ما سأحكيه لكم جميعا هى قصة واقعية , قد تكون مؤلمة فى الظاهر
و لكن يعلم الله أنها كانت سبب قوى فى بداية علاقة حقيقية مع الله .
قصة شخصية جدا ولكننى لا أبخل عليكم بها لكى أشهد للمسيح ملكى
و إلهى ....
القصة حدثت فى عام 1996 و لكننى أذكرها جيدا بكل تفاصيلها ..
فى يوم 20 يونيو 1996 ( الخميس ) جاء الى والدى فى غرفتى
و كان على غير العادة يسألنى الخروج معه فى أى حتة للدردشة.
و كانت أول مرة أشعر فيها بأن والدى ممكن يبأه صديقى
خصوصا أنه كان يمر بتجربة قاسية فى عمله , حيث كان
مديريه من الإنجليز يريدون تصفيته من المدرسة التى كان
يعمل بها كمدير للشئون القانونية و الإدارية ... كان الوحيد المصرى
العامل بهذه المدرسة و الباقى كلهم إنجليز . و الظاهر إنه بعد
12 سنة مرتبه زاد عليهم فقرروا يطفشوه من الشغل ..
كانت البداية عندما قالوها بصراحة و عرضوا عليه يمشى و هو رفض
و بعدين بدئوا يدبرون المكائد لتنفيذ ما يرمون إليه ...
يوم 20 يونيو 1996 لما خرجت معه فى أحد المطاعم فى مصر الجديدة
كان عندى وقتها 19 سنة , و وجدت أبى يتحدث بطريقة كادت
تجعلنى أجهش بالبكاء , و لكن مسكت نفسى بسرعة علشان أسانده.
كنت أرى أبى الذى كان يعمل طيار حربى و دخل حربين
و خرج من الخدمة بعد إصابته بسكتة قلبية , أبى القوى البنيان
الذى كان مثلى الأعلى فى كل شىء , علمنى كيف أحب الأخرين
و أشياء أخرى كثيرة جدا ... كان يجلس يومها و يقول :
" مش عارف أعمل إيه يا نادر , أنا عرفت النهارده من أحد
المدرسين بالمدرسة أنه سمع بالصدفة أن فلان و فلان بيدبروا
لى تهمة إختلاس من الخزينة ! أنا تعبت خلاص من المعافرة مع
الناس دى .. أنا طبعا عملت إحتياطى و قفلت المكتب بالمفتاح
و جردت الخزينة بحضور مدير المدرسة اليوم , و لكننى خايف .."
و ظل يتكلم و يفضفض و أنا مش عارف أقول إيه غير معلش
و كل حاجة هاتبأه أحسن , و ربنا مش هايسكت على الظلم .
كان عمره وقتها 54 سنة , و كان قد بدأ يرجع
للتدخين بعد سنين من الإقلاع عنه
رجعت فى هذا اليوم إلى البيت و أنا سعيد بأنه بيرتاح فى الكلام
معايا و فضفض لى رغم صغر سنى , و كنت زعلان على اللى
الناس دى بيعملوه فيه . مر يوم الجمعة بسلام فى البيت و كنت
أنظر لأبى طوال الوقت و كأنه صديقى حيث شعرت إن علاقتنا
فجأة قربت بشكل جميل جدا .
يوم السبت 22 يونيو 1996 , صحوت من النوم
لأجد أبى قد نزل لتجديد رخصة السيارة
من المرور .. و رجع بدرى يوميها , و كانت صحته كويسة.
فى تمام الساعة الواحدة ظهرا جلس يشاهد
التلفزيون و الغريب إنه فجأة قال لى " تعرف
تنظف التكييف و لا لأ ؟ لأنك لازم تتعلم الحاجات
دى لأنى بكرة مش هابأه موجود ! أنا النهاردة أخر
يوم " كان كلامه غريب و مرعب و هو بكامل
صحته أمامى يتكلم بكل وعي و جدية . و أخذ
يعلمنى كيفية تنظيف التكييف و أنا صامت تماما
أفكر فيما قال عن انه أخر يوم ! و قلتله بعد ما خلص
شرح تنظيف التكييف :" بس أنا مش فاهم انت
قلت كده ليه ؟ يعنى إيه أخر يوم ؟؟ رد على :" هاتفهم
بكرة " و كان الرد حازم و محدد لدرجة مخيفة جدا .
و قال إنه داخل ينام شوية لأنه تعبان
. بعدها بنصف ساعة لقيته
بينادينى , حيث أخويا كان فى شغله
و أختى فى بيتها لأنها كانت قد تزوجت
حينذاك و أمى كانت تجهز وجبة الغذاء.. ذهبت
إلى غرفته فوجدت وجهه شاحب جدا , نفسه
متقطع و قال لى افتح الدولاب و هات حافظة البنك اللى لونها
أخضر . قلتله مالك فيه ايه انت تعبان ؟ قال : اعمل اللى باقوله .
ذهبت الى الدولاب و جبت الحافظة , حيث
كتب شيك بإسمى برصيده كله
اللى فى البنك , و قال لى كلمة مش هانساها أبدا :
" خد الشيك ده , علشان بكرة تصرفه
بدرى , علشان لو استنيت
شوية هايكون البنك أخد خبر
و هايطالبه بإعلام وراثة و الموضوع
هايبأه فيه وجع دماغ . الفلوس اللى
هاتصرفها إديها لماما علشان تصرف
منها بكرة علشان هتبأه محتجاها " أنا سمعت الكلام من هنا , و شعرت
إن جسمى كله بيرتعش و اننى مش
عارف أتكلم . كان فى كلامه جدية
و يقين أربكنى جدا جدا . و ذهبت لأمى فى المطبخ أخبرها بما يحدث
و جات جرى على الغرفة و أصرت على إحضار طبيب , رغم إصرار
ابى و قوله :" مش هايفرق فى حاجة , و مش هايوقف حاجة "
و لكن مع إصرارى أنا و أمى
, ابتسم أبى ابتسامة غريبة و قال
" أنا عارف إنه مش هايعمل حاجة و هايقول انى كويس "
و طلب منى أبى أن أحضر له محفظته و أعطاها لى قائلا
إحتفظ بها لك , لأن فيها رخصة العربية اللى أنا جددتها اليوم
و عملتها 3 سنين علشان ما يبأش
فيه مشاكل فى تجديدها كمان سنة
و فى المحفظة فيه كذا و كذا... و أيضا
أعطانى مفاتيح خزينة الشغل
و اسم الشخص اللى أسلمها له , و قال لى " على
فكرة أنا مش عايزكم تعملوا زى يقية الناس
و ما تشغلوش التلفزيون و الكاسيت, أنا مش
هابأه مبسوط .عايزك تتصرف عادى خالص
و ما تعملش زى الناس التانية , انا هبأه مبسوط
و أنا شايفك بتتصرف طبيعى ..
جاء الدكتور فى تمام الساعة 6 مساءا
و كشف عليه و قال إنه سليم , و ده شوية إرهاق ...
و كان يومها يا أحبائى عيد ميلاد أمى , حيث حضرت جدتى و معها
تورتة , و قام أبى من السرير بعد أن أكد أنه تحسن , و طفينا الشمع.
و انصرفت جدتى بعد اللإطمئنان على أبى فى تمام الساعة 8 مساءا .
و دخل أبى لينام , و الساعة 8.45 مساءا , ذهبت اليه فوجدته
فى الفراش مبتسما , فسألته عن صحته فقال :
" انت عارف يا نادر أنا كنت نايم و شفت السما منورة أوى فى الحلم
و كلها حمام أبيض ناصع بيطير , و كان حلم جميل أوى ..
الصراحة الحلم كان جميل بس قلقنى أوىىىى.
و قال لى ما تقلقش أنا بقيت كويس ..
التيليفون رن و كان المتصل أحد أصدقائى الذين قلما كانوا يتصلون بى .
و كان الغريب إنه كان مصر أن يأتى الى منزلى لنخرج شوية ,
رغم ما قلته له عن أنه أبى تعبان . و فعلا جاء الى المنزل
و كان أول مرة يدخل منزلى منذ 7 سنوات من الصداقة
و أصر انى انزل معاه, و دخل معايا يسلم على أبلى و يطمئن عليه
و أصر أبى أن أنزل مع صديقى و قال إنه بأه كويس و هاينام خلاص
فمافيش لازمة اننى أجلس فى المنزل . بالفعل نزلت مع صديقى
و ذهبنا إلى أحد الأماكن و جلسنا . و كانت الساعة 10.45 مساءا .
و فى تمام الساعة 11.15 شعرت باحساس غير مريح , و قلت له
أنا عايز ارجع البيت لأنى مش مطمن . بعد محاولات فاشلة لإقناعى
بالجلوس , جاء معلى لتوصيلى , و كنت قلقان جدا و هو كان بيطمننى .
وعند و صولنا إلى المنزل , وجدت أضواء البيت كلها مضاءة
فقلت لصديقى :" غريبة ايه اللى نور كل النور ده فى البيت
و الساعة دلوقتى داخلة على 11.30 مساءا !!!
فقال لى يمكن فى حد عندكم أو حاجة , يا عم ما تقلقش .
" يارب يكون فعلا خير علشان أنا مش مستريح "
و صعدت السلالم ووجدت جميع أضواء السلالم مضاءة , باب الشقة
كان مفتوح , و ساعتها حسيت إنه أبى كان عارف كل حاجة هاتحصل .
دخلت الشقة و وجدت كل العائلة قاعدة فى البيت , اللون الأسود يخيم
على المنزل , و عرفت على طول ايه اللى حصل ..
حاول خالى أن يحتوينى , ولكنى قلت له أنا عارف كل حاجة من غير ما تحكى
و دخلت لأجد أبى قد رحل . و كان يا أخوتى شىء غريب جدا
أن احساس السلام الداخلى جوايا مالوش مثيل , ووجدت نفسى
أنا أصغر فرد فى العائلة أعزى أخى الذى يكبرنى ب7 سنين
و أختى التى تكبرنى ب9 سنين , و أمى و جدتى الواقفين فى
الغرفة .. ووجدت نفسى أقول كلام تعزية لا أعرفه من قبل
" مش ده كلامى " و كنت هادى جدا جدا متماسك جدا .
و انصرف الناس , و ذهبت الى غرفتى و نمت على الأرض
علشان أختى باتت عندنا هى و زوجها و إبنها . فى اليوم التالى
كانت المراسم العادية ... المهم انى رجعت البيت باليل من قاعة العزاء
منهك القوى . بس لما دخلت غرفتى افتكرت ما قاله لى أبى ....
كان من عادتى أن أفتح التليفزيون قبل النوم و انام على صوته ..
و كان أبى يأتى كل يوم باليل يطفئه لى بعد أن أكون نمت .
فقلت فى نفسى , أنا هاعمل زى ماقلت يا أبى و هاولع التليفزيون عادى و مش
هازعلك . و يوميها قفلت على الباب بالمفتاح , مش عارف ليه كنت خايف
شوية ... المفاجأة انى صحوت تانى يوم و وجدت التليفزيون مطفى
و الباب لسه مقفول بالمفتاح , و أنا يا أخوتى عمرى ما باقلق باليل
و حتى يوميها زى مانمت زى ماصحوت , من كثرة الإجهاد لم أتقلب حتى فى السرير . بع ما عدى الثلاثة أيام ذهبت إلى أب كاهن ورويت له ماحدث كله.
قال لى " بابا بيقولك أنا لسه هنا , مش معنى اننى انتقلت اننى مش معاك
و ربنا بحنيته أراد أن يوصلك هذا المعنى من خلال ما حدث فى موضوع
التلفزيون . بعديها يا أخوتى افتكرت حاجة مهمة أوى..
أن أبى كان يصلى كل يوم صلاة ( قبر يسوع ) اللى كان فيها بيطلب
أنه ربنا ينجيه من الموت فى الحريق أو غريق أو ......
و فى أخر الصلاة مكتوب أن من يصلى هذه الصلاة من قلبه و بإيمان
الله يعلمه موعد انتقاله قبل الوفاة ب 3 أيام . وجدت هذه الورقة بجانب سريره
و ساعتها مجدت الله اللى بيقول اسألوا تعطوا ....
أنا أسف اننى طولت عليكم و ممكن أكون ضايقتكم و لكن التجربة دى
غيرت حياتى , و أتمنى أن تسهم فى تمجيد إسم الله و الشهادة
ليده القوية و تمسكه بوعوده ... اتمنى أن تغير قلوبكم كما حدث معى ..
ربنا معاكم جميعا ..
_________________
منقوووووووووووووووووول
و لكن يعلم الله أنها كانت سبب قوى فى بداية علاقة حقيقية مع الله .
قصة شخصية جدا ولكننى لا أبخل عليكم بها لكى أشهد للمسيح ملكى
و إلهى ....
القصة حدثت فى عام 1996 و لكننى أذكرها جيدا بكل تفاصيلها ..
فى يوم 20 يونيو 1996 ( الخميس ) جاء الى والدى فى غرفتى
و كان على غير العادة يسألنى الخروج معه فى أى حتة للدردشة.
و كانت أول مرة أشعر فيها بأن والدى ممكن يبأه صديقى
خصوصا أنه كان يمر بتجربة قاسية فى عمله , حيث كان
مديريه من الإنجليز يريدون تصفيته من المدرسة التى كان
يعمل بها كمدير للشئون القانونية و الإدارية ... كان الوحيد المصرى
العامل بهذه المدرسة و الباقى كلهم إنجليز . و الظاهر إنه بعد
12 سنة مرتبه زاد عليهم فقرروا يطفشوه من الشغل ..
كانت البداية عندما قالوها بصراحة و عرضوا عليه يمشى و هو رفض
و بعدين بدئوا يدبرون المكائد لتنفيذ ما يرمون إليه ...
يوم 20 يونيو 1996 لما خرجت معه فى أحد المطاعم فى مصر الجديدة
كان عندى وقتها 19 سنة , و وجدت أبى يتحدث بطريقة كادت
تجعلنى أجهش بالبكاء , و لكن مسكت نفسى بسرعة علشان أسانده.
كنت أرى أبى الذى كان يعمل طيار حربى و دخل حربين
و خرج من الخدمة بعد إصابته بسكتة قلبية , أبى القوى البنيان
الذى كان مثلى الأعلى فى كل شىء , علمنى كيف أحب الأخرين
و أشياء أخرى كثيرة جدا ... كان يجلس يومها و يقول :
" مش عارف أعمل إيه يا نادر , أنا عرفت النهارده من أحد
المدرسين بالمدرسة أنه سمع بالصدفة أن فلان و فلان بيدبروا
لى تهمة إختلاس من الخزينة ! أنا تعبت خلاص من المعافرة مع
الناس دى .. أنا طبعا عملت إحتياطى و قفلت المكتب بالمفتاح
و جردت الخزينة بحضور مدير المدرسة اليوم , و لكننى خايف .."
و ظل يتكلم و يفضفض و أنا مش عارف أقول إيه غير معلش
و كل حاجة هاتبأه أحسن , و ربنا مش هايسكت على الظلم .
كان عمره وقتها 54 سنة , و كان قد بدأ يرجع
للتدخين بعد سنين من الإقلاع عنه
رجعت فى هذا اليوم إلى البيت و أنا سعيد بأنه بيرتاح فى الكلام
معايا و فضفض لى رغم صغر سنى , و كنت زعلان على اللى
الناس دى بيعملوه فيه . مر يوم الجمعة بسلام فى البيت و كنت
أنظر لأبى طوال الوقت و كأنه صديقى حيث شعرت إن علاقتنا
فجأة قربت بشكل جميل جدا .
يوم السبت 22 يونيو 1996 , صحوت من النوم
لأجد أبى قد نزل لتجديد رخصة السيارة
من المرور .. و رجع بدرى يوميها , و كانت صحته كويسة.
فى تمام الساعة الواحدة ظهرا جلس يشاهد
التلفزيون و الغريب إنه فجأة قال لى " تعرف
تنظف التكييف و لا لأ ؟ لأنك لازم تتعلم الحاجات
دى لأنى بكرة مش هابأه موجود ! أنا النهاردة أخر
يوم " كان كلامه غريب و مرعب و هو بكامل
صحته أمامى يتكلم بكل وعي و جدية . و أخذ
يعلمنى كيفية تنظيف التكييف و أنا صامت تماما
أفكر فيما قال عن انه أخر يوم ! و قلتله بعد ما خلص
شرح تنظيف التكييف :" بس أنا مش فاهم انت
قلت كده ليه ؟ يعنى إيه أخر يوم ؟؟ رد على :" هاتفهم
بكرة " و كان الرد حازم و محدد لدرجة مخيفة جدا .
و قال إنه داخل ينام شوية لأنه تعبان
. بعدها بنصف ساعة لقيته
بينادينى , حيث أخويا كان فى شغله
و أختى فى بيتها لأنها كانت قد تزوجت
حينذاك و أمى كانت تجهز وجبة الغذاء.. ذهبت
إلى غرفته فوجدت وجهه شاحب جدا , نفسه
متقطع و قال لى افتح الدولاب و هات حافظة البنك اللى لونها
أخضر . قلتله مالك فيه ايه انت تعبان ؟ قال : اعمل اللى باقوله .
ذهبت الى الدولاب و جبت الحافظة , حيث
كتب شيك بإسمى برصيده كله
اللى فى البنك , و قال لى كلمة مش هانساها أبدا :
" خد الشيك ده , علشان بكرة تصرفه
بدرى , علشان لو استنيت
شوية هايكون البنك أخد خبر
و هايطالبه بإعلام وراثة و الموضوع
هايبأه فيه وجع دماغ . الفلوس اللى
هاتصرفها إديها لماما علشان تصرف
منها بكرة علشان هتبأه محتجاها " أنا سمعت الكلام من هنا , و شعرت
إن جسمى كله بيرتعش و اننى مش
عارف أتكلم . كان فى كلامه جدية
و يقين أربكنى جدا جدا . و ذهبت لأمى فى المطبخ أخبرها بما يحدث
و جات جرى على الغرفة و أصرت على إحضار طبيب , رغم إصرار
ابى و قوله :" مش هايفرق فى حاجة , و مش هايوقف حاجة "
و لكن مع إصرارى أنا و أمى
, ابتسم أبى ابتسامة غريبة و قال
" أنا عارف إنه مش هايعمل حاجة و هايقول انى كويس "
و طلب منى أبى أن أحضر له محفظته و أعطاها لى قائلا
إحتفظ بها لك , لأن فيها رخصة العربية اللى أنا جددتها اليوم
و عملتها 3 سنين علشان ما يبأش
فيه مشاكل فى تجديدها كمان سنة
و فى المحفظة فيه كذا و كذا... و أيضا
أعطانى مفاتيح خزينة الشغل
و اسم الشخص اللى أسلمها له , و قال لى " على
فكرة أنا مش عايزكم تعملوا زى يقية الناس
و ما تشغلوش التلفزيون و الكاسيت, أنا مش
هابأه مبسوط .عايزك تتصرف عادى خالص
و ما تعملش زى الناس التانية , انا هبأه مبسوط
و أنا شايفك بتتصرف طبيعى ..
جاء الدكتور فى تمام الساعة 6 مساءا
و كشف عليه و قال إنه سليم , و ده شوية إرهاق ...
و كان يومها يا أحبائى عيد ميلاد أمى , حيث حضرت جدتى و معها
تورتة , و قام أبى من السرير بعد أن أكد أنه تحسن , و طفينا الشمع.
و انصرفت جدتى بعد اللإطمئنان على أبى فى تمام الساعة 8 مساءا .
و دخل أبى لينام , و الساعة 8.45 مساءا , ذهبت اليه فوجدته
فى الفراش مبتسما , فسألته عن صحته فقال :
" انت عارف يا نادر أنا كنت نايم و شفت السما منورة أوى فى الحلم
و كلها حمام أبيض ناصع بيطير , و كان حلم جميل أوى ..
الصراحة الحلم كان جميل بس قلقنى أوىىىى.
و قال لى ما تقلقش أنا بقيت كويس ..
التيليفون رن و كان المتصل أحد أصدقائى الذين قلما كانوا يتصلون بى .
و كان الغريب إنه كان مصر أن يأتى الى منزلى لنخرج شوية ,
رغم ما قلته له عن أنه أبى تعبان . و فعلا جاء الى المنزل
و كان أول مرة يدخل منزلى منذ 7 سنوات من الصداقة
و أصر انى انزل معاه, و دخل معايا يسلم على أبلى و يطمئن عليه
و أصر أبى أن أنزل مع صديقى و قال إنه بأه كويس و هاينام خلاص
فمافيش لازمة اننى أجلس فى المنزل . بالفعل نزلت مع صديقى
و ذهبنا إلى أحد الأماكن و جلسنا . و كانت الساعة 10.45 مساءا .
و فى تمام الساعة 11.15 شعرت باحساس غير مريح , و قلت له
أنا عايز ارجع البيت لأنى مش مطمن . بعد محاولات فاشلة لإقناعى
بالجلوس , جاء معلى لتوصيلى , و كنت قلقان جدا و هو كان بيطمننى .
وعند و صولنا إلى المنزل , وجدت أضواء البيت كلها مضاءة
فقلت لصديقى :" غريبة ايه اللى نور كل النور ده فى البيت
و الساعة دلوقتى داخلة على 11.30 مساءا !!!
فقال لى يمكن فى حد عندكم أو حاجة , يا عم ما تقلقش .
" يارب يكون فعلا خير علشان أنا مش مستريح "
و صعدت السلالم ووجدت جميع أضواء السلالم مضاءة , باب الشقة
كان مفتوح , و ساعتها حسيت إنه أبى كان عارف كل حاجة هاتحصل .
دخلت الشقة و وجدت كل العائلة قاعدة فى البيت , اللون الأسود يخيم
على المنزل , و عرفت على طول ايه اللى حصل ..
حاول خالى أن يحتوينى , ولكنى قلت له أنا عارف كل حاجة من غير ما تحكى
و دخلت لأجد أبى قد رحل . و كان يا أخوتى شىء غريب جدا
أن احساس السلام الداخلى جوايا مالوش مثيل , ووجدت نفسى
أنا أصغر فرد فى العائلة أعزى أخى الذى يكبرنى ب7 سنين
و أختى التى تكبرنى ب9 سنين , و أمى و جدتى الواقفين فى
الغرفة .. ووجدت نفسى أقول كلام تعزية لا أعرفه من قبل
" مش ده كلامى " و كنت هادى جدا جدا متماسك جدا .
و انصرف الناس , و ذهبت الى غرفتى و نمت على الأرض
علشان أختى باتت عندنا هى و زوجها و إبنها . فى اليوم التالى
كانت المراسم العادية ... المهم انى رجعت البيت باليل من قاعة العزاء
منهك القوى . بس لما دخلت غرفتى افتكرت ما قاله لى أبى ....
كان من عادتى أن أفتح التليفزيون قبل النوم و انام على صوته ..
و كان أبى يأتى كل يوم باليل يطفئه لى بعد أن أكون نمت .
فقلت فى نفسى , أنا هاعمل زى ماقلت يا أبى و هاولع التليفزيون عادى و مش
هازعلك . و يوميها قفلت على الباب بالمفتاح , مش عارف ليه كنت خايف
شوية ... المفاجأة انى صحوت تانى يوم و وجدت التليفزيون مطفى
و الباب لسه مقفول بالمفتاح , و أنا يا أخوتى عمرى ما باقلق باليل
و حتى يوميها زى مانمت زى ماصحوت , من كثرة الإجهاد لم أتقلب حتى فى السرير . بع ما عدى الثلاثة أيام ذهبت إلى أب كاهن ورويت له ماحدث كله.
قال لى " بابا بيقولك أنا لسه هنا , مش معنى اننى انتقلت اننى مش معاك
و ربنا بحنيته أراد أن يوصلك هذا المعنى من خلال ما حدث فى موضوع
التلفزيون . بعديها يا أخوتى افتكرت حاجة مهمة أوى..
أن أبى كان يصلى كل يوم صلاة ( قبر يسوع ) اللى كان فيها بيطلب
أنه ربنا ينجيه من الموت فى الحريق أو غريق أو ......
و فى أخر الصلاة مكتوب أن من يصلى هذه الصلاة من قلبه و بإيمان
الله يعلمه موعد انتقاله قبل الوفاة ب 3 أيام . وجدت هذه الورقة بجانب سريره
و ساعتها مجدت الله اللى بيقول اسألوا تعطوا ....
أنا أسف اننى طولت عليكم و ممكن أكون ضايقتكم و لكن التجربة دى
غيرت حياتى , و أتمنى أن تسهم فى تمجيد إسم الله و الشهادة
ليده القوية و تمسكه بوعوده ... اتمنى أن تغير قلوبكم كما حدث معى ..
ربنا معاكم جميعا ..
_________________
منقوووووووووووووووووول