأبن الله جسد محي .
صار جسد المسيح المحي هو الطريق لانتقال الحياة الينا والثبات فيها فمن يأكل منه تنتقل بذرة الحياة فيه .وهذه الحياة نفسها هي التي سوف تقيمه في اليوم الاخير !
ولكن هذه الحياة التى أظهرت ليست من أجل الانسان الطبيعي بل لا يستطيع أن يستفيد منها ,ولهذا لابد من تغير هام في الانسان ولادة جديدة لكي يستطيع أن يقبل هذه الحياة ويستفيد منها ولكن ماهي الولادة الجديدة هذه ؟
الان قد أنكشفت الأمور وأتضح جاليآ أن الحياة الابدية هي هي شخص يسوع الحلو ,وأنها كانت مخفية عند الاب ,ولكن بالتجسد أُظهرت للبشرية .
[url=http://
_____________________
الإنسان الطبيعي ولد لكي يموت , فهو قد أنحدر من أصل مخلوق من العدم ,من أصل قد خُلق من التراب .ومن العسير جدآ على الإنسان الطبيعي أن يتحد بالله وتسكن فيه النعمة , فهو غير قادر أن يحتفظ بالنعمة فى كيانه ولا يستطيع أن يُقدر قيمة النعمة .
((لو كان الله قد نطق بكلمة _ وهذا في قدرته _ ليلغي اللعنة ...لصار الانسان مثل ادم قبل التعدي ينال النعمة من خارج ,ولا يحوزها متحدة بجسده )) القديس أثناسيوس (ضد الاريوسيين 2: 68)
فهو مخلوق ترابي والسقوط أصابه بعتمة روحية داخلية وتشوه عظيم من جهة الله القدوس ,ولان الله روح فهو بعيد جدآ عن الله وتظهر اعمال الله بالنسبة له جهالة:
ولكن الانسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لانه عنده جهالة.ولا يقدر ان يعرفه 1كو 2 : 14
وقد جلبت خطية الإنسان الأول الموت على البشرية كلها وأصبح الإنسان الطبيعي فاسد بطبيعته ,ولابد أن يأتي عليه الموت لمحالة!!
وسقطت البشرية كلها تحت عبودية الخوف بسبب الموت الذي صار عدو الإنسان الأول والأخير, وفقد الإنسان جميع مسراته بسبب الموت ,حتى آن القبر صار بمثابة أب للإنسان والدود هو أمه وإخوته:
وقلت للقبر انت ابي وللدود انت امي واختي أي 17 : 14
إلى هذا الحد صارت حياة الإنسان تعيسة وليس لها هدف أو قيمة ,فما المنفعة من وجود الإنسان إذا كانت النهاية هي الموت ؟
حتى أن الإنسان كان من مرارة الخوف من الموت يتمني أنه لم يولد من أصله ,وهذا أفضل إذا كان يولد لكي يموت .
وقد تصارعت البشرية الحزينة مع الله خالقها ولكن معرفته كانت بعيدة جدآ عن الإنسان الطبيعي ,ولهذا صرخت البشرية نحو الله وبمرارة نفس قالت :
ليته هلك اليوم الذي ولدت فيه والليل الذي قال قد حبل برجل. 4 ليكن ذلك اليوم ظلاما.لا يعتن به الله من فوق ولا يشرق عليه نهار. 5 ليملكه الظلام وظل الموت.ليحل عليه سحاب.لترعبه كاسفات النهار. 6 اما ذلك الليل فليمسكه الدجى ولا يفرح بين ايام السنة ولا يدخلنّ في عدد الشهور. 7 هوذا ذلك الليل ليكن عاقرا.لا يسمع فيه هتاف. 8 ليلعنه لاعنو اليوم المستعدون لايقاظ التنين. 9 لتظلم نجوم عشائه.لينتظر النور ولا يكن ولا ير هدب الصبح. 10 لانه لم يغلق ابواب بطن امي ولم يستر الشقاوة عن عينيّ. 11 لم لم امت من الرحم.عندما خرجت من البطن لم لم اسلم الروح. 12 لماذا اعانتني الركب ولم الثدي حتى ارضع. 13 لاني قد كنت الآن مضطجعا ساكنا.حينئذ كنت نمت مستريحا 14 مع ملوك ومشيري الارض الذين بنوا اهراما لانفسهم 15 او مع رؤساء لهم ذهب المالئين بيوتهم فضة 16 او كسقط مطمور فلم اكن.كأجنّة لم يروا نورا. أي 3: 2 : 17
وليس في هذا مبالغة بل هذه مشاعر صادقة تُعبر بها البشرية ويصرخ بها الإنسان الطبيعي من مرارة الموت الذي يتربص بيه في كل وقت ,وينتظره مهما طال الزمان فهو نهاية حتمية فلا شفاعة في الموت !!عند الانسان الطبيعي.
وهكذا صار الموت هو حكم الهي على الإنسان الطبيعي المنحدر من أصل أدم ,فالموت صار يعمل في الإنسان بمجرد أن يُجد على الأرض يعمل في طبيعته ,على الفور موازي لعمل النمو والحياة .
يعمل الموت في الإنسان ويخط فيه خطوط عريضة يوم بعد يوم حتى يقضي عليه تمام في النهاية ,والموت يعمل في الانسان رغم ارادته ووبذل الانسان جهد عظيم جدآ فى مواجة الموت في الجسد ,من ابحاث واختراعات وادوية فى مواجة الموت والامراض التى تؤدي الى الموت.
ولكن بعد كل الجهد المشكور وعمل أدوية تواجه الإمراض بكل أنواعها ,يتحدي الموت في النهاية كل هذه المحاولات ويكون له الكلمة الأخيرة ودائمآ ينتصر بالضربة القاضية!!
اي انسان يحيا ولا يرى الموت اي ينجي نفسه من يد الهاوية مز 89 : 48
ولكن السؤال الهام أين الحياة ؟
__________________________
فإذا كانت الحياة هي التي أوجدت الإنسان الطبيعي ولكن الموت ملك عليه وأذله فلماذا الحياة صامته وهل سوف تصمت على الموت ,وتتركه يعبث في خليقتها إلى النهاية ؟!!
لقد تملك الموت من الإنسان حتى رضخ الإنسان له بعبودية مُرة ,واعتبر الإنسان أن سلطان الموت أعظم من أى سلطان أخر فنطق الإنسان قائلا الذي يموت لا يرجع .!!
لاني اعلم انك الى الموت تعيدني والى بيت ميعاد كل حيّ. أي 30 : 23
وبهذا صار الموت بيت ميعاد كل حي .! فهو يحي ليموت ,ولكن السؤال ماهي الحياة وأين توجد الحياة ؟
هذا سؤال صرخت به نفسي من أعماقها ولكن سيمعت صوت النعمة في داخلي يقول:
لانه من يجدني يجد الحياة وينال رضى من الرب.ام 8 : 35
من انت ؟ أكشف لي لأني أريد الحياة .......الموت هو العدو الحقيقي لكل إنسان وكل إنسان ميت ونهايته الموت فمن أنت الذي تقول من يجدني يجد الحياة .! أين أنت تكون واين تسكن ولماذا لا أرك؟
في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. 2 هذا كان في البدء عند الله يو 1 : 1
أنت تقول في البدء أنا أعرف أنه في البدء خلق الله السموات والارض. تك 1 : 1
فهل تقصد هذا البدء ؟
مخبر منذ البدء بالاخير ومنذ القديم بما لم يفعل قائلا رأيي يقوم وافعل كل مسرتي. أشع 46 : 10
أذا أنت لا تقصد ابدآ البدء الذي هو بداية خلق العالم ولكن ماذا هذا البدء هل هناك بدء آخر غير بدء تكوين العالم ؟
منذ الازل مسحت منذ البدء منذ اوائل الارض. أم 8 : 23
أنه عجب يارب أنت تتكلم عن بدء ما قبل أى بدء قبل الأزمنة وقبل بداية كل بدء ,!1 قبل ظهور جميع صور الحياة المخلوقة اى انت تقصد فى الازل .
أنت الكلمة الموجود قبل الأرض وما عليها أي قبل بداية اى شيء أنت كائن ,وأنت الله !ولكن أنا لا أعرفك طبيعتي وقدراتي البشرية أقل جدآ من أن تعرفك وعيني التي أدُرك بها الأشياء لاتستطيع أن ترك .!!!
في الأزل كانت الكلمة , وكانت تفيد الكينونة والوجود أي كانت كائنة ,والكلمة كانت عند الله أي أن الكلمة هي من جوهر الله فيه ولاتنفصل عنه أبدآ وهذا منذ البدء قبل أي بدء أي منذ الأزل ,.
وكانت الكلمة هي الله ,فليس هناك فرق في الجوهر بين الله وبين الكلمة ,فالكلمة هي الله هذا كلن في البدء عند الله .ولكن يقف عقلي وتصوراتي البشرية الضعيفة جدآ والمحدودة .تقف عاجزة أشد العجز عن أن تتصور ما هو الكلمة الذي هو الله ؟!
وكيف لي ان أتصور ما هو سابق أصلآ عن وجودي بل ووجود جميع الأشياء؟!!
إنا فقط أدرك الأشياء المنظورة التي حولي وأتعرف عليها بحواسي :
ولكن كيف لي من حواس تستطيع أن تُدرك ما هو سابق عن أى إدراك ؟وكيف لي أن أسبح الى ما هو سابق عن كل زمن وهو خارج عن أى حدود ؟
((كيف يتجاسر غير الاتقياء بجهالة على غير ما يجب , إذ أنهم مجرد بشر وغير قادرين حتي علي وصف ما على الارض و.لماذا أقول ما على الارض ؟
لعلهم يقولون لنا ماهي طبيعتهم الخاصة أن كانوا قادرين على فحصها ! ولكنهم بجسارة واعتداد بالذات لايرتعون من أن يخترعوا النظريات عن الامور التى تشتهي الملائكة أن تطلع عليها (1بط 1: 12)
التى تفوقهم بمثل هذا المقدار ,سواء كانت من جهة طبيعتها أو قدرها السامي .لانه أى كائن أقرب الى الله من الشاروبيم والسارافيم ؟
ومع ذلك فإنهم لا يشخصون إليه ولا يمسون الارض بأرجلهم أمامه ولايكشفون وجوههم بل يغطونها ويقدمون التسابيح بشفاه لا تفتر ,ولايفعلون شيئآ اخر غير تمجيد الطبيعة الالهية الفائقة بتسبحة الثلاثة تقديسات)
القديس أثناسيوس الرسولي
لقد أيقنت الان أن الحياة سابقة علي ما أسميها أنا الحياة .!! فأن أطلق لفظ الحياة على كل ما هو حولي من الأشياء الحية ., ولكن هذه ليست الحياة لان الحياة لابد أن لايكون لها بداية .
بل ما اسُميها الحياة,, هي تكونت من الحياة الحقيقية والتى سبقت وجودها وقبل ان يكون هناك بدء لاى شيئ من الاشياء:
كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. يو 1 : 3
(لانه بسلطانه اتحد بكل شيئ وبكل الاشياء ,ويضبط كل الاشياء بقدرة لاحد لها .) قد أثناسيوس الرسولي
انت غير المنظور خلف كل شيئ حولي ,أنت الذي صنعت كل شيئ وبدونك لم يكن شيئ مما كان .
منك خرجت هذه الحياة المخلوقة وبقوتك ,وانت الذي تحكمها وتسيرها كلها ,وانت السابق عليها وكائن قبل أن تكون .
كل ما في الحياة من عجائب معروفة او الكثير جدآ الغير معروفة ,الظاهرة أمام الإنسان أو التي يصعب على الإنسان الضعيف أن يُدركها ,التي على الأرض أو التي في البحر ,التي في الهواء أو التي في السماء .أو حتى التي هي خارج الأرض أو الفلك أو الكون الفسيح وإسراره العظيمة
كل هذه هي في قبضة يداك....... هي تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تبلى كرداء تغيّرهنّ فتتغيّر. مز 102 : 26
هكذا فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الارض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين.الكل به وله قد خلق 1كو 1: 16
ولكن ماذا عن الحياة
00000000000000000
فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. 5 والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه يو 1 : 4 _ 5
الحياة فيك يا كلمة الله وأنا أبحث عن الحياة أنا أتمني أن أري الحياة وألمسها وأمسك بها ,لأني لم أعرف إلا الموت ,لم اختبر إلا الموت في جميع من هو حولي .
كل ما هو حولي يارب واضح انه يزول ,كل ما تمسكه يدي وتشعر به حواسي وتراه عيني بزول أذآ ليس هذا هو الحياة الحقيقية !!
أما الحياة التي لا تموت ولا يتسلط عليها الموت هي شيئ غريب ولم نسمع به ولم نراها فكيف يمكن ان نراها ؟
ربي يسوع أضع نفسي فى مكان الانسان الطبيعي والذي الموت يعمل فيه وقد ملك عليه فأنزعج جدآ وأشعر بكآبة عظيمة جدآ .
انها مرارة عظيمة جدآ أن اشعر بأن الموت يعمل فى أعضائي وينتشر فى كياني يوم بعد يوم وليس هناك من يستطيع أن يُقفه ,لقد صنع الانسان عهدآ مع الموت ,وميثاقآ مع الهاوية وليس منقذ:
لانكم قلتم قد عقدنا عهدا مع الموت وصنعنا ميثاقا مع الهاوية أشع 28 : 15
ولكن ما هو الحل هل تقف الحياة الحقيقة والتى أوجدت هذه الحياة المخلوقة صامته ,امام عبث الموت في الانسان؟
ولكن محبة الله العجيبة صنعت ما لايخطر على قلب بشر ,فى مواجهة الموت الذي دخل الى الانسان بحسد ابليس ,فلكي يهدم الله الموت في الطبيعة البشرية ,صنع عملآ يتعجب منه الكون كله ومازال في حيرة وتعجب منه اذ :
الكلمة صار جسدا وحلّ فينا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا. يو 1 : 14
نعم هذا هو الطريق الذي صنعه الله لكي يهدم به الموت الذي فى البشرية, والتي دخل إليها بحسد إبليس .
((الموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته ,بالظهور المحي(في الجسد) الذي لابنك الوحيد )) القداس الالهي
فلكي يقضي الله على الموت في الإنسان ويضمن له عدم الموت إلى الأبد ,أخذ له جسد قابل للموت وجعله ابن الله واحدا معه بغير اختلاط أو امتزاج أو تغير.
وهنا دخلت الحياة الحقيقية الى عالم الانسان ,ولكن ليس عن طريق أخر ولكن عن طريق الإنسان وبطبيعة بشرية كاملة ,أخذها الابن الكلمة ,والذي كان كائن في البدء وفيه الحياة لأنه هو الحياة الحقيقية وحده.
هو نفسه الذي خلق الحياة المخلوقة بقدرته ,وهو الذي يحفظها بنعمته من الزوال ,وهو بنفسه الذي قبل أن يحل قضية الموت التي جلبها على البشرية ادم الأول بالخطية.
فقبل أن يتجسد ويأخذ له جسد قابل للموت واتحد بيه فاتحدت الحياة بالجسد المائت وهكذا دخل القوي بيت الضعيف ليسلبه ويقضى عليه تمامآ
ولكن متى جاء من هو اقوى منه فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه. لو 11 : 22
وسمح الله للموت أن يهجم عليه وعلى جسده على الصليب وهذا حتى يستدرج الموت وينقض هو الحياة الحقيقية عليه ,وفى جسده البشري وبالتالي يهدمه في الجسد.
وهذا عن طريق القيامة ونشر القيامة فى الجسد وفى جميع خلاياه ,وحتى تسري القيامة فيما بعد من جسده المحي إلى جميع البشرية العطشانة إلى الحياة .
((حيث أن الانسان الاول أدم قد تغير وبالخطية دخل الموت الى العالم .لذلك كان يليق بأدم الثانى أن يكون عديم التغير.حتى اذا ما هجمت الحية مرة أخرى .تصير غوايتها هزيلة ازاء الرب غير القابل للتغير أو التحول .
+وبالتالى تضعف الحية أيضآ فى هجومها على الجميع .فكما أنه لما أخطاء ادم امتدت أثار خطيته الى جميع الناس ,هكذا أيضآ لما صار أنسانآ ودحر الحية فأن مثل هذه القوة تنتقل منه الى جميع الناس.
حتى أن كل واحد الان منا يستطيع أن يقول عن الشيطان لاننا لا نجهل أفكاره 2 كو 2 : 11"وبالتالى فأننا لا نخاف فيما بعد من الحية لانها أبطلت فى الجسد لما طردها المخلص وسمعته قائلآ:
اذهب عنى يا شيطان "(مت 4 : 10) ))
القديس أتناسيوس الرسولى
انه عمل عظيم جدآ وجبار الذي عمله الله لحساب الإنسان بسبب التجسد ,وظهور الله في الجسد ,وفي صمت .
فكما ملك الموت على الإنسان وصار داخل كل إنسان ويعمل في كل إنسان ,هكذا بغتة وفي صمت ظهرت الحياة الحقيقية في الإنسان أيضآ .
ولعل حادثة أقامة لعازر من الموت بعد أربعة أيام وقد مات وأنتن وأصبح مستحيل بالنسبة للإنسان أن يُصدق رجوعه مرة أخري.
هي أبلغ دليل على دخول الحياة الحقيقية إلى عالمنا ,وليس دخولها إلى عالمنا فقط بل وصارت في طبيعتنا بالفعل .!!
وليس هذا فقط بل اقتربت منا أكثر من نفوسنا ,وصارت هذه الحياة غذاء لكل عطشان للحياة .فليس العجيب كما يظن الكثيرين في معجزة ليعازر ,هو أقامة ليعازر من بين الأموات !!
فما قيمة أقامة ليعازر من بين الأموات وهو بعد ذلك سوف يموت مرة أخري ,؟ وقد حدث ومات .
ولكن المعجزة الحقيقة والمفرحة جدآ لكل الجنس البشري .
هو أن الحياة الحقيقية والتي كانت عند الاب قد أظهرت أخيرآ , وصارت قريبة جدآ بالنسبة للبشر وقد أعلنها المسيح بمنتهي الوضوح عندما قال :
انا هو القيامة والحياة.من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيّا وآمن بي فلن يموت الى الابد يو 11 : 25 _ 26
يسوع المسيح الحلو أعلن بوضوح كامل أنه بشخصه هو القيامة والحياة ,ليست الحياة المخلوقة والتي هو خلقها بذاته ,بل هو الحياة الحقيقية والتي ليس لها بداية أو نهاية ,فهو الحياة الابدية :
فان الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا 1يو 1 : 2
ونعلم ان ابن الله قد جاء واعطانا بصيرة لنعرف الحق.ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح.هذا هو الاله الحق والحياة الابدية 1يو 5 : 20
فمجيء المسيح الكلمة ابن الله إلى الإنسان وظهوره في الجسد ,تكون الحياة الأبدية صارت في الجسد ,وبموته على الصليب ثم قيامته بنفس الجسد بفعل القيامة التي هي في ذاته ,جعل هذا الجسد الإلهي ودمه الإلهي .
ترياق عدم الموت ولهذا سلمه لنا لكي نأكل منه فيدحر الموت فينا ويقضي على سم الموت فينا ويُبطل مفعولة ولهذا قال :
من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير يو 6 : 54
انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء.ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد.والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم يو 6 : 51
هذا هو سر القضاء على الموت وإبطال مفعوله في الإنسان ,مجيء الحياة الحقيقية في الجسد ,ثم بذل هذا الجسد والذي صار بسبب الاتحاد الاقنومي بأبن الله جسد محي .
صار جسد المسيح المحي هو الطريق لانتقال الحياة الينا والثبات فيها فمن يأكل منه تنتقل بذرة الحياة فيه .وهذه الحياة نفسها هي التي سوف تقيمه في اليوم الاخير !
ولكن هذه الحياة التى أظهرت ليست من أجل الانسان الطبيعي بل لا يستطيع أن يستفيد منها ,ولهذا لابد من تغير هام في الانسان ولادة جديدة لكي يستطيع أن يقبل هذه الحياة ويستفيد منها ولكن ماهي الولادة الجديدة هذه ؟
الان قد أنكشفت الأمور وأتضح جاليآ أن الحياة الابدية هي هي شخص يسوع الحلو ,وأنها كانت مخفية عند الاب ,ولكن بالتجسد أُظهرت للبشرية .
[url=http://