كذبة اسمها (عداء الإخوان للسلطة)
بقلم خالد صلاح ١٢/٤/٢٠٠٨
أنت قد تتصور من حجم الاعتقالات في صفوف جماعة الإخوان المسلمين، ومن المواجهات المتكررة بين الجماعة والسلطة أن هذا التنظيم هو خصم للحزب الوطني، وعدو لجهاز أمن الدولة، وخطر علي الأمن العام، وأن قادة الدولة يتحسبون لكل خطوة يتخذها زعماء مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان، ويخشون من أن تصبح الجماعة هي البديل الجاهز عند ساعة الفوضي الشاملة، وهم الخلفاء إذا حانت لحظة النهاية، ويؤسفني أن أصدمك، بأن هذا التصور هو بالتحديد ما تريد السلطة أن تسوقه بين الناس، وتبيعه صحف الدولة يوميا علي الأرصفة، ليكون الشارع في مصر بين اختيارين لا ثالث لهما، فإما الحزب الوطني بتراثه من القمع والتخاذل والطوارئ والكسل الفكري والتطبيقي، وإما الإخوان بظلامهم المحتمل، وفتنتهم المرتقبة، وسيوفهم التي لن تخلع إلا رقاب كل دعاة الديمقراطية إن اعتلوا هم صهوة جواد السلطة باسم الديمقراطية.
السلطة أرادت لهذه المعادلة أن تهيمن علي العقل العام في مصر، أرادوا لنا أن ننظر في وجوه حملة ألوية الفساد في الصفوف الأولي في بلادنا ولا نقوي علي الكلام، ونقول لأنفسنا همسا إن هؤلاء الفاسدين أهون علينا من أن ننجرف إلي أحضان الإخوان المسلمين، فيحكمونا بالنار والحديد، والحقيقة أن هؤلاء الذين يجلسون علي مقاعد صناعة القرار يستخدمون الإخوان المسلمين جسرا لتثبيت أنفسهم في الحكم، أمام المجتمع في الداخل، وأمام القوي الدولية في الخارج، الإخوان لم يشكلوا خطرا عليهم يوما، وكيف يكون الإخوان خطرا وهم يأتمرون بأمر أجهزة الأمن، إن قالوا لهم الزموا بيوتكم فعلوا طائعين صاغرين، وإن طلبوا إليهم التزام بيوتهم في الإضرابات، أو التراجع عن المظاهرات، أو الانسحاب من الانتخابات، أقدموا علي ما أومروا به بلا تردد ليقدموا قرابين الطاعة عن يد وهم صاغرون.
الإخوان ليسوا خطرا علي السلطة، إن هم إلا فزاعة دائمة تهش بها السلطة علي غنمها ورعاياها، وإن ألقتها فإذا هي حية تسعي، تثير الفزع في القلوب، وتلقي الرعب في أفئدة الطبقة الوسطي، فيعتصم أبناء هذه الطبقة بحبل الحزب الوطني خوفا من أن تهوي البلاد إلي بؤرة التشدد، ومعسكرات الأصولية.
الحقيقة أن السلطة لا تخاف من الإخوان، ولا تعتبرهم خصما حقيقيا، لكنها تخشي دعاة الدولة المدنية، تخاف من الأحزاب، والعمل الأهلي، ومنظمات المجتمع المدني، والنقابات، السلطة يضرها أن يكون حزب الوفد مستقرا، أو أن تعلو تجربة الغد ( مرحلة أيمن نور )، السلطة تخاف سعد الدين إبراهيم أكثر مما تخاف من مهدي عاكف، ومن أحمد صبحي منصور أكثر من محمد حبيب، تخاف من هؤلاء الذين يستطيعون بناء النموذج الأمثل للدولة المدنية، هؤلاء الذين لا انحياز لهم للأيديولوجيا والأفكار المسبقة، ولا قضية لهم سوي الناس.
أما الإخوان فهم الخصم السهل الذي يقدم كل يوم مسوغات بقاء الوضع علي ما هو عليه، يفزع الطبقة الوسطي في الداخل، ويثير مخاوف القوي الدولية في الخارج، في حين أن قيادات الإخوان يتلقون التعليمات ليلا ونهارا، وينسحبون من بين الصفوف عندما تحين لحظة المواجهة، الإخوان هم العدو الأسهل الذي تحلو به الحياة للحزب الوطني، أو لنقل إنه لا حياة للحزب الوطني من دونه، أما القوي المدنية، فهي المحرومة والممنوعة والمسجونة والمطاردة، لأنها البديل الحقيقي الذي يستطيع المنافسة، وقادر علي العطاء.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...ticleID=100981
بقلم خالد صلاح ١٢/٤/٢٠٠٨
أنت قد تتصور من حجم الاعتقالات في صفوف جماعة الإخوان المسلمين، ومن المواجهات المتكررة بين الجماعة والسلطة أن هذا التنظيم هو خصم للحزب الوطني، وعدو لجهاز أمن الدولة، وخطر علي الأمن العام، وأن قادة الدولة يتحسبون لكل خطوة يتخذها زعماء مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان، ويخشون من أن تصبح الجماعة هي البديل الجاهز عند ساعة الفوضي الشاملة، وهم الخلفاء إذا حانت لحظة النهاية، ويؤسفني أن أصدمك، بأن هذا التصور هو بالتحديد ما تريد السلطة أن تسوقه بين الناس، وتبيعه صحف الدولة يوميا علي الأرصفة، ليكون الشارع في مصر بين اختيارين لا ثالث لهما، فإما الحزب الوطني بتراثه من القمع والتخاذل والطوارئ والكسل الفكري والتطبيقي، وإما الإخوان بظلامهم المحتمل، وفتنتهم المرتقبة، وسيوفهم التي لن تخلع إلا رقاب كل دعاة الديمقراطية إن اعتلوا هم صهوة جواد السلطة باسم الديمقراطية.
السلطة أرادت لهذه المعادلة أن تهيمن علي العقل العام في مصر، أرادوا لنا أن ننظر في وجوه حملة ألوية الفساد في الصفوف الأولي في بلادنا ولا نقوي علي الكلام، ونقول لأنفسنا همسا إن هؤلاء الفاسدين أهون علينا من أن ننجرف إلي أحضان الإخوان المسلمين، فيحكمونا بالنار والحديد، والحقيقة أن هؤلاء الذين يجلسون علي مقاعد صناعة القرار يستخدمون الإخوان المسلمين جسرا لتثبيت أنفسهم في الحكم، أمام المجتمع في الداخل، وأمام القوي الدولية في الخارج، الإخوان لم يشكلوا خطرا عليهم يوما، وكيف يكون الإخوان خطرا وهم يأتمرون بأمر أجهزة الأمن، إن قالوا لهم الزموا بيوتكم فعلوا طائعين صاغرين، وإن طلبوا إليهم التزام بيوتهم في الإضرابات، أو التراجع عن المظاهرات، أو الانسحاب من الانتخابات، أقدموا علي ما أومروا به بلا تردد ليقدموا قرابين الطاعة عن يد وهم صاغرون.
الإخوان ليسوا خطرا علي السلطة، إن هم إلا فزاعة دائمة تهش بها السلطة علي غنمها ورعاياها، وإن ألقتها فإذا هي حية تسعي، تثير الفزع في القلوب، وتلقي الرعب في أفئدة الطبقة الوسطي، فيعتصم أبناء هذه الطبقة بحبل الحزب الوطني خوفا من أن تهوي البلاد إلي بؤرة التشدد، ومعسكرات الأصولية.
الحقيقة أن السلطة لا تخاف من الإخوان، ولا تعتبرهم خصما حقيقيا، لكنها تخشي دعاة الدولة المدنية، تخاف من الأحزاب، والعمل الأهلي، ومنظمات المجتمع المدني، والنقابات، السلطة يضرها أن يكون حزب الوفد مستقرا، أو أن تعلو تجربة الغد ( مرحلة أيمن نور )، السلطة تخاف سعد الدين إبراهيم أكثر مما تخاف من مهدي عاكف، ومن أحمد صبحي منصور أكثر من محمد حبيب، تخاف من هؤلاء الذين يستطيعون بناء النموذج الأمثل للدولة المدنية، هؤلاء الذين لا انحياز لهم للأيديولوجيا والأفكار المسبقة، ولا قضية لهم سوي الناس.
أما الإخوان فهم الخصم السهل الذي يقدم كل يوم مسوغات بقاء الوضع علي ما هو عليه، يفزع الطبقة الوسطي في الداخل، ويثير مخاوف القوي الدولية في الخارج، في حين أن قيادات الإخوان يتلقون التعليمات ليلا ونهارا، وينسحبون من بين الصفوف عندما تحين لحظة المواجهة، الإخوان هم العدو الأسهل الذي تحلو به الحياة للحزب الوطني، أو لنقل إنه لا حياة للحزب الوطني من دونه، أما القوي المدنية، فهي المحرومة والممنوعة والمسجونة والمطاردة، لأنها البديل الحقيقي الذي يستطيع المنافسة، وقادر علي العطاء.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...ticleID=100981