في مستشفى السرطان
دخل الشاب... إلى مستشفى السرطان، وكان يجد سروره في خدمة المرضى، مشتهيًا خلاص نفوسهم وتمتعهم بشركة المجد الأبدي. كان يرفع قلب المريض إلى السماء ليعبر به فوق آلام السرطان القاسية، ويكشف له عن أبواب السماء المفتوحة التي تترقب نفس القادمين بفرح وتهليل. في هذه الدفعة وقف أمام سيدة عجوز تعلق كل قلبها بالعالم، لم تنتفع بآلام المرض ولا بكلمات اللَّه. لقد شعر الشاب انه لم يبقَ لها سوى لحظات وتعبر من العالم، فكان يحثها على الفرح بالمسيح المخلص، أما فهي فسلمت الروح وقلبها مملوء جحودًا. اندفعت الدموع من عينيه، ليس من أجل موتها، وإنما من أجل جفاف قلبها وقسوته. رفع عينيه نحو السماء وهو يقول: "كنت أود أن أعود إلى بيتي متهللاً من أجل خلاص هذه النفس! الآن نفسي مرة! لقد مت أنت من أجلها، كم مرة حدثتها عنك ولم تستجب؟!" فجأة لاحظ الشاب سيدة على سريرها تناديه، وإذ ذهب إليها صارت تسأله عن الموت والحياة الأخرى. كانت مسيحية بالاسم لا بحياتها. لم تمارس الحياة الجديدة في المسيح يسوع، ولا تذوقت ثمار الروح المشبعة. طال الحديث معها، وكانت نفسها متهللة، وهي تصرخ: كم أنا سعيدة أن يفتح لي مخلصي باب الرجاء في اللحظات الأخيرة؟ إني مشتاقة أن أرى مسيحي الحلو. مشتاقة أن انطلق لأكون معه!" بينما كانت تعلن عن رغبتها في الانطلاق أسلمت الروح، فتهلل قلب الشاب جدًا، وأدرك غنى نعمة اللَّه التي تستخدمه ولو في اللحظات الأخيرة. |
V لأصرخ مع شاول الطرسوسي: ماذا تريد يا رب أن أفعل؟ استخدمني لا كما أريد، بل كما تريد أنت! V هأنذا بين يديك، ألهب أعماق نفسي لتحملك، ولتشهد لك بروحك القدوس. اقبل حياتي كلها لك، فأصرخ: إن عشت للرب أعيش وإن مت للرب أموت، إن عشنا وإن متنا فللرب نحن! |