يسوع الحلو :؛ المُجرب ؛
__________________________________
لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية عب 4 : 15
لانه في ما هو قد تألم مجربا يقدر ان يعين المجربين عب 2 : 18
_________________________________
التجربة على الجبل )2009)
___________________
هي رحلة الإنسان منطلقاُ ناحية الحياة الأبدية , فلا دخول الى سماء الراحة والاستقرار الأبدي فى سعادة وهناء ابدي بدون المرور برحلة التجربة على الجبل ولمدة اربعين يوماُ ,هو زمن ارتحال الإنسان من هذا العالم الى المدينة الباقية إلى الأبد.
هى نفس القصة القديمة والتى صنعها الله بدقة وحذق كظل فى الزمن القديم مع شعب بنى اسرائيل ,وبعد الوعد بأنهم سوف يدخلون الى ارض الراحة كنعان بعد خروجهم من ارض مصر .
فبعد ان حررهم موسى من عبودية فرعون مصر مرتحلاُ بهم الى ارض الميعاد وبعد خروجهم من مصر خلال العبور فى مياة البحر الاحمر ,ثم غرق فرعون مصر فى البحر ونهاية سلطانه عليهم .خرج الشعب من البحر الاحمر بالتهليل والتسبيح والدفوف .
وخرج جميع الشعب وفى مقدمتهم موسي الجميع فى قمة الفرح والكل مترقب الدخول فوراُ الى ارض كنعان والوصول الى الراحة الكاملة فى ارض الموعد .
ولكن على غير المتوقع وبدون أن يدرى أحد ترك الله الشعب يتوه فى البرية أربعين سنة كاملة ! ذاقوا فيها جميع أنواع التجارب والإتعاب ,لم يدخلوا ارض الموعد مباشراُ رغم موت فرعون فى مياه البحر الأحمر ولكن ظل الشعب تائه فى البرية لمدة أربعين سنة .
كان قصد مشيئة الله أن يمتحن قلب شعبه المختار ,كان يُريد أن يُنقيه من أى تعلق بأى شيئ أخر بخلاف الله ,انها تجربة فى غاية الصعوبة ,لم ينجوا منها مع الاسف ودخل منهم الى ارض الموعد غير شخصين اثنين فقط من الجيل الذى خرج من مصر .!!!!!
اراد الله ان يتعلم الشعب خلال الاربعين سنة ,أن الله هو فقط الذى يستطيع أن يحمي الإنسان ويهبه الحياة ,وان الإنسان أذا وجه نظره بصدق نحو الله فقط فجميع أمور الإنسان تسير معه وفى خدمته وبدون تفكير منه او تدبير منه .
فقط التركيز فى النظر الى الله بصدق كامل والاعتماد الكامل بكل القلب عليه,هذا هو الدرس الذى كان يُريد الله أن يُلقنه للبشرية فى القديم ,فجميع الأشياء التى لم يُفكر فيه الشعب فى البرية لم تتلف او يُصيبها العجز !!!
اما الأشياء التى فكر فيها الإنسان وشعر بالعوز الشديد لها هى التى صارت مشكلته ونكد حياته !!
فالثياب لم يُفكر فيها الشعب فلم تبلى عليهم وارجلهم لم ينظروا الى تعبها فلم تتورم لمدة الأربعين عام ,وكذلك جميع الأمور التى لم يهتم بها شعب إسرائيل وركزوا النظر الى الله عوض عنها لم تتغير ولم يحدث فيها تلف.
أما الأمور التى ركز عليها الشعب ويشعروا أنهم حرموا منها صارت هي الداء وصارت هى مصدر النكد حتى أطاحت بهم في النهاية رغم أن الله أعطاهم عوض عنهم الكثير والكثير ,ولكن لأنها صارت مركز اهتمامهم عوض الله فتسببت في الموت والهلاك !!
وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب الهك هذه الاربعين سنة في القفر لكي يذلّك ويجربك ليعرف ما في قلبك أتحفظ وصاياه ام لا. فأذلك واجاعك وأطعمك المنّ الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آبائك لكي يعلّمك انه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الانسان. ثيابك لم تبلى عليك ورجلك لم تتورّم هذه الأربعين سنة نث 8 :2 _ 4
هذه هى ظلال التجربة على الجبل والتجربة كانت اربعين يوماُ واربعين ليلة تمام كما كان الشعب فى البرية لمدة اربعين سنة ,ليس هذا على سبيل الصدفة ولكن بتدبير الهي محكم
فيسوع ايضاُ خرج الى البرية ليُجرب من ابليس ,ولمدة اربعين يوماُ واربعين ليلة :
وللوقت اخرجه الروح الى البرية وكان هناك في البرية اربعين يوما يجرب من الشيطان مر 1 : 12
انه ترتيب الهي فى غاية الدقة ,فيسوع خرج الى البرية التى فشل فيها الشعب فى القديم فى الامتحان وتسليم القلب بالكامل لله ,خرج لكي يُصحح ما أخفق فيه الإنسان !
هذا هو يسوع الحلو دائماُ هو يُصحح خلف الإنسان ,يسد عجز وعوز الإنسان ,كل ما يفشل فيه الإنسان وهو فاشل دائماُ يتصدى له يسوع الحلو لكى يصنع النجاح من الفشل للإنسان الذى يعشقه يسوع رغم فشله!!
فالانسان بالخروج من فعل ارادة الله ,وقبوله لعمله الشخصي ولذته الشخصية قد وقع فريسة سهلة فى يد الشيطان.
يقبل منه أفكاره ,ويستحسن اقتراحاته,حتى ملًك الإنسان الشيطان على قلبه وصار الانسان رئيس هذا العالم :
لان رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء يو 14 : 30
وصار الشيطان رئيس هذا العالم ولكن ليس عن كونه رئيس على العالم بصورة حقيقية حاشاُ فالعالم هو خليقة الله وهو الذى يملكه بالحق.
ولكن رئيس العالم بالكذب والخداع لكل من يقبل ويعشق الكذب والخداع ,فالشيطان ملك مزيف ورئيس وسلطان ولكن على لاشيئ او على الهواء :
التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في ابناء المعصية أف 2 : 2
هذه حقيقة غائبة عن الكثيرين فالشيطان ليس رئيس حقيقى بل هو رئيس مزيف فهو ليس لدية اى مملكة حقيقية بل هى مزيفة ,فهو رئيس بالغش والخداع فقط ,يهب رعاياه ,كل خداع ووهم .
ومملكة الشيطان فارغة ليس لها جذور الا فى العدم من يدخل اليها يدخل الى العدم ومن يدور فيها فهو يدور فى الفراغ .
ولذلك اتحد يسوع ابن الله بالبشرية الضعيفة والتى أنخدعت من الشيطان ,ودخلت فى مملكته غير الحقيقة والمزيفة ,وتقدم يسوع وفيه البشرية لكى يُجرب من أبليس !!
حيث أصعد يسوع (وفيه البشرية)الى البرية_ تماما كما رسم الله نفس الصورة فى القديم مع شعب أسرائيل _من الروح ليُجرب من أبليس مت 4 : 1
وتقدم الشيطان ليسوع هو ظاهراُ فى الهيئة كأنسان لكى يخدعه مستخدماُ فخه المعتاد بالضغط على الانسان ,عن طريق رغيف العيش ,
وهدف الشيطان أن يُحرك نظر الانسان عن النظر والاعتماد على شخص الله ,الى النظر الى الخبز كمصدر للحياة ,واستخدام العلاقة مع الله بل الله نفسه بغرض المكسب وتحويل الحجارة الى خبز بدون تعب او جهد او عرق :
فتقدم اليه المجرب وقال له ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا. مت 4 : 3
ولكن ما لم يستطيع شعب اسرائيل أن ينجح فيه وحتى بعد ان أنزل لهم الله الخبز من السماء بغرض ان يتحول نظرهم من الخبز الى واهب الخبز وكل طعام لكل ذي جسد ,وأيضا ما لم ينجح فيه اى إنسان بعد شعب إسرائيل .
أخيراُ جاء إسرائيل الجديد ونجح ان يُصحح نظر البشرية وهو فيها وهي فيه فى أن لا تنظر الى الخبز على أنه هو الحياة بل واهب الخبز والحياة بكلمته فتحول نظر البشرية فى المسيح من السقوط تحت عبودية وثقل رغيف العيش الى السمو والارتفاع والنظر الى مصدر الحياة الحقيقية وهو كلمة الله يسوع الحلو.:
ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله مت 4 : 4
ولم يجد الشيطان فى يسوع بكر البشرية الجديدة موضع وأنكشف زيف الشيطان وتعجب الشيطان كيف أن الانسان يرفض غشه وخداعه فى شخص يسوع الحلو وهو مُجرب بمشيئة الروح ولحساب البشرية .
فعاد مرة أخرى وجرب سلاح أخر من أسلحة الغش والخداع الذي ظل قرون طويلة فعال جداُ فى جذب وسقوط البشرية .
فأراد أن يُشكك يسوع فى بنوته لله ,بالغش مستخدماُ ظروف الحياة العادية بل وكلمات الله نفسه لكى يستحدمها فى تزيف عمل الله .
وقال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل.لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك.فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك مت 4 : 7
يسوع الحلو ابن الله بالطبيعة والجوهر وابن الانسان فى نفس الوقت فالله الاب فيه وهو فيه بصورة دائمة وبدون أى انفصال لحظة واحدة أو طرفة عين ,ولهذا هو لا يحتاج ابداُ لبرهان على أنه ابن الله .
ولهذا لم يستطيع الشيطان أن يقترب من حقيقة بنوة المسيح وفيه البشرية لله ,فأحترق الشيطان على الفور عندما أراد أن يُشكك يسوع فى بنوته لله فكيف يجرؤ المجرب أن يقول له إن كنت ابن الله .......!!
فسمع صوت الله يقول له : لا تجرب الرب الهك مت 4 : 7
فأحترق الشيطان بنور ابن الله الوحيد وصار اسم يسوع الحلو هو السلاح القوى فى دحر الشيطان الى الابد.
وأخير وبعد ان فقد الشيطان كل أسلحته واهتز امام ذاته وفقد توازنه امام يسوع الحلو الذى بمحبته العجيبة للبشرية قبل ان يُجرب من ابليس ويصير يسوع الحلو المُجرب.
أراد الشيطان أن يستخدم كل ما عنده لكى يغلب يسوع الحلو فتقدم اليه وكله رغبة فى أن يتنازل له عن مملك العالم باعتباره أنه رئيس هذا العالم .
ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها. وقال له اعطيك هذه جميعها ان خررت وسجدت لي. مت 4 : 9
كشف يسوع الحلو على الفور حقيقة هذا الملك المزيف الذى نصب نفسه ملك على العالم بالغش والخداع بينما العالم وكل ما فيه هو ملك لمن صنعه وشيده بيديه ,
وعلى الفور انتهره يسوع وكشف غشه وحقيقته بأنه لايملك اى شيئ من العالم بل كل ما يملكه هو الكذب والخداع فقط ,وكشف ان الملك الحقيقي للعالم والذى ينبغي له السجود والعبادة هو الله وحده لا شريك له :
لانه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد مت 4 : 10
وهكذا انتصر يسوع المسيح الحلو فى التجربة التى فشل فيها الانسان فى القديم وحُفظ هذا الانتصار لنا فى بشريته ,بل وأعطانا جسده المحي المنتصر على الشيطان كغذاء للحياة ,لكى يقتات به كل أنسان فيكون له الغلبة والانتصار مهما طالت سنين السقوط فى غش وخداع الشيطان.
ربي يسوع المسيح الحلو المُجرب من أجلي أتعجب يارب من محبتك فأنا الذى سقطت فى خداع الشيطان ,وجعلته ملك لنفسى ورحبت بكل غشه وخداعه لنفسي فسقطت فى قبضته اللعينة
أرك اليوم تنزل الساحة وتقبل أن تُجرب من ابليس ,فأنت نظرت من علو سماك فوجدتنى وقد انهزمت أعظم هزيمة من الشيطان
وقد سقطت تحت قدميه ولا استطيع القيام من سقطتي ,فلم يستطيع قلبك أن يتحمل منظري أنا الساقط ,فلبست طبيعتى وارتديت ضعفي وقبلت أن تكون مُجرب مثلي بل عوض عني ,وفعلاُ تقدم منك الشيطان طمعاُ فيك عندما وجدك فى الهيئة أنسان مثلي.
ولكن يارب عندما هجم عليك الشيطان لم يجد فيك موضعاُ ابداُ له ,لم يجد اى تجاوب من طبيعتك البشرية مع مكره وغشه وخداعه ,لم يتحرك جسدك مثل كل جسد قديم مع جذب الشيطان وصوره .
احتار الشيطان فى أمرك ووقف مخزي ومتعجب جداُ هل يوجد إنسان لا يتجاوب مع فكر وخداع الشيطان! لم تسعفه طبيعته المظلمة الفاقدة للنعمة أن يُدرك أن الطبيعة البشرية قد تقدست وتطهرت فى الله وبالاتحاد بالطبيعة الالهية فى شخص يسوع الحلو.
بل وجميع حواس البشرية قد صار فى الله ولم تعد البشرية ترتاح بعد الا فى الله والتجاوب مع عمل الله فقط ,وصار أى جذب للانسان بعيد عن الله يسبب انزعاج وخوف فى كل الطبيعة البشرية والتى استقرت فى الله ,بسبب يسوع المسيح الحلو.
اليوم يارب اذ انظر الى نفسي واجد انى ضعيف وربما ساقط فى خداع الشيطان وتجاربه الثلاثة التى بالغش جعل نفسه بها رئيس هذا العالم ,لا أخاف لان هنا يسوع الحلو المُجرب بنفس التجارب ولكن لم يلين او ينجذب الى غش الشيطان ولا ذرة واحدة فأنتصر أعظم انتصار بطبيعتي الجديدة المقدسة فيه.
وهذا الانتصار صار محفوظ لي فى جسدك الكريم والذى هو نصيبي والموجود على المذبح فى سر الشكر ,فإذا كنت أُعانى يارب من مرارة السقوط فى غش الشيطان ,فلقد صار لي الأمل والرجاء فى تذوق طعم الانتصار عليه بالتناول من جسدك المنتصر عليه الى الابد.
لا أنظر بعد يارب الى سقوطي وضعفي بل أركز نظري الشديد على انتصارك أنت وهو لحسابي فكل أخفاق مني وسقوط انت قدمت بدل منه انتصار وقيامة .
ولهذا يا يسوع الحلو المنتصر على الشيطان وكاشف غشه وخداعه وانه ليس ملك العالم الحقيقيى بل أنت وحدك الملك الحقيقي .ملكي الحقيقي احتمي بك منه .
ربي ومخلصي اختفي خلفك فى كل قداس تكون أنت حاضر فيه بشخصك الحلو حضوراُ حقيقياُ مُعاين من كل عين تعرفك وتحبك وتطلب بالحق .
اختفي خلفك لانى ساقط وضعيف ومهزوم احياناُ من العدو المهزوم منك ,ولكن ليس لي أخر سواك يارب اختفي فيه وأنا متأكد أنك تُسقط كل عار السقوط وفضيحة الانهزام عنى فى كل مرة ألتجأ اليك فيها بقلبي الذى يحبك.
وعوض عن فضيحة الهزيمة وعار السقوط تعطينى مجد انتصارك انت على الشيطان فى التجربة على الجبل ,تعطينى ما قد حصدته انت بالانتصار على الشيطان ,ما أعجب حبك يارب ما أعظم سر أتحادك بي والذى جعلك تأخذ ما هو لي من ضعف وتُعطينى ما هو لك من أنتصار وغلبة على الشيطان.
انا الساقط الضعيف ولكن لانى فيك وأنت في بسر الحب الإلهي عندما التجاء إليك بقلبي واصرخ لك من ضعفي وسقوطي أجدك تعطيني ما هو ليس من حقي ابداُ ,هبة انتصارك على الشيطان وكشف غشه وخداعه .
أتضرع اليك يارب ان تكشف دائماُ لقلبي الضعيف الساقط والمنخدع من غش الشيطان ولا يزال ينخدع حتى ألان ,انك منتصر لحسابي ,ومستعد أن تعطيني دائماُ قوة الانتصار بدل مرارة الهزيمة فى كل مرة أتى اليك فيها مهزوم وساقط ولكن ناظر الى شخصك الحلو المحب لكل الخطاة .
ارجوك اكشف لنفسي الضعيفة ان مرات الهزيمة والضعف لا تعلو أبداُ على محبتك واستعدادك فى قبولي فليس هناك ضعف او خطية او سقوط يستطيع ان يستنفذ محبتك ابداُ
الشيطان يبذل كل جهده ليس في أن يهزمني ويجذبني فأسقط ولكن فى جعل الهزيمة والسقوط سبب للابتعاد عنك واللجوء لحبك وتحننك
ولهذا ارجوك اسند نفسي دائماُ فى أن أسرع لك كل يوم وبعد اى سقوط ولو حتى بعد سبع مرات اسقط فيها فى اليوم لكى اسقط فى محبتك ايضاُ واترجي حبك الالهي .
لانك لا تتركنى ابداُ فبهجة الانتصار وفعليته هم فيك وتُقدمهم لي مجاناُ أنا الساقط عندما الجاء اليك فالشكر والحمد لك يارب
انت رجاء كل مغلوب انت شفاء كل ساقط انت ملجاء كل مهزوم يا يسوع الحلو المُجرب لكي تُعين جميع المُجربين انت انتصار جميع المُجربين سواء سقطوا فأنت قيامتهم او ثبتوا فأنت ثباتهم لك المجد الى الابد امين.
__________________________________
لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية عب 4 : 15
لانه في ما هو قد تألم مجربا يقدر ان يعين المجربين عب 2 : 18
_________________________________
التجربة على الجبل )2009)
___________________
هي رحلة الإنسان منطلقاُ ناحية الحياة الأبدية , فلا دخول الى سماء الراحة والاستقرار الأبدي فى سعادة وهناء ابدي بدون المرور برحلة التجربة على الجبل ولمدة اربعين يوماُ ,هو زمن ارتحال الإنسان من هذا العالم الى المدينة الباقية إلى الأبد.
هى نفس القصة القديمة والتى صنعها الله بدقة وحذق كظل فى الزمن القديم مع شعب بنى اسرائيل ,وبعد الوعد بأنهم سوف يدخلون الى ارض الراحة كنعان بعد خروجهم من ارض مصر .
فبعد ان حررهم موسى من عبودية فرعون مصر مرتحلاُ بهم الى ارض الميعاد وبعد خروجهم من مصر خلال العبور فى مياة البحر الاحمر ,ثم غرق فرعون مصر فى البحر ونهاية سلطانه عليهم .خرج الشعب من البحر الاحمر بالتهليل والتسبيح والدفوف .
وخرج جميع الشعب وفى مقدمتهم موسي الجميع فى قمة الفرح والكل مترقب الدخول فوراُ الى ارض كنعان والوصول الى الراحة الكاملة فى ارض الموعد .
ولكن على غير المتوقع وبدون أن يدرى أحد ترك الله الشعب يتوه فى البرية أربعين سنة كاملة ! ذاقوا فيها جميع أنواع التجارب والإتعاب ,لم يدخلوا ارض الموعد مباشراُ رغم موت فرعون فى مياه البحر الأحمر ولكن ظل الشعب تائه فى البرية لمدة أربعين سنة .
كان قصد مشيئة الله أن يمتحن قلب شعبه المختار ,كان يُريد أن يُنقيه من أى تعلق بأى شيئ أخر بخلاف الله ,انها تجربة فى غاية الصعوبة ,لم ينجوا منها مع الاسف ودخل منهم الى ارض الموعد غير شخصين اثنين فقط من الجيل الذى خرج من مصر .!!!!!
اراد الله ان يتعلم الشعب خلال الاربعين سنة ,أن الله هو فقط الذى يستطيع أن يحمي الإنسان ويهبه الحياة ,وان الإنسان أذا وجه نظره بصدق نحو الله فقط فجميع أمور الإنسان تسير معه وفى خدمته وبدون تفكير منه او تدبير منه .
فقط التركيز فى النظر الى الله بصدق كامل والاعتماد الكامل بكل القلب عليه,هذا هو الدرس الذى كان يُريد الله أن يُلقنه للبشرية فى القديم ,فجميع الأشياء التى لم يُفكر فيه الشعب فى البرية لم تتلف او يُصيبها العجز !!!
اما الأشياء التى فكر فيها الإنسان وشعر بالعوز الشديد لها هى التى صارت مشكلته ونكد حياته !!
فالثياب لم يُفكر فيها الشعب فلم تبلى عليهم وارجلهم لم ينظروا الى تعبها فلم تتورم لمدة الأربعين عام ,وكذلك جميع الأمور التى لم يهتم بها شعب إسرائيل وركزوا النظر الى الله عوض عنها لم تتغير ولم يحدث فيها تلف.
أما الأمور التى ركز عليها الشعب ويشعروا أنهم حرموا منها صارت هي الداء وصارت هى مصدر النكد حتى أطاحت بهم في النهاية رغم أن الله أعطاهم عوض عنهم الكثير والكثير ,ولكن لأنها صارت مركز اهتمامهم عوض الله فتسببت في الموت والهلاك !!
وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب الهك هذه الاربعين سنة في القفر لكي يذلّك ويجربك ليعرف ما في قلبك أتحفظ وصاياه ام لا. فأذلك واجاعك وأطعمك المنّ الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آبائك لكي يعلّمك انه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الانسان. ثيابك لم تبلى عليك ورجلك لم تتورّم هذه الأربعين سنة نث 8 :2 _ 4
هذه هى ظلال التجربة على الجبل والتجربة كانت اربعين يوماُ واربعين ليلة تمام كما كان الشعب فى البرية لمدة اربعين سنة ,ليس هذا على سبيل الصدفة ولكن بتدبير الهي محكم
فيسوع ايضاُ خرج الى البرية ليُجرب من ابليس ,ولمدة اربعين يوماُ واربعين ليلة :
وللوقت اخرجه الروح الى البرية وكان هناك في البرية اربعين يوما يجرب من الشيطان مر 1 : 12
انه ترتيب الهي فى غاية الدقة ,فيسوع خرج الى البرية التى فشل فيها الشعب فى القديم فى الامتحان وتسليم القلب بالكامل لله ,خرج لكي يُصحح ما أخفق فيه الإنسان !
هذا هو يسوع الحلو دائماُ هو يُصحح خلف الإنسان ,يسد عجز وعوز الإنسان ,كل ما يفشل فيه الإنسان وهو فاشل دائماُ يتصدى له يسوع الحلو لكى يصنع النجاح من الفشل للإنسان الذى يعشقه يسوع رغم فشله!!
فالانسان بالخروج من فعل ارادة الله ,وقبوله لعمله الشخصي ولذته الشخصية قد وقع فريسة سهلة فى يد الشيطان.
يقبل منه أفكاره ,ويستحسن اقتراحاته,حتى ملًك الإنسان الشيطان على قلبه وصار الانسان رئيس هذا العالم :
لان رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء يو 14 : 30
وصار الشيطان رئيس هذا العالم ولكن ليس عن كونه رئيس على العالم بصورة حقيقية حاشاُ فالعالم هو خليقة الله وهو الذى يملكه بالحق.
ولكن رئيس العالم بالكذب والخداع لكل من يقبل ويعشق الكذب والخداع ,فالشيطان ملك مزيف ورئيس وسلطان ولكن على لاشيئ او على الهواء :
التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في ابناء المعصية أف 2 : 2
هذه حقيقة غائبة عن الكثيرين فالشيطان ليس رئيس حقيقى بل هو رئيس مزيف فهو ليس لدية اى مملكة حقيقية بل هى مزيفة ,فهو رئيس بالغش والخداع فقط ,يهب رعاياه ,كل خداع ووهم .
ومملكة الشيطان فارغة ليس لها جذور الا فى العدم من يدخل اليها يدخل الى العدم ومن يدور فيها فهو يدور فى الفراغ .
ولذلك اتحد يسوع ابن الله بالبشرية الضعيفة والتى أنخدعت من الشيطان ,ودخلت فى مملكته غير الحقيقة والمزيفة ,وتقدم يسوع وفيه البشرية لكى يُجرب من أبليس !!
حيث أصعد يسوع (وفيه البشرية)الى البرية_ تماما كما رسم الله نفس الصورة فى القديم مع شعب أسرائيل _من الروح ليُجرب من أبليس مت 4 : 1
وتقدم الشيطان ليسوع هو ظاهراُ فى الهيئة كأنسان لكى يخدعه مستخدماُ فخه المعتاد بالضغط على الانسان ,عن طريق رغيف العيش ,
وهدف الشيطان أن يُحرك نظر الانسان عن النظر والاعتماد على شخص الله ,الى النظر الى الخبز كمصدر للحياة ,واستخدام العلاقة مع الله بل الله نفسه بغرض المكسب وتحويل الحجارة الى خبز بدون تعب او جهد او عرق :
فتقدم اليه المجرب وقال له ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا. مت 4 : 3
ولكن ما لم يستطيع شعب اسرائيل أن ينجح فيه وحتى بعد ان أنزل لهم الله الخبز من السماء بغرض ان يتحول نظرهم من الخبز الى واهب الخبز وكل طعام لكل ذي جسد ,وأيضا ما لم ينجح فيه اى إنسان بعد شعب إسرائيل .
أخيراُ جاء إسرائيل الجديد ونجح ان يُصحح نظر البشرية وهو فيها وهي فيه فى أن لا تنظر الى الخبز على أنه هو الحياة بل واهب الخبز والحياة بكلمته فتحول نظر البشرية فى المسيح من السقوط تحت عبودية وثقل رغيف العيش الى السمو والارتفاع والنظر الى مصدر الحياة الحقيقية وهو كلمة الله يسوع الحلو.:
ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله مت 4 : 4
ولم يجد الشيطان فى يسوع بكر البشرية الجديدة موضع وأنكشف زيف الشيطان وتعجب الشيطان كيف أن الانسان يرفض غشه وخداعه فى شخص يسوع الحلو وهو مُجرب بمشيئة الروح ولحساب البشرية .
فعاد مرة أخرى وجرب سلاح أخر من أسلحة الغش والخداع الذي ظل قرون طويلة فعال جداُ فى جذب وسقوط البشرية .
فأراد أن يُشكك يسوع فى بنوته لله ,بالغش مستخدماُ ظروف الحياة العادية بل وكلمات الله نفسه لكى يستحدمها فى تزيف عمل الله .
وقال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل.لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك.فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك مت 4 : 7
يسوع الحلو ابن الله بالطبيعة والجوهر وابن الانسان فى نفس الوقت فالله الاب فيه وهو فيه بصورة دائمة وبدون أى انفصال لحظة واحدة أو طرفة عين ,ولهذا هو لا يحتاج ابداُ لبرهان على أنه ابن الله .
ولهذا لم يستطيع الشيطان أن يقترب من حقيقة بنوة المسيح وفيه البشرية لله ,فأحترق الشيطان على الفور عندما أراد أن يُشكك يسوع فى بنوته لله فكيف يجرؤ المجرب أن يقول له إن كنت ابن الله .......!!
فسمع صوت الله يقول له : لا تجرب الرب الهك مت 4 : 7
فأحترق الشيطان بنور ابن الله الوحيد وصار اسم يسوع الحلو هو السلاح القوى فى دحر الشيطان الى الابد.
وأخير وبعد ان فقد الشيطان كل أسلحته واهتز امام ذاته وفقد توازنه امام يسوع الحلو الذى بمحبته العجيبة للبشرية قبل ان يُجرب من ابليس ويصير يسوع الحلو المُجرب.
أراد الشيطان أن يستخدم كل ما عنده لكى يغلب يسوع الحلو فتقدم اليه وكله رغبة فى أن يتنازل له عن مملك العالم باعتباره أنه رئيس هذا العالم .
ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها. وقال له اعطيك هذه جميعها ان خررت وسجدت لي. مت 4 : 9
كشف يسوع الحلو على الفور حقيقة هذا الملك المزيف الذى نصب نفسه ملك على العالم بالغش والخداع بينما العالم وكل ما فيه هو ملك لمن صنعه وشيده بيديه ,
وعلى الفور انتهره يسوع وكشف غشه وحقيقته بأنه لايملك اى شيئ من العالم بل كل ما يملكه هو الكذب والخداع فقط ,وكشف ان الملك الحقيقي للعالم والذى ينبغي له السجود والعبادة هو الله وحده لا شريك له :
لانه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد مت 4 : 10
وهكذا انتصر يسوع المسيح الحلو فى التجربة التى فشل فيها الانسان فى القديم وحُفظ هذا الانتصار لنا فى بشريته ,بل وأعطانا جسده المحي المنتصر على الشيطان كغذاء للحياة ,لكى يقتات به كل أنسان فيكون له الغلبة والانتصار مهما طالت سنين السقوط فى غش وخداع الشيطان.
ربي يسوع المسيح الحلو المُجرب من أجلي أتعجب يارب من محبتك فأنا الذى سقطت فى خداع الشيطان ,وجعلته ملك لنفسى ورحبت بكل غشه وخداعه لنفسي فسقطت فى قبضته اللعينة
أرك اليوم تنزل الساحة وتقبل أن تُجرب من ابليس ,فأنت نظرت من علو سماك فوجدتنى وقد انهزمت أعظم هزيمة من الشيطان
وقد سقطت تحت قدميه ولا استطيع القيام من سقطتي ,فلم يستطيع قلبك أن يتحمل منظري أنا الساقط ,فلبست طبيعتى وارتديت ضعفي وقبلت أن تكون مُجرب مثلي بل عوض عني ,وفعلاُ تقدم منك الشيطان طمعاُ فيك عندما وجدك فى الهيئة أنسان مثلي.
ولكن يارب عندما هجم عليك الشيطان لم يجد فيك موضعاُ ابداُ له ,لم يجد اى تجاوب من طبيعتك البشرية مع مكره وغشه وخداعه ,لم يتحرك جسدك مثل كل جسد قديم مع جذب الشيطان وصوره .
احتار الشيطان فى أمرك ووقف مخزي ومتعجب جداُ هل يوجد إنسان لا يتجاوب مع فكر وخداع الشيطان! لم تسعفه طبيعته المظلمة الفاقدة للنعمة أن يُدرك أن الطبيعة البشرية قد تقدست وتطهرت فى الله وبالاتحاد بالطبيعة الالهية فى شخص يسوع الحلو.
بل وجميع حواس البشرية قد صار فى الله ولم تعد البشرية ترتاح بعد الا فى الله والتجاوب مع عمل الله فقط ,وصار أى جذب للانسان بعيد عن الله يسبب انزعاج وخوف فى كل الطبيعة البشرية والتى استقرت فى الله ,بسبب يسوع المسيح الحلو.
اليوم يارب اذ انظر الى نفسي واجد انى ضعيف وربما ساقط فى خداع الشيطان وتجاربه الثلاثة التى بالغش جعل نفسه بها رئيس هذا العالم ,لا أخاف لان هنا يسوع الحلو المُجرب بنفس التجارب ولكن لم يلين او ينجذب الى غش الشيطان ولا ذرة واحدة فأنتصر أعظم انتصار بطبيعتي الجديدة المقدسة فيه.
وهذا الانتصار صار محفوظ لي فى جسدك الكريم والذى هو نصيبي والموجود على المذبح فى سر الشكر ,فإذا كنت أُعانى يارب من مرارة السقوط فى غش الشيطان ,فلقد صار لي الأمل والرجاء فى تذوق طعم الانتصار عليه بالتناول من جسدك المنتصر عليه الى الابد.
لا أنظر بعد يارب الى سقوطي وضعفي بل أركز نظري الشديد على انتصارك أنت وهو لحسابي فكل أخفاق مني وسقوط انت قدمت بدل منه انتصار وقيامة .
ولهذا يا يسوع الحلو المنتصر على الشيطان وكاشف غشه وخداعه وانه ليس ملك العالم الحقيقيى بل أنت وحدك الملك الحقيقي .ملكي الحقيقي احتمي بك منه .
ربي ومخلصي اختفي خلفك فى كل قداس تكون أنت حاضر فيه بشخصك الحلو حضوراُ حقيقياُ مُعاين من كل عين تعرفك وتحبك وتطلب بالحق .
اختفي خلفك لانى ساقط وضعيف ومهزوم احياناُ من العدو المهزوم منك ,ولكن ليس لي أخر سواك يارب اختفي فيه وأنا متأكد أنك تُسقط كل عار السقوط وفضيحة الانهزام عنى فى كل مرة ألتجأ اليك فيها بقلبي الذى يحبك.
وعوض عن فضيحة الهزيمة وعار السقوط تعطينى مجد انتصارك انت على الشيطان فى التجربة على الجبل ,تعطينى ما قد حصدته انت بالانتصار على الشيطان ,ما أعجب حبك يارب ما أعظم سر أتحادك بي والذى جعلك تأخذ ما هو لي من ضعف وتُعطينى ما هو لك من أنتصار وغلبة على الشيطان.
انا الساقط الضعيف ولكن لانى فيك وأنت في بسر الحب الإلهي عندما التجاء إليك بقلبي واصرخ لك من ضعفي وسقوطي أجدك تعطيني ما هو ليس من حقي ابداُ ,هبة انتصارك على الشيطان وكشف غشه وخداعه .
أتضرع اليك يارب ان تكشف دائماُ لقلبي الضعيف الساقط والمنخدع من غش الشيطان ولا يزال ينخدع حتى ألان ,انك منتصر لحسابي ,ومستعد أن تعطيني دائماُ قوة الانتصار بدل مرارة الهزيمة فى كل مرة أتى اليك فيها مهزوم وساقط ولكن ناظر الى شخصك الحلو المحب لكل الخطاة .
ارجوك اكشف لنفسي الضعيفة ان مرات الهزيمة والضعف لا تعلو أبداُ على محبتك واستعدادك فى قبولي فليس هناك ضعف او خطية او سقوط يستطيع ان يستنفذ محبتك ابداُ
الشيطان يبذل كل جهده ليس في أن يهزمني ويجذبني فأسقط ولكن فى جعل الهزيمة والسقوط سبب للابتعاد عنك واللجوء لحبك وتحننك
ولهذا ارجوك اسند نفسي دائماُ فى أن أسرع لك كل يوم وبعد اى سقوط ولو حتى بعد سبع مرات اسقط فيها فى اليوم لكى اسقط فى محبتك ايضاُ واترجي حبك الالهي .
لانك لا تتركنى ابداُ فبهجة الانتصار وفعليته هم فيك وتُقدمهم لي مجاناُ أنا الساقط عندما الجاء اليك فالشكر والحمد لك يارب
انت رجاء كل مغلوب انت شفاء كل ساقط انت ملجاء كل مهزوم يا يسوع الحلو المُجرب لكي تُعين جميع المُجربين انت انتصار جميع المُجربين سواء سقطوا فأنت قيامتهم او ثبتوا فأنت ثباتهم لك المجد الى الابد امين.