(( ماذا يعني الخضوع في حياة المرأة المسيحية ولمن تخضع!؟))
الكل في هذه الأيام يطالب بالحقوق والمساواة, فالكثير من النساء ( الآنسات والسيدات ) يرفعن شعار بإلغاء الفوارق بين الرجل والمرأة !! إنها حركة عالمية بل صارت تشير إلى تقدم الشعوب من تخلفها ..ولكن هل حقاً تريد المرأة المساواة مع الرجل في كل شيء ؟ فمثلاً , هل ستحبذ المرأة أن يعاملها الرجل كما يعامل أخيه الرجل أو صاحبه ؟!أم ستعتبر ذلك خشونة وسؤ معاملة منه لها؟
فالحقيقة هناك الكثير من القيم والمفاهيم المغلوطة سادت العالم وأفكار الناس بسبب قلة المعرفة والجهل بإرادة الله من نحو البشر ..وواحدة من هذه المفاهيم التي تم الإساءة بها إلى المرأة مسألة (حتمية خضوعها لرجلها )!! ففُسرت على إنها أقل أهمية من الرجل , أو لأنها اقل إمكانية أو اقل قيمة منه داخل الخلية الأسرية فالأولوية هي للرجل !!!!
لكن كل هذا خاطيء وبعيد جداً عن فكر الله ..فدعونا أولاً أن نوضح هذا الأمر حسب فكر الله المدون لنا في الكتاب المقدس ..
فتقول الأية في رسالة غلاطية 3: 28 ( ليس يهودي ولا يوناني . ليس عبدُ ولا حرً. ليس ذكرُ وأنثى لأنكم جميعاً واحدٌ في المسيح يسوع .) هذا هو فكر الله من جهل الرجل والمرأة , فليس هناك من هو أهم من الأخر , فإن كان الرجل رأس المرأة , فالمرأة جسد الرجل ..بمعنى هل يبقى الرأس رأساً إن لم يكن له جسد ؟؟ هل يستطيع المقود تحريك السيارة بدون محرك ؟؟ فالموضوع بعيد كل البعد عن اختلاف الأهمية أو القيمة لكن الموضوع يتعلق بالأدوار المختلفة لكل واحدٍ منا ..وليس بأهمية الدور لكن إختلاف الأدوار جاءت بترتيب من الله حسب حكمته اتجاه خليقته الذي هو أدرى بمميزات واحتياجات كل منها !!
فإلهنا هو إله نظام وليس تشويش , فهناك في كل خليقته نظام وترتيب , فتخيلوا لو كان لكل من المرأة والرجل نفس الأدوار والمهام !!! ألن يكن هذا سبباً لفوضى كبيرة بين الإثنين وداخل كل دائرة تضمهما معاً كخلية الأسرة مثلاً ؟ ولكن الله العارف بجبلته ..حدد لكل منا مهمته ودوره حسب ما وضع فينا من مميزات وإمكانيات مختلفة .
إذاًا فخضوع المرأة لا يعني إنها اقل قيمة بل انه يعني أن لها دور مميز في تدبير الأمور والإعتناء بالتفاصيل والعناية بالأمور العديدة في وقت واحد داخل نظام الأسرة , كالمشغل أو المحرك لهذه الآلة !
كتبت إحدى الأخوات : إن خضوع المرأة لا يعني الضعف !!
وهذه حقيقة مهمة يجب أن تنتبه لها كل إمرأة ! ولنعلم انه لما طلب الله القدوس من المرأة أن تسلك بهذا الدور مع رجلها , لأنه عارف أنها ستكون قادرة على القيام بذلك ! فالخضوع لإنسان اخر ليس بالأمر السهل ابداً , خاصة وان الله قد مكن المرأة بمميزات ومؤهلات كثيرة في شخصيتها وفي تكوينها من السهل جدا لو تركت العنان لنفسها أن تسود وان تهيمن بأنانية وتفرد على الرجل , لكن نجد ان الرب الذي يهمه صقل الشخصية وتدريبها لتكون مشابهة لصورة ابنه اكثر واكثر كل يوم يطلب من المراة في رسالة كولوسي 3 :18 ( أيها النساء أخضعن لرجالكن كما يليق في الرب ) نعم هذا هو ترتيب الرب للمرأة في عملية تدريبها وصقل وتأهيل شخصيتها لتكون مشابهة صورة المسيح كل يوم , بأن تقوم بهذا البرنامج التدريبي الذي وضعه الرب لها بأن تخضع لرجلها !
احدى الخوات ذكرت أن الخضوع يقدم بالأختيار وليس بالأكراه وهو تعبير عن الحب ..نعم فهذا هو ترتيب الرب للمرأة ان تقدم خضوعها تعبيراً عن محبتها للرجل وطاعتها للرب ..بينما طلب من الرجل ان يقدم قيادته وعنايته وتضحيته بالعمل والمثابرة كتعبير عن الحب للمرأة وطاعة وخضوع للمسيح الرب ..
كما شاركت احدى السيدات بنصيحة قُدمَت لها في يوم زفافها من الراعي بأنه لسينين عديدة ضن أن عليه ان ينسى نفسه وينشغل بتحقيق رغبات زوجته ..وهي كذلك إتجاهه , ولكن بعد ذلك وجدوا إن ذلك أمراً مكلفاً ومرهقاً ولكن عندما فكروا أن يطيعوا الرب أولا صار أمر تضحيته من اجلها وخضوعها هي له أمراً مشوقاً ومُلذاً عندما إبتدأ كل منهما بتقديم هذا السلوك كطاعة للرب فالرب يستاهل أن نقدم له الكل وان نطيع كما أوصانا ترتيبه لأدوار حياتنا فهو الخالق والمنظم لهذا الكون كله أليس كذلك ؟
إذاً عملية خضوع المرأة ليس هو انتقاصاً من قيمتها بل هو
- برنامج لتدريبها على أن يكون لها شبهاً أكثر بشخصية المسيح كل يوم .
- نظام وترتيب لمهمتها الموكلة لها من قبل الرب داخل خلية الأسرة .
فمن تقرأ أيها النساء إخضعن لرجالكن كما للرب ..كما جاءت في الرسالة الى افسس 5 : 22 – 33 . عليها أن تدرك ان الرب هنا يشبه هذه العلاقة كعلاقة الكنيسة للمسيح أذ يقول ايضا ( ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح ..) أي كما هي علاقة الكنيسة بالمسيح علاقة حب وتثمين كمثاله عليه ان تكون العلاقة بين المرأة والرجل داخل نظام الأسرة ايضاَ.. علاقة حب وتثمين.
فخضوع المرأة حسب فكر الله = تدريب + ترتيب ونظام
الخضوع يتم بالإختيار وليس بالإكراه
الخضوع تعبير عن الحب وهو المرآة التي ممكن ان تعكس محبتنا للرب وتقديرنا لعمله الفدائي لحياتنا من خلال سلوكنا كشبه المسيح في الطاعة لوصايا الرب كما اطاع المسيح ارداة الله الآب في كل شيء منقول