قداسة البابا شنودة أثناسيوس القرن العشرين والحادى والعشرون
حينما اختارت العناية الالهية ابونا انطونيوس السرياني او الانبا شنودة اسقف التعليم ليكون بابا و بطريركآ للكرازة المرقسية فكأنها كانت تمهد لمواجهة هذا العصر الذي نعيش فيه من وجوه عدة.
فاولآ - أختارت العناية الالهية أبآً:
نعم أختارت أب حنون على أولاده و على رعيته... فما اكبر قلبك ياابي... وكأننا ببولس الرسول الذي يخاطب فليمون عن انسيمس العبد الهارب بقوله "اطلب اليك لأجل ابني انسيمس.. الذي هو احشائي" ... حقآ كل واحد منا هو احشاءك. نحن نذكر مقدار حبك ووقوفك معنا كأب حنون على اولاده في مواجهة الصعاب. ولا ننسى قولك المأثور "كن ابنا وسط اخوتك و اخا وسط ابنائك".
ثانيآ - أختارت لنا راعيآ:
حسبما قال السيد المسيح له المجد "الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" وكلنا نذكر حينما قدموا الانجيل لابونا قداسة البابا يوم رسامته ليقرأه قال "قال السيد المسيح انا هو الراعي الصالح..." عوضا عن ان يقول "انا هو الراعي الصالح". حقا هو الراعي الصالح الذي قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ... وهو الراعي الصالح الذي يتقدم خرافه عندما تأتي عليها الاخطار... يواجه ويدافع ويحمي... يسلك دائما حسب الكتاب المقدس بالهدوء والطمأنينة. لا يفضل قداسته كلمة القلق في مواجهة الازمات ويفضل استخدام كلمة الاستياء حيث كلمة القلق لاتوجد في القاموس المسيحي.
ثالثا -اختارت لنا معلما:
في هذا العصر الذي طغت فيه المعلومات و سمي بعصر ثورة المعلومات كانت الكنيسة بحاجة الى معلم من امثال العظيم اثنا سيوس الرسولي او كيرلس عمود الدين هؤلأ العظام الذين حافظوا على الايمان القويم من الهرطقات والبدع... وفي هذا العصر انتشرت البدع والهرطقات مابين عقيدية و لاهوتية... الخ وفي خضم هذه البدع و الهرطقات ارسلت لنا العناية الالهية معلما من طراز هؤلأ العظام ليكون في مقدمة كتيبة الدفاع عن الايمان القويم المسلم لنا مرة كما قال معلمنا بولس الرسول.
رابعا: اختارت لنا كارزا
نعم...اختارت لنا العناية الالهية كارزا عظيما من طراز معلمنا بولس الرسول الكارز العظيم، وقداسة البابا أيضا هو كارز هذا العصر و كارز المسكونة الذي لا يهدأ و لا يكل فتجده متنقلا من بلد الي اخر ومن قارة الى اخرى يقوم بتدشين المذابح وافتتاح الكنائس حتى انه اصبح لنا كنائس عديدة لها كيانات قائمة بذاتها من مجالس كنسية وخدمات متنوعة.
كما شجع قداسة البابا و بارك انشاء الكليات اللاهوتية و التدريس فيها في مصر و الخارج كذلك اهتم بانشاء المدارس القبطية في بلاد المهجر للحفاظ على الايمان الارثوذكسي.
خامسا – اختارت لنا راهبا:
نعم راهب يعيش حياة الرهبنة حتى في وسط مسئولياتة و اشغاله الكثيرة... راهب في شخصه... وفي مأكله و مشربه... فقد كان راهبا متوحدا في برية شيهيت قبل رسامته بطريركا كان يسكن مغارة و هناك كتب:
أنا في البيداء وحدي
ليس لي شأن بغيري
لي جحر في شقوق التل
قد اخفيت جحري
ظلت حياة البرية ملازمة له حتى بعد رسامته اسقفا للتعليم و بطريركا حيث يمضي نصف الاسبوع في الدير و النصف الاخر جائلا في خدمة الوعظ و التعليم. كما شهدت الحياة الديرية في عهد قداسته نهضة عظيمة، فكم من اديرة كانت في حاجة الى حياة و كم من اديرة اندثرت واعيد بناؤها مرة اخرى و سرت فيها روح الاباء العظام امثال الانبا انطونيوس و الانبا بولا ... وكم من اديرة انشئت لأول مرة .. ولا عجب انها تنشأ في بلاد المهجر .. اذ قد رأى العالم الرهبنة من خلال قداسة البابا الراهب .. وصار للكنيسة القبطية الارثوذكسية اديرة عدة معترف بها في انحاء العالم اجمع.
هذا غير ما هو تحت الانشاء و التجهيز و لعل ما هو معد الان وقائم تحت التجهيز لحين تدشينه و مباركته و افتتاحه بيد قداسة البابا هو دير القديس العظيم الانبا اثناسيوس الرسولي في المملكة المتحدة "انجلترا" وكأن لسان حاله يقول للعالم ها قد جاءكم اثناسيوس القرن العشرين والواحد و عشرين متمثلا في قداسة البابا شنودة ليقف ضد العالم اي ضد هرطقاته و بدعه.
فأن كان اثناسيوس الرسولي حافظ على الايمان المستقيم القويم ضد بدعة اريوس فاثناسيوسنا الجديد يحافظ على هذا الايمان المسلم لنا ضد بدع عديدة و هرطقات متنوعة. وان كان اثناسيوس الرسولي قد نشر الرهبنة من خلال كتابته قصة الانبا انطونيوس اب كل الرهبان، فاثناسيوسنا الجديد متمثلا في قداسته يقوم بنشر الرهبنة بحياته و سلوكه و تواضعه ومحبته. وان كان اثناسيوس الرسولي قال كلمته الشهيرة "انا ضد العالم" من اجل مسيحه و ايمانه وكنيسته حتى لو قدم حياته.. او تعرض للنفي، فقد جاء قداسة البابا شنودة ليقف ضد العالم و سلطانه الارضي معلنا انه ضد كل ما هو يتعرض للكنيسة او لابنائه ورعيته او لمسيحه وقد تعرض فعلا للاضطهاد والنفي. ولكن من يستطيع ان يثنيه عن ايمانه و مبادئه وهو القائل:
قل لمن يدعى عظيما
أن رب ألقبط أعظم
كل قبطي وديع
انما في الحق ضيغم
لايخاف الموت اذ
بالدين قد داس جهنم
وهو لايهتم بالجسم
فأن الروح أكرم
هذا هو قداسة البابا شنودة الثالث او بالاحرى ابونا انطونيوس السرياني المتوحد .. وغير هذا الكثير مما يعجز القلم عن كتابته او شرحه وايضاحه .. ولنقل مع المرتل "الى منتهي الاعوام".
الانبا انتونى
أسقف إيرلندا و أسكتلندا و شمال شرق انجلترا و توابعها
أسقف إيرلندا و أسكتلندا و شمال شرق انجلترا و توابعها