[size=16]من الوفد .... بقلم مجدى سلامة
»عندك حق ياديان*« هذه العبارة وجدت نفسي أرددها بشكل لا إرادي عندما زرت سيناء*. و»ديان*« الذي أعني هو* »موشي ديان*« أحد أكبر القادة العسكريين في تاريخ إسرائيل*.. ففي عام* 1967* سأل قادة إسرائيل* »موشي ديان*« وكان وقتها وزيراً* للحرب في الحكومة الإسرائيلية*.. سألوه عن الخطة التي وضعها لاحتلال سيناء،* فقال مبتسماً* أنا لم أضع خطة لهذا الأمر*.. فقط سننفذ ذات الخطة التي نفذناها عام* 1956*. كلام* »ديان*« أصاب قادة إسرائيل ـ وقتها ـ بالذهول وقالوا كيف تكرر الخطة القديمة،* وقد علم المصريون كل تفاصيلها بعدما نشرها العديد من الصحف والكتب العسكرية؟*!،* فأجابهم* »ديان*« بلهجة الواثق لا داعي للقلق،* فالمصريون لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون،* وبالفعل احتلت إسرائيل سيناء عام* 1967* في* 6* ساعات بخطة قديمة ومنشورة في العشرات من الصحف والكتب*. وعندما قلت إن* »ديان*« عنده حق لم أكن أقصد بذلك ما حدث عام* 1967،* ولكن أعني ما يحدث الآن علي أرض سيناء المحررة*. فعلي أرض سيناء الآن* 4* شواهد ودلائل تؤكد أن إسرائيل تتعامل معنا ومع سيناء بطريقة مستوحاة من التراث العربي وتحديداً* من واحدة من أشهر حكايات التراث*.. حكاية مسمار جحا*. إسرائيل تلعب دور جحا ونحن نمارس ببلادة وبلاهة دور الرجل الذي اشتري بيت جحا*!. وحكاية مسمار جحا في التراث العربي تقول إن جحا مر بضائقة مالية ولم يجد أمامه مفراً* فعرض بيته للبيع،* ولكنه سرعان ما تراجع عن بيع البيت بعدما أدرك أنه سينام في الشارع إذا ما باع البيت،* وبينما هو متردد ما بين البيع وعدم البيع هداه تفكيره إلي بيع البيت بطريقة يحصل بها علي مبلغ* مالي ضخم،* وفي الوقت نفسه يحتفظ لنفسه حق الإقامة في البيت وبدأ ينفذ الخطة*. عرض جحا البيت للبيع،* فتقدم له عشرات المشترين واتفق مع أعلي المشترين سعراً* ولكنه اشترط أمراً* واحداً* لإتمام البيع،* وهو أن يكتب في عقد البيع أن البيع تم علي كل مباني وحجرات وحديقة البيت فيما عدا مسمار واحد مثبت في جدار بحجرة النوم،* احتفظ جحا بملكيته،* وبسرعة كبيرة وافق المشتري علي هذا الشرط ورأه شرطاً* بسيطاً* هيناً*. وانتقل الرجل للإقامة في بيته الجديد ولم تمض سوي ساعات قليلة إلا وفوجئ بطرقات علي بابه،* ولم يكن بالباب سوي جحا،* الذي طلب من المشتري أن يسمح له بدخول البيت لكي يطمئن علي المسمار الذي يمتلكه داخل البيت،* رحب الرجل بجحا ولكن جحا لم يخرج من البيت ونام أسفل المسمار حتي الصباح*. واستمر جحا علي هذا الحال*.. فعندما يأتي الليل،* يأتي جحا إلي البيت بدعوي الاطمئنان علي المسمار،* وعند دخوله يجد المشتري وأولاده يتناولون طعام العشاء فيأكل معهم ويدخل إلي حجرة النوم ليطمئن علي مسماره فينام حتي الصباح وبعد استيقاظه يتناول طعام الإفطار مع الرجل ثم يغادر البيت ولا يلبث أن يعود إليه في المساء*. وأمام هذا الأمر تحولت حياة المشتري إلي جحيم بعدما اكتشف أن جحا يشاركه الطعام والإقامة في المنزل بشكل جعله* غير قادر علي ممارسة حياته بشكل طبيعي دخل بيته،* وعندما حاول منع جحا من دخول المنزل شكاه للوالي بدعوي إخلاله بعقد شراء البيت،* وكاد الرجل يسجن لإخلاله بالعقد ولهذا فضل أن يترك البيت كله لجحا ويفر منه بجلده*. وطريقة* »جحا*« هذه تلعبها إسرائيل في سيناء ونحن* غافلون*.. فعندما انسحبوا من سيناء تركوا فيها عدة* »مسامير*« وثم زعموا أن من حقهم زيارة هذه المسامير وقتما شاءوا*.. وبدورنا تعاملنا ـ ومازلنا ـ مع هذه المسامير بطريقة الرجل الذي اشتري بيت جحا،* والخوف كل الخوف أن تستمر اللعبة حتي نهاية حكاية مسمار جحا*!. وحتي الأسبوع الماضي،* كان الشائع أن إسرائيل تركت في سيناء ثلاثة مسامير ولكننا اكتشفنا أنها أربعة وليس ثلاثة كما كنا نعتقد*. قلعة نخل ففي نخل بوسط سيناء وضع الإسرائيليون مسمار جحا،* وهو عبارة عن قلعة قديمة يزورها الإسرائيليون كل عام*.. وفي الحسنة بوسط سيناء أيضاً* ـ يوجد المسمار الثاني لإسرائيل وهو ما يعرف بقبر الجندي المجهول،* والمثير أن مصر تتعهد بحماية هذا القبر،* ولهذا خصصت له حراساً* مصريين يحرسونه ليلاً* ونهاراً* ولا يسمحون لأحد أن يقترب منه سوي الإسرائيليين فقط*!. وفي الشيخ زويد بشرق سيناء يوجد مسمار إسرائيل الثالث وهو عبارة عن هيكل طائرة حربية إسرائيلية أسقطتها القوات المصرية في حرب* 1973* وعلي الفور أقامت إسرائيل نصباً* تذكارياً* وكتبت عليه أسماء طاقم الطائرة*. وطوال العام يتوافد الإسرائيليون لزيارة قلعة نخل ونصب الجندي المجهول ونصب الطائرة المحترقة في الشيخ زويد،* يزورون هذه الأماكن ويطوفون حولها مرددين الأغاني ثم يأكلون ويشربون ويتسامرون بالساعات الطوال،* وأحياناً* يرفعون أعلام إسرائيل ويقوم أحدهم بتصوير هذه المشاهد بالفيديو وفي نهاية اليوم يرحلون عائدين إلي إسرائيل*. ويروي فهد أنور النخلاوي تفاصيل زيارة اليهود لقلعة نخل،* فيقول*: يأتي الإسرائيليون إلي القلعة بشكل متواصل طوال العام*.. بعضهم يأتي بأتوبيسات سياحية وآخرون بسياراتهم الخاصة،* وفريق ثالث يأتي بسيارات ترفع العلم الإسرائيلي،* وعندما يصلون للقلعة يطوفون حولها ثم يرددون أغاني بالعبرية مستعينين بالسمسمية ويستمرون علي هذا الحال طوال اليوم*. ويضيف*: لا يغادر الإسرائيليون القلعة إلا مع* غروب الشمس ويتناولون طعامهم وشرابهم أسفل شجرة مواجهة للقلعة وأحياناً* يطلبون من بعض الأهالي أن يعدوا لهم خبزاً* بشرط أن يخبزوه أمام أعينهم ويصوروهم بالفيديو،* ويحرص الإسرائيليون علي تسجيل تفاصيل زيارتهم بالفيديو،* وفي أحيان كثيرة يضعون أعلاماً* إسرائيلية صغيرة فوق أحد جدران القلعة ثم يصورونها وبعد التصوير يزيلون تلك الأعلام*. ويواصل* »فهد*«: تصرفات الإسرائيليين تستفزنا كثيراً* وخاصة الشباب ولكننا لا نملك أن نفعل لهم شيئاً،* ولهذا نترك لهم المكان كله عندما نراهم قادمين لزيارة القلعة*. والمثير أن القلعة التي يزورها الإسرائيليون في* »نخل*« قلعة مسجلة،* كأثر إسلامي،* فهي كما يؤكد حسين إبراهيم أحد شيوخ مدينة نخل بناها الشيخ أغا النخلاوي قبل أكثر من* 70* عاماً،* وكانت تستخدم كمقرر للحراس المكلفين بتأمين الحجاج المصريين المتجهين إلي الأراضي المقدسة في السعودية*.. ويقول حسين إبراهيم*: ظلت القلعة مقراً* لحراس موكب الحجيج حتي عام* 1948،* حينما احتلت إسرائيل سيناء وإيلات فتوقف الحج البري من مصر،* وفي عام* 1956* دمر الجيش الإسرائيلي مدينة نخل بما فيها القلعة وعندما احتلوا سيناء عام* 1967* حولوا القلعة إلي مخزن للسلاح الإسرائيلي،* واستمروا علي هذا الحال حتي انسحابهم من سيناء،* ويبدو أنهم اعتبروا القلعة شاهداً* علي بطولاتهم في سيناء ولهذا يحرصون علي زيارتها حتي الآن ويزعمون أنها أثر يهودي رغم أنه أثر مصري خالص*. الحسنة والنصب التذكاري ما يفعله الإسرائيليون عند قلعة نخل يفعلونه أيضاً* عند نصب الجندي المجهول في منطقة الحسنة والكائن تحديداً* في طريق بئر قمادة*.. الإسرائيليون يزورون النصب ويطوفون حوله وبعضهم يقرأ آيات من التوراة وآخرون يغنون وفريق ثالث يضع زهوراً* والبعض يتمادي فيشرب الخمر علي أعتاب النصب*.. يحدث هذا كله دون أن يعترضهم أحد*. نفس السيناريو يتكرر في الشيخ زويد حول نصب الطائرة الإسرائيلية المحترقة،* وإذا كانت تصرفات الإسرائيليين حول نصب الجندي المجهول لا تثير سوي حراسه المصريين لأن النصب وسط الصحراء،* إلا أن الأمر مختلف بالنسبة لنصب الطائرة بالشيخ زويد والكائن بالقرب من المساكن ولهذا تثير زيارات الإسرائيليين لهذا النصب* غضب الكثيرين من أبناء الشيخ زويد*. وفي الأسبوع الماضي كشفت* »الوفد الأسبوعي*« المسمار الرابع لإسرائيل في سيناء وهو نصب مهندس كان يعمل بالجيش الإسرائيلي واسمه* »باص*«،* والنصب مقام علي تبة ارتفاعها* 750* متراً* عن سطح البحر في الطريق ما بين شرم الشيخ ودهب،* والتبة تحمل اسم* »تشريرا باص*« نسبة إلي المهندس الإسرائيلي*. وتختلف الروايات حول نهاية هذا المهندس،* فالبعض يقول إنه مات في حادث سير بعد أن سقطت سيارته في أحد الوديان أثناء سيره في طريق شرم الشيخ ودهب عام* 1971بينما يؤكد عدد كبير من السيناوية أنه قتل بسبب انفجار لغم مصري في سيارته*. ويقول سلمان راشد،* أحد شيوخ مدينة دهب،* كنت شاهداً* علي حادث مقتل المهندس الإسرائيلي،* ففي أحد أيام عام* 1971* سمعنا بقتله وكنت وقتها لاأزال فتي صغيراً،* فأسرعنا إلي موقع الحادث فوجدنا المهندس الإسرائيلي قتيلاً* داخل سيارة جيب بعد أن أصيبت سيارته بلغم مصري،* مما أدي إلي احتراق السيارة ومقتل المهندس الإسرائيلي*. ويضيف*: بعد مقتله بني الإسرائيليون قبراً* بالقرب من المكان الذي قتل فيه وبجوار القبر بنو برجاً* علي شكل هرم وضعوا فوقه ما تبقي من سيارة المهندس القتيل وأحاطوا الهرم بمجسمات الألغام،* وفي عام* 1982* وأثناء انسحاب إسرائيل من سيناء نبش الإسرائيليون القبر وأخرجوا منه ما تبقي من عظام المهندس الإسرائيلي وحملوه معهم إلي إسرائيل فلم يبق إلا البرج الذي أقاموه بجوار القبر*. نفس الكلام أكده الشيخ مضغان حميد ـ أحد شيوخ العصلة ـ التي تقيم بالقرب من المكان الذي يوجد فيه نصب المهندس الإسرائيلي،* ويقول إن الإسرائيليين كانوا حريصين علي أن يأخذوا معهم رفات المهندس* »باص*«. وأضاف*: »مفيش مقبرة للإسرائيليين هنا*.. راجلهم اللي مات شالوه وأخذوه معاهم*«. ورغم ذلك فإن بعض الإسرائيليين يحرصون علي زيارة البرج الذي أقيم بجوار قبر* »باص*«.. والبرج مبني علي شكل هرم ارتفاعه* 3* أمتار وقاعدته بطول* 6* أمتار وعرض* 3* أمتار وهو مبني بقطع صخرية وارتفاع قاعدته عن التبة المقام عليها يقترب من ثلاثة أمتار ولهذا يتم الصعود إليها عبر* 14* درجة سلم مبني بالحجارة أيضاً*. اختفاء علم مصر وفي الأسبوع الماضي،* رصدت عدسة* »الوفد الأسبوعي*« صورة للعلم المصري مرفوعاً* بجوار هذا البرج ولكننا فوجئنا عندما ذهبنا إلي هناك بأن العلم المصري اختفي تماماً*. والعلم كان قد وضعه ثلاثة شباب مصريين يمتلكون* »كافيه*« بالقرب من البرج*.. التقيت أحدهم واسمه محمد علام لأسأله عن الأسباب التي جعلته يضع علم مصر بالقرب من برج القبر الذي كان مدفوناً* به المهندس* »باص*«،* فقال أردت أن أبعث برسالة لكل السياح الذين يأتون لهذا المكان إنه جزء من مصر*. *> سألته*: وما الذي يجعل السياح يفدون لهذا المكان وهل لذلك علاقة بالنصب التذكاري للمهندس الإسرائيلي؟ *>> فقال*: السياح يفدون للمكان كاستراحة وسط الطريق الطويل الممتد من طابا لشرم الشيخ،* فضلاً* عن أنه مكان مرتفع يطل علي مناظر خلابة لجبال سيناء بألوانها الأحمر والأخضر والأسود والأصفر*. *> وهل يتردد علي المكان عدد كبير من الإسرائيليين؟ *>> أغلب المترددين علي المكان من السياح الروس والهولنديين والاستراليين ونادراً* ما يأتي سياح إسرائيليون،* وقبل عامين كانت أسرة المهندس الإسرائيلي تحرص علي زيارة النصب التذكاري له ولكن زيارتها توقفت منذ عامين ولا أعرف السبب*. وعندما سألت عدداً* من السياح الذين حرصوا علي التقاط صور تذكارية لهم بالقرب من النصب التذكاري،* عن سبب زيارتهم،* انحصرت إجاباتهم في طلب الراحة أو شرب قهوة أو* غيرها من المشروبات والبعض قال إن المكان جميل والبعض قال إنه قصد المكان لكي يدخل الحمام*!. ورغم هذه الإجابات اكتشفت أمراً* مثيراً*.. اكتشفت أن المرشدين السياحيين الذين يصاحبون السياح يحرصون أثناء المرور في طريق شرم الشيخ ـ دهب ـ طابا أن يقلووا للسياح إن صاحب فكرة هذا الطريق هو المهندس الإسرائيلي* »باص*« ثم يخبرونهم بأن هذا المهندس له نصب تذكاري مقام بجانب هذا الطريق وفي الغالب يطلب السائحون رؤية نصب المهندس صاحب فكرة شق هذا الطريق*. والسؤال لمصلحة من يقول المرشدون السياحيون حكاية المهندس الإسرائيلي للسياح؟ ولماذا يصرون عليها؟،* طرحت السؤالين علي عدد من المرشدين السياحيين فقالوا إن ما يقولوه الهدف منه مجرد إخبار السياح بمعلومات عن الطريق الذي نمر به*!. *> سألت اللواء محمد هاني متولي،* محافظ جنوب سيناء،* عن السبب في رفع علم مصر بالقرب من نصب المهندس الإسرائيلي؟ *>> فقال أولاً* مافيش في المكان نصب تذكاري لأحد،* هذا المكان كان مدفوناً* به مهندس إسرائيلي مات أثناء عمله في طريق شرم الشيخ ـ نويبع عام* 1971* وعندما تم تحرير سيناء عام* 1982* أخذ الإسرائيليون رفاته معهم وانتهي الأمر وبالتالي فالمكان مجرد استراحة للسياح والمارة علي طريق شرم الشيخ ـ دهب*. *> وما حكاية العلم المصري الذي تم رفعه عليه؟ *>> العلم رفعه مواطن مصري يدير كافيه في هذا المكان وأراد به أن يلفت نظر المارة لكي يتوقفوا عند الكافيه الذي يديره ليأخذوا بعض المشروبات*. *> ولكن العلم لم يعد له وجود فماذا حدث؟ *>> أنا الذي طلبت ذلك*. *> ولماذا؟ *>> لأنه كان موضوعاً* علي الأرض ولا يليق بعلم مصر الذي هو رمز للبلد أن يوضع علي الأرض،* كما أن العلم الذي كان مرفوعاً* علي الساري تمزق بفعل الرياح وبالتالي لا يقبل أحد أن يرفع علم مصر وهو ممزقاً* ولهذا قلت لهم* »شيلوه*«. *> ولكن وجود علم مصر في هذا المكان بالذات أمر مطلوب جداً؟ *>> ليه؟ *> علشان النصب التذكاري للمهندس اليهودي الموجود في هذا المكان*. *>> ليس هناك نصب تذكاري لأحد وكما قلت رفات المهندس اليهودي أخذه الإسرائيليون عام* 1982*. *> ولماذا إذن الإبقاء علي النصب التذكاري له؟ *>> ولماذا أهدمه؟ *> حتي لا يستخدمه الإسرائيليون كمسمار جحا كما هو الحال في مقبرة أبوحصيرة بالبحيرة*. *>> لا*.. لا يمكن أن يحدث هذا *> ولماذا؟ *>> لأن إسرائيل تعلم تماماً* أن رفات هذا المهندس تم نقله عام* 1982* وبصراحة إثارتكم لهذا الموضوع في الصحافة هي التي يمكن* أن تنبه إسرائيل وتجعلهم يزعمون بأن لهم نصب تذكاري في جنوب سيناء،* فالإسرائيليون دائماً* بيتلككوا*. *> ولأننا نؤمن بذلك نحذر من الآن من أن تستغل إسرائيل هذا النصب وتتعامل معه كمسمار جحا جديد في سيناء*.. *>> نشركم للقضية دي قد تدفعهم لذلك فعلاً*. *> وبرأيك السكوت عنها أفضل؟ *>> نعم*.. حتي لا تنبهوا الجانب الآخر لكي يتلكك ويثير مزاعم نحن في* غني عنها*.. ياجماعة اتقوا الله وراعوا ربنا في سيناء ولا تثيروا موضوعات تجلب لنا المشاكل*. انتهي كلام محافظ جنوب سيناء ورغم يقيني بأنه صادق فيما يقول إلا أن كلامه أثار خوفي أكثر وأكثر،* فالسكوت ليس هو الحل*.. فمادام بإمكان إسرائيل أن تثير القضية وأن تجعل من النصب التذكاري للمهندس* »باص*« مسماراً* رابعاً* لها في سيناء،* فالحل ليس في السكوت وإنما في إزالة هذا النصب حتي لا يتحول هو الآخر لصنم يطوف حوله الإسرائيليون كما يفعلون مع قلعة نخل،* وقبر الجندي المجهول بالحسنة وطائرة الشيخ زويد*. الحل في الهدم وليس في السكوت*.. الحل في خلع كل مسامير إسرائيل من سيناء*.. فذلك أفضل جداً* من السكوت الذي يعني أننا فضلنا وضع رؤوسنا في الرمال انتظاراً* لأن تأخذ إسرائيل زمام المبادرة،* وتختار الزمان والمكان الذي تثير فيه القضية،* وإذا فعلنا ذلك فسنخسر كثيراً*.. وربما تكون خسارتنا كخسارة الرجل الذي اشتري بيت جحا وترك له ملكية المسمار*!.
[/size]