المسيح الحلو : ؛؛ الحق ؛؛
__________________________
الحق ...... من أكثر الكلمات التي استخدامها السياسيين والزعماء واختفوا خلفها ,ليثبتوا قيادتهم ,وليجدوا استحسان في عيون شعوبهم.
واعتمدوا على بريق هذه الكلمة وشعاعها المؤثر في قلوب الناس , استغلوا عطش البشرية بالفعل للحق وضغطوا عليهم بالتلويح باقتراب الحق على أيديهم ,حتى تتحمس الشعوب لهم وتسير خلفهم .
مئات القادة في مئات البلدان على مر العصور ,في أزمنة الإنسان القديمة والحديثة الكل يُبشر بالحق ,وأنه هو الذي سوف يأتي بالحق الذي تشتهيه النفوس .
ولكن لم نري قائد نشر الحق في شعوبه ,ولم نرى دولة قد خلت من الظلم وأعمال الفساد !! أين الخلل ؟
ربما كان كثير جدآ من الزعماء صادقين في نيتهم في إفشاء الحق في دولتهم ,ولكن لم يتمكنوا من ذلك .
حيث نجد في بداية الحكم حماس عظيم في تحقيق الحق ,سرعان ما يبرد هذا الحماس وتنتهي الأحوال كما كانت وربما بمزيد من الظلم والابتعاد عن الحق فليست كثرة الأيام تُعلم الحكمة ,ولا الشيخوخة طريق للدخول في الحق :
ليس الكثيرو الايام حكماء ولا الشيوخ يفهمون الحق. أي 32 : 9
وأظن الخلل كل الخلل في مفهوم الحق عند البشر ..والزعماء!!هو الذي جعل البشرية تدور حول الحق وتتكلم عنه كثيرآ جدآ ولكن فشلت في تحقيقه بصورة تشبع كيان الإنسان أو تجعله يرضي ويطمئن .
مفهوم الحق عند البشر :
________________________
الحق في مفهوم الإنسان هو فكرة عقلية ومبدأ انسانى جميل ,فهو تحقيق العدل بين الناس وأن يأخذ كل فرد حقه ,فلا يجور إنسان على حق الأخر.
ولقد صنع الإنسان قوانين وضعية لكي تُحقق الحق والعدل على الأرض ,ثم أقام الإنسان قضاة لكي يحفظوا الحق ,كل هذا لكي يُحقق فكرة الحق بين الناس .
ولكن لان الحق عند البشر هو فكرة جميلة يسعي أن يُحققها ومبدأ يتمني في تحقيقه ,فطالما ما حدث تصادم ونزاع شديد جدآ بين فكرة الحق وبين القائمين على تنفيذ الحق !!
وهذا عندما يقف الحق ضد مصالح القضاة ولان الحق هو فكرة خارج الإنسان بينما داخل الإنسان فاسد ,فغالبآ ما ينتصر الفساد الذي داخل الإنسان على فكرة الحق ,.
وتتغير قوانين الحق يوم بعد يوم على واقع مصلحة الإنسان , وتظل فكرة الحق أمنية جميلة يحلم بها البشر فقط ,أما الواقع فالمصلحة الشخصية والفساد وكراهية الحق هي التي تسود في النهاية .
فالحق كمفهوم بشري هو نفسه أكثر المظلومين على مر العصور من الرؤساء والحكام والقضاة فلقد غيروا فيه وفصلوه كل واحد حسب مصلحته وكل قائد حسب مكاسبه الشخصية :
لكنني انا ملآن قوّة روح الرب وحقا وبأسا لاخبر يعقوب بذنبه واسرائيل بخطيته9 اسمعوا هذا يا رؤساء بيت يعقوب وقضاة بيت اسرائيل الذين يكرهون الحق ويعوّجون كل مستقيم. 10 الذين يبنون صهيون بالدماء واورشليم بالظلم. 11 رؤساؤها يقضون بالرشوة وكهنتها يعلّمون بالأجرة وانبياؤها يعرفون بالفضة وهم يتوكلون على الرب قائلين أليس الرب في وسطنا.لا يأتي علينا شر. 12 لذلك بسببكم تفلح صهيون كحقل وتصير اورشليم خربا وجبل البيت شوامخ وعر مي 3 : 8 _ 12
,وينتهي الحكم بمجيء أخر يبدأ بالوعد من جديد في تحقيق فكرة الحق بين الشعب. ومازال الحق هو فكرة جميلة ومبدءا يسعي في تحقيقه الإنسان .
وواضح أن الخلل في فهم ما هو الحق ,فليس الحق فكرة أو مبدءا يسعي الإنسان في تحقيقه ,لان الإنسان عاجز عن تحقيقه وأنانية الإنسان غالبآ ما تنتصر على فكرة الحق !!
ما هو الحق في مفهومه الحق :
0000000000000000000
الحق ليس فكرة ولكنه شخص حي .,ليس فكرة يسعي الإنسان بجهده وعرقه في تحقيقها ,ولكن الحق شخص حي يطلبه الإنسان فيكون له شركة فيه ,يتحد بيه فيأخذ من الحق بصيرة ليعرف الحق .
ظلت الأرض لسنين عديدة فاقدة للحق ومتعطشة لظهوره ,وقد انتشر في الأرض ظلم الفقير والبأس ,والعدل والحق منتزع بين سكان الأرض :
ان رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الأمر.لان فوق العالي عاليا يلاحظ والاعلى فوقهما. جا 5: 8
كان الحق على الأرض فكرة ولكن من يستطيع أن يُحققها ,فالإنسان في الزمان القديم وقبل ظهور الحق في الانسان ,كانت طبيعة الإنسان فاسدة وطبيعي يكون الظلام والظلم هما اللذان يسكننا فيه ,وهكذا لم يوجد ولا إنسان على سطح الأرض يستطيع تحقيق الحق أو حتى مُحب من طبيعته للحق بصورة كاملة تُرضى الله ::
طوفوا في شوارع اورشليم وانظروا واعرفوا وفتشوا في ساحاتها هل تجدون انسانا او يوجد عامل بالعدل طالب الحق فاصفح عنها. ار 5 : 1
ولهذا كل من حاول الاقتراب من الله قديمآ كان يجد صعوبة شديدة في معرفة الله بالحق ,فيكون الله بالنسبة له اله محتجب أشع 45 : 15 فكيف يعرف الله بدون أن يعرف الحق , فبدون الحق لايمكن أحد يعرف الله :
يا رب من ينزل في مسكنك.من يسكن في جبل قدسك.2 السالك بالكمال والعامل الحق والمتكلم بالصدق في قلبه. مز 15 : 1 _ 2
ولكن الله محب البشر قد وعد أن يظهر الحق في الإنسان ,ويعرف الإنسان الحق معرفة داخلية ,بل ينبع الحق من داخل الإنسان وليس كفكرة تدخل إلى الإنسان :
هكذا قال الرب قد رجعت الى صهيون واسكن في وسط اورشليم فتدعى اورشليم مدينة الحق وجبل رب الجنود الجبل المقدس زك 8 : 3
هذا وعد جميل جدآ يكشف مفهوم الحق بالصورة الحقيقية ,فواضح ان الحق هو هو الله ذاته ,وانه يعد أن يأتي إلى الإنسان (أورشليم ) ويسكن فيه وحينئذ يدعي الإنسان مدينة الحق
وهكذا ترقب الإنسان المحب للحق تحقيق الوعد فالإنسان بدون الحق بعيد جدآ كل البعد عن الله وغير قادر من الاقتراب منه .فهو ينتظر مجيء الحق إليه لكي بالحق يستطيع أن يعرف الله معرفة حقيقية .
ومرت الأيام ومحبي الحق منتظرون كيف سوف يحل الحق في الإنسان ,ومن هو هذا الذي سوف يُخرج الحق للأمم بمفهومه الحقيقي , هل سوف يُخرج الحق بالصياح والوعود البراقة مثل باقي الزعماء والحكام ! هل سوف يسير في الشوارع بمواكب ليعلن الحق ؟
هل سوف يكل وينكسر من فساد طبيعة الإنسان وعدم قدرتها على قبول الحق ؟
ولكن عند اكتمال الزمان دوي في ارض الإنسان صوت من السماء ينادي لكل البشرية قائلآ:
هوذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سرّت به نفسي.وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم. 2 لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته. 3 قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ.الى الامان يخرج الحق. 4 لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الارض وتنتظر الجزائر شريعته اشع 42 : 1_5
من هذا .........؟؟؟؟
00000000000000
انا انا هو معزيكم.من انت حتى تخافي من انسان يموت ومن ابن الانسان الذي يجعل كالعشب. أشع 51 : 12
انا هو الطريق والحق والحياة يو 14 : 6
هذا هو الحق فالحق ليس فكرة ولكنه شخص ,أنه شخص يسوع الحلو !! فإذا كان شخص يسوع الحلو هو الطريق الى الاب ,فهو أيضآ الحق .
ومن كثرة محبته أنه أتحد بنا كوعده بأنه سوف يأتي ليسكن في وسطنا ,وقد حقق وعده وسكن يسوع الحلو في قلوبنا فصار الحق فينا ونحن صرنا في الحق .
ليس علي مستوي الفكر أبدآ بل على مستوي الحياة والاختبار ,فاتحدنا بالحق فعل الهي جبار أعظم مرات من فعل النار التي تلتهم كل شيء في طريقها . لان الهنا نار آكلة عب 12 : 29
فالحق الذي هو شخص يسوع الحلو والذي صار لنا شركة فيه ,قد صار فينا كفعل نار عظيمة جدآ تلتهم أي غش في قلوبنا تقضي على أي ظلمة فينا تُطهر بصورة مستمرة أعماق كيانا من كل غش أو خداع أو عدم صدق .
فالحق هو شخص يسوع الحلو وكلما اقتربنا منه تطهرت قلوبنا بصورة عجيبة ,وطوبي لمن يحب شخص يسوع ويشتهي دائمآ حضوره ,ويرفع قلبه بصورة مستمرة لكي تكون دائمآ مستعدة لحضور شخص يسوع والتفاعل مع حبه .
فيسوع يأتي الى القلوب التى تشتهي حبه , وطول النهار تبحث عنه وعن شخصه الالهي ,ولا تنجرف مع العالم أو مشاعره أو أحداثه بل تركز داخلها كله في شخص يسوع .
هذا النوع من النفوس التى تطلب شخص يسوع الحلو وقد سيطر على قلوبها حب يسوع لا تنجذب للعالم وأو أفكار العالم بل الى كلام يسوع فهي تُقدر جدآ كل حرف نطق به يسوع وتخفي كلامه في قلبها ,وتلهج به نهارآ وليلآ
.
خبأت كلامك في قلبي لكيلا اخطئ اليك. مز 119 : 11
ولهذا أذا وجدت كلام العالم يتعارض مع كلام يسوع تجزع جدآ من العالم وكلامه وترفضه من قلبها قبل لسانها ,ومن أجل ذلك يسوع الحلو فى داخلها يسكن ,وقلبها هو مسكن له :
ان احبني احد يحفظ كلامي ويحبه ابي واليه نأتي وعنده نصنع منزلا. يو 14 : 23
وتتعجب النفس التى ظهر فى داخلها حب شخص يسوع المسيح الحلو , تتعجب جدآ من نفسها لانها هي التى كانت بالامس القريب تشترك مع العالم وتشرب من أثم العالم .بل من هم فى العالم نفسهم يتعجبون من النفس,فهى كانت معهم تجري خلف فيض الخلاعة التى في العالم معهم واليوم تتعفف عنها بل تهرب منها وتجدف عليها :
الامر الذي فيه يستغربون انكم لستم تركضون معهم الى فيض هذه الخلاعة عينها مجدفين 1 بط 4 : 4
ولكن عندما انجذبت النفس الى حب شخص يسوع الحلو وصار لها شركة معه ومع حبه ,وكشف لها عن شخصه أنه الحق والذي ليس فيه اى أثم بل حق مطلق وقوة الحق التى تشع من ذاته ,غلبت اندفاع النفس القديم نحو الشر ,ورجعت النفس عن الاثم بسبب شريعة الحق الالهي ,التى في فم يسوع الحلو :
شريعة الحق كانت في فيه واثم لم يوجد في شفتيه.سلك معي في السلام والاستقامة وارجع كثيرين عن الاثم.مل 2 : 6
هذا جعل النفس ترتبط أكثر بشخص يسوع الحلو ,وتتمسك به بكل قلبها ,وتطلب منه بشوق ولهفة أن يثبت فيها الى الابد لانها تذوقت أخيرآ معني الحرية الحقيقة بمعرفتها للحق الذي هو شخصه الالهي :
وتعرفون الحق والحق يحرركم. يو 8 : 32
هذا سر سعادة كبير جدآ للنفس التى أحبت شخص يسوع الحلو فقادها الحب الى معرفة شخصه ,وفي معرفة شخصه المحبوب معرفة الحق ,لانه هو الحق .
ومعرفة الحق هنا ليست نظرية او فكرية بل هي معرفة داخلية على مستوي الحياة , وفائقة علي قدرات البشر ,فالشخوص في يسوع بصورة مستمرة ومنجاته دائمآ والثبات الكثير في الانجذاب الباطني نحو شخصه ,يولد داخل النفس نوع من المعرفة الفائقة المعرفة له .
وهذه المعرفة هي معرفة للحق الالهي ومعرفة الحق الالهي تولد داخل النفس قوة الهية عجيبة جدآ تستطيع هذه القوة أن تُحرر الإنسان من أي قوة شريرة أو أي قوة ظلمة أو بغضة .
فتتذوق النفس الحرية بيد الحق الإلهي ,والأشياء القديمة والتي كانت مثل جبال من الظلمة والشر كان مستحيل أن تتحرك من مكانها تتبخر أمام معرفة الحق الالهي الذى يولد وبصورة مستمرة داخل النفس قوة للحرية الداخلية .
ولا تدري النفس التى تُحب شخص يسوع المسيح ,وقد عرفت الحق,. أنها تتذوق قوة الدهر الأتي من الآن ,لان الحق الالهي والذي ظهر في الانسان بسبب وجود الإنسان في المسيح ,فأعطي الإنسان بصيرة لمعرفة الحق .,انه هو الإله وهو الحياة الأبدية :
ونعلم ان ابن الله قد جاء واعطانا بصيرة لنعرف الحق.ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح.هذا هو الاله الحق والحياة الابدية. 1يو 5 : 20
والمسيح الحق قد حل فى الانسان بروحه روح الحق,وهكذا صار الانسان مدينة الله مدينة الحق,فروح الله يعرفه أبناء الله ويقبله أولاد الله ,ويسمعون منه الحق :
روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه ولا يعرفه.واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم يو 14 : 17
فهو فى النفس الذي يرشد للحق وهو في النفس بالصلاة يملئ النفس بالحق حتى ترتفع النفس عن قدراتها البشرية الضعيفة فتري الله بالحق ,وبصورة فائقة لا يمكن التعبير عنها بالكلام ,فهو روح الحق الذي يرشد للحق:
واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق يو 16 : 13
فعل الحق الذي فينا فعل دينونة:
00000000000000000000
من مكاسب النفس البشرية بسبب الاتحاد بشخص يسوع الحلو وهو الحق ,ان الحق كما كشفت النعمة ليست فكرة تقتنع بها ونحاول ان نُطبقها في حياتنا .
بل هو شخص حي هو شخص يسوع المسيح ,والذي لنا معه شركة حية من خلال علاقة شخصية معه وهو يكون فينا ,ونختبر صلاحه في داخلنا ,ولهذا حضوره المستمر فى داخلنا يشع من الحق الذي هو طبيعة شخصه الالهي فينا .
وبالتالي يقف الحق الذي هو شخص يسوع المسيح فينا كدائن لكل غش او شبه غش يتسرب الى داخل نفوسنا .فقوة الحق التى انتشرت داخل نفوسنا من شخص يسوع الحلو موضوع اهتمام نفوسنا ,تكون قوة عجيبة فى ادانة نفوسنا على الدوام ضد اى غش او شر تقبله نفوسنا .
لان الله يحضر كل عمل الى الدينونة على كل خفي ان كان خيرا او شرا جا 14 : 12
وهكذا يعمل الحق الذي صار فينا على إدانة الشر فينا وإدانة عدم الصدق وشبه الشر ,فهو فعل تقديس وتطهير للنفس ضد جميع أفكار العالم الملتوية والتي تكون دائمآ مبنية على الكذب والغش وهذا على مستوي جميع مجالات الحياة .
فالحق الذي صار فينا بسبب الالتصاق بشخص يسوع الحق هو الذي يُنقي على الدوام نفوسنا وقلوبنا من جميع صور الكذب والغش ,والتي تكون بالنسبة للعالم أمور طبيعية ولكن يرفضها الحق الالهي وتكون عداوة لله .
وبالتالى يطرد الحق الالهي من قلوبنا جميع صور الغش والرياء ويملك هو على قلوبنا لأنه هو شهوة قلوبنا وهو الذي سوف يدوم فينا إلى الأبد :
جميع الذين قد عرفوا الحق2 من اجل الحق الذي يثبت فينا وسيكون معنا الى الابد. 2يو 1 : 2
وتتحول طاقة الدينونة التى في النفس والتى كان الشيطان يستغلها في دينونة الاخرين وأنتقادهم ,بصورة دائمة ,تتحول كلها بقوة الحق الذي في النفس وهو شخص يسوع المسيح في دينونة الانسان لنفسه هو ,.
حيث يري بنور النعمة الالهية أنه مسكن للحق الالهي يسوع المسيح وهو الكمال والقداسة فأى أنحراف داخلي او ميل في النية نحو الشر او شبه الشر ,ينزع منه الانسان ويصب دينونته على نفسه وتقصيرها المستمر في أدراك حضور الله داخل النفس .
وبالتالي حضور الحق شخص يسوع الحلو في النفس فعل دينونة مستمر للنفس عن اى انحراف بعيد عن الحق والقداسة , ويولد داخل النفس قوة لدينونة النفس والحكم عليها وهذه نعمة عظيمة ,فهى طريق للخروج من الدينونة العتيد أن تأتي على جميع العالم :
لاننا لو كنا حكمنا على انفسنا لما حكم علينا. 1كو 11 : 31
فالشكر لك يا يسوع الحلو الذى جذب قلبي الى حب شخصه وتملك على مركز حياتى , فأرجوك أشرق بالحق فى كياني يارب ,
أجعل الحق الذي هو أنت يدين كل غش فى قلبي كل أنحراف من ذاتي الانانية ,ذاتي يارب مملؤة من كل أنانية وغش ونور الحق الذي من شخصك فقط الذي يستطيع أن يكشفها على حقيقتها.
ربي كثير جدآ ما تخدعني ذاتي وتسمح للغش او الكذب ان يتسرب الى داخلي بغرض ذاتي ومصلحة ذاتى ,اتضرع اليك أن توبخ ذاتي وتظهرها للنور لان هذا هو قمة محبتك :
ولكن الكل اذا توبخ يظهر بالنور.لان كل ما اظهر فهو نور. أف 5 : 13
فأظهر قوة الحق فى داخلنا يارب وأجعلها تملئ نفوسنا كلها وتطرد كل غش وكل شر من القلب ,اجعل الحق يسود نفسي فأطيعك انت أكثر من الناس ,وأن أجعل كلامك وفكرك قبل كلام الناس وفكر الناس يارب.
وجه قوة الحق التى في نفسي في أدانة نفسي وشروري والرياء الذي فى داخلي ولا تتركني يارب أُبدد هذه الطاقة في إدانة الاخرين .
تكفي جدآ شروري ونقائص نفسي الوفيرة لأصب عليها غضبي ودينونتي ,لانه اذا لم أحكم على نفسي ,فسوف يحكم علي .فأتضرع اليك أن تُعطينى معونة سريعة من قوة الحق المنبعثة من شخصك ,لكي أحكم على نفسي اليوم لكي لا يُحكم علي غدآ لك القوة والمجد الى الابد أمين.
__________________________
الحق ...... من أكثر الكلمات التي استخدامها السياسيين والزعماء واختفوا خلفها ,ليثبتوا قيادتهم ,وليجدوا استحسان في عيون شعوبهم.
واعتمدوا على بريق هذه الكلمة وشعاعها المؤثر في قلوب الناس , استغلوا عطش البشرية بالفعل للحق وضغطوا عليهم بالتلويح باقتراب الحق على أيديهم ,حتى تتحمس الشعوب لهم وتسير خلفهم .
مئات القادة في مئات البلدان على مر العصور ,في أزمنة الإنسان القديمة والحديثة الكل يُبشر بالحق ,وأنه هو الذي سوف يأتي بالحق الذي تشتهيه النفوس .
ولكن لم نري قائد نشر الحق في شعوبه ,ولم نرى دولة قد خلت من الظلم وأعمال الفساد !! أين الخلل ؟
ربما كان كثير جدآ من الزعماء صادقين في نيتهم في إفشاء الحق في دولتهم ,ولكن لم يتمكنوا من ذلك .
حيث نجد في بداية الحكم حماس عظيم في تحقيق الحق ,سرعان ما يبرد هذا الحماس وتنتهي الأحوال كما كانت وربما بمزيد من الظلم والابتعاد عن الحق فليست كثرة الأيام تُعلم الحكمة ,ولا الشيخوخة طريق للدخول في الحق :
ليس الكثيرو الايام حكماء ولا الشيوخ يفهمون الحق. أي 32 : 9
وأظن الخلل كل الخلل في مفهوم الحق عند البشر ..والزعماء!!هو الذي جعل البشرية تدور حول الحق وتتكلم عنه كثيرآ جدآ ولكن فشلت في تحقيقه بصورة تشبع كيان الإنسان أو تجعله يرضي ويطمئن .
مفهوم الحق عند البشر :
________________________
الحق في مفهوم الإنسان هو فكرة عقلية ومبدأ انسانى جميل ,فهو تحقيق العدل بين الناس وأن يأخذ كل فرد حقه ,فلا يجور إنسان على حق الأخر.
ولقد صنع الإنسان قوانين وضعية لكي تُحقق الحق والعدل على الأرض ,ثم أقام الإنسان قضاة لكي يحفظوا الحق ,كل هذا لكي يُحقق فكرة الحق بين الناس .
ولكن لان الحق عند البشر هو فكرة جميلة يسعي أن يُحققها ومبدأ يتمني في تحقيقه ,فطالما ما حدث تصادم ونزاع شديد جدآ بين فكرة الحق وبين القائمين على تنفيذ الحق !!
وهذا عندما يقف الحق ضد مصالح القضاة ولان الحق هو فكرة خارج الإنسان بينما داخل الإنسان فاسد ,فغالبآ ما ينتصر الفساد الذي داخل الإنسان على فكرة الحق ,.
وتتغير قوانين الحق يوم بعد يوم على واقع مصلحة الإنسان , وتظل فكرة الحق أمنية جميلة يحلم بها البشر فقط ,أما الواقع فالمصلحة الشخصية والفساد وكراهية الحق هي التي تسود في النهاية .
فالحق كمفهوم بشري هو نفسه أكثر المظلومين على مر العصور من الرؤساء والحكام والقضاة فلقد غيروا فيه وفصلوه كل واحد حسب مصلحته وكل قائد حسب مكاسبه الشخصية :
لكنني انا ملآن قوّة روح الرب وحقا وبأسا لاخبر يعقوب بذنبه واسرائيل بخطيته9 اسمعوا هذا يا رؤساء بيت يعقوب وقضاة بيت اسرائيل الذين يكرهون الحق ويعوّجون كل مستقيم. 10 الذين يبنون صهيون بالدماء واورشليم بالظلم. 11 رؤساؤها يقضون بالرشوة وكهنتها يعلّمون بالأجرة وانبياؤها يعرفون بالفضة وهم يتوكلون على الرب قائلين أليس الرب في وسطنا.لا يأتي علينا شر. 12 لذلك بسببكم تفلح صهيون كحقل وتصير اورشليم خربا وجبل البيت شوامخ وعر مي 3 : 8 _ 12
,وينتهي الحكم بمجيء أخر يبدأ بالوعد من جديد في تحقيق فكرة الحق بين الشعب. ومازال الحق هو فكرة جميلة ومبدءا يسعي في تحقيقه الإنسان .
وواضح أن الخلل في فهم ما هو الحق ,فليس الحق فكرة أو مبدءا يسعي الإنسان في تحقيقه ,لان الإنسان عاجز عن تحقيقه وأنانية الإنسان غالبآ ما تنتصر على فكرة الحق !!
ما هو الحق في مفهومه الحق :
0000000000000000000
الحق ليس فكرة ولكنه شخص حي .,ليس فكرة يسعي الإنسان بجهده وعرقه في تحقيقها ,ولكن الحق شخص حي يطلبه الإنسان فيكون له شركة فيه ,يتحد بيه فيأخذ من الحق بصيرة ليعرف الحق .
ظلت الأرض لسنين عديدة فاقدة للحق ومتعطشة لظهوره ,وقد انتشر في الأرض ظلم الفقير والبأس ,والعدل والحق منتزع بين سكان الأرض :
ان رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الأمر.لان فوق العالي عاليا يلاحظ والاعلى فوقهما. جا 5: 8
كان الحق على الأرض فكرة ولكن من يستطيع أن يُحققها ,فالإنسان في الزمان القديم وقبل ظهور الحق في الانسان ,كانت طبيعة الإنسان فاسدة وطبيعي يكون الظلام والظلم هما اللذان يسكننا فيه ,وهكذا لم يوجد ولا إنسان على سطح الأرض يستطيع تحقيق الحق أو حتى مُحب من طبيعته للحق بصورة كاملة تُرضى الله ::
طوفوا في شوارع اورشليم وانظروا واعرفوا وفتشوا في ساحاتها هل تجدون انسانا او يوجد عامل بالعدل طالب الحق فاصفح عنها. ار 5 : 1
ولهذا كل من حاول الاقتراب من الله قديمآ كان يجد صعوبة شديدة في معرفة الله بالحق ,فيكون الله بالنسبة له اله محتجب أشع 45 : 15 فكيف يعرف الله بدون أن يعرف الحق , فبدون الحق لايمكن أحد يعرف الله :
يا رب من ينزل في مسكنك.من يسكن في جبل قدسك.2 السالك بالكمال والعامل الحق والمتكلم بالصدق في قلبه. مز 15 : 1 _ 2
ولكن الله محب البشر قد وعد أن يظهر الحق في الإنسان ,ويعرف الإنسان الحق معرفة داخلية ,بل ينبع الحق من داخل الإنسان وليس كفكرة تدخل إلى الإنسان :
هكذا قال الرب قد رجعت الى صهيون واسكن في وسط اورشليم فتدعى اورشليم مدينة الحق وجبل رب الجنود الجبل المقدس زك 8 : 3
هذا وعد جميل جدآ يكشف مفهوم الحق بالصورة الحقيقية ,فواضح ان الحق هو هو الله ذاته ,وانه يعد أن يأتي إلى الإنسان (أورشليم ) ويسكن فيه وحينئذ يدعي الإنسان مدينة الحق
وهكذا ترقب الإنسان المحب للحق تحقيق الوعد فالإنسان بدون الحق بعيد جدآ كل البعد عن الله وغير قادر من الاقتراب منه .فهو ينتظر مجيء الحق إليه لكي بالحق يستطيع أن يعرف الله معرفة حقيقية .
ومرت الأيام ومحبي الحق منتظرون كيف سوف يحل الحق في الإنسان ,ومن هو هذا الذي سوف يُخرج الحق للأمم بمفهومه الحقيقي , هل سوف يُخرج الحق بالصياح والوعود البراقة مثل باقي الزعماء والحكام ! هل سوف يسير في الشوارع بمواكب ليعلن الحق ؟
هل سوف يكل وينكسر من فساد طبيعة الإنسان وعدم قدرتها على قبول الحق ؟
ولكن عند اكتمال الزمان دوي في ارض الإنسان صوت من السماء ينادي لكل البشرية قائلآ:
هوذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سرّت به نفسي.وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم. 2 لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته. 3 قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ.الى الامان يخرج الحق. 4 لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الارض وتنتظر الجزائر شريعته اشع 42 : 1_5
من هذا .........؟؟؟؟
00000000000000
انا انا هو معزيكم.من انت حتى تخافي من انسان يموت ومن ابن الانسان الذي يجعل كالعشب. أشع 51 : 12
انا هو الطريق والحق والحياة يو 14 : 6
هذا هو الحق فالحق ليس فكرة ولكنه شخص ,أنه شخص يسوع الحلو !! فإذا كان شخص يسوع الحلو هو الطريق الى الاب ,فهو أيضآ الحق .
ومن كثرة محبته أنه أتحد بنا كوعده بأنه سوف يأتي ليسكن في وسطنا ,وقد حقق وعده وسكن يسوع الحلو في قلوبنا فصار الحق فينا ونحن صرنا في الحق .
ليس علي مستوي الفكر أبدآ بل على مستوي الحياة والاختبار ,فاتحدنا بالحق فعل الهي جبار أعظم مرات من فعل النار التي تلتهم كل شيء في طريقها . لان الهنا نار آكلة عب 12 : 29
فالحق الذي هو شخص يسوع الحلو والذي صار لنا شركة فيه ,قد صار فينا كفعل نار عظيمة جدآ تلتهم أي غش في قلوبنا تقضي على أي ظلمة فينا تُطهر بصورة مستمرة أعماق كيانا من كل غش أو خداع أو عدم صدق .
فالحق هو شخص يسوع الحلو وكلما اقتربنا منه تطهرت قلوبنا بصورة عجيبة ,وطوبي لمن يحب شخص يسوع ويشتهي دائمآ حضوره ,ويرفع قلبه بصورة مستمرة لكي تكون دائمآ مستعدة لحضور شخص يسوع والتفاعل مع حبه .
فيسوع يأتي الى القلوب التى تشتهي حبه , وطول النهار تبحث عنه وعن شخصه الالهي ,ولا تنجرف مع العالم أو مشاعره أو أحداثه بل تركز داخلها كله في شخص يسوع .
هذا النوع من النفوس التى تطلب شخص يسوع الحلو وقد سيطر على قلوبها حب يسوع لا تنجذب للعالم وأو أفكار العالم بل الى كلام يسوع فهي تُقدر جدآ كل حرف نطق به يسوع وتخفي كلامه في قلبها ,وتلهج به نهارآ وليلآ
.
خبأت كلامك في قلبي لكيلا اخطئ اليك. مز 119 : 11
ولهذا أذا وجدت كلام العالم يتعارض مع كلام يسوع تجزع جدآ من العالم وكلامه وترفضه من قلبها قبل لسانها ,ومن أجل ذلك يسوع الحلو فى داخلها يسكن ,وقلبها هو مسكن له :
ان احبني احد يحفظ كلامي ويحبه ابي واليه نأتي وعنده نصنع منزلا. يو 14 : 23
وتتعجب النفس التى ظهر فى داخلها حب شخص يسوع المسيح الحلو , تتعجب جدآ من نفسها لانها هي التى كانت بالامس القريب تشترك مع العالم وتشرب من أثم العالم .بل من هم فى العالم نفسهم يتعجبون من النفس,فهى كانت معهم تجري خلف فيض الخلاعة التى في العالم معهم واليوم تتعفف عنها بل تهرب منها وتجدف عليها :
الامر الذي فيه يستغربون انكم لستم تركضون معهم الى فيض هذه الخلاعة عينها مجدفين 1 بط 4 : 4
ولكن عندما انجذبت النفس الى حب شخص يسوع الحلو وصار لها شركة معه ومع حبه ,وكشف لها عن شخصه أنه الحق والذي ليس فيه اى أثم بل حق مطلق وقوة الحق التى تشع من ذاته ,غلبت اندفاع النفس القديم نحو الشر ,ورجعت النفس عن الاثم بسبب شريعة الحق الالهي ,التى في فم يسوع الحلو :
شريعة الحق كانت في فيه واثم لم يوجد في شفتيه.سلك معي في السلام والاستقامة وارجع كثيرين عن الاثم.مل 2 : 6
هذا جعل النفس ترتبط أكثر بشخص يسوع الحلو ,وتتمسك به بكل قلبها ,وتطلب منه بشوق ولهفة أن يثبت فيها الى الابد لانها تذوقت أخيرآ معني الحرية الحقيقة بمعرفتها للحق الذي هو شخصه الالهي :
وتعرفون الحق والحق يحرركم. يو 8 : 32
هذا سر سعادة كبير جدآ للنفس التى أحبت شخص يسوع الحلو فقادها الحب الى معرفة شخصه ,وفي معرفة شخصه المحبوب معرفة الحق ,لانه هو الحق .
ومعرفة الحق هنا ليست نظرية او فكرية بل هي معرفة داخلية على مستوي الحياة , وفائقة علي قدرات البشر ,فالشخوص في يسوع بصورة مستمرة ومنجاته دائمآ والثبات الكثير في الانجذاب الباطني نحو شخصه ,يولد داخل النفس نوع من المعرفة الفائقة المعرفة له .
وهذه المعرفة هي معرفة للحق الالهي ومعرفة الحق الالهي تولد داخل النفس قوة الهية عجيبة جدآ تستطيع هذه القوة أن تُحرر الإنسان من أي قوة شريرة أو أي قوة ظلمة أو بغضة .
فتتذوق النفس الحرية بيد الحق الإلهي ,والأشياء القديمة والتي كانت مثل جبال من الظلمة والشر كان مستحيل أن تتحرك من مكانها تتبخر أمام معرفة الحق الالهي الذى يولد وبصورة مستمرة داخل النفس قوة للحرية الداخلية .
ولا تدري النفس التى تُحب شخص يسوع المسيح ,وقد عرفت الحق,. أنها تتذوق قوة الدهر الأتي من الآن ,لان الحق الالهي والذي ظهر في الانسان بسبب وجود الإنسان في المسيح ,فأعطي الإنسان بصيرة لمعرفة الحق .,انه هو الإله وهو الحياة الأبدية :
ونعلم ان ابن الله قد جاء واعطانا بصيرة لنعرف الحق.ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح.هذا هو الاله الحق والحياة الابدية. 1يو 5 : 20
والمسيح الحق قد حل فى الانسان بروحه روح الحق,وهكذا صار الانسان مدينة الله مدينة الحق,فروح الله يعرفه أبناء الله ويقبله أولاد الله ,ويسمعون منه الحق :
روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه ولا يعرفه.واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم يو 14 : 17
فهو فى النفس الذي يرشد للحق وهو في النفس بالصلاة يملئ النفس بالحق حتى ترتفع النفس عن قدراتها البشرية الضعيفة فتري الله بالحق ,وبصورة فائقة لا يمكن التعبير عنها بالكلام ,فهو روح الحق الذي يرشد للحق:
واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق يو 16 : 13
فعل الحق الذي فينا فعل دينونة:
00000000000000000000
من مكاسب النفس البشرية بسبب الاتحاد بشخص يسوع الحلو وهو الحق ,ان الحق كما كشفت النعمة ليست فكرة تقتنع بها ونحاول ان نُطبقها في حياتنا .
بل هو شخص حي هو شخص يسوع المسيح ,والذي لنا معه شركة حية من خلال علاقة شخصية معه وهو يكون فينا ,ونختبر صلاحه في داخلنا ,ولهذا حضوره المستمر فى داخلنا يشع من الحق الذي هو طبيعة شخصه الالهي فينا .
وبالتالي يقف الحق الذي هو شخص يسوع المسيح فينا كدائن لكل غش او شبه غش يتسرب الى داخل نفوسنا .فقوة الحق التى انتشرت داخل نفوسنا من شخص يسوع الحلو موضوع اهتمام نفوسنا ,تكون قوة عجيبة فى ادانة نفوسنا على الدوام ضد اى غش او شر تقبله نفوسنا .
لان الله يحضر كل عمل الى الدينونة على كل خفي ان كان خيرا او شرا جا 14 : 12
وهكذا يعمل الحق الذي صار فينا على إدانة الشر فينا وإدانة عدم الصدق وشبه الشر ,فهو فعل تقديس وتطهير للنفس ضد جميع أفكار العالم الملتوية والتي تكون دائمآ مبنية على الكذب والغش وهذا على مستوي جميع مجالات الحياة .
فالحق الذي صار فينا بسبب الالتصاق بشخص يسوع الحق هو الذي يُنقي على الدوام نفوسنا وقلوبنا من جميع صور الكذب والغش ,والتي تكون بالنسبة للعالم أمور طبيعية ولكن يرفضها الحق الالهي وتكون عداوة لله .
وبالتالى يطرد الحق الالهي من قلوبنا جميع صور الغش والرياء ويملك هو على قلوبنا لأنه هو شهوة قلوبنا وهو الذي سوف يدوم فينا إلى الأبد :
جميع الذين قد عرفوا الحق2 من اجل الحق الذي يثبت فينا وسيكون معنا الى الابد. 2يو 1 : 2
وتتحول طاقة الدينونة التى في النفس والتى كان الشيطان يستغلها في دينونة الاخرين وأنتقادهم ,بصورة دائمة ,تتحول كلها بقوة الحق الذي في النفس وهو شخص يسوع المسيح في دينونة الانسان لنفسه هو ,.
حيث يري بنور النعمة الالهية أنه مسكن للحق الالهي يسوع المسيح وهو الكمال والقداسة فأى أنحراف داخلي او ميل في النية نحو الشر او شبه الشر ,ينزع منه الانسان ويصب دينونته على نفسه وتقصيرها المستمر في أدراك حضور الله داخل النفس .
وبالتالي حضور الحق شخص يسوع الحلو في النفس فعل دينونة مستمر للنفس عن اى انحراف بعيد عن الحق والقداسة , ويولد داخل النفس قوة لدينونة النفس والحكم عليها وهذه نعمة عظيمة ,فهى طريق للخروج من الدينونة العتيد أن تأتي على جميع العالم :
لاننا لو كنا حكمنا على انفسنا لما حكم علينا. 1كو 11 : 31
فالشكر لك يا يسوع الحلو الذى جذب قلبي الى حب شخصه وتملك على مركز حياتى , فأرجوك أشرق بالحق فى كياني يارب ,
أجعل الحق الذي هو أنت يدين كل غش فى قلبي كل أنحراف من ذاتي الانانية ,ذاتي يارب مملؤة من كل أنانية وغش ونور الحق الذي من شخصك فقط الذي يستطيع أن يكشفها على حقيقتها.
ربي كثير جدآ ما تخدعني ذاتي وتسمح للغش او الكذب ان يتسرب الى داخلي بغرض ذاتي ومصلحة ذاتى ,اتضرع اليك أن توبخ ذاتي وتظهرها للنور لان هذا هو قمة محبتك :
ولكن الكل اذا توبخ يظهر بالنور.لان كل ما اظهر فهو نور. أف 5 : 13
فأظهر قوة الحق فى داخلنا يارب وأجعلها تملئ نفوسنا كلها وتطرد كل غش وكل شر من القلب ,اجعل الحق يسود نفسي فأطيعك انت أكثر من الناس ,وأن أجعل كلامك وفكرك قبل كلام الناس وفكر الناس يارب.
وجه قوة الحق التى في نفسي في أدانة نفسي وشروري والرياء الذي فى داخلي ولا تتركني يارب أُبدد هذه الطاقة في إدانة الاخرين .
تكفي جدآ شروري ونقائص نفسي الوفيرة لأصب عليها غضبي ودينونتي ,لانه اذا لم أحكم على نفسي ,فسوف يحكم علي .فأتضرع اليك أن تُعطينى معونة سريعة من قوة الحق المنبعثة من شخصك ,لكي أحكم على نفسي اليوم لكي لا يُحكم علي غدآ لك القوة والمجد الى الابد أمين.