شفاء ينبوع النجاسة.:
_____________________
شفاء نازفة الدم :مر 5:: 25_ _مت 9:20_ 34 __ لو 8: 43 _ 48
________________________
عكس جميع التوقعات وجميع تعاليم الفريسيون التى حجبت الضعفاء والمرضة والنجيسين عن الله , قدمت لنا هذه المرآة نازفة الدم دستور جديد للتعامل مع الله .
قطعآ الله قدوس ومرتفع جدآ فوق كل شيئ ولا يستطيع أحد مهما كان أن يقترب منه أو يراه .!
وقديمآ وقبل ظهور ينبوع الطهارة الحقيقى يسوع المسيح ,قبل ظهوره فى الجسد كانت المرأة نازفة الدم نجسة جدآ بل ومصدر نجاسة عجيب حسب الشريعة شريعة اللاويين:
واذا كانت امرأة يسيل سيل دمها اياما كثيرة في غير وقت طمثها او اذا سال بعد طمثها فتكون كل ايام سيلان نجاستها كما في ايام طمثها.انها نجسة. 26 كل فراش تضطجع عليه كل ايام سيلها يكون لها كفراش طمثها.وكل الامتعة التي تجلس عليها تكون نجسة كنجاسة طمثها. 27 وكل من مسّهنّ يكون نجسا فيغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا الى المساء
لا 15 : 25 : 27
ولكن الجديد هو ظهور المسيح يسوع ينبوع الطهارة الحقيقى لكل جنس البشر ,ظهوره فى الجسد وهو صار وسيط طهارة بين البشر وبين الله ابيه وسيد كل أحد , المسيح يسوع الذى قبل الطبيعة البشرية بكل ضعفها ليس هذا فقط ولكنه نسب لنفسه جميع ضعفات البشر ليس بالكلام ولكن قبلها فعلآ فى جسده :
محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به4 لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. 5 وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل آثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا
أشع 53: 2 _ 5
فهو أخذ جسدنا الضعيف بكل ما فيه من ضعف وموت وجعله جسده لكى يبيد الانسان العتيق بكل ضعفه ويقضى تمامآ على جسد الخطية حتى لا نعود بعد نُستعبد للخطية :
عالمين هذا ان انساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد ايضا للخطية
رو 6 : 6
فظهور المسيح فى الجسد بالعيان أمام عيون جميع البشر ,ثم بالسر على المذبح _ كنز جبار للبشرية فمن يُدرك او يُقدر هذا الكنز ؟_ فهو سر نجاة وأنقاذ من جميع أوجاع البشر على الاطلاق .
فالمسيح على المذبح مستعد لمن فى قلبة ذزة أيمان أن يُطهر ويُقدس أشنع النجاسات والخطايا ,وله القدرة على خلاص كل انسان من أعظم الخطايا التى لا يستطيع أن يتحملها الضمير .
ولكن غالبآ ما يضع الشيطان العراقيل بين الخاطي وجسد المسيح المحيى الموجود على المذبح ,لكى يمنع الانسان من الوصول الى جسد المسيح الذى فيه كل الشفاء من جميع الامراض الروحية والجسدية .
طارآ بعدم التصديق وجعل الانسان يدخل فى باب الفحص لكى يؤمن بينما جسد المسيح ودمه يتطلب الايمان بدون فحص .
وطارآ عن طريق الجدل والمناقشات السخيفة والغبية والتى قسمت أبناء المسيح الى طوائف .بينما المسيح قال :
خذوا كلوا.هذا هو جسدي.مت 26 : 26
وابناء المسيح يعلمون جيدآ من هو أنه الله فأذا قال أى شيئ لابد أن يكون ., وهكذا جسد المسيح هو جسد المسيح بكل ما فيه من قوة وقدرة على الحياة .
وفى هذه القصة الجبارة _ تُقدم لنا المرأة نازفة الدم وحسب الشريعة اليهودية أنها نجسة وليس لها حق فى أى طهارة بل ومن يلمسها يتنجس اى انها مصدر للنجسة أيضآ ,وهى كانت تُدرك هذا جيدآ وتعانى من مرارة النجاسة والاحساس بالدونية ولمدة أثنا عشر عام متواصلة .
وقد حاولت التخلص من نجاستها هذه والتى سببت لها الم شديد نفسي أكثر منه جسدى بل وقد باعت كل ما هو ورائها وأمامها على الاطباء لعلهم يستطيعون أنقاذها من مرضها الشديد , ولكن مع كل أسف فشلت جميع محاولاتها الكثيرة فى الشفاء وخسرت كل معيشتها وظلت كما هى فى مرضها المرير.
ولكنها أخيرآ سمعت بيسوع المتجسد وسمعت عن معجزاته ولكن وقف عائق ضخم بينها وبينه فقد قالت فى نفسها :
اذا كان يسوع يشفى جميع المرضى ولكن المشكلة الكبيرة أن مرضي ليس مرض عادى _أننى نازفة دم أى أن مرضى حسب الشريعة مصدر نجاسة لكل أنسان يتعامل معى أو المسه فلقد ذوقت المرارة أثنتا عشر عام حتى الان ,فكل مرة أذهب فيه الى أى مكان يبتعد عنى الناس والكل يهرب من المكان الذى اتوجد به .
فكيف يضع يسوع يديه على ليشفينى؟.......................................... .................................................. ....!!!؟
ولكن سمعت صوت الايمان فى قلبها يقول بصوت قوى وعجيب __ يسوع هو الله _ وهو القدوس الطاهر وقد أتحد بالطبيعة البشرية وصارت فيه فأذا لمسته هل يعقل أننى أنجسه ؟!
أم أن طهارته هو الشخصية هى التى تبتلع كل نجاستى وتشفينى ؟
هنا تشدد قلبها بالايمان وعبرت ناموس العهد القديم وشريعة وانفتحا قلبها بالايمان لتدرك أن ظهور يسوع المسيح المتجسد تجاوز الناموس وأكمله , وحينئذآ تضخمت قداسة المسيح جدآ فى قلبها وقد ظهرت أنها أعظم جدآ من نجاساتها بل ومن نجاسة العالم كله ,وانكشف لها سر الاسرار وهو أن يسوع المسيح المتجسد صار هو الوسيط الحقيقى بينها وبين الله وليس الناموس ............................!!!!!!!!!!!!!
فظهور المسيح أبطل الناموس وأدخل النعمة فى التعامل مع الله :
ولكن اذا انقدتم بالروح فلستم تحت الناموس غل 5 : 18
هو الذى أكمل الناموس عنها وحمل كل ضعفها وخلصها منها ثم هو الذى يقدمها مباشرآ لله مبررة ومقدسة وليس فيها عيب او غضن وغير ملومة فى المحبة:
لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب. أف 5 : 27
ومن هنا تقدمت المرأة نازفة الدم النجسة حسب الشريعة والناموس و أنحنت وسط الجموع حتى الارض اذ حسبت نفسها غير مستحقة ,فلم تلمس جسد يسوع او حتى اى جزء من جسده بل اكتفت فقط أن تنحنى لتلمس طرف ثوبه الملامس للارض .
وفتحت هذه القديسة الباب لجميع النجسين لكى يكون لهم نصيب فى يسوع ليطهرهم ويُقدسهم وبالتالى جعلت بأيمانها النجيسون لا يمتنعون عن المسيح .
فمضى معه وتبعه جمع كثير وكانوا يزحمونه مر 5 : 24
كان يسوع ذاهب حسب طلب يايروس لشفاء ابنته الميته .وكان حوله جمع غفير جدآ يزحمونه ,اعداد خلف اعداد الجميع فى ترقب وذهول من شخص المسيح المحب للبشر .والكثيرون يسيرون وهم متلهفون فى تعجب من قبول المسيح بكل بساطة دعوة هذا القائد لشفاء ابنته ولكن هذه المرة من الموت !
انها لحظات عجيبة بالحق اليس من اجل هذا جاء يسوع لكى يهدم الموت الذى دخل الى العالم بحسد ابليس (القداس الالهى).ولكن فى وسط هذا الزحام انتهزت الفرصة امرأة ضعيفة مسكينة جدآ ,نادرآ ما كانت تخرج وتظهر بين الناس لانها كلما ظهرت كان الجميع يهرب منها ويخاف ان تلمسه فيتنجس حسب شريعة العهد القديم .
وامرأة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة. 26 وقد تألمت كثيرا من اطباء كثيرين وانفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئا بل صارت الى حال اردأ مر 5 : 25_ 26
وهذه المرأة تعبت مع الاطباء والادوية لمدة اثنتا عشر عام ولكن فشل الطب فى الشفاء وعجزت الاطباء فى علاجها بل تسببوا فى زيادة تعبها والم فوق المها .ولكنها استغلت فرصة الزحام حول يسوع وانشغال الناس فى يسوع ومرض ابنة يايروس .
واندست فى وسط الجمع تبحث عن يسوع وقلبها متلهف لرؤيته اكثر من كل الجموع المحيطين به .وقلبها قد امتلئ بالايمان الايمان المصحوب بنعمة الله والتى ظهرت بظهور يسوع فى الجسد .
جاءت متسحبة وتدعو الله من قلبها ان لا يُلاحظها احد من اليهود او الفريسيون لكى لا يعوق وصولها يسوع احد .لانها تعلم اذا تعرف احد عليها لكان منعها منعآ تامآ من السير فى وسط الجموع أو طردها خارج المدينة كلها
ولكن كانت محبة المسيح هى التى تحفظها وتستر عليها حتى وصلت وسط الزحام بالقرب من يسوع ففرفر قلبها داخلها بمجرد اقترابها من يسوع وكاد قلبها ان يتوقف من الفرح وهى لا تصدق انها صارت بالقرب من يسوع .
فجاءت من خلف يسوع وقد أشتهت ان تمسك بجسد يسوع وتُشبع كيانها المتعطش للحياة والتى عرفت مقدار الحياة الكائنة فى جسد يسوع ولكن شعرت انها غير مستحقة ان تلمس جسد يسوع فقالت يكفى المس ثوبه فقط ,ثم عادت واستكترت على نفسها هذا أيضآ فقالت أنحنى والمس هدب ثوبه وهذا يكفى جدآ لى ولشفاء جسدى وروحى
ولما سمعت بيسوع جاءت في الجمع من وراء ومسّت ثوبه. 28 لانها قالت ان مسست ولو ثيابه شفيت. مر 5 : 27 _ 28
ولقد حصلت على ما تشتهيه نفسها ولمست هدب ثوب يسوع وفى الحال انتقلت الحياة والطهارة من جسد يسوع محملة بقوة الهية الى جسدها المريض .وفى الحال توقف فيض النجاسة من جسدها وشفيت فى الحال بل حل بر من المسيح وسكن قلبها
فللوقت جف ينبوع دمها وعلمت في جسمها انها قد برئت من الداء مر 5 : 29
لم تتحدث مع المسيح ولم تطلب منه ولم تصرخ نحوه ولكنها خطفت قوته بإيمانها أنه طريق جديد تفتحه هذه المرأة القديسة لنا طريق فريد فى الايمان والثقة فى قوة جسد المسيح فى صمت ابلغ من كل صراخ وطلبه .
اكشف لينا يارب سر هذا الايمان الفريد ارجوك واعطنا ان نختبر مثل ما اختبرت هذه المرأة القوة الجبارة المذخرة فى جسدك ولا تحتاج منا الا الايمان لتخرج وتسكن فينا وتغير فينا ما يعجز الطب والعقل وكل امكانيات البشر عن تغيره حتى ولو ينبوع نجاسة ظل ينبوع لمدة اثنا عشر سنة متواصل .
القوة الكائنة فى جسدك تستطيع بدون صراخ او طلب فقط بأيمان صادق ولمس بصدق يجعل هذه القوة تخرج وتشفى فى التو واللحظة .
شفيت هذه المرأة وجف ينبوع النجاسة فيها وعلمت وشعرت بقوة المسيح وسخونة الحياة تسرى فى جسدها كل هذا ولم يدور بعد حديث مباشر بينها وبين يسوع ياللعجب .!!
فللوقت التفت يسوع بين الجمع شاعرا في نفسه بالقوة التي خرجت منه وقال من لمس ثيابي
مر 5 : 19
العجيب ان يسوع هو صاحب المبادرة بالكلام كان من الممكن ان يصمت يسوع ويكتفى بأنه شفى هذه المرأة ولكن من أجلنا اراد ان يكشف سر هذه المرأة امام الجميع لكى تكون نموذج مغلوب من الخطية ولكل ساقط فى النجاسة ولو الى اثنا عشر سنة .
لهذا التفت يسوع وقال من لمس ثيابى عجيب هو الرب هل اذا احد لمس ثيابنا نشعر واذا كنا فى زحام شديد هل معقول ان نسأل هذا السؤال ؟
ولكن الرب يسوع كان قد شعر بالقوة التى خرجت من جسده بأيمان هذه المرأة ولهذا سأل هذا السؤال .
فقال له تلاميذه انت تنظر الجمع يزحمك وتقول من لمسني مر 5 : 19
كان رد التلاميذ على المسيح مثل ردنا الطبيعى فهم لا يدرون ما يحدث فى السر بين هذه المرأة وبين يسوع ,ولكن لم يلتفت يسوع الى كلام التلاميذ بل :
وكان ينظر حوله ليرى التي فعلت هذا. مر 5 : 21
اراد يسوع ان يفرز هذا القلب الجميل المملؤ بالايمان بقوة يسوع والذى الزم قوة يسوع ان تخرج منه لتشفيها من مرض نجاسة احتار فيه الاطباء لمدة اثنا عشر عام ,اراد يسوع ان يُخرج هذه المرأة من بين الجموع الكثيرة ويضعها على المنارة لتضيئ لكل من هم فى البيت .
واما المرأة فجاءت وهي خائفة ومرتعدة عالمة بما حصل لها فخرّت وقالت له الحق كله
مر 5 : 22
لم تكن بعيده عنه بل كانت اقرب شخص فى الجموع اليه لذلك جاءت خائفة مخافة الرب ومرتعدة لانها تشعر بقوة الله الخارجة من يسوع بل ان هذه القوة تسببت فى شفاء جسدها وقد حملت علامات الشفاء فى جسدها المعذب منذ زمن بعيد .
ولذلك سجدت له واعترفت له بكل ما كان يدور بداخلها وهو يعرفه ولكن اراد ان تُعلن عنه لكى يعرف الجمع .قوة هذا الايمان ونعرف نحن هذا الطريق العجيب لخروج القوة من جسد يسوع .
فقال لها يا ابنة ايمانك قد شفاك.اذهبي بسلام وكوني صحيحة من دائك مر 5 : 24
وعندما كشف يسوع سر هذا المرأة امام الجمع مدح يسوع هذا الايمان الفريد جدآ ,الايمان بقداسة شخص يسوع وان قوة القداسة التى فى جسد المسيح اقوى جدآ من كل نجاسة حتى لو كانت ينبوع فى داخلى ينبوع لمدة اثنا عشر عام .ولكن قداسة جسد المسيح لها قوة تشفى من جميع نجاسات العالم كله .
ولكن ان سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية. 1يو 1 : 7
صلاة :
___________
ربى يسوع حقيقى اول مرة اعرف هذا الايمان العجيب يارب لم اتذوقه من قبل ,أيمان هذه المرأة الذى الزم قوتك المختفية فى جسدك المقدس ان تخرج وتشفى ,تشفى ينبوع نجاسة ,احتار الكل فى شفائه.
الانسان الخاطئ الساقط تحت نجاسة او الذى يشعر بينبوع نجاسة فى داخله غالبآ ما يخدعه الشيطان بأن شفائه مستحيل , ومن يقدر ان يُقف نزيف النجاسة هذا ,وبعد ان يكون ذهب الى أطباء كثيرون يطلب منهم الشفاء ولكنهم عجزوا.
فى ايمان هذه المرأة ارى يارب انك ينبوع الطهارة القادر على شفاء اى نجاسة مهما كانت ,ايمان بثقة فى طهارة جسد يسوع وانه مملؤ بكل قوة متى تكون هذا الايمان فى القلب ,اذا تقدمت الى التناول من جسدك يكون عندى ايمان لو لمست حرف الصنية فقط تخرج القوة من جسدك لتشفينى.
أرجوك يارب اعطنى أن أختبر هذا الايمان العجيب أتضرع اليك أن أتذوق مع هذه المرأة هذا النوع الفريد من الايمان .اتحصر على نفسى يارب التى ترى جسدك كل يوم على المذبح واتناول منه بأستمرار ولم أشعر بعد بهذه القوة التى تخرج من جسدك لتشفى على الفور ,.!
ارجوك يارب اعطنى وكل من يتحرك قلبه ليعرفك بالحق ومن يريد ان يحيا بك ربما لم أرى جيدآ كم الامراض التى فى نفسى ولا اشعر اكشف لى يارب امراض نفسى وايضآ اعطنى القوة التى تخرج من جسدك بمجرد ان المس طرف منجسدك المقدس لكى تشفينى يارب فأستطيع ان أحيا بك الى الابد امين.