[size=24][size=16]جمال العروس من جبل المر( نش 4 :5 _7)
_______________________________
ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن. 6 الى ان يفيح النهار وتنهزم الظلال اذهب الى جبل المرّ والى تل اللبان. 7 كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة نش 4 : 5 _ 7
_____________________
ترجمة أخري:
نَهْدَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السُّوْسَنِ.
وَمَا يَكَادُ يَتَنَفَّسُ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمُ الظِّلاَلُ حَتَّى أَنْطَلِقَ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ
كُلُّكِ جَمِيلَةٌ يَاحَبِيبَتِي وَلاَ عَيْبَ فِيكِ.
________________________
مازال العريس يتغني بجمال عمله فى عروسه , فهو يحبها حب ابدي وعظيم وليس له مثل ,والذى يُفرح قلبه جدآ هو أن عروسه قبلت عمله , وتفاعلت مع خلاصه فظهر فيها ما هو كان ينتظره والذى اعده لها منذ تأسيس العالم .
ومن هنا كان لسان العريس لا يكف عن وصف جمال عروسه ,فلقد رأى فيها روحه القدوس وقد ستر عيوبها وأشع بقداسته داخلها , وتحولت العروس السوداء جدآ بخطيتها وأثامها السابقة الى طهر السيرة ووجد عروسه تتذوق القداسة بل تتمسك بها جدآ .
,وتعجب منها عندما وجدها رفضت نجاسات العالم الشرير بالفعل من قلبها ,وتمسكت بالقداسة التى صارت فيها من قبل الروح القدس الساكن فيها والذى ارسله لها بصعوده ,حينئذآ وصف عيناها بأنهما حمامتان .
وأيضا لانه يعرف كل شيئ وينظر ما لاتراه العروس من قوة شدة عمله فيها ,فلقد وصفها بأن شعرها كقطيع الماعز الرابض على جبل جلعاد .
هذا عندما وجد مجده فيها وفى داخلها وقد قبلته ببساطة القلب وانها لا ترى هذا المجد العظيم بسبب انها مازالت تحت النقاب اى فى الجسد.
وكم كانت فرحة قلبة بعروسه عندما وجدها تنمو وتتخطي مرحلة الطفولة الروحية فى الحب , وتقبل تعليمه الذى هو طعام البالغين ,ولهذا قال عنها بأن اسنانها كقطيع الجزائز الصادرة من الغسل وناصعة بالبياض .
وعندما انكشف امام العروس سر التناول من الجسد والدم ,وعرفت قوة الطهارة العظيمة التى تحصل عليها من هذا السر ,ومن كثرة تناولها من جمرة الجسد والدم فطهر فمها وغير حديثها وكلامها من كلام العالم الميت الى الحديث بكلام الله الحى ,قال عنها حديث عذب
وعندما وجدها تلهج باسم الله وتُسبح به الليل مع النهار , وتهرب الى اسم الله البرج الحصين وتحتمى به من اى شر او سهم شرير يُصوب نحوها قال عنها عنقك كبرج داود المشيد للسلاح.
وفى نهاية هذا الوصف النابع عن حب العريس لعروسه وفرحته الغامرة بقبولها عمله وظهور ثمار عمله فيها ,يكشف لها عن امر اخر هام صارت اليه العروس مندفعة من حبها لعريسها .
فمن شغف العروس بعريسها وحبه قادها روحه الساكن فى اعماقها للبحث عن كل أعمال العريس وأرادت العروس أن تعرف كل شيء خاص بعريسها ومستقبلها الحقيقي الاتى معه . ومثل أى عروس مخطوبة تكون فيها شغف وشهوة جارفة فى معرفة كل شيئ عن عريسها قلبها يشتهى كل حين ان يتعرف عليه وعلى طباعه ,.
من هو عريسها ,ما هى مبادئه , ما هو فكره , ماهى طبيعته هذه التى تتدفق منها المحبة كنهر لا يجف او ينضب !, ما هو سر غناه الفائق هذا مع العلم ان مظهره فقير جدآ !, ما هو سر قوته الغير المحدودة بالرغم ان مظهره الخارجى ضعيف جدآ, .
عجيب حبيبيي هذا جدآ قالت العروس :
لا صورة له ولا جمال فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه. أشع 53 : 2
مع العلم عندما أقتربت منه بمجرد اقترابي فقط ولم أتعرف عليه كما ينبغي بعد ,تجمعت فى نفسى أعظم شهوة تذوقتها فى حياتى كلها نحوه ,
بل غلبتني جدآ شهوة حبه والالتصاق بيه حتى انى تركت اى شهوة اخري كانت تُسيطر على نفسي بسبب قوة شهوة حبه التى تفجرت فى قلبى بمجرد الاقتراب من شخصه .
ولهذا اتعجب عندما ينظر اليك من لم يتعرف عليك , ينظر اليك من الخارج يظن انه ليس فيك جمال او منظر يشتهيه ,ولكن اذا اقترب منك احد ودخل مجال حضورك برغبته ومُساندة روحك القدوس امتلئ قلبه من شهوة حبك وذاب وسكر بشهوة حبك حتى آن مجرد ذكر اسمك وذكرك تشعل شهوة حبك فى قلبه بصورة لا يستطيع احد ان يصف حلاوتها و إبعادها:
الى اسمك والى ذكرك شهوة النفس. أشع 26 : 8
ولهذا قادها روحه وامسك بيديها ليكشف لها اسرار حبيبها خلال كتاب الله ففتح لها الروح بنعمته أسرار العهد القديم وفرحت العروس جدآ عندما وجدت نور عظيم فى داخلها يوضح لها أسرار النبوات الكثيرة جدآ ,والتي وصفت عريسها بالدقة والروعة قبل ان يأتي إليها ,
شعرت العروس ان البُرق القديم الذى كان يحجب فهم جميع احداث العهد القديم قد أبطله المسيح عريس نفسها:
لانه حتى اليوم ذلك البرقع نفسه عند قراءة العهد العتيق باق غير منكشف الذي يبطل في المسيح. 2كو 3 : 14
ثم وجدت ترابط عظيم بين القديم والجديد وكيف جاء الجديد كنور يُضي وبقوة على كل ما هو قديم ,فاكتشفت العروس كنز كلمة الله الذي يكشف لها عن شخصية حبيبها وجماله .
وهكذا صارت كلمة الله فى العهدين القديم والجديد هى الغذاء التى تحيا بيه و يكشف شخصية حبيبها امامها ,فلقد صار العهدين القديم والجديد مثل الثدى التى ترضع منه غذائها على مدار عمرها ,بل صارت نعمة الله التى تُعلمها وتكشف لها عن حبيبها مصدر فخر قلبها بين افراد أخواتها.
وعندما لاحظ العريس عروسه بهذه الصورة وصفها قائلآ:
ثدياك كحشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن____________________________________
ثدياك ( اى كلمة الله بعهديه القديم والجديد والذى صار ينبوع غذاء لها )مثل اثنين من أطفال الغزال تؤمان من أم واحدة , والحقيقة هو كذلك .
جلست العروس تحت أقدام حبيبها تسمع منه وتستنير من خلال الكتاب المقدس ,تسهر الليالى ولا تشعر بالزمن ,شعرت انها امام استعلانان لانهائية بحر عميق ليس له قرار وتكونت فيها رغبة وامل فى معرفة هذا الاسرار .
العجيبة ليس من اجل انبهارها بهذه الاسرار والتى تستحق الانبهار جدآ والتعجب ولكن لم يكن هذا هو الذى يجذبها لمعرفة الاسرار ولكن........ كانت شهوة حب عريسها وشهوة التعرف على شخصه وكل ما يخصه هو الدافع القوى والوحيد فى سهرها الليالى وجلوسها عند قدمه ,تطلب وتقرع على باب الانجيل لكى ينكشف لها من اسراره الجميلة .
((تنذهل النفس من الاستعلانات الجديدة التى تقابلها على الدوام فى البحر اللانهائي الذى لاسرار الكتاب المقدس .وحتى أذ رف الذهن على سطح مياة محيط الاسرار الالهية , فإنه منها يقدر أن يغوص فى غاية عمق المفهومات المخبأة فيها ...إن مجرد الاطلاع برغبة حارة على أقوال الله يكفي لان يُدرك الانسان المعنى المقصود تمامآ والمستتر فى سر كلمة الله )) مار إسحاق السرياني
فلقد تغيرت حياتها على وقع كلمة الله , وتفجر داخل الانجيل وكلمة الله ينبوع حياة لها ينبوع مبارك ,كلما تقابلت مع كلمة الله , وكشف لها الروح بالنعمة أسرار كلمة الله.,ثارت عواطفها نحو حبيبها وبشدة وقوة مثل عواطف شاب متأججة , وسكر قلبها بحبيبها :
ليكن ينبوعك مباركا وافرح بامرأة شبابك ( الحب المتأجج نحو العريس ) الظبية المحبوبة والوعلة الزهية.ليروك ثدياها( الانجيل بعهديه القديم والجديد) في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما. أم 5 : 18 – 19
وهكذا أصبح الإنجيل هو ينبوع تشرب منه تعزيتها وتفرح بكل كشف جديد خلال كلمة الله يقربها من حبيبها ويوضح شخصه الالهى :
لكي ترضعوا وتشبعوا من ثدي تعزيانها( الكتاب المقدس ).لكي تعصروا وتتلذذوا من درة مجدها أشع66: 11
نعم صار الانجيل هو جنة العروس على الارض ,نست العروس كل الاماكن التى كانت تحرص على الذهاب اليها بغرض النزهة ولكى تكتسب فرح ونشوة وقتية ,فهى كانت كلما عادت من رحلة ترفيهية تعد فى الطريق لرحلة اخرى قادمة ,كانت كثيرة التجوال والترحيل من مكان الى الاخر بحثآ عن السعادة والفرح ,.
ولكن العجب والذى تتعجب منه العروس جدآ أن العروس تركت كل هذه الرحلات تماما وصار لها رحلة واحدة هى التى تُفرح نفسها وتُسكن السلام والهدوء فى نفسها.. الرحلة الوحيدة هذه صارت الى داخل الكتاب المقدس فقط,جنتها الحقيقية.
فهى تعود من هذه الرحلة مملؤة سلام وفرح جعلها تشعر بزيف الفرح التى كانت تحصل عليه فى رحلاتها الماضية مما جعلها تتعفف تماما عن الرجوع الى هذه الرحلات:!
فلقد وجدت شعاعآ روحيآ يخترق كيانها ويُسلط على الآيات فتنكشف المعاني الروحية والقصد الالهى منها بشكل جميل يجعلها في تسبيح دائم من القلب وشكر مستمر لا ينقطع طول وجودها في جنتها وبين العهدين الجديد والقديم :
((عندما تأتى الى مطالعة الكتاب المقدس بعهديه ,تأمل جيدآفيما تهدف اليه كل كلمة حتى يمكنك أن تختبر وتستوعب بإفراز شديد عمق وقدسية المعانى التى تحويها , أما الذين اقتادتهم النعمة طيلة حياتهم وأتت بهم الى الاستنارة ,فإنهم لا يكفون عن أن يحسوا دائمآ بأن شعاعآ روحيآ يخترق الايات ,وبذلك يمكنهم أن يميزوا قوة الكلام ومعانيه العميقة .....
عندما بقراء الإنسان الأقوال الالهية ببصيرة واعية ,فإن قلبه أيضا يتنقي وتحل فيه السكينة والسلام ,لان القوة الالهية تمنح نفسه فهمآ كاملآ فائقآ وعجيبآ مصحوبآ بمذاق عذب وشهي للغاية ))
مار إسحاق السرياني
ولما كانت :
كلمة الرب عزيزة في تلك الايام.لم تكن رؤيا كثيرا. صم 3 : 2
بينما العروس تنكشف إمامها كلمة الله بكل غني وتفرح بحلاوة كلمة الله وجمالها وترى كل يوم إسرار جديدة من كلمة الله جعلها تصرخ من كل قلبها :
يا ارض يا ارض يا ارض اسمعي كلمة الرب. ار 22 : 29
نعم تحرك قلبها عندما انكشفت كلمة الله لها وبصورة جعلتها تحزن وتتألم من اجل كل أخواتها الذين لا يعرفون كلمة الله بالحق ,وكم تمنت من قلبها ان تُعطى كل ما كشفه الله لها بنعمته لكل اخواتها ولهذا قال عنها:
يرعيان بين السوسن:
____________________
بمعنى ان كلمة الله والتى تشبه صغيران من الغزلان تتمنى ان يرعى هذان الصغيران بين السوسن ,بمعنى ان تنتقل كلمة الله بنورها وحلاوتها الى جميع افراد اخوتها (السوسن ).
لانها ترى ان اخواتها وهم اعضاء جسد المسيح هم السوسن بالنسبة لها فكمال خلاصها واكتمال فرحها ويوم الزفاف الحقيقي والفرح الكامل بجميع مواعيد حبيبها رهن اكتمال خلاص جميع افراد اخواتها:
فأعطوا كل واحد ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم رؤ 6 : 11
لهذا كل ما ينكشف لها شيئ جميل تتمني ان ينكشف وبصورة اعمق فى نفوس جميع اخواتها سوسن حياتها .
كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة :
________________________
فى نهاية وصف العريس لعروسه يجد انها جميلة وحسنة وليس فيها عيب ,فهو قد حقق فيها كل ما رسمه لها منذ الأزل .واكتملت صورة جمالها بعد ان قبلت عمله ,وتفاعلت معه وانفتح وعيها الروحى عليه, وأدركت أعمال خلاصه .
كما أنها تعرفت على حبه وعرفت إن جميع الأعمال التي عملها فيها على أساس واحد فقط هو انه يحبها حب ليس له نهاية .
ولكن إكتمال صورة جمال العروس ورضي عريسها عنها خلفه سر مهم جدآ ,كشف الله هذا السر فى الاية السابقة لهذه الاية بقوله:
. الى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال اذهب الى جبل المرّ والى تل اللبان:
______________________________________________
بمعنى ان جميع ما اكتسبته العروس من عريسها ,وكل هذه الاوصاف التى جعلتها جميلة فى كل شيئ وليس فيها عيب ,يرجع فى الاساس الى الصليب (جبل المر وتل اللبان)
لان العروس قبل الصليب كانت فى صورة عتيقة وسوداء وليس فيها اى جمال , ولكن بعد أن اتحد عريسها بها وأخذ طبيعتها الضعيفة فيه ,ثم صعد على الصليب ومات
فبموته مات الانسان العتيق ثم قام بطبيعة جديدة تكتسب منه كل قوة وكل بر وبالتالى وصفها بكل هذه الاوصاف الجميلة,حيث دفنا معه فى المعمودية على مثال موته ,لكى يموت فينا الانسان العتيق ,ثم قمنا معه وانتقلت منه الحياة الينا ,وهكذا قمنا بمجد الاب لنسلك بهذا المجد فى الحياة الجديدة فيه :
فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الاموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة. رو 6 : 4
فالسلام لجبل المر وتل اللبان الصليب المقدس الذى افرخ أنسانآ جديدآ مخلوق حسب الله فى البر وقداسة الحق,
على جبل المر وتل اللبان الصليب المقدس قدم يسوع ذاته ذبيحة حقيقية شملت جميع ذباح العهد العتيق بل أكملتها الى الابد ,بل أعطت لكل ذبائح العهد القديم معنى وفهم .
قدم يسوع ذاته على جبل المر الصليب المقدس ذبيحة حب فائق بقبوله ارادة ابيه ومشيئته بطبيعة الانسان الذى فيه ,وهكذا اتفقت بالتمام ارادة الانسان مع ارداتة الله ,
وعادت مرة أخري إرادة ادم الإنسان القديم ورأس البشرية القديمة عادت إرادته التي شردت عن إرادة الله فسقط في الموت والهلاك .
عادت مرة أخري فى ادم الثانى يسوع المسيح على جبل المر لتتفق وتتناغم مع ارادة الله حدث هذا على جبل المر وعندما قبل يسوع بكامل إرادة وسلطانه أن يشرب الكأس التى أعطاها له الاب ,وسلم إرادة البشرية كلها فيه للاب عندما قبل ما يريده الاب لا ما يريده هو :
ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس.ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت. مت 26 : 39
وهكذا صار كل انسان يستطيع ان يقول لتكن مشيئتك ......كما فى السماء كذلك على الارض بصدق وحياة حقيقية .
على جبل المر الصليب ثبت المسيح البشرية فى الله الى الابد ,صار للانسان بقوة عمل المسيح على الصليب القوة والقدرة أن يحيا حسب ارادة الله ,بل يُسلم كيانه كله لله ولا يهتم, بل لا يقول فى كل حياته الا كلمة واحدة ونطق واحد :
ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك. لو 22 : 42
يقولها الانسان ليس من الفم والقلب متمرد والنفس تتصور حلول والعقل يرسم صور ويضع بعض الحجج لكى يطمن النفس بأعتمادها على امور ارضية وحلول بعيدة عن الله
بل يقولها الانسان كل يوم وفى كل موقف بقوة نطق يسوع لها على جبل المر الصليب ,فقوة نطق يسوع بالبشرية التى فيه لهذه العبارة مازالت مستمرة ومفعولها دائم ولن ينتهى الى الابد .
العالم سوف يفنى والارض سوف تزول ولكن قوة نطق يسوع فى البشرية وبالبشرية لتسليمها بالكامل لارادة الاب وسلطانة .دائم ومستمر لكل من يُريد ان يأخذ من هذه القوة
والتسليم لارادة الله فى كل كبيرة وصغيرة فى الانسان غير مشروط ببرهان او رؤية بل تسليم معتمد على شخص الله وقوته هو الشخصية
قالها يسوع على حبل المر الصليب مرة واحدة لتكن لا ارادتي بل ارادتك وصار كل انسان حر فى ان يتبع المسيح فيها ويقولها معتمد على قوة شخص المسيح الذى نطقها
غير معتمد على اى شيئ مادى او حتى روحى بل فقط على المسيح وعلى شخص المسيح الذى جاء من اجل ان يُعيد البشرية مرة اخرى الى ارادة الله
فمتى . هجمت المشاكل والقوة الغاشمة على نفسي وصارت الامور ليس لها حل ,وحتى اذا تعظمت الضيقة جدآ
تثقلنا جدا فوق الطاقة حتى أيسنا من الحياة ايضا. 2كو 1 : 8
لا اقول الا شيئ واحد فقط لتكن ارادتك من قلب لا ينظر الا للمسيح الذى يحبني فقط وغير معتمد فى قولي هذا الاعلى القوة الالهية التى نطق بها يسوع نفس العبارة وترك لنا فيها قوة جبارة لكل من يريد ان ينطق بلسانه هذه الكلمة فى ضيقاته ويكتسب بروحه قوة المسيح الجبارة التى سلم فيها البشرية بالكامل لله .
ومتى اسرعت فى الاعتماد على الاخرين فى حل مشاكلي ابتعدت عن جبل المر , ومتى اسرعت للاحتماء باخر غير يسوع ابتعدت عن جبل المر , ومتى حاولت ان اتعزى حتى بأصدقائى وليس بالروح القدس فى المصائب التى تأتي علي وحزن نفسي ابتعدت عن جبل المر ,
وإذا حاولت وضع الحلول بالاستعانة بالأرضيات أو المحسوبية أو الرشوة للهروب من الضيقة ابتعدت جدآ عن جبل المر .! ومتى لجاءت الى أى قوة اخري غير قوة نطق يسوع على الصليب بتسليم بشريتى بالكامل لقوة الله هنا ابتعدت عن جبل المر
واذا ابتعدت عن جبل المر خرجت عن طقس الحب الالهي ورفضت المسيح عريس لنفسي وبالتالى فتحت ابواب نفسي ليدخل منها الموت والفساد والهلاك .
فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدّس به دنسا وازدرى بروح النعمة. عب 10 : 29
_______________________________
ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن. 6 الى ان يفيح النهار وتنهزم الظلال اذهب الى جبل المرّ والى تل اللبان. 7 كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة نش 4 : 5 _ 7
_____________________
ترجمة أخري:
نَهْدَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السُّوْسَنِ.
وَمَا يَكَادُ يَتَنَفَّسُ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمُ الظِّلاَلُ حَتَّى أَنْطَلِقَ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ
كُلُّكِ جَمِيلَةٌ يَاحَبِيبَتِي وَلاَ عَيْبَ فِيكِ.
________________________
مازال العريس يتغني بجمال عمله فى عروسه , فهو يحبها حب ابدي وعظيم وليس له مثل ,والذى يُفرح قلبه جدآ هو أن عروسه قبلت عمله , وتفاعلت مع خلاصه فظهر فيها ما هو كان ينتظره والذى اعده لها منذ تأسيس العالم .
ومن هنا كان لسان العريس لا يكف عن وصف جمال عروسه ,فلقد رأى فيها روحه القدوس وقد ستر عيوبها وأشع بقداسته داخلها , وتحولت العروس السوداء جدآ بخطيتها وأثامها السابقة الى طهر السيرة ووجد عروسه تتذوق القداسة بل تتمسك بها جدآ .
,وتعجب منها عندما وجدها رفضت نجاسات العالم الشرير بالفعل من قلبها ,وتمسكت بالقداسة التى صارت فيها من قبل الروح القدس الساكن فيها والذى ارسله لها بصعوده ,حينئذآ وصف عيناها بأنهما حمامتان .
وأيضا لانه يعرف كل شيئ وينظر ما لاتراه العروس من قوة شدة عمله فيها ,فلقد وصفها بأن شعرها كقطيع الماعز الرابض على جبل جلعاد .
هذا عندما وجد مجده فيها وفى داخلها وقد قبلته ببساطة القلب وانها لا ترى هذا المجد العظيم بسبب انها مازالت تحت النقاب اى فى الجسد.
وكم كانت فرحة قلبة بعروسه عندما وجدها تنمو وتتخطي مرحلة الطفولة الروحية فى الحب , وتقبل تعليمه الذى هو طعام البالغين ,ولهذا قال عنها بأن اسنانها كقطيع الجزائز الصادرة من الغسل وناصعة بالبياض .
وعندما انكشف امام العروس سر التناول من الجسد والدم ,وعرفت قوة الطهارة العظيمة التى تحصل عليها من هذا السر ,ومن كثرة تناولها من جمرة الجسد والدم فطهر فمها وغير حديثها وكلامها من كلام العالم الميت الى الحديث بكلام الله الحى ,قال عنها حديث عذب
وعندما وجدها تلهج باسم الله وتُسبح به الليل مع النهار , وتهرب الى اسم الله البرج الحصين وتحتمى به من اى شر او سهم شرير يُصوب نحوها قال عنها عنقك كبرج داود المشيد للسلاح.
وفى نهاية هذا الوصف النابع عن حب العريس لعروسه وفرحته الغامرة بقبولها عمله وظهور ثمار عمله فيها ,يكشف لها عن امر اخر هام صارت اليه العروس مندفعة من حبها لعريسها .
فمن شغف العروس بعريسها وحبه قادها روحه الساكن فى اعماقها للبحث عن كل أعمال العريس وأرادت العروس أن تعرف كل شيء خاص بعريسها ومستقبلها الحقيقي الاتى معه . ومثل أى عروس مخطوبة تكون فيها شغف وشهوة جارفة فى معرفة كل شيئ عن عريسها قلبها يشتهى كل حين ان يتعرف عليه وعلى طباعه ,.
من هو عريسها ,ما هى مبادئه , ما هو فكره , ماهى طبيعته هذه التى تتدفق منها المحبة كنهر لا يجف او ينضب !, ما هو سر غناه الفائق هذا مع العلم ان مظهره فقير جدآ !, ما هو سر قوته الغير المحدودة بالرغم ان مظهره الخارجى ضعيف جدآ, .
عجيب حبيبيي هذا جدآ قالت العروس :
لا صورة له ولا جمال فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه. أشع 53 : 2
مع العلم عندما أقتربت منه بمجرد اقترابي فقط ولم أتعرف عليه كما ينبغي بعد ,تجمعت فى نفسى أعظم شهوة تذوقتها فى حياتى كلها نحوه ,
بل غلبتني جدآ شهوة حبه والالتصاق بيه حتى انى تركت اى شهوة اخري كانت تُسيطر على نفسي بسبب قوة شهوة حبه التى تفجرت فى قلبى بمجرد الاقتراب من شخصه .
ولهذا اتعجب عندما ينظر اليك من لم يتعرف عليك , ينظر اليك من الخارج يظن انه ليس فيك جمال او منظر يشتهيه ,ولكن اذا اقترب منك احد ودخل مجال حضورك برغبته ومُساندة روحك القدوس امتلئ قلبه من شهوة حبك وذاب وسكر بشهوة حبك حتى آن مجرد ذكر اسمك وذكرك تشعل شهوة حبك فى قلبه بصورة لا يستطيع احد ان يصف حلاوتها و إبعادها:
الى اسمك والى ذكرك شهوة النفس. أشع 26 : 8
ولهذا قادها روحه وامسك بيديها ليكشف لها اسرار حبيبها خلال كتاب الله ففتح لها الروح بنعمته أسرار العهد القديم وفرحت العروس جدآ عندما وجدت نور عظيم فى داخلها يوضح لها أسرار النبوات الكثيرة جدآ ,والتي وصفت عريسها بالدقة والروعة قبل ان يأتي إليها ,
شعرت العروس ان البُرق القديم الذى كان يحجب فهم جميع احداث العهد القديم قد أبطله المسيح عريس نفسها:
لانه حتى اليوم ذلك البرقع نفسه عند قراءة العهد العتيق باق غير منكشف الذي يبطل في المسيح. 2كو 3 : 14
ثم وجدت ترابط عظيم بين القديم والجديد وكيف جاء الجديد كنور يُضي وبقوة على كل ما هو قديم ,فاكتشفت العروس كنز كلمة الله الذي يكشف لها عن شخصية حبيبها وجماله .
وهكذا صارت كلمة الله فى العهدين القديم والجديد هى الغذاء التى تحيا بيه و يكشف شخصية حبيبها امامها ,فلقد صار العهدين القديم والجديد مثل الثدى التى ترضع منه غذائها على مدار عمرها ,بل صارت نعمة الله التى تُعلمها وتكشف لها عن حبيبها مصدر فخر قلبها بين افراد أخواتها.
وعندما لاحظ العريس عروسه بهذه الصورة وصفها قائلآ:
ثدياك كحشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن____________________________________
ثدياك ( اى كلمة الله بعهديه القديم والجديد والذى صار ينبوع غذاء لها )مثل اثنين من أطفال الغزال تؤمان من أم واحدة , والحقيقة هو كذلك .
جلست العروس تحت أقدام حبيبها تسمع منه وتستنير من خلال الكتاب المقدس ,تسهر الليالى ولا تشعر بالزمن ,شعرت انها امام استعلانان لانهائية بحر عميق ليس له قرار وتكونت فيها رغبة وامل فى معرفة هذا الاسرار .
العجيبة ليس من اجل انبهارها بهذه الاسرار والتى تستحق الانبهار جدآ والتعجب ولكن لم يكن هذا هو الذى يجذبها لمعرفة الاسرار ولكن........ كانت شهوة حب عريسها وشهوة التعرف على شخصه وكل ما يخصه هو الدافع القوى والوحيد فى سهرها الليالى وجلوسها عند قدمه ,تطلب وتقرع على باب الانجيل لكى ينكشف لها من اسراره الجميلة .
((تنذهل النفس من الاستعلانات الجديدة التى تقابلها على الدوام فى البحر اللانهائي الذى لاسرار الكتاب المقدس .وحتى أذ رف الذهن على سطح مياة محيط الاسرار الالهية , فإنه منها يقدر أن يغوص فى غاية عمق المفهومات المخبأة فيها ...إن مجرد الاطلاع برغبة حارة على أقوال الله يكفي لان يُدرك الانسان المعنى المقصود تمامآ والمستتر فى سر كلمة الله )) مار إسحاق السرياني
فلقد تغيرت حياتها على وقع كلمة الله , وتفجر داخل الانجيل وكلمة الله ينبوع حياة لها ينبوع مبارك ,كلما تقابلت مع كلمة الله , وكشف لها الروح بالنعمة أسرار كلمة الله.,ثارت عواطفها نحو حبيبها وبشدة وقوة مثل عواطف شاب متأججة , وسكر قلبها بحبيبها :
ليكن ينبوعك مباركا وافرح بامرأة شبابك ( الحب المتأجج نحو العريس ) الظبية المحبوبة والوعلة الزهية.ليروك ثدياها( الانجيل بعهديه القديم والجديد) في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما. أم 5 : 18 – 19
وهكذا أصبح الإنجيل هو ينبوع تشرب منه تعزيتها وتفرح بكل كشف جديد خلال كلمة الله يقربها من حبيبها ويوضح شخصه الالهى :
لكي ترضعوا وتشبعوا من ثدي تعزيانها( الكتاب المقدس ).لكي تعصروا وتتلذذوا من درة مجدها أشع66: 11
نعم صار الانجيل هو جنة العروس على الارض ,نست العروس كل الاماكن التى كانت تحرص على الذهاب اليها بغرض النزهة ولكى تكتسب فرح ونشوة وقتية ,فهى كانت كلما عادت من رحلة ترفيهية تعد فى الطريق لرحلة اخرى قادمة ,كانت كثيرة التجوال والترحيل من مكان الى الاخر بحثآ عن السعادة والفرح ,.
ولكن العجب والذى تتعجب منه العروس جدآ أن العروس تركت كل هذه الرحلات تماما وصار لها رحلة واحدة هى التى تُفرح نفسها وتُسكن السلام والهدوء فى نفسها.. الرحلة الوحيدة هذه صارت الى داخل الكتاب المقدس فقط,جنتها الحقيقية.
فهى تعود من هذه الرحلة مملؤة سلام وفرح جعلها تشعر بزيف الفرح التى كانت تحصل عليه فى رحلاتها الماضية مما جعلها تتعفف تماما عن الرجوع الى هذه الرحلات:!
فلقد وجدت شعاعآ روحيآ يخترق كيانها ويُسلط على الآيات فتنكشف المعاني الروحية والقصد الالهى منها بشكل جميل يجعلها في تسبيح دائم من القلب وشكر مستمر لا ينقطع طول وجودها في جنتها وبين العهدين الجديد والقديم :
((عندما تأتى الى مطالعة الكتاب المقدس بعهديه ,تأمل جيدآفيما تهدف اليه كل كلمة حتى يمكنك أن تختبر وتستوعب بإفراز شديد عمق وقدسية المعانى التى تحويها , أما الذين اقتادتهم النعمة طيلة حياتهم وأتت بهم الى الاستنارة ,فإنهم لا يكفون عن أن يحسوا دائمآ بأن شعاعآ روحيآ يخترق الايات ,وبذلك يمكنهم أن يميزوا قوة الكلام ومعانيه العميقة .....
عندما بقراء الإنسان الأقوال الالهية ببصيرة واعية ,فإن قلبه أيضا يتنقي وتحل فيه السكينة والسلام ,لان القوة الالهية تمنح نفسه فهمآ كاملآ فائقآ وعجيبآ مصحوبآ بمذاق عذب وشهي للغاية ))
مار إسحاق السرياني
ولما كانت :
كلمة الرب عزيزة في تلك الايام.لم تكن رؤيا كثيرا. صم 3 : 2
بينما العروس تنكشف إمامها كلمة الله بكل غني وتفرح بحلاوة كلمة الله وجمالها وترى كل يوم إسرار جديدة من كلمة الله جعلها تصرخ من كل قلبها :
يا ارض يا ارض يا ارض اسمعي كلمة الرب. ار 22 : 29
نعم تحرك قلبها عندما انكشفت كلمة الله لها وبصورة جعلتها تحزن وتتألم من اجل كل أخواتها الذين لا يعرفون كلمة الله بالحق ,وكم تمنت من قلبها ان تُعطى كل ما كشفه الله لها بنعمته لكل اخواتها ولهذا قال عنها:
يرعيان بين السوسن:
____________________
بمعنى ان كلمة الله والتى تشبه صغيران من الغزلان تتمنى ان يرعى هذان الصغيران بين السوسن ,بمعنى ان تنتقل كلمة الله بنورها وحلاوتها الى جميع افراد اخوتها (السوسن ).
لانها ترى ان اخواتها وهم اعضاء جسد المسيح هم السوسن بالنسبة لها فكمال خلاصها واكتمال فرحها ويوم الزفاف الحقيقي والفرح الكامل بجميع مواعيد حبيبها رهن اكتمال خلاص جميع افراد اخواتها:
فأعطوا كل واحد ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم رؤ 6 : 11
لهذا كل ما ينكشف لها شيئ جميل تتمني ان ينكشف وبصورة اعمق فى نفوس جميع اخواتها سوسن حياتها .
كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة :
________________________
فى نهاية وصف العريس لعروسه يجد انها جميلة وحسنة وليس فيها عيب ,فهو قد حقق فيها كل ما رسمه لها منذ الأزل .واكتملت صورة جمالها بعد ان قبلت عمله ,وتفاعلت معه وانفتح وعيها الروحى عليه, وأدركت أعمال خلاصه .
كما أنها تعرفت على حبه وعرفت إن جميع الأعمال التي عملها فيها على أساس واحد فقط هو انه يحبها حب ليس له نهاية .
ولكن إكتمال صورة جمال العروس ورضي عريسها عنها خلفه سر مهم جدآ ,كشف الله هذا السر فى الاية السابقة لهذه الاية بقوله:
. الى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال اذهب الى جبل المرّ والى تل اللبان:
______________________________________________
بمعنى ان جميع ما اكتسبته العروس من عريسها ,وكل هذه الاوصاف التى جعلتها جميلة فى كل شيئ وليس فيها عيب ,يرجع فى الاساس الى الصليب (جبل المر وتل اللبان)
لان العروس قبل الصليب كانت فى صورة عتيقة وسوداء وليس فيها اى جمال , ولكن بعد أن اتحد عريسها بها وأخذ طبيعتها الضعيفة فيه ,ثم صعد على الصليب ومات
فبموته مات الانسان العتيق ثم قام بطبيعة جديدة تكتسب منه كل قوة وكل بر وبالتالى وصفها بكل هذه الاوصاف الجميلة,حيث دفنا معه فى المعمودية على مثال موته ,لكى يموت فينا الانسان العتيق ,ثم قمنا معه وانتقلت منه الحياة الينا ,وهكذا قمنا بمجد الاب لنسلك بهذا المجد فى الحياة الجديدة فيه :
فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الاموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة. رو 6 : 4
فالسلام لجبل المر وتل اللبان الصليب المقدس الذى افرخ أنسانآ جديدآ مخلوق حسب الله فى البر وقداسة الحق,
على جبل المر وتل اللبان الصليب المقدس قدم يسوع ذاته ذبيحة حقيقية شملت جميع ذباح العهد العتيق بل أكملتها الى الابد ,بل أعطت لكل ذبائح العهد القديم معنى وفهم .
قدم يسوع ذاته على جبل المر الصليب المقدس ذبيحة حب فائق بقبوله ارادة ابيه ومشيئته بطبيعة الانسان الذى فيه ,وهكذا اتفقت بالتمام ارادة الانسان مع ارداتة الله ,
وعادت مرة أخري إرادة ادم الإنسان القديم ورأس البشرية القديمة عادت إرادته التي شردت عن إرادة الله فسقط في الموت والهلاك .
عادت مرة أخري فى ادم الثانى يسوع المسيح على جبل المر لتتفق وتتناغم مع ارادة الله حدث هذا على جبل المر وعندما قبل يسوع بكامل إرادة وسلطانه أن يشرب الكأس التى أعطاها له الاب ,وسلم إرادة البشرية كلها فيه للاب عندما قبل ما يريده الاب لا ما يريده هو :
ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس.ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت. مت 26 : 39
وهكذا صار كل انسان يستطيع ان يقول لتكن مشيئتك ......كما فى السماء كذلك على الارض بصدق وحياة حقيقية .
على جبل المر الصليب ثبت المسيح البشرية فى الله الى الابد ,صار للانسان بقوة عمل المسيح على الصليب القوة والقدرة أن يحيا حسب ارادة الله ,بل يُسلم كيانه كله لله ولا يهتم, بل لا يقول فى كل حياته الا كلمة واحدة ونطق واحد :
ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك. لو 22 : 42
يقولها الانسان ليس من الفم والقلب متمرد والنفس تتصور حلول والعقل يرسم صور ويضع بعض الحجج لكى يطمن النفس بأعتمادها على امور ارضية وحلول بعيدة عن الله
بل يقولها الانسان كل يوم وفى كل موقف بقوة نطق يسوع لها على جبل المر الصليب ,فقوة نطق يسوع بالبشرية التى فيه لهذه العبارة مازالت مستمرة ومفعولها دائم ولن ينتهى الى الابد .
العالم سوف يفنى والارض سوف تزول ولكن قوة نطق يسوع فى البشرية وبالبشرية لتسليمها بالكامل لارادة الاب وسلطانة .دائم ومستمر لكل من يُريد ان يأخذ من هذه القوة
والتسليم لارادة الله فى كل كبيرة وصغيرة فى الانسان غير مشروط ببرهان او رؤية بل تسليم معتمد على شخص الله وقوته هو الشخصية
قالها يسوع على حبل المر الصليب مرة واحدة لتكن لا ارادتي بل ارادتك وصار كل انسان حر فى ان يتبع المسيح فيها ويقولها معتمد على قوة شخص المسيح الذى نطقها
غير معتمد على اى شيئ مادى او حتى روحى بل فقط على المسيح وعلى شخص المسيح الذى جاء من اجل ان يُعيد البشرية مرة اخرى الى ارادة الله
فمتى . هجمت المشاكل والقوة الغاشمة على نفسي وصارت الامور ليس لها حل ,وحتى اذا تعظمت الضيقة جدآ
تثقلنا جدا فوق الطاقة حتى أيسنا من الحياة ايضا. 2كو 1 : 8
لا اقول الا شيئ واحد فقط لتكن ارادتك من قلب لا ينظر الا للمسيح الذى يحبني فقط وغير معتمد فى قولي هذا الاعلى القوة الالهية التى نطق بها يسوع نفس العبارة وترك لنا فيها قوة جبارة لكل من يريد ان ينطق بلسانه هذه الكلمة فى ضيقاته ويكتسب بروحه قوة المسيح الجبارة التى سلم فيها البشرية بالكامل لله .
ومتى اسرعت فى الاعتماد على الاخرين فى حل مشاكلي ابتعدت عن جبل المر , ومتى اسرعت للاحتماء باخر غير يسوع ابتعدت عن جبل المر , ومتى حاولت ان اتعزى حتى بأصدقائى وليس بالروح القدس فى المصائب التى تأتي علي وحزن نفسي ابتعدت عن جبل المر ,
وإذا حاولت وضع الحلول بالاستعانة بالأرضيات أو المحسوبية أو الرشوة للهروب من الضيقة ابتعدت جدآ عن جبل المر .! ومتى لجاءت الى أى قوة اخري غير قوة نطق يسوع على الصليب بتسليم بشريتى بالكامل لقوة الله هنا ابتعدت عن جبل المر
واذا ابتعدت عن جبل المر خرجت عن طقس الحب الالهي ورفضت المسيح عريس لنفسي وبالتالى فتحت ابواب نفسي ليدخل منها الموت والفساد والهلاك .
فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدّس به دنسا وازدرى بروح النعمة. عب 10 : 29