من طرف انت نسيت الغلابه ولا ايه ؟؟
نقلا عن مجلة الكوكبان
فى اليوم السابق للعيد الميلاد خرج كاهن إحدى قرى الصعيد كعادته ومعه خادم لتوزيع عطايا العيد على المحتاجين فى القرية. وبعد ان طافا بالبيوت التى يقصدونها، بقى كوخ صغير فى اخر البلدة ترددا فى الذهاب إليه، حتى يستطيعا اللحاق بمعياد صلاة ليلة العيد ولكن ذهبا فى الطريق حتى وصلا الى هذا الكوخ.
فأعطياها عطية العيد فشكرتهما وأمسكت بهما وأصرت على دخولهما.
عندما دخلا اشتما رائحة ذكية، بل رأيا نوراً واضحاً فى الكوخ لم يعرفا مصدره.
اما السيدة فقالت لهما: إنى أعيش مع ابنى ولا أستطيع القيام باحتياجاتى وابنى يقضى معظم الوقت خارج المسكن وأعانى من الاحساس بالوحدة لأنه يندر ان يزورنا أحد فى كوخنا البسيط هذا البعيد عن القرية وليس امامى إلا الصلاة وطلب معونة الله حتى يرفع عنى الاحساس بالوحدة ويعطينى شيئاً من السلام والفرحة.
... واليوم بعدما خرج إبنى، ازدادت على مشاعر الاحساس بالوحدة والعزلة لانه فى هذا اليوم يستعد الجميع للاحتفال بالعيد ويلبسون الملابس الجديدة ويلتقون فى الكنيسة بالمسيح ويفرحون بميلاده، اما أنا فأرقد وحيدة لا أشعر بافراح العيد فأخذت أصلى وأعاتب المسيح لأنه تركنى فى هذة الوحدة وكانت معلقه أمامى صورة المسيح الطفل الذى تحمله السيدة العذراء، فنظرت إليه وعاتبته قائلة: أنت نسيت الغلابة ولا إيه؟
ثم فكرت السيدة فى أنه لم يزورها احد من الاقارب او الكنيسة فواصلت عتابها للمسيح قائلة له : العيد دخل علينا ومحدش زارنا.
وفيما أنا أنظر إليه بعتاب ودموعى تسيل وجدته قد خرج من الصورة واقترب منى ومسح دموعى وقال لى: كل سنة وانتى طيبة يلا قومى.
فشعرت بفرح ورهبة لا استطيع التعبير عنها وأحسست فى نفس الوقت بقوة تسرى فى كيانى فتشددت رجلاى الضعيفتان وقمت منتصبة وإذ المسيح قد أختفى تاركاً فى الكوخ نوره الجميل ورائحته الذكية ولم يمض وقت طويل حتى وجدت طرقاتكما على الباب.
فتعزى الكاهن والخادم وشكرا لله الذى شجعهما ليزورا آخر زيارة وأهم زيارة فى هذا العيد لينالا بركة المسيح، الذى حضر بنفسه فى هذا الكوخ الحقير ليصير أعظم مسكن فى القرية وكما بارك قديماً المكان الذى لا يتوقع أحد أن يولد فيه إنسان، ألا وهو مذود البقر، فقد بارك الآن هذا المكان.
عندما يبتعد عنك الناس او عندما تجد الكثيرون حولك لا يشعرون بك وتعانى من العزلة النفسية، أعلم أن المسيح مشتاق أن يشعرك بوجوده معك. هو قريب منك جداً وهذة هى فرصتك للتمتع به اطلبه وضع مل شكواك واحتياجاتك امامه إنه يحبك ويشتاق ان يسمع صلاتك ومهما طال احساسك بالوحدة فأعلم أنه من اول ساعة كان بجوارك ولم يتركك لحظة واحدة.
ألح عليه ليظهر ذاته لك فيعزى قلبك وتتمتع بسلام وفرح لا يعبر عنه ولا يضاهيه أية راحة او فرح من افراح العالم.
