لمسيح الحلو : ؛ الطريق ؛
________________________
ظلت البشرية قرون طويلة تائهة تسير ولا تعرف الى أين تذهب , يُخلق الإنسان ويتشكل وعندما يصبح شابا يجد نفسه سائر في طريق .فعندما يسأل نفسه إلى أين أنا ذاهب ؟
هل أنا أعرف الطريق الذي أسير فيه ؟ وما نهاية هذا الطريق ؟
طبعآ يجد صعوبة كبيرة في الإجابة .وعندما يُحاول الإنسان أن يجد إجابة عند أى إنسان أخر ربما يكون له خبرة أعظم منه ويعرف الطريق , فتحدث له صدمة عظيمة لان الذي يطلب منه الإجابة يجده حائر أكثر منه ويحتاج هو ايضآ لمن يُعرفه الإجابة .!
وهكذا تاهت البشرية ولم تعرف لها طريق حقيقي لكي تسير فيه , وما أصعب المرارة التى تكون فى النفس عندما تجد نفسها تسير ولا تعلم الى أين تسير !!
ولهذا داخل كل انسان هذا السؤال ما هو الطريق ؟وهذا السؤال الذى ينبع من داخل الانسان بدون أن يدرى وكثيرآ ما يلح عليه كثيرآ .
هو اين الطريق الى الخالق ؟ نعم داخل كل مخلوق وبصورة غريزية يكون هذا السؤال اين الطريق الى خالق نفسى وكيف أصل اليه
قطعت البشرية مشاوير كثيرة وسلكت ُطرق عديدة جدآ لكى تصل الى الخالق وربما أقتنعت بوجود الخالق فعلا ولكن المشكلة الحقيقية ,لم تجد سبيل للوصول لهذا الخالق العظيم .
والله لانه محب للبشر ويتعاطف جدآ مع كل مشاعر صادقة داخل كل نفس تبحث عنه وتُريد الوصول اليه ,كان قد وعد وبشر بشارة مفرحة جدآ للبشرية .كنوع من رد فعل مشاعره على كل شخص يبحث عنه كل انسان يسأل عن الطريق الذى تكون نهايته هو الله بالفعل .
وهذه هى بشارة الله المفرحة التى ارسلها للبشرية التى تُريده والتى تتمنى الوصول للطريق المؤدى اليه :
وتكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة.لا يعبر فيها نجس بل هي لهم.من سلك في الطريق حتى الجهال لا يضل. 9 لا يكون هناك اسد.وحش مفترس لا يصعد اليها.لا يوجد هناك.بل يسلك المفديون فيها. 10 ومفديو الرب يرجعون وياتون الى صهيون بترنم وفرح ابدي على رؤوسهم.ابتهاج وفرح يدركانهم.ويهرب الحزن والتنهد أشع 35 : 8 _ 10
هذه رسالة ارسلها الله لطالبيه منذ قديم الزمان يعدهم بان السكة اليه سوف تظهر والطريق المقدس الذى نهايته هو الله قادم .
ولايستطيع ان يسير فى هذا الطريق نجس وهذا الطريق يكون مأمن ضد كل خطر ولا يستطيع الاسد المفترس الذى هو خصم الإنسان والذى يجول دائمآ ملتمس أن يبتلعه الإنسان لا يقدر أن يكون في هذه السكة ,.
هو طريق للمفدين كله فرح مع ابتهاج وترنم أبدى والفرح يملئ كل الطريق حتى أن الحزن والتنهد قد هرب من شدة الفرح الذي في الطريق .
وظلت البشرية تنتظر انكشاف هذا الطريق وطال الانتظار ولكن الذى وعد هو أمين ,وكلما طال الزمان ازداد العناء والحزن لان البشرية تسير ولكن ليس فى الطريق الحقيقى وكل من يدخل اى طريق يُفقد بلا رحمة .
فكانت البشرية مثل :
الجلوس في الظلمة وظلال الموت موثقين بالذل والحديد. مز 107 : 10
ولكن الله متمهل وهذه هى طبيعته وحكمته الفائقة يتمهل لكى عندما يصنع الشيئ يكون فى مكانه بالتمام وبقوة , والانسان يزداد صراخه من شدة حيرته يصرخ ويقول :
اين الطريق الى حيث يسكن النور.والظلمة اين مقامها أي 38 : 19
اشتيقات جيدة قد تتكون فى قلب الانسان من جهة الله ويتمنى ان يصل لله لكى يُعبر له عما فى نفسه ,ولكن الطريق الموعود به ,الطريق المقدس مازال مخفي .والنفس الامينة لله تصرخ :
اسمعني رحمتك في الغداة لاني عليك توكلت.عرفني الطريق التي اسلك فيها لاني اليك رفعت نفسي. مز 143 : 8
انها قرون طويلة عبرت على البشرية الحزينة وهى تسير ولا تعلم الطريق ولكن الامناء من البشرية ظلوا يصرخون لله ,ويئنون من جدران القلب ان ينكشف الطريق الذى يؤدى الى الحياة الابدية .
واخيرآ يشرق بريق أمل من السماء بعد قرون العناء والشقاء والمر بعد سنين الحزن والحصرة وأكل الخبز بالهم وشرب الماء بالحيرة:
وقال لي يا ابن آدم هانذا اكسر قوام الخبز في اورشليم فياكلون الخبز بالوزن وبالغم ويشربون الماء بالكيل وبالحيرة حز 4 : 16
ولكن الله يُعطي الانسان الحزين والذى مازال ينتظر رحمة الله وخلاصه يُعطيه أمل فيرسل له بشارة جديدة ويؤكد أن الطريق المقدس قادم والوقت اقترب :
ويقول اعدوا اعدوا هيئوا الطريق.ارفعوا المعثرة من طريق شعبي اشع 57 : 14
وعندما يسمع منتظرو الرب هذه البشارة المفرحة ترقص قلوبهم فيهم على الفور ,لانهم يعلمون جيدآ الكتب ,ان هذه البشارة دليل على قرب ظهور الطريق جدآ .حيث أن انكشاف الطريق يسبقه ظهور ملاكه الذى يُهيئ الطريق أمامه
الذى يرفع المعثرة من الطريق ويخفض الاكام وينادى بالطرق المستقيمة فصوت النبؤة صرخ فى قلوبهم دليل على قدوم طريق الرب:
هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي ويأتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرّون به هوذا يأتي قال رب الجنود مل 3 : 1
لقد تهللت قلوب جميع المنتظرين لان قول الرب أضئ قلوبهم فظهور ملاكه الذى يهيئ الطريق امامه هذا معناه ظهور السيد فجاءه وبغته .
الطريق الذى طلبه جميع الانبياء فى القديم اوشك ان يظهر بغته لان ملاكه الذى يسبق مجيئه قد ظهر فلنُعد قلوبنا و شددوا الايادي المسترخية والركب المرتعشة ثبّتوها. أشه 35 : 3
ولننتظر ظهور الطريق بغته الطريق الى الله الاب والذى لم يسطيع أحد مهما كان ان يسير فيه ,اقترب جدآ الفرح من البشرية التى شربت الحزن حتى الشبع ولكن جاء من يعوضها عن سنين حزنها بفرح وبهجة عظيمة ومجيدة.
هكذا قال الرب.قفوا على الطريق وانظروا واسألوا عن السبل القديمة اين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم.. ار 6 : 16
وقد جاء يسوع الحلو اخيرآ وظهر بيننا وعرفنها وارتاحت البشرية فيه ,والتف حوله كل منتظريه وقضوا معه على الارض ايام جميلة جدآ ,حتى انهم نسوا كل شيئ فى حبه وفى تبعيته
نسوا الاهل نسوا الاصدقاء نسو عوائد الاباء ,نسوا المكاسب والتجارة وصيد السمك ,تركوا المراكب حتى الزمن نسوه وكانت عيونهم مع قلوبهم مركزة فقط فى شخص يسوع الحلو .
ولسان حالهم يقول نحن لانريد بعد اى شيئ فى هذا العالم نريد فقط أن نجلس معك ونسمع منك ونرى آياتك ومعجزاتك الخارقة ,لقد تعلقت قلوبنا بشخصك الحلو ولانريد بعد أخر أين نذهب يارب وكلام الحياة الأبدية عندك يو 6: 68
ولكن من كثرة فرح قلوبهم وتهليل نفوسهم بشخص يسوع الحلو ظنوا انهم دخلوا الطريق ولكن هنا كشف لهم يسوع سر خطير انه لابد ان يذهب ليفتح لهم الطريق ويُدشنه لكى يتمكنوا جميعآ فى السير فى الطريق .
ليس هم فقط بل كل البشرية ولكن لم يفهم الرسل كلام المسيح فى ذلك الوقت فملئ الحزن قلوبهم حيث ظنوا انه سوف يتركم وهم ما صدقوا ان وجدوه لهذا اضطربت قلوبهم جدآ ولكن يسوع الحلو قال لهم :
لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. 2 في بيت ابي منازل كثيرة.وإلا فاني كنت قد قلت لكم.انا امضي لاعد لكم مكانا. 3 وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث أكون أنا تكونون انتم ايضا. 4 وتعلمون حيث انا اذهب وتعلمون الطريق يو 14 : 1 _ 4
هذه الاية فى غاية السرية ومعناها الروحى العميق غاية فى الروعة فليس المقصود ان المسيح سوف يعد لنا مكان بمعنى انه سوف يذهب لينشي مكان او يبنى لنا مكان !
فيسوع يقول أن مضيت وأعددت لكم مكانا .....فأعداد المكان متوقف على أنه يمضى اى يذهب الى الاب ,يذهب صاعدآ الى الاب وبشريته المفدية والمقدسة به فيه .
هذه هو اعداد الطريق او فتح الطريق امامنا جميعآ وتدشينه وتكريسه .يتم بسير المسيح فيه كسابق لنا ,فالطريق الى الاب فى المسيح صار ببشريتنا ,او صار الجسد الذى أخذه المسيح من العذراء وقدسه وجعله واحد معه هو بالحري الطريق الجديد الحى الموصل الى الاب .
فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس(الى الاب) بدم يسوع20 طريقا كرّسه لنا حديثا حيّا بالحجاب اي جسده عب 10 : 19
فهذا سر عجيب جدآ ان الطريق الى الاب هو الجسد المقدس الذى للمسيح الحي وهو جسد بشريتنا ,وهو عندما قال اذهب لاعد لكم مكان يقصد ان اعداد المكان هو بالذهاب للاب بهذا الجسد وبهذا يكرس لنا هذا الطريق فهو دخل الى الاب بجسده المكسور وعليه دمه المقدس .
دخل بذبيحة جسده المكسور عنا وعن كل العالم كفارة لجميع خطايا البشرية فصنع المصالحة بدم صليبه
بين البشرية والاب :
اي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة 2كو 5 : 19
دخل يسوع الحلو بذبيحة نفسه ليظهر امام الاب كسابق لنا ومصالح لنا وهكذا انشق حجاب الهيكل من فوق الى اسفل .الحجاب الذى كان يفصل بين الله الاب وبين البشرية قد انشق بدخول المسيح رئيس الكهنة الاعظم .
انشق من فوق من عند الاب اولآ عندما وجد ابنه الوحيد يدخل عليه كونه ابنه الذى له حق الدخول الى ابيه ولكن فيه البشرية ,فيه جسده المقدس والمطهر وعليه دم العهد الجديد المسفوك عنا جميعآ فانفتحا بال الاقداس من فوق ,.
إلى أسفل حيث نحن وانتهى الحجاب إلى الأبد بجسد المسيح ودمه ,والعجيب ان كنيستنا الواعية لعمل الله رتبت حجاب امام الهيكل ولكن يفتح هذا الحجاب على مصراعيه أثناء تقديم ذبيحة الافخارستيا (جسد الرب ودمه )
لتعلن بالطقس حال الواقع الروحي الحقيقي واليقيني الذى هو فى السماء لان هذا الجسد الالهي والدم الالهي الطريق الوحيد الى الاب فيهم وبهم نصل إلى الاب وعن طريقهم انشق الحجاب الى الابد .
(نحن نتحد بالاب بواسطة المسيح كما بوسيط وكأنه هو حلقة وصل بين اللاهوت الفائق السمو وبين الناسوت ,من حيثأن له الاثنين فى كيانه ,وكأنه يجمع داخل نفسه الذين تباعدوا بمثل هذا القدر ,لانه متحد من جهة بالله الاب نظرآ لانه هو نفسه الله بحسب الطبيعة ,ومن جهة اخرى بالناس نظرآ لانه بالحقيقة قد صار انسانا) القديس كيرلس الكبير pg 73 , 1045g
وعندما أعلن يسوع هذا السر وفى الوقت هذا لم يكن الاتلاميذ تُدرك هذا السر فحدث جدال عظيم مع يسوع ممزوج بخوف من فقد يسوع مع عدم فهم لهذا :
قال له توما يا سيد لسنا نعلم اين تذهب فكيف نقدر ان نعرف الطريق. يو 14 : 5
لم يكن الروح القدس حل بعد على توما لهذا كان هذا السر بعيد عن فهمه الروحى ,فلم تساعده قدراته البشرية ان يعرف الى اين يذهب يسوع وبالتالى وجد صعوبة بالغة فى معرفة الطريق فأعلن له يسوع مباشرآ عن ما هو الطريق :
قال له يسوع انا هو الطريق والحق والحياة.ليس احد يأتي الى الآب الا بي. 7 لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم ابي ايضا.ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه يو 14 : 7
فحص فيلبس نفسه وداخله على قياس هذا الكلام فلم يجد فى داخله شيئ وهذا طبيعي لان يسوع لم يكن بعد دشن الطريق ولهذا :
قال له فيلبس يا سيد أرنا الآب وكفانا يو 14 : 8
ولكن يسوع الحبيب لا يرى من خلال الزمن البائد الذى يحجب عنا الكثير والكثير . ولكنه يرى ما فوق الزمان وبطبيعته الالهية التى فوق الزمان ولهذا
قال له يسوع انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس.الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول انت أرنا الآب. 10 ألست تؤمن اني انا في الآب والآب فيّ.الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الاعمال. 11 صدقوني اني في الآب والآب فيّ.وإلا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها. يو 14 : 9 _ 11
وهكذا كشف يسوع الحلو أنه هو الطريق الوحيد لمعرفة الاب ,انه أمل البشرية التى ظلت تبحث عنه قرون خلف قرون لكى تصل به الى خالقها.
يسوع الحلو هو الطريق ولكنه طريق حي وهذا هو العجب منتهي العجب فى الموضوع ,فالطريق قد كرسه يسوع لنا فيه وجعله واحدآ معه بغير افتراق او تغير ,.
وقد وحد الطريق بذاته حتى قال بفمه الالهى أنا هو الطريق ......!!فالطريق صار هو جسده ولهذا نحن نأكل جسده لنكون فى الطريق والطريق فينا
وياللعجب نحن محملون فى الطريق والطريق هو الذى يهب لنا الحياة فهو طريق حي وحق كل من يقبل ان يسير فى الطريق يحيا بالحياة التى فى الطريق .
والذى أعد الطريق هو الله بنفسه .وجعله فيه وليس هذا فقط هو أيضآ الذى يأتى ويخذنا ويرافقنا فى الطريق حتى نصل بالطريق الى الاب ومعرفة الاب .
وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا يو 14 : 3
فيسوع الحلو شخصه الالهى هو ايضآ الطريق فنحن نسير فى الطريق الحي عندما نأكله ونعيش على الجسد المقدس والدم الالهي ,وبه نوجد فى الطريق والطريق شخص حي نتعرف عليه ونتفاعل مع حبه ,وتنجذب اليه نفوسنا وتذوب فى حبه .
اليوم لم نعد نسأل سؤال البشرية الحائرة الى أين نذهب ؟لاننا نعرف الطريق جيدآ فهو غذائنا هو حياتنا ,نقف فى القداس فنرى الحجاب مشقوق من أعلى الى أسفل ,ونرى ابن الانسان الذى صعد الى السماء وهو جالس عن يمن العظمة والمجد
فيسوع انار الطريق بذاته وفتح الطريق فى بشريته لكى يعبر فيه كل انسان مهما كان شرط ان يكون له قلب مشتاق للسير فى هذا الطريق الحديث اى المتجدد الحى .
وليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء يو 3 : 13
وهكذا صار شخص يسوع الحلو الذى هو غاية نفوسنا وفرحة قلوبنا جميعا هو هو الطريق ,فوجدنا نفوسنا وهى متهللة بمعرفة شخص يسوع الحلو منجذبه نحوه وقد كرست نفوسنا كل ما فيه من أجل شخص يسوع الحلو ,وتركت كل انشغالات العالم والجسد من أجل ان تتمتع بشخص يسوع الحلو .
وجدنا نفوسنا وهى منشغلة بشخص يسوع الحلو وذابة فى عشقه اننا صرنا فى طريق الحياة بدون أن ندرى ,ودخلنا الى قدس الاقداس ونحن غير مستحقين نهائيآ لهذا المجد العظيم !!
قدس الاقداس الذى كان بالرمز وظل العتيد ان يكون كان رئيس الكهنة يدخله مرة واحدة فى السنة ومرة واحدة فى كل حياته ,ويُمارس طقوس للطهارة وصيا مات عديدة جدآ ويُربط بسلاسل حتى اذا مات يجرونه منها .
ولكن فى بساطة الايمان وبسبب الانشغال القلبى وتأثير شخص يسوع علينا ثم أنكسار القلب بمحبة شخص يسوع الحلو تركنا كل شيئ بائد وتجمعنا حول شخص يسوع نحبه ونبادله الحديث ونقبل من يده كل شيئ , ونسلم له كل شيئ
فبدون ان ندرى وجدنا نفوسنا أمام وجه الاب مباشرآ: .الذي رآني فقد رأى الآب يو 14 : 9
ولم نرتعب ولا نخاف لاننا صرنا فى يسوع المسيح ابنه الحقيقى بالطبيعة والجوهر ,ولاننا أمنا بشخص يسوع فى حياتنا وتذوقنا جماله وحلاوته وقبلنها فى داخلنا صرنا نحن أيضآ بالنعمة التى من المسيح اولاد الله :
واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه يو 1 : 12
اشكرك ياربى الحبيب الذى جذبتنى لشخصك الالهى وجمال شخصك الالهى ملك على مركز قلبى ,فجولت ابحث اليوم كله عن شخصك الحبيب الذى يملك على كل كيانى.
وشخصك شهوة كل النفوس ولذتها الحقيقة العجيب هو الطريق الموعود به فى نبوة اشعياء ,الطريق المقدسة ,والذى يسير فيه المفديون .
وقد فدتني يارب بذبيحة نفسك وبهذا مكنتني من السير فى الطريق المقدس ,ولانى جاهل وليس عندى اى امكانية للفهم او قدرة ذاتيه قلت لى حتى الجهال لا يضل ففرحت نفسى الضعيفة لانك قلت
اعلّمك وارشدك الطريق التي تسلكها. انصحك.عيني عليك.مز 32 : 8
أ تعجب يارب لانى اجد ان معرفة شخصك الالهي هى كل الحياة فاليوم اجد ان محبتى لشخصك الالهى نقلتنى دون ان ادرى الى الطريق المقدسة ,والتى قال عنها أشعياء من قرون طويلة جدآ
وجاء يوحنا المعمدان ملاك الرب ليعد له ثم بغته بمحبتى لشخصك المستحق بالفعل كل محبة من كل القلب ,وجدت نفسى فى الطريق وأعرف الطريق واعرف أين اذهب بل ارى مجد ابيك من بعيد جدآ وانا فى بداية الطريق
فليس امامى شيئ غير ان اسجد امام شخصك الحلو واشكرك بجميع خلايا نفسي , واتضرع اليك ان تثبتنا فى الطريق الى النفس الاخير امين
________________________
ظلت البشرية قرون طويلة تائهة تسير ولا تعرف الى أين تذهب , يُخلق الإنسان ويتشكل وعندما يصبح شابا يجد نفسه سائر في طريق .فعندما يسأل نفسه إلى أين أنا ذاهب ؟
هل أنا أعرف الطريق الذي أسير فيه ؟ وما نهاية هذا الطريق ؟
طبعآ يجد صعوبة كبيرة في الإجابة .وعندما يُحاول الإنسان أن يجد إجابة عند أى إنسان أخر ربما يكون له خبرة أعظم منه ويعرف الطريق , فتحدث له صدمة عظيمة لان الذي يطلب منه الإجابة يجده حائر أكثر منه ويحتاج هو ايضآ لمن يُعرفه الإجابة .!
وهكذا تاهت البشرية ولم تعرف لها طريق حقيقي لكي تسير فيه , وما أصعب المرارة التى تكون فى النفس عندما تجد نفسها تسير ولا تعلم الى أين تسير !!
ولهذا داخل كل انسان هذا السؤال ما هو الطريق ؟وهذا السؤال الذى ينبع من داخل الانسان بدون أن يدرى وكثيرآ ما يلح عليه كثيرآ .
هو اين الطريق الى الخالق ؟ نعم داخل كل مخلوق وبصورة غريزية يكون هذا السؤال اين الطريق الى خالق نفسى وكيف أصل اليه
قطعت البشرية مشاوير كثيرة وسلكت ُطرق عديدة جدآ لكى تصل الى الخالق وربما أقتنعت بوجود الخالق فعلا ولكن المشكلة الحقيقية ,لم تجد سبيل للوصول لهذا الخالق العظيم .
والله لانه محب للبشر ويتعاطف جدآ مع كل مشاعر صادقة داخل كل نفس تبحث عنه وتُريد الوصول اليه ,كان قد وعد وبشر بشارة مفرحة جدآ للبشرية .كنوع من رد فعل مشاعره على كل شخص يبحث عنه كل انسان يسأل عن الطريق الذى تكون نهايته هو الله بالفعل .
وهذه هى بشارة الله المفرحة التى ارسلها للبشرية التى تُريده والتى تتمنى الوصول للطريق المؤدى اليه :
وتكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة.لا يعبر فيها نجس بل هي لهم.من سلك في الطريق حتى الجهال لا يضل. 9 لا يكون هناك اسد.وحش مفترس لا يصعد اليها.لا يوجد هناك.بل يسلك المفديون فيها. 10 ومفديو الرب يرجعون وياتون الى صهيون بترنم وفرح ابدي على رؤوسهم.ابتهاج وفرح يدركانهم.ويهرب الحزن والتنهد أشع 35 : 8 _ 10
هذه رسالة ارسلها الله لطالبيه منذ قديم الزمان يعدهم بان السكة اليه سوف تظهر والطريق المقدس الذى نهايته هو الله قادم .
ولايستطيع ان يسير فى هذا الطريق نجس وهذا الطريق يكون مأمن ضد كل خطر ولا يستطيع الاسد المفترس الذى هو خصم الإنسان والذى يجول دائمآ ملتمس أن يبتلعه الإنسان لا يقدر أن يكون في هذه السكة ,.
هو طريق للمفدين كله فرح مع ابتهاج وترنم أبدى والفرح يملئ كل الطريق حتى أن الحزن والتنهد قد هرب من شدة الفرح الذي في الطريق .
وظلت البشرية تنتظر انكشاف هذا الطريق وطال الانتظار ولكن الذى وعد هو أمين ,وكلما طال الزمان ازداد العناء والحزن لان البشرية تسير ولكن ليس فى الطريق الحقيقى وكل من يدخل اى طريق يُفقد بلا رحمة .
فكانت البشرية مثل :
الجلوس في الظلمة وظلال الموت موثقين بالذل والحديد. مز 107 : 10
ولكن الله متمهل وهذه هى طبيعته وحكمته الفائقة يتمهل لكى عندما يصنع الشيئ يكون فى مكانه بالتمام وبقوة , والانسان يزداد صراخه من شدة حيرته يصرخ ويقول :
اين الطريق الى حيث يسكن النور.والظلمة اين مقامها أي 38 : 19
اشتيقات جيدة قد تتكون فى قلب الانسان من جهة الله ويتمنى ان يصل لله لكى يُعبر له عما فى نفسه ,ولكن الطريق الموعود به ,الطريق المقدس مازال مخفي .والنفس الامينة لله تصرخ :
اسمعني رحمتك في الغداة لاني عليك توكلت.عرفني الطريق التي اسلك فيها لاني اليك رفعت نفسي. مز 143 : 8
انها قرون طويلة عبرت على البشرية الحزينة وهى تسير ولا تعلم الطريق ولكن الامناء من البشرية ظلوا يصرخون لله ,ويئنون من جدران القلب ان ينكشف الطريق الذى يؤدى الى الحياة الابدية .
واخيرآ يشرق بريق أمل من السماء بعد قرون العناء والشقاء والمر بعد سنين الحزن والحصرة وأكل الخبز بالهم وشرب الماء بالحيرة:
وقال لي يا ابن آدم هانذا اكسر قوام الخبز في اورشليم فياكلون الخبز بالوزن وبالغم ويشربون الماء بالكيل وبالحيرة حز 4 : 16
ولكن الله يُعطي الانسان الحزين والذى مازال ينتظر رحمة الله وخلاصه يُعطيه أمل فيرسل له بشارة جديدة ويؤكد أن الطريق المقدس قادم والوقت اقترب :
ويقول اعدوا اعدوا هيئوا الطريق.ارفعوا المعثرة من طريق شعبي اشع 57 : 14
وعندما يسمع منتظرو الرب هذه البشارة المفرحة ترقص قلوبهم فيهم على الفور ,لانهم يعلمون جيدآ الكتب ,ان هذه البشارة دليل على قرب ظهور الطريق جدآ .حيث أن انكشاف الطريق يسبقه ظهور ملاكه الذى يُهيئ الطريق أمامه
الذى يرفع المعثرة من الطريق ويخفض الاكام وينادى بالطرق المستقيمة فصوت النبؤة صرخ فى قلوبهم دليل على قدوم طريق الرب:
هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي ويأتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرّون به هوذا يأتي قال رب الجنود مل 3 : 1
لقد تهللت قلوب جميع المنتظرين لان قول الرب أضئ قلوبهم فظهور ملاكه الذى يهيئ الطريق امامه هذا معناه ظهور السيد فجاءه وبغته .
الطريق الذى طلبه جميع الانبياء فى القديم اوشك ان يظهر بغته لان ملاكه الذى يسبق مجيئه قد ظهر فلنُعد قلوبنا و شددوا الايادي المسترخية والركب المرتعشة ثبّتوها. أشه 35 : 3
ولننتظر ظهور الطريق بغته الطريق الى الله الاب والذى لم يسطيع أحد مهما كان ان يسير فيه ,اقترب جدآ الفرح من البشرية التى شربت الحزن حتى الشبع ولكن جاء من يعوضها عن سنين حزنها بفرح وبهجة عظيمة ومجيدة.
هكذا قال الرب.قفوا على الطريق وانظروا واسألوا عن السبل القديمة اين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم.. ار 6 : 16
وقد جاء يسوع الحلو اخيرآ وظهر بيننا وعرفنها وارتاحت البشرية فيه ,والتف حوله كل منتظريه وقضوا معه على الارض ايام جميلة جدآ ,حتى انهم نسوا كل شيئ فى حبه وفى تبعيته
نسوا الاهل نسوا الاصدقاء نسو عوائد الاباء ,نسوا المكاسب والتجارة وصيد السمك ,تركوا المراكب حتى الزمن نسوه وكانت عيونهم مع قلوبهم مركزة فقط فى شخص يسوع الحلو .
ولسان حالهم يقول نحن لانريد بعد اى شيئ فى هذا العالم نريد فقط أن نجلس معك ونسمع منك ونرى آياتك ومعجزاتك الخارقة ,لقد تعلقت قلوبنا بشخصك الحلو ولانريد بعد أخر أين نذهب يارب وكلام الحياة الأبدية عندك يو 6: 68
ولكن من كثرة فرح قلوبهم وتهليل نفوسهم بشخص يسوع الحلو ظنوا انهم دخلوا الطريق ولكن هنا كشف لهم يسوع سر خطير انه لابد ان يذهب ليفتح لهم الطريق ويُدشنه لكى يتمكنوا جميعآ فى السير فى الطريق .
ليس هم فقط بل كل البشرية ولكن لم يفهم الرسل كلام المسيح فى ذلك الوقت فملئ الحزن قلوبهم حيث ظنوا انه سوف يتركم وهم ما صدقوا ان وجدوه لهذا اضطربت قلوبهم جدآ ولكن يسوع الحلو قال لهم :
لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. 2 في بيت ابي منازل كثيرة.وإلا فاني كنت قد قلت لكم.انا امضي لاعد لكم مكانا. 3 وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث أكون أنا تكونون انتم ايضا. 4 وتعلمون حيث انا اذهب وتعلمون الطريق يو 14 : 1 _ 4
هذه الاية فى غاية السرية ومعناها الروحى العميق غاية فى الروعة فليس المقصود ان المسيح سوف يعد لنا مكان بمعنى انه سوف يذهب لينشي مكان او يبنى لنا مكان !
فيسوع يقول أن مضيت وأعددت لكم مكانا .....فأعداد المكان متوقف على أنه يمضى اى يذهب الى الاب ,يذهب صاعدآ الى الاب وبشريته المفدية والمقدسة به فيه .
هذه هو اعداد الطريق او فتح الطريق امامنا جميعآ وتدشينه وتكريسه .يتم بسير المسيح فيه كسابق لنا ,فالطريق الى الاب فى المسيح صار ببشريتنا ,او صار الجسد الذى أخذه المسيح من العذراء وقدسه وجعله واحد معه هو بالحري الطريق الجديد الحى الموصل الى الاب .
فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس(الى الاب) بدم يسوع20 طريقا كرّسه لنا حديثا حيّا بالحجاب اي جسده عب 10 : 19
فهذا سر عجيب جدآ ان الطريق الى الاب هو الجسد المقدس الذى للمسيح الحي وهو جسد بشريتنا ,وهو عندما قال اذهب لاعد لكم مكان يقصد ان اعداد المكان هو بالذهاب للاب بهذا الجسد وبهذا يكرس لنا هذا الطريق فهو دخل الى الاب بجسده المكسور وعليه دمه المقدس .
دخل بذبيحة جسده المكسور عنا وعن كل العالم كفارة لجميع خطايا البشرية فصنع المصالحة بدم صليبه
بين البشرية والاب :
اي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة 2كو 5 : 19
دخل يسوع الحلو بذبيحة نفسه ليظهر امام الاب كسابق لنا ومصالح لنا وهكذا انشق حجاب الهيكل من فوق الى اسفل .الحجاب الذى كان يفصل بين الله الاب وبين البشرية قد انشق بدخول المسيح رئيس الكهنة الاعظم .
انشق من فوق من عند الاب اولآ عندما وجد ابنه الوحيد يدخل عليه كونه ابنه الذى له حق الدخول الى ابيه ولكن فيه البشرية ,فيه جسده المقدس والمطهر وعليه دم العهد الجديد المسفوك عنا جميعآ فانفتحا بال الاقداس من فوق ,.
إلى أسفل حيث نحن وانتهى الحجاب إلى الأبد بجسد المسيح ودمه ,والعجيب ان كنيستنا الواعية لعمل الله رتبت حجاب امام الهيكل ولكن يفتح هذا الحجاب على مصراعيه أثناء تقديم ذبيحة الافخارستيا (جسد الرب ودمه )
لتعلن بالطقس حال الواقع الروحي الحقيقي واليقيني الذى هو فى السماء لان هذا الجسد الالهي والدم الالهي الطريق الوحيد الى الاب فيهم وبهم نصل إلى الاب وعن طريقهم انشق الحجاب الى الابد .
(نحن نتحد بالاب بواسطة المسيح كما بوسيط وكأنه هو حلقة وصل بين اللاهوت الفائق السمو وبين الناسوت ,من حيثأن له الاثنين فى كيانه ,وكأنه يجمع داخل نفسه الذين تباعدوا بمثل هذا القدر ,لانه متحد من جهة بالله الاب نظرآ لانه هو نفسه الله بحسب الطبيعة ,ومن جهة اخرى بالناس نظرآ لانه بالحقيقة قد صار انسانا) القديس كيرلس الكبير pg 73 , 1045g
وعندما أعلن يسوع هذا السر وفى الوقت هذا لم يكن الاتلاميذ تُدرك هذا السر فحدث جدال عظيم مع يسوع ممزوج بخوف من فقد يسوع مع عدم فهم لهذا :
قال له توما يا سيد لسنا نعلم اين تذهب فكيف نقدر ان نعرف الطريق. يو 14 : 5
لم يكن الروح القدس حل بعد على توما لهذا كان هذا السر بعيد عن فهمه الروحى ,فلم تساعده قدراته البشرية ان يعرف الى اين يذهب يسوع وبالتالى وجد صعوبة بالغة فى معرفة الطريق فأعلن له يسوع مباشرآ عن ما هو الطريق :
قال له يسوع انا هو الطريق والحق والحياة.ليس احد يأتي الى الآب الا بي. 7 لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم ابي ايضا.ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه يو 14 : 7
فحص فيلبس نفسه وداخله على قياس هذا الكلام فلم يجد فى داخله شيئ وهذا طبيعي لان يسوع لم يكن بعد دشن الطريق ولهذا :
قال له فيلبس يا سيد أرنا الآب وكفانا يو 14 : 8
ولكن يسوع الحبيب لا يرى من خلال الزمن البائد الذى يحجب عنا الكثير والكثير . ولكنه يرى ما فوق الزمان وبطبيعته الالهية التى فوق الزمان ولهذا
قال له يسوع انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس.الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول انت أرنا الآب. 10 ألست تؤمن اني انا في الآب والآب فيّ.الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الاعمال. 11 صدقوني اني في الآب والآب فيّ.وإلا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها. يو 14 : 9 _ 11
وهكذا كشف يسوع الحلو أنه هو الطريق الوحيد لمعرفة الاب ,انه أمل البشرية التى ظلت تبحث عنه قرون خلف قرون لكى تصل به الى خالقها.
يسوع الحلو هو الطريق ولكنه طريق حي وهذا هو العجب منتهي العجب فى الموضوع ,فالطريق قد كرسه يسوع لنا فيه وجعله واحدآ معه بغير افتراق او تغير ,.
وقد وحد الطريق بذاته حتى قال بفمه الالهى أنا هو الطريق ......!!فالطريق صار هو جسده ولهذا نحن نأكل جسده لنكون فى الطريق والطريق فينا
وياللعجب نحن محملون فى الطريق والطريق هو الذى يهب لنا الحياة فهو طريق حي وحق كل من يقبل ان يسير فى الطريق يحيا بالحياة التى فى الطريق .
والذى أعد الطريق هو الله بنفسه .وجعله فيه وليس هذا فقط هو أيضآ الذى يأتى ويخذنا ويرافقنا فى الطريق حتى نصل بالطريق الى الاب ومعرفة الاب .
وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا يو 14 : 3
فيسوع الحلو شخصه الالهى هو ايضآ الطريق فنحن نسير فى الطريق الحي عندما نأكله ونعيش على الجسد المقدس والدم الالهي ,وبه نوجد فى الطريق والطريق شخص حي نتعرف عليه ونتفاعل مع حبه ,وتنجذب اليه نفوسنا وتذوب فى حبه .
اليوم لم نعد نسأل سؤال البشرية الحائرة الى أين نذهب ؟لاننا نعرف الطريق جيدآ فهو غذائنا هو حياتنا ,نقف فى القداس فنرى الحجاب مشقوق من أعلى الى أسفل ,ونرى ابن الانسان الذى صعد الى السماء وهو جالس عن يمن العظمة والمجد
فيسوع انار الطريق بذاته وفتح الطريق فى بشريته لكى يعبر فيه كل انسان مهما كان شرط ان يكون له قلب مشتاق للسير فى هذا الطريق الحديث اى المتجدد الحى .
وليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء يو 3 : 13
وهكذا صار شخص يسوع الحلو الذى هو غاية نفوسنا وفرحة قلوبنا جميعا هو هو الطريق ,فوجدنا نفوسنا وهى متهللة بمعرفة شخص يسوع الحلو منجذبه نحوه وقد كرست نفوسنا كل ما فيه من أجل شخص يسوع الحلو ,وتركت كل انشغالات العالم والجسد من أجل ان تتمتع بشخص يسوع الحلو .
وجدنا نفوسنا وهى منشغلة بشخص يسوع الحلو وذابة فى عشقه اننا صرنا فى طريق الحياة بدون أن ندرى ,ودخلنا الى قدس الاقداس ونحن غير مستحقين نهائيآ لهذا المجد العظيم !!
قدس الاقداس الذى كان بالرمز وظل العتيد ان يكون كان رئيس الكهنة يدخله مرة واحدة فى السنة ومرة واحدة فى كل حياته ,ويُمارس طقوس للطهارة وصيا مات عديدة جدآ ويُربط بسلاسل حتى اذا مات يجرونه منها .
ولكن فى بساطة الايمان وبسبب الانشغال القلبى وتأثير شخص يسوع علينا ثم أنكسار القلب بمحبة شخص يسوع الحلو تركنا كل شيئ بائد وتجمعنا حول شخص يسوع نحبه ونبادله الحديث ونقبل من يده كل شيئ , ونسلم له كل شيئ
فبدون ان ندرى وجدنا نفوسنا أمام وجه الاب مباشرآ: .الذي رآني فقد رأى الآب يو 14 : 9
ولم نرتعب ولا نخاف لاننا صرنا فى يسوع المسيح ابنه الحقيقى بالطبيعة والجوهر ,ولاننا أمنا بشخص يسوع فى حياتنا وتذوقنا جماله وحلاوته وقبلنها فى داخلنا صرنا نحن أيضآ بالنعمة التى من المسيح اولاد الله :
واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه يو 1 : 12
اشكرك ياربى الحبيب الذى جذبتنى لشخصك الالهى وجمال شخصك الالهى ملك على مركز قلبى ,فجولت ابحث اليوم كله عن شخصك الحبيب الذى يملك على كل كيانى.
وشخصك شهوة كل النفوس ولذتها الحقيقة العجيب هو الطريق الموعود به فى نبوة اشعياء ,الطريق المقدسة ,والذى يسير فيه المفديون .
وقد فدتني يارب بذبيحة نفسك وبهذا مكنتني من السير فى الطريق المقدس ,ولانى جاهل وليس عندى اى امكانية للفهم او قدرة ذاتيه قلت لى حتى الجهال لا يضل ففرحت نفسى الضعيفة لانك قلت
اعلّمك وارشدك الطريق التي تسلكها. انصحك.عيني عليك.مز 32 : 8
أ تعجب يارب لانى اجد ان معرفة شخصك الالهي هى كل الحياة فاليوم اجد ان محبتى لشخصك الالهى نقلتنى دون ان ادرى الى الطريق المقدسة ,والتى قال عنها أشعياء من قرون طويلة جدآ
وجاء يوحنا المعمدان ملاك الرب ليعد له ثم بغته بمحبتى لشخصك المستحق بالفعل كل محبة من كل القلب ,وجدت نفسى فى الطريق وأعرف الطريق واعرف أين اذهب بل ارى مجد ابيك من بعيد جدآ وانا فى بداية الطريق
فليس امامى شيئ غير ان اسجد امام شخصك الحلو واشكرك بجميع خلايا نفسي , واتضرع اليك ان تثبتنا فى الطريق الى النفس الاخير امين