كيف نتقدم الى سر الافخارستيا ؟ (القديس يوحنا ذهبي الفم )
__________________________________________________
فبأى طهارة فائقة ينبغى أن يتقدم ذلك الذى ينال من مثل هذه الذبيحة ؟
والا ينبغى أن تكون تلك اليد التى تقسم مثل هذا الجسد أكثر نقاوة من أشعة الشمس ؟
وذلك الفم الذى يمتلئ بالنار الالهية ؟ وذلك اللسان الذى يصطبغ بهذا الدم الرهيب ؟
فأنظر الى مقدار الكرامة التى دُعيت اليها ,والى سمو المائدة التى ستشترك فيها .
فالملائكة ترتجف من مجرد رؤيته ,ولا تجسر أن تنظر اليه بدون رعدة
بسبب شدة الضوء المنبعث منه ,هذا الشيئ بعينه هو الذى نأكله
أى راع عال رعيته بأعضائه الخاصة؟
ولماذا أتكلم عن الرعاة بينما توجد امهات كثيرات بعد ان أحتملن الام الولادة ,
دفعن أطفالهن الى نساء أخريات كمرضعات ,ولكنه لم يطق أن يفعل هكذا
بل هو نفسه يغذينا بدمه الخاص وبكل وسيلة يجعلنا نتحد به .
فاعلم جيدآ أنه بميلادهقد أشترك فى طبيعتنا ,ولكنك تقول : وما المنفعة من ذلك لجميع الناس ؟
بلى ,إن هذا يخص الجميع !لانه إن كان قد جاء فى طبيعتنا ,فمن الواضح أن هذا الاحسان قد صار للجميع .
وإن كان للجميع ,إذن فلكل واحد منا بخصوصيته ,ولكنك تقول :فمن أين ,اذن ,أن الجميع لم ينتفعوا من مجيئه ؟
هذا التقصير لا يرجع اليه إذ أنه قصد أن يتجسد من أجل الجميع ,ولكن التقصير من أولئك الذين لم يشاءوا الخلاص .
والذين ولدهم أولئك يطعمهم من ذاته ولا يدفعهم لاخر ,وبهذا ايضآ هو يقنعك أنه قد أخذ جسدك.
فلا نكن جاحدين لاحسانه ,بعدما استؤهلنا لمثل هذا الحب ولمثل هذه الكرامة
الا ترون الرضعان كم يشتهون ثدى امهاتهم ,وبكم من الاشتياق يثبتون شفاهم فى الثدى؟
فبنفس الاشتياق ليتنا نقترب الى هذه المائدة , ونرتشف من كأس الحياة ,
ليتنا نجتذب منها لانفسنا نعمة الروح ,وليكن حزننا الوحيد هو أن نُحرم من هذا القوت السماوى.
إن الاسرار التى تُقام أمامنا ليست من عمل أنسان ,فالذى أقامها فى ذلك الزمان فى ذلك العشاء الاول
هو بعينه الذى يُقيمها الان ,اما الاكليروس هم خدام له ,ولكنه هو بنفسه الذى يُقدس القربين وينفقلها
فهذه المائدة هى نفس المائدة التى كانت فى ذلك الزمان ولا تنقص عنها شيئآ
ليس أن المسيح أقام تلك والكاهن يقيم هذه الان ,ولكن المسيح هو بنفسه الذى يقيم هذه أيضآ بالسوية .
فنحن الان فى العلية حيث كانوا مجتمعين فى ذلك الزمان .!!!!
القديس العظيم يوحنا ذهبي الفم
ياللعظمة هذا الكنز الحقيقى المتاح لنا جميعآ وبين أيدينا ,المسيح المحب للبشر لم يحرم اى شخص من جنس البشر أن يشترك فى العشاء الربانى يوم خميس العهد .
بل هو يُعد بنفسه فى كل قداس نفس وليمة العشاء ,وهو بنفسه يُقدم لنا جسده ودمه ,
شيئ يعجز العقل ان يستوعب ابعاده ,كل من قبل هذا بصدق وايمان بدون فحص ,عبر به الى الحياة الابدية وثبت فى خيرات الدهر الاتى منذ ان تذوق بالايمان هذا السر
اعطنا يارب أن نطرح كثرة الانشغالات العالمية والحسية لكى يصفى القلب فنشعر بقيمة هذا الكنز الجبار ,ونعبر بالاكل منه الى الحياة الابدية وندوس على الموت .
__________________________________________________
فبأى طهارة فائقة ينبغى أن يتقدم ذلك الذى ينال من مثل هذه الذبيحة ؟
والا ينبغى أن تكون تلك اليد التى تقسم مثل هذا الجسد أكثر نقاوة من أشعة الشمس ؟
وذلك الفم الذى يمتلئ بالنار الالهية ؟ وذلك اللسان الذى يصطبغ بهذا الدم الرهيب ؟
فأنظر الى مقدار الكرامة التى دُعيت اليها ,والى سمو المائدة التى ستشترك فيها .
فالملائكة ترتجف من مجرد رؤيته ,ولا تجسر أن تنظر اليه بدون رعدة
بسبب شدة الضوء المنبعث منه ,هذا الشيئ بعينه هو الذى نأكله
أى راع عال رعيته بأعضائه الخاصة؟
ولماذا أتكلم عن الرعاة بينما توجد امهات كثيرات بعد ان أحتملن الام الولادة ,
دفعن أطفالهن الى نساء أخريات كمرضعات ,ولكنه لم يطق أن يفعل هكذا
بل هو نفسه يغذينا بدمه الخاص وبكل وسيلة يجعلنا نتحد به .
فاعلم جيدآ أنه بميلادهقد أشترك فى طبيعتنا ,ولكنك تقول : وما المنفعة من ذلك لجميع الناس ؟
بلى ,إن هذا يخص الجميع !لانه إن كان قد جاء فى طبيعتنا ,فمن الواضح أن هذا الاحسان قد صار للجميع .
وإن كان للجميع ,إذن فلكل واحد منا بخصوصيته ,ولكنك تقول :فمن أين ,اذن ,أن الجميع لم ينتفعوا من مجيئه ؟
هذا التقصير لا يرجع اليه إذ أنه قصد أن يتجسد من أجل الجميع ,ولكن التقصير من أولئك الذين لم يشاءوا الخلاص .
والذين ولدهم أولئك يطعمهم من ذاته ولا يدفعهم لاخر ,وبهذا ايضآ هو يقنعك أنه قد أخذ جسدك.
فلا نكن جاحدين لاحسانه ,بعدما استؤهلنا لمثل هذا الحب ولمثل هذه الكرامة
الا ترون الرضعان كم يشتهون ثدى امهاتهم ,وبكم من الاشتياق يثبتون شفاهم فى الثدى؟
فبنفس الاشتياق ليتنا نقترب الى هذه المائدة , ونرتشف من كأس الحياة ,
ليتنا نجتذب منها لانفسنا نعمة الروح ,وليكن حزننا الوحيد هو أن نُحرم من هذا القوت السماوى.
إن الاسرار التى تُقام أمامنا ليست من عمل أنسان ,فالذى أقامها فى ذلك الزمان فى ذلك العشاء الاول
هو بعينه الذى يُقيمها الان ,اما الاكليروس هم خدام له ,ولكنه هو بنفسه الذى يُقدس القربين وينفقلها
فهذه المائدة هى نفس المائدة التى كانت فى ذلك الزمان ولا تنقص عنها شيئآ
ليس أن المسيح أقام تلك والكاهن يقيم هذه الان ,ولكن المسيح هو بنفسه الذى يقيم هذه أيضآ بالسوية .
فنحن الان فى العلية حيث كانوا مجتمعين فى ذلك الزمان .!!!!
القديس العظيم يوحنا ذهبي الفم
ياللعظمة هذا الكنز الحقيقى المتاح لنا جميعآ وبين أيدينا ,المسيح المحب للبشر لم يحرم اى شخص من جنس البشر أن يشترك فى العشاء الربانى يوم خميس العهد .
بل هو يُعد بنفسه فى كل قداس نفس وليمة العشاء ,وهو بنفسه يُقدم لنا جسده ودمه ,
شيئ يعجز العقل ان يستوعب ابعاده ,كل من قبل هذا بصدق وايمان بدون فحص ,عبر به الى الحياة الابدية وثبت فى خيرات الدهر الاتى منذ ان تذوق بالايمان هذا السر
اعطنا يارب أن نطرح كثرة الانشغالات العالمية والحسية لكى يصفى القلب فنشعر بقيمة هذا الكنز الجبار ,ونعبر بالاكل منه الى الحياة الابدية وندوس على الموت .