من طرف اسم العريس حصن العروس : (نش 4 : 4)
_________________________
عنقك كبرج داود المبني للاسلحة.الف مجن(ترس) علق عليه كلها اتراس الجبابرة. نش 4 : 4
ترجمة اخري :
عُنُقُكِ مُمُاثِلٌ لِبُرْجِ دَاوُدَ الْمُشَيَّدِ لِيَكُونَ قَلْعَةً لِلسِّلاَحِ، حَيْثُ عُلِّقَ فِيهِ أَلْفُ تُرْسٍ مِنْ تُرُوسِ الْمُحَارِبِينَ الصَّنَادِيدِ
نش 4 : 4
__________________________________________________ ___________________
عروس المسيح اختبرت اعمال كثيرة من الله عريسها , فمنذ ان سمعت صوته فى اعماق داخلها يدعوها الى الحب والحياة وهى ترى كل يوم اعماله ,.
فى البداية كانت لا تدرى بوضوح ماذا هو يفعل معها ,ولقد صنع معها فى بداية اكتشفها حبه اعمال كثيرة جدآ ولكنها لم تعرف ماذا هو يفعل ولكن هو لم يهتم اذا كانت تُدرك اعماله فى هذه الفترة ام لا!!
لانه يعلم جيدآ ان كل ما صنع فيها او صنع من اجلها سوف يأتى عليها يوم تعرف كل اعماله وتعرف مقدار عظمة حبه :
اجاب يسوع وقال له لست تعلم انت الآن ما انا اصنع ولكنك ستفهم فيما بعد يو 13 : 7
هذه حقيقة جميلة جدآ منذ ان خُلقت العروس وعين العريس عليها يترقب خروجها ودخولها ,نمت وهى فى عدم فهم واكتشفت الحياة من حولها وهو ينظر اليها ويحرسها من الموت .
تسربت الى داخلها معرفة العالم ومبادئ العالم الفاسده وتفاعلت مع العالم واحبت العالم وغرقت بجهل فى ملذات العالم .
ولكن كانت كل مرة تعود من لذة فانية من العالم وتنشد الشبع ولكنها لاتجده فتشعر فى حصرة فى داخلها ومرارة لعدم الحصول على الشبع المنشود .
كان العريس ينتهز هذه الفرصة وعلى الفور وهى فى شعور الحصرة والندم يتكلم فيها ويُحاول ان ينبها لوجوده بكل الطرق وكم من المرات صرخ الحبيب بصوته فى قلبها وهى تلتفت حولها لتبحث عن مصدر هذا الصوت ولم تصل اليه
ويحزن جدآ العريس لضياع عروسه ويتمزق قلبه عليها اذ يجدها تشعر بفراغ كيانى مرير وتشعر بصوت الموت يملئ ربوع قلبها وهو الحياة ينادى عليها ويتمنى ان يملئ وجودها .
كثيرة جدآ هى هذه المرات التى عادت منها العروس والحزن والغم يملئ نفسها من عبودية العالم وتملك الشر على قلبها وهى تأن وتتمخض وتصرخ من العبودية ولكن بدون وعى او فهم فمتى زال بعض الشيئ شعور الندم والحصرة منها تعود مرة اخرى لتبحث عن عزاء من العالم وبطريقة اخرى جديدة ربما تجد الشبع فيه.
وهكذا مرت سنوات على العروس والعريس يترقبها وينتظر لحظة تنفتح عينها لكى تعرفه لقد طال شوقه الازلى لها ,فقد اعد كل شيئ من اجلها ولكنها مازالت تجهل كل شيئ عنه وعن عمله .
هو لانه محب ويحترم طبيعتها لايستطيع ان يفرض نفسه عليها بل يستميل ارادتها فى كل موقف ويدعوها بصوته الحنون .
هو يدعوها من داخلها يصرخ بصوته فى داخلها ولكن مع الاسف هى تبحث عن هذا الصوت خارجها ,فهى لم تكتشف بعد ان كل ما هو للحياة ينبع من داخلها كل ما هو للشبع ينبع من داخلها .
ولكنها ظلت تبحث عن لذتها فى امور خارج عنها ترتبط بها وتفرح فى البداية عندما تجد لذة وشهوة جديدة لها بريق ولمعان, فتجرى خلفها وعندما تحصل عليها يختفى بريقها وتسقط قيمتها, وتجد نفسها فى عبودية شديدة لها فتعود لتحزن وتصرخ وتطلب من جديد الشبع والفرح..!!
هذا تاريخ العروس القديم حتى ضاقت بها الحياة وضيقت عليها الظروف بيد عريسها ,فعصرتها الظروف
ووجد ت نفسها وحيده فى مواجهه مع الموت .........
حينئذآ هربت الى داخلها لاول مرة وصرخت صرخة داخلية صرخت كغريق يلتمس النجاة فوجدت من يمسك بذراعيها وينتشلها ,واحست لاول مرة فى حياتها بهذه اليد الممسكة بها ,ومنذ هذه اللحظة انتبهت الى منقذها.
وعرفت ان فى داخلها يسكن من هو اعظم من كل من عرفتهم ,وبهنا شعرت العروس كما لو كانت تفيق من نوم عميق .
وأدركت على الفور سر الصوت الذى كان يُناديها كل السنين الماضية وكانت تتعجب من هذا الذى ينادى عليها ؟.
اخيرآ عرفت انه صوت حنون وليس ببعيد عنها بل يأتى من اعماق نفسها
كانت فى البداية متعجبة ومذهوله ويبدو لها ان هذا نوع من الهذيان .! ولكن بشغف ظلت تسمع هذا الصوت وتتفاعل معه وهو يتكلم معها ويفسر لها احداث حياتها القديم منها والحديث وهى تسمع منه ويطمئن قلبها .
وادركت اخيرآ العروس انه عريس نفسها وانها له منذ ان خُلقت ولكنها كانت لا تدرى :
لك انا فخلّصني لاني طلبت وصاياك مز 119 : 24
ومرت العروس بأختبارت كثيرة جدآ بعد اكتشاف العريس انتهى بها الحال ان تركت كل شيئ لتتبع عريسها ,فلقد صار عريسها هو منطقة حياتها .
حلت حياة العريس محل جميع الفراغ والموت والفساد الذى كان يملئ كيانها ,وصار العريس هو حياتها بالتمام والكمال ,وعندما اصبحت العروس فى هذه الحالة سمعت صوته التى عرفته جيدآ الان من داخلها يقول :
عُنُقُكِ مُمُاثِلٌ لِبُرْجِ دَاوُدَ الْمُشَيَّدِ لِيَكُونَ قَلْعَةً لِلسِّلاَحِ، حَيْثُ عُلِّقَ فِيهِ أَلْفُ تُرْسٍ مِنْ تُرُوسِ الْمُحَارِبِينَ الصَّنَادِيدِ.
__________________________________________________ ______________
عنقك مثل برج داود :
_______________
العريس لم يصف العروس بهذا الوصف الا بعد ان وجدها تُسبح باسمه طول النهار ,فلقد قاد الحب المتأجج فى قلب العروس ان تكتشف اسم الرب عريسها
عرفت العروس قوة اسم عريسها فهى اكتشفت بالاختبار العملى ومعايشة حبيبها على مدار يومها انها اذا هجم عليها اى عدو او اى خوف او اى كلمة مقلقة او خبر سيئ يُريد ان يعكر عيناها ويسلب فرحها منها
وجدت العروس انها متى صرخت باسم الرب عريسها فورآ فى وجه هذه الامور يسقط العدو عن يسارها ويسقط الاخر عن يمينها بمجرد نُطقها باسم الرب ,.
وحتى اذا كانت الاعداء مئات فى اليوم يُحاولون اقتحامها او حتى ربوات فاسم الرب هو القوة الجبارة التى تحتمى به منهم فيمر اليوم بينما يسقط المئات عن يمينها والربوات عن يسارها بقوة اسم الرب الذى ينبع من قلبها وتتلوه بفمها على الدوام ام هم فلا يستطيعون ان يقتربوا منها :
يَتَسَاقَطُ عَنْ يسارك أَلْفُ ، وَعَنْ يَمِينِكَ ربوات، وَأَنْتَ لاَ يَمَسُّكَ سُوءٌ. مز 91 : 7
الحقيقة اعظم اكتشاف اكتشفته العروس هو قوة اسم الرب فى حياتها لقد احتوى اسم الرب حياتها كلها ووجدت من قوة اسم الرب عجائب فأدركت العروس ان :
اسم الرب برج حصين.يركض اليه الصدّيق ويتمنّع. ام 18 : 10
ولهذا عندما وجد العريس عروسه قد اكتشفت قوة اسمه فى حياتها وان اسمه صار محبوب فى قلبها وهو تلاوتها طول النهار:
محبوب هو اسمك يارب فهو طول النهار تلاوتى مز 149 : 97
لهذا فرح جدآ وقال لها ان عنقك (اى حياتك او اساس حياتك كلها وانتصابك ) مثل برج داود القوى والحصين لانه اصبح محاط باسمى فأنت اليوم قد دعى عليكى اسمى وانت اكتشفتى قوة اسمى فى حياتك لذلك انت كبرج داود الحصين القوى وانا انجيك لان قوتك صارت فى اسمى الذى دعى عليك :
فيرى جميع شعوب الارض ان اسم الرب قد سمي عليك ويخافون منك. تث 28 : 10
الى هذا الحد صار اسم العريس قوة عجيبة جدآ للعروس من الداخل ومن الخارج بمعنى :
من الداخل فهى لا تستطيع ان تكف عن تسبيح اسم الرب عريسها فى الليل وفى النهار من داخل اعماق قلبها اذا حدث ان سرحت العروس وانشغلت ولو لحظة عن ذكر اسم عريسها من الداخل.
يهجم عليها العدو المنتظر هذه اللحظة فتنزعج نفسها على الفور اذ تجد فكرها وقد صار خلف الشيطان ,ويُريد ان يعود به الى الموت والفساد والهلاك القديم لهذا تصرخ من جديد بقوة باسم الرب لكى ينجيها :
ويكون ان كل من يدعو باسم الرب ينجو.لانه في جبل صهيون وفي اورشليم(داخل النفس التى تدعو باسم الرب ) تكون نجاة.كما قال الرب يؤ 2 : 32
وفعلا يعطيها اسم الرب نجاة حقيقية من جميع الافكار التى تهجم عليها لكى تستعبدها من جديد ,وعندما تعود وتصرخ العروس باسم الرب وتحصل على النجاة تسمع صوت حبيبها يقول لها :
عنقك مثل برج داود .......وكأنه يريد ان يلفت نظرها الى قوة اسمه العجيب التى اذا صرخت به من داخلها حصلت على النجاة على الفور فيصبح عنقها اى اساس حياتها بقوة اسم الله برج حصين مثل برج داود .
وعندما ترتاح العروس بقوة اسم الرب وتجد الحماية وتتلذذ باسم الرب , فتعرف كم هى بائسة وضعيفة جدآ ولكن بالاتكال على اسم الرب تجد قوة عظيمة جدآ فى مواجهة السهام التى يُسقطها العدو من حين الى الاخر عليها , والشيطان يستغل ضعفها وأنها فى الماضي كانت تتفق معه وتسمع لرأيه ولكنها رغم ضعفها فى الماضى ,لكن اليوم وجدت قوة غير عادية من اسم الله حبيبها:
وابقي في وسطك شعبا بائسا ومسكينا فيتوكلون على اسم الرب. صف 3 : 12
فتنظر العروس خلف العريس فتجد ان الماضى المظلم والمرعب الخاص بها قد تلاشى والعجيب والذى كان غائب عنها آن ذلك قد تم بفعل قوة اسم الله .
فترى بالروح ان قوة اسم الرب هي التي غسلتها من آثامها الكثيرة بل هى التي بررتها وقدستها :
وهكذا كان أناس منكم.لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبرر تم باسم الرب يسوع وبروح الهنا 1كو 6 : 11
حينئذ يمتلئ قلب العروس من الشكر والحمد لله وتترنم باسمه التى ادركت ان اسمه هو تبريرها وشفائها :
احمد الرب حسب بره.وارنم لاسم الرب العلي مز 7 : 17
والسر العجيب فى قوة اسم الله ,هو ان اسم الله التى تنادى به العروس عريسها من الداخل ,هو فى ان اسم الله يعنى حضور الله شخصيآ .
فكل مرة تسبح العروس عريسها من الداخل وبالقلب تدخل على الفور فى حضور الله الشخصى والذى وعدها به ووعده صادق:
وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر.آمين 28 : 20
ومن هنا كان اسم الله هو الحصن المنيع التى تحتمى به العروس من كل الشرور وايضآ هو سر القوة التى تسكن داخل العروس وتحميها من اى ,قوة مضادة فما عليها إلا أن تتلو اسم الله فى كل وقت وتجاه اى ضربه او فكر ,فتستمد قوة بحضور الله الشخصى ليدافع عنها ويحميها :
الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون خر 14 : 14
ومن الخارج ايضآ صار اسم الله هو لكل شيئ بركة وقوة ,فحتى الاعمال البسيطة التى هى من مسؤولية العروس ,ايضآ تعتمد على قوة اسم الله لكى تحل عليها وتباركها وتسير فى الاتجاه الصحيح لها :
وكل ما عملتم بقول او فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله والآب به كو 3 : 17
وقوة اسم الله ليس لها حدود عرف هذا الاباء الرسل فكان اسم يسوع هو مصدر قوتهم وحياتهم جميعآ ,حتى ان غناهم وكل ما يملكون كان محصور فقط فى اقتناء اسم يسوع ,وهذا ليس على مستوى الفكرى او النظرى ولكن على مستوى الحياة العملية الحقيقية.
فالقديس بطرس اعلن هذه الحقيقة الايمانية الداخلية عندما طلب منه مقعد باب الجميل صدقه فكان رد بطرس عليه :
ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فاياه اعطيك.باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش. 7 وامسكه بيده اليمنى واقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه 8 فوثب ووقف وصار يمشي ودخل معهما الى الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله. أع 3 :6 _ 8
وايضآ داود النبى الذى سبق الجميع فى اكتشاف قوة اسم الله وقبل ان تُهب للجميع تقدم بقوة اسم الله وقتل جليات (الشيطان ):
انت تاتي اليّ بسيف وبرمح وبترس.وانا آتي اليك باسم رب الجنود اله صفوف اسرائيل الذين عيّرتهم 1صم 17 : 45
الْمُشَيَّدِ لِيَكُونَ قَلْعَةً لِلسِّلاَحِ، حَيْثُ عُلِّقَ فِيهِ أَلْفُ تُرْسٍ مِنْ تُرُوسِ الْمُحَارِبِينَ الصَّنَادِيدِ
__________________________________________________ __
هذا الجزء الثانى من الاية هو تعزية عظيمة لعروس المسيح , فهو بعد ان كشف لها سر تشبيه عنقها بقلعة داود ,وان سر قوة هذه القلعة يكمن فى اسم الله البرج الحصين .
يعود العريس ويُكمل كلامه بقوله انها قلعة للسلاح وعلق فيها المحاربين الصناديد الف ترس , هو يريد ان يكشف لعروسه ان هذا الاسم العجيب الذى له ,الاسم الذى عجبه يمتد بجذوره الى القديم جدآ ,فهو اسم عجبه موحى به فى النبوة :
لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام.أشع 9 : 6
هذا الاسم العجيب كان محور حياة جميع المحاربين القديسين الفائزين بالحياة بتواضعهم ,جميعهم اعتمدوا على هذا الاسم القوى سواء الرسل فى حياتهم ومعجزاتهم , او فى بشارتهم فمن شدة اكتشافهم لقوة هذا الاسم ومركزه فى حياتهم لم يحسبوا انفسهم مستحقين ان يُهانوا من اجله بل صار هذا منتهى فرح نفوسهم :
واما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه أع 5 : 41
وبولس الرسول عرف قوة وحلاوة هذا الاسم الذى صارت شهوته الحقيقة هو ان يموت من اجل هذا الاسم العظيم :
1فاجاب بولس ماذا تفعلون تبكون وتكسرون قلبي لاني مستعد ليس ان أربط فقط بل ان اموت ايضا في اورشليم لاجل اسم الرب يسوع أع 21 : 13
وايضآ الشهداء القديسين لم يفكروا فى اى شيئ ولم يعتمدوا على اى شيئ بل كان اسم يسوع هو حصن نفوسهم ودخلوا فيه كما دخل هو فى قلوبهم فلم يبالوا بالوحوش الكاسرة او النيران أو اى آلات التعذيب .
وايضا الرهبان والعذارى الذين سكنوا مغاير الارض وشقوقها ولم يأخذوا معهم كيسآ او مذود بل صار اسم يسوع هو الزاد الذى يشبع نفوسهم ويغذيهم طول النهار والى نهاية العمر ولم يحتاجوا.
هؤلاء هم المحاربين الصناديد الذين علقوا تروسهم فى هذه القلعة بل بالحرى صار اسم الله هو القلعة لهم والترس وبآلاف دليل على الكمال الروحى الذى استمدوه من قوة وعظمة اسم يسوع.
وهكذا تحققت النبؤة العجيبة فى تجميع الشعوب وتطهير شفاهها لكى تسبح وتمجد اسم الله بروح واحد :
لاني حينئذ احول الشعوب الى شفة نقية ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة. صف 3 : 9
حيث يتحول الارتباط باسم الله وتلاوته من القلب ليلآ مع نهارآ الى سلوك وتغير ومجد عجيب :
لان جميع الشعوب يسلكون كل واحد باسم الهه ونحن نسلك باسم الرب الهنا الى الدهر والأبد مي 4: 5
صلاة ....صلاة.__________
ربى يسوع ... ما اجمل واحلى اسمك القدوس , كشف لى يارب فى هذه الاية قوة وعظمة هذا الاسم العجيب يارب .
لقد عرفت الان يارب سر قوة القديسين وهو فى اقتناء هذا الاسم العظيم فى حياتهم ,لا ليسبحوه الليل مع النهار فقط بل ايضآ لانه سلوك وحياة
عرفت يارب اننى عندما اصرخ باسمك من قلبى فهذا يُعنى حضور شخصى لك يارب ,فما اعجب اسمك القدوس
يارب انا فقير جدآ وضعيف جدآ وفارغ لانى بعيد عن ذكر اسمك مصدر قوة القديسين وسر العجائب التى تمت فيهم .
لهذا اليوم عرفت سر قوة اسمك يارب لهذا اتضرع اليك كفقير ومحتاج اعطنى يارب نصيب من اسمك القدوس وقوته ,شجع نفسى يارب على ان اذكر اسم فى كل وقت وفى كل حين .
ربى يسوع ما اكثر الاوقات التى اسرح فيها بفكر فى امور كثيرة جدآ ليس لها اهمية وليس لها قيمة ,فأعطنى يارب نعمة ,بدل ان اسرح بفكرى فى التفاهة والامور الميتة ,ان اسرح بنعمتك فى اسمك واسبحوه وافرح به
كنيستك المرتشدة بالروح القدس يارب رتبت تسابيح وصلاوات كثيرة جدآ حتى تجعلنى دائمآ احيا باسمك واسبح اسمك وانا اتركها لكى اتغنى بكلام العالم التافه والذى لا يجلب عليا الا الخراب والموت والهلاك
نقى فمى من كلام العالم يارب واشفى روحى من مرض أمراض العالم بقوة اسمك القدوس, اعتبرنى يارب مقعد باب الجميل ,الذى طلب حسنة من القديس بطرس,فأعطاه قوة اسمك القدوس والتى لم تشفى نفسه فقط بل تخطت قوة الشفاء حتى الى جسده ايضآ
فأنا مريض باب الجميل اصرخ نحوك ان تعطينى قوة اسمك لتسكن فى قلبى ويسبح بها لسانى, ابائى عرفوا لذة التسبيح باسمك يارب فتركوا العالم وكل ما فيه ليتفرغوا للتسبيح لاسمك القدوس بلذة
فأعطنى هذه اللذة لذة التسبيح باسمك يارب , اتضرع اليك اشتاق ان اذكر اسمك فى بداية يومى وفى موصلاتى وفى عملى وانا مع اصدقائى ,واثناء نومى
اقف احيانآ مرتبك عندما أجد نفسى فى وسط اصدقاء العالم وهم يجرحون القداسة التى فى منك بكلام الدنس ,ولا اعرف ماذا أصنع ,وانا اليوم اكتشفت ان تذكار اسمك قوة تسد اى هجوم على نفسى وتقهر اى سهم من العدو ,فأعطنى المعونة يارب لكى استعين بقوة اسمك فى مواجهة سهام كلامات الدنس الشريرة .
اعطنى يارب وكل من يطلب معى ان اكتشف قوة اسمك القدوس فى حياتى كما اكتشفه اباء الرسل والقديسين ,اعطنى يارب نصيب فيه كما اعطيتهم لان المجد والقوة والبركة هما لاسمك القدوس الى الابد امين
_________________________
عنقك كبرج داود المبني للاسلحة.الف مجن(ترس) علق عليه كلها اتراس الجبابرة. نش 4 : 4
ترجمة اخري :
عُنُقُكِ مُمُاثِلٌ لِبُرْجِ دَاوُدَ الْمُشَيَّدِ لِيَكُونَ قَلْعَةً لِلسِّلاَحِ، حَيْثُ عُلِّقَ فِيهِ أَلْفُ تُرْسٍ مِنْ تُرُوسِ الْمُحَارِبِينَ الصَّنَادِيدِ
نش 4 : 4
__________________________________________________ ___________________
عروس المسيح اختبرت اعمال كثيرة من الله عريسها , فمنذ ان سمعت صوته فى اعماق داخلها يدعوها الى الحب والحياة وهى ترى كل يوم اعماله ,.
فى البداية كانت لا تدرى بوضوح ماذا هو يفعل معها ,ولقد صنع معها فى بداية اكتشفها حبه اعمال كثيرة جدآ ولكنها لم تعرف ماذا هو يفعل ولكن هو لم يهتم اذا كانت تُدرك اعماله فى هذه الفترة ام لا!!
لانه يعلم جيدآ ان كل ما صنع فيها او صنع من اجلها سوف يأتى عليها يوم تعرف كل اعماله وتعرف مقدار عظمة حبه :
اجاب يسوع وقال له لست تعلم انت الآن ما انا اصنع ولكنك ستفهم فيما بعد يو 13 : 7
هذه حقيقة جميلة جدآ منذ ان خُلقت العروس وعين العريس عليها يترقب خروجها ودخولها ,نمت وهى فى عدم فهم واكتشفت الحياة من حولها وهو ينظر اليها ويحرسها من الموت .
تسربت الى داخلها معرفة العالم ومبادئ العالم الفاسده وتفاعلت مع العالم واحبت العالم وغرقت بجهل فى ملذات العالم .
ولكن كانت كل مرة تعود من لذة فانية من العالم وتنشد الشبع ولكنها لاتجده فتشعر فى حصرة فى داخلها ومرارة لعدم الحصول على الشبع المنشود .
كان العريس ينتهز هذه الفرصة وعلى الفور وهى فى شعور الحصرة والندم يتكلم فيها ويُحاول ان ينبها لوجوده بكل الطرق وكم من المرات صرخ الحبيب بصوته فى قلبها وهى تلتفت حولها لتبحث عن مصدر هذا الصوت ولم تصل اليه
ويحزن جدآ العريس لضياع عروسه ويتمزق قلبه عليها اذ يجدها تشعر بفراغ كيانى مرير وتشعر بصوت الموت يملئ ربوع قلبها وهو الحياة ينادى عليها ويتمنى ان يملئ وجودها .
كثيرة جدآ هى هذه المرات التى عادت منها العروس والحزن والغم يملئ نفسها من عبودية العالم وتملك الشر على قلبها وهى تأن وتتمخض وتصرخ من العبودية ولكن بدون وعى او فهم فمتى زال بعض الشيئ شعور الندم والحصرة منها تعود مرة اخرى لتبحث عن عزاء من العالم وبطريقة اخرى جديدة ربما تجد الشبع فيه.
وهكذا مرت سنوات على العروس والعريس يترقبها وينتظر لحظة تنفتح عينها لكى تعرفه لقد طال شوقه الازلى لها ,فقد اعد كل شيئ من اجلها ولكنها مازالت تجهل كل شيئ عنه وعن عمله .
هو لانه محب ويحترم طبيعتها لايستطيع ان يفرض نفسه عليها بل يستميل ارادتها فى كل موقف ويدعوها بصوته الحنون .
هو يدعوها من داخلها يصرخ بصوته فى داخلها ولكن مع الاسف هى تبحث عن هذا الصوت خارجها ,فهى لم تكتشف بعد ان كل ما هو للحياة ينبع من داخلها كل ما هو للشبع ينبع من داخلها .
ولكنها ظلت تبحث عن لذتها فى امور خارج عنها ترتبط بها وتفرح فى البداية عندما تجد لذة وشهوة جديدة لها بريق ولمعان, فتجرى خلفها وعندما تحصل عليها يختفى بريقها وتسقط قيمتها, وتجد نفسها فى عبودية شديدة لها فتعود لتحزن وتصرخ وتطلب من جديد الشبع والفرح..!!
هذا تاريخ العروس القديم حتى ضاقت بها الحياة وضيقت عليها الظروف بيد عريسها ,فعصرتها الظروف
ووجد ت نفسها وحيده فى مواجهه مع الموت .........
حينئذآ هربت الى داخلها لاول مرة وصرخت صرخة داخلية صرخت كغريق يلتمس النجاة فوجدت من يمسك بذراعيها وينتشلها ,واحست لاول مرة فى حياتها بهذه اليد الممسكة بها ,ومنذ هذه اللحظة انتبهت الى منقذها.
وعرفت ان فى داخلها يسكن من هو اعظم من كل من عرفتهم ,وبهنا شعرت العروس كما لو كانت تفيق من نوم عميق .
وأدركت على الفور سر الصوت الذى كان يُناديها كل السنين الماضية وكانت تتعجب من هذا الذى ينادى عليها ؟.
اخيرآ عرفت انه صوت حنون وليس ببعيد عنها بل يأتى من اعماق نفسها
كانت فى البداية متعجبة ومذهوله ويبدو لها ان هذا نوع من الهذيان .! ولكن بشغف ظلت تسمع هذا الصوت وتتفاعل معه وهو يتكلم معها ويفسر لها احداث حياتها القديم منها والحديث وهى تسمع منه ويطمئن قلبها .
وادركت اخيرآ العروس انه عريس نفسها وانها له منذ ان خُلقت ولكنها كانت لا تدرى :
لك انا فخلّصني لاني طلبت وصاياك مز 119 : 24
ومرت العروس بأختبارت كثيرة جدآ بعد اكتشاف العريس انتهى بها الحال ان تركت كل شيئ لتتبع عريسها ,فلقد صار عريسها هو منطقة حياتها .
حلت حياة العريس محل جميع الفراغ والموت والفساد الذى كان يملئ كيانها ,وصار العريس هو حياتها بالتمام والكمال ,وعندما اصبحت العروس فى هذه الحالة سمعت صوته التى عرفته جيدآ الان من داخلها يقول :
عُنُقُكِ مُمُاثِلٌ لِبُرْجِ دَاوُدَ الْمُشَيَّدِ لِيَكُونَ قَلْعَةً لِلسِّلاَحِ، حَيْثُ عُلِّقَ فِيهِ أَلْفُ تُرْسٍ مِنْ تُرُوسِ الْمُحَارِبِينَ الصَّنَادِيدِ.
__________________________________________________ ______________
عنقك مثل برج داود :
_______________
العريس لم يصف العروس بهذا الوصف الا بعد ان وجدها تُسبح باسمه طول النهار ,فلقد قاد الحب المتأجج فى قلب العروس ان تكتشف اسم الرب عريسها
عرفت العروس قوة اسم عريسها فهى اكتشفت بالاختبار العملى ومعايشة حبيبها على مدار يومها انها اذا هجم عليها اى عدو او اى خوف او اى كلمة مقلقة او خبر سيئ يُريد ان يعكر عيناها ويسلب فرحها منها
وجدت العروس انها متى صرخت باسم الرب عريسها فورآ فى وجه هذه الامور يسقط العدو عن يسارها ويسقط الاخر عن يمينها بمجرد نُطقها باسم الرب ,.
وحتى اذا كانت الاعداء مئات فى اليوم يُحاولون اقتحامها او حتى ربوات فاسم الرب هو القوة الجبارة التى تحتمى به منهم فيمر اليوم بينما يسقط المئات عن يمينها والربوات عن يسارها بقوة اسم الرب الذى ينبع من قلبها وتتلوه بفمها على الدوام ام هم فلا يستطيعون ان يقتربوا منها :
يَتَسَاقَطُ عَنْ يسارك أَلْفُ ، وَعَنْ يَمِينِكَ ربوات، وَأَنْتَ لاَ يَمَسُّكَ سُوءٌ. مز 91 : 7
الحقيقة اعظم اكتشاف اكتشفته العروس هو قوة اسم الرب فى حياتها لقد احتوى اسم الرب حياتها كلها ووجدت من قوة اسم الرب عجائب فأدركت العروس ان :
اسم الرب برج حصين.يركض اليه الصدّيق ويتمنّع. ام 18 : 10
ولهذا عندما وجد العريس عروسه قد اكتشفت قوة اسمه فى حياتها وان اسمه صار محبوب فى قلبها وهو تلاوتها طول النهار:
محبوب هو اسمك يارب فهو طول النهار تلاوتى مز 149 : 97
لهذا فرح جدآ وقال لها ان عنقك (اى حياتك او اساس حياتك كلها وانتصابك ) مثل برج داود القوى والحصين لانه اصبح محاط باسمى فأنت اليوم قد دعى عليكى اسمى وانت اكتشفتى قوة اسمى فى حياتك لذلك انت كبرج داود الحصين القوى وانا انجيك لان قوتك صارت فى اسمى الذى دعى عليك :
فيرى جميع شعوب الارض ان اسم الرب قد سمي عليك ويخافون منك. تث 28 : 10
الى هذا الحد صار اسم العريس قوة عجيبة جدآ للعروس من الداخل ومن الخارج بمعنى :
من الداخل فهى لا تستطيع ان تكف عن تسبيح اسم الرب عريسها فى الليل وفى النهار من داخل اعماق قلبها اذا حدث ان سرحت العروس وانشغلت ولو لحظة عن ذكر اسم عريسها من الداخل.
يهجم عليها العدو المنتظر هذه اللحظة فتنزعج نفسها على الفور اذ تجد فكرها وقد صار خلف الشيطان ,ويُريد ان يعود به الى الموت والفساد والهلاك القديم لهذا تصرخ من جديد بقوة باسم الرب لكى ينجيها :
ويكون ان كل من يدعو باسم الرب ينجو.لانه في جبل صهيون وفي اورشليم(داخل النفس التى تدعو باسم الرب ) تكون نجاة.كما قال الرب يؤ 2 : 32
وفعلا يعطيها اسم الرب نجاة حقيقية من جميع الافكار التى تهجم عليها لكى تستعبدها من جديد ,وعندما تعود وتصرخ العروس باسم الرب وتحصل على النجاة تسمع صوت حبيبها يقول لها :
عنقك مثل برج داود .......وكأنه يريد ان يلفت نظرها الى قوة اسمه العجيب التى اذا صرخت به من داخلها حصلت على النجاة على الفور فيصبح عنقها اى اساس حياتها بقوة اسم الله برج حصين مثل برج داود .
وعندما ترتاح العروس بقوة اسم الرب وتجد الحماية وتتلذذ باسم الرب , فتعرف كم هى بائسة وضعيفة جدآ ولكن بالاتكال على اسم الرب تجد قوة عظيمة جدآ فى مواجهة السهام التى يُسقطها العدو من حين الى الاخر عليها , والشيطان يستغل ضعفها وأنها فى الماضي كانت تتفق معه وتسمع لرأيه ولكنها رغم ضعفها فى الماضى ,لكن اليوم وجدت قوة غير عادية من اسم الله حبيبها:
وابقي في وسطك شعبا بائسا ومسكينا فيتوكلون على اسم الرب. صف 3 : 12
فتنظر العروس خلف العريس فتجد ان الماضى المظلم والمرعب الخاص بها قد تلاشى والعجيب والذى كان غائب عنها آن ذلك قد تم بفعل قوة اسم الله .
فترى بالروح ان قوة اسم الرب هي التي غسلتها من آثامها الكثيرة بل هى التي بررتها وقدستها :
وهكذا كان أناس منكم.لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبرر تم باسم الرب يسوع وبروح الهنا 1كو 6 : 11
حينئذ يمتلئ قلب العروس من الشكر والحمد لله وتترنم باسمه التى ادركت ان اسمه هو تبريرها وشفائها :
احمد الرب حسب بره.وارنم لاسم الرب العلي مز 7 : 17
والسر العجيب فى قوة اسم الله ,هو ان اسم الله التى تنادى به العروس عريسها من الداخل ,هو فى ان اسم الله يعنى حضور الله شخصيآ .
فكل مرة تسبح العروس عريسها من الداخل وبالقلب تدخل على الفور فى حضور الله الشخصى والذى وعدها به ووعده صادق:
وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر.آمين 28 : 20
ومن هنا كان اسم الله هو الحصن المنيع التى تحتمى به العروس من كل الشرور وايضآ هو سر القوة التى تسكن داخل العروس وتحميها من اى ,قوة مضادة فما عليها إلا أن تتلو اسم الله فى كل وقت وتجاه اى ضربه او فكر ,فتستمد قوة بحضور الله الشخصى ليدافع عنها ويحميها :
الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون خر 14 : 14
ومن الخارج ايضآ صار اسم الله هو لكل شيئ بركة وقوة ,فحتى الاعمال البسيطة التى هى من مسؤولية العروس ,ايضآ تعتمد على قوة اسم الله لكى تحل عليها وتباركها وتسير فى الاتجاه الصحيح لها :
وكل ما عملتم بقول او فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله والآب به كو 3 : 17
وقوة اسم الله ليس لها حدود عرف هذا الاباء الرسل فكان اسم يسوع هو مصدر قوتهم وحياتهم جميعآ ,حتى ان غناهم وكل ما يملكون كان محصور فقط فى اقتناء اسم يسوع ,وهذا ليس على مستوى الفكرى او النظرى ولكن على مستوى الحياة العملية الحقيقية.
فالقديس بطرس اعلن هذه الحقيقة الايمانية الداخلية عندما طلب منه مقعد باب الجميل صدقه فكان رد بطرس عليه :
ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فاياه اعطيك.باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش. 7 وامسكه بيده اليمنى واقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه 8 فوثب ووقف وصار يمشي ودخل معهما الى الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله. أع 3 :6 _ 8
وايضآ داود النبى الذى سبق الجميع فى اكتشاف قوة اسم الله وقبل ان تُهب للجميع تقدم بقوة اسم الله وقتل جليات (الشيطان ):
انت تاتي اليّ بسيف وبرمح وبترس.وانا آتي اليك باسم رب الجنود اله صفوف اسرائيل الذين عيّرتهم 1صم 17 : 45
الْمُشَيَّدِ لِيَكُونَ قَلْعَةً لِلسِّلاَحِ، حَيْثُ عُلِّقَ فِيهِ أَلْفُ تُرْسٍ مِنْ تُرُوسِ الْمُحَارِبِينَ الصَّنَادِيدِ
__________________________________________________ __
هذا الجزء الثانى من الاية هو تعزية عظيمة لعروس المسيح , فهو بعد ان كشف لها سر تشبيه عنقها بقلعة داود ,وان سر قوة هذه القلعة يكمن فى اسم الله البرج الحصين .
يعود العريس ويُكمل كلامه بقوله انها قلعة للسلاح وعلق فيها المحاربين الصناديد الف ترس , هو يريد ان يكشف لعروسه ان هذا الاسم العجيب الذى له ,الاسم الذى عجبه يمتد بجذوره الى القديم جدآ ,فهو اسم عجبه موحى به فى النبوة :
لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام.أشع 9 : 6
هذا الاسم العجيب كان محور حياة جميع المحاربين القديسين الفائزين بالحياة بتواضعهم ,جميعهم اعتمدوا على هذا الاسم القوى سواء الرسل فى حياتهم ومعجزاتهم , او فى بشارتهم فمن شدة اكتشافهم لقوة هذا الاسم ومركزه فى حياتهم لم يحسبوا انفسهم مستحقين ان يُهانوا من اجله بل صار هذا منتهى فرح نفوسهم :
واما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه أع 5 : 41
وبولس الرسول عرف قوة وحلاوة هذا الاسم الذى صارت شهوته الحقيقة هو ان يموت من اجل هذا الاسم العظيم :
1فاجاب بولس ماذا تفعلون تبكون وتكسرون قلبي لاني مستعد ليس ان أربط فقط بل ان اموت ايضا في اورشليم لاجل اسم الرب يسوع أع 21 : 13
وايضآ الشهداء القديسين لم يفكروا فى اى شيئ ولم يعتمدوا على اى شيئ بل كان اسم يسوع هو حصن نفوسهم ودخلوا فيه كما دخل هو فى قلوبهم فلم يبالوا بالوحوش الكاسرة او النيران أو اى آلات التعذيب .
وايضا الرهبان والعذارى الذين سكنوا مغاير الارض وشقوقها ولم يأخذوا معهم كيسآ او مذود بل صار اسم يسوع هو الزاد الذى يشبع نفوسهم ويغذيهم طول النهار والى نهاية العمر ولم يحتاجوا.
هؤلاء هم المحاربين الصناديد الذين علقوا تروسهم فى هذه القلعة بل بالحرى صار اسم الله هو القلعة لهم والترس وبآلاف دليل على الكمال الروحى الذى استمدوه من قوة وعظمة اسم يسوع.
وهكذا تحققت النبؤة العجيبة فى تجميع الشعوب وتطهير شفاهها لكى تسبح وتمجد اسم الله بروح واحد :
لاني حينئذ احول الشعوب الى شفة نقية ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة. صف 3 : 9
حيث يتحول الارتباط باسم الله وتلاوته من القلب ليلآ مع نهارآ الى سلوك وتغير ومجد عجيب :
لان جميع الشعوب يسلكون كل واحد باسم الهه ونحن نسلك باسم الرب الهنا الى الدهر والأبد مي 4: 5
صلاة ....صلاة.__________
ربى يسوع ... ما اجمل واحلى اسمك القدوس , كشف لى يارب فى هذه الاية قوة وعظمة هذا الاسم العجيب يارب .
لقد عرفت الان يارب سر قوة القديسين وهو فى اقتناء هذا الاسم العظيم فى حياتهم ,لا ليسبحوه الليل مع النهار فقط بل ايضآ لانه سلوك وحياة
عرفت يارب اننى عندما اصرخ باسمك من قلبى فهذا يُعنى حضور شخصى لك يارب ,فما اعجب اسمك القدوس
يارب انا فقير جدآ وضعيف جدآ وفارغ لانى بعيد عن ذكر اسمك مصدر قوة القديسين وسر العجائب التى تمت فيهم .
لهذا اليوم عرفت سر قوة اسمك يارب لهذا اتضرع اليك كفقير ومحتاج اعطنى يارب نصيب من اسمك القدوس وقوته ,شجع نفسى يارب على ان اذكر اسم فى كل وقت وفى كل حين .
ربى يسوع ما اكثر الاوقات التى اسرح فيها بفكر فى امور كثيرة جدآ ليس لها اهمية وليس لها قيمة ,فأعطنى يارب نعمة ,بدل ان اسرح بفكرى فى التفاهة والامور الميتة ,ان اسرح بنعمتك فى اسمك واسبحوه وافرح به
كنيستك المرتشدة بالروح القدس يارب رتبت تسابيح وصلاوات كثيرة جدآ حتى تجعلنى دائمآ احيا باسمك واسبح اسمك وانا اتركها لكى اتغنى بكلام العالم التافه والذى لا يجلب عليا الا الخراب والموت والهلاك
نقى فمى من كلام العالم يارب واشفى روحى من مرض أمراض العالم بقوة اسمك القدوس, اعتبرنى يارب مقعد باب الجميل ,الذى طلب حسنة من القديس بطرس,فأعطاه قوة اسمك القدوس والتى لم تشفى نفسه فقط بل تخطت قوة الشفاء حتى الى جسده ايضآ
فأنا مريض باب الجميل اصرخ نحوك ان تعطينى قوة اسمك لتسكن فى قلبى ويسبح بها لسانى, ابائى عرفوا لذة التسبيح باسمك يارب فتركوا العالم وكل ما فيه ليتفرغوا للتسبيح لاسمك القدوس بلذة
فأعطنى هذه اللذة لذة التسبيح باسمك يارب , اتضرع اليك اشتاق ان اذكر اسمك فى بداية يومى وفى موصلاتى وفى عملى وانا مع اصدقائى ,واثناء نومى
اقف احيانآ مرتبك عندما أجد نفسى فى وسط اصدقاء العالم وهم يجرحون القداسة التى فى منك بكلام الدنس ,ولا اعرف ماذا أصنع ,وانا اليوم اكتشفت ان تذكار اسمك قوة تسد اى هجوم على نفسى وتقهر اى سهم من العدو ,فأعطنى المعونة يارب لكى استعين بقوة اسمك فى مواجهة سهام كلامات الدنس الشريرة .
اعطنى يارب وكل من يطلب معى ان اكتشف قوة اسمك القدوس فى حياتى كما اكتشفه اباء الرسل والقديسين ,اعطنى يارب نصيب فيه كما اعطيتهم لان المجد والقوة والبركة هما لاسمك القدوس الى الابد امين
