أقصر
طريق إلى قلب الرجل....؟
طريق إلى قلب الرجل....؟
الكاتب: د. عادل حليم عن كتاب رجولة و أنوثة
مقولة شائعة في مجتمعاتنا
الشرقية: "أقصر
طريق إلى قلب الرجل يمر بمعدة " ؟! ما مدى صحة هذه المقولة؟وهل
تنطبق على كل الرجال؟ وهل لا تنطبق على النساء؟
هذه المقولة شائعة مقصود بها أن الطعام يحتل عند الرجل أهمية عليا، حتى أن
المرأة إذا أرادت أن تسترضى الرجل وتستحوذ على قلبه، فعليها أن تقدم له
أشهي أنواع الأطعمة.
قد ينطبق هذا القول على بعض الرجال، وعلى بعض النساء، إذ تلعب العوامل
التربوية والاجتماعية دورها في تكوين اتجاهات الفرد نحو الماديات بما في
ذلك الطعام. وحينما يصبح الطعام قيمة عليا في حياة الفرد، تعلو على قيم
إنسانية وأخلاقية أخرى، فإن الطعام يصبح المحرك لكثير من سلوكياته إذ
تسوده النزعة الاستهلاكية على فكره واتجاهاته، إذا أردنا أ ن نتفهم مدى
صحة هذه المقولة، فعلينا أن نعود إلى البدايات التربوية للطفل. فكثير من
الأولاد خاصة في المجتمعات الشرقية ينشئون وبداخلهم إحساس تفوق الذكور،
ويغذى هذا الإحساس الأسلوب الذى تتبعه الأم، حينما توفر للولد الطعام
والراحة وتجهز له كل حاجاته، حتى بعد أن يصبح قادراً على الاعتماد على
نفسه، وقضاء كثير من حاجاته.
هنا يصير الحصول على هذه الأشياء بالنسبة للرجل حقوقاً مكتسبة على المرأة
أن توافرها له، وهذه المرأة هى الأم التى تسلم بدورها هذه المهمة للزوجة،
حتى صارت كلمة "زوجة " عند بعض الرجال مرادفة للوفاء باحتياجات الرجل
المنزلية والجسمانية أكثر من كونها مرادفة للشركة الزوجية والتناظر.
من هنا صار الطعام والجنس عند بعض الرجال هدفين أساسين للزواج، من واجب
الزوجة توفيرها، حتى أن التقصير في أى منها قد يعد إخلالا بحقوق الزوج، في
وقت قد لا يراعى الزوج الاحتياجات العاطفية لزوجته، واحتياجها للاحترام
الشخصي وتحقيق الذات، وقد لا يطالب نفسه بالمشاركة والتعاون معها.
رؤية كتابية:
في الحياة المسيحية، ليس الطريق إلى قلب الفرد رجلاً كان، أو امرأة مارا
بمعدتها.
+ "لا تنقض لأجل الطعام عمل الله " (رو 14: 20). + "الذى يأكل فللرب يأكل
لأنه يشكر الله، والذى لا يأكل لأنه ويشكر الله " (رو 14: 6).
+ "والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه، لأن هيئة هذا العالم
تزول" (1 كو7: 31).
ولا تحتاج هذه النصوص إلى تعليق، فالمسيحي قد صار هيكلاً للروح القدس (1كو
6:19)، وصارت آماله وطموحاته سمائية (في 3: 20)، ولهذا تنضج فيه ثمار
الروح القدس، "التعفف" (غلا 5: 2)، والتعفف في كل شئ "الطعام"، وفى
العلاقات الجنسية الزوجية (1 كو 5: 7). ومن هنا يصبح ما يرضى المؤمن
بالدرجة الأولى، ليس مجرد الطعام والماديات، فكل هذه الأشياء وسائل بين
أيدينا لا تشغلنا عن هدفنا الكبير، ألا وهو النمو في النعمة، وفى معرفة
ربنا يسوع المسيح.
وهذا هكذا يكون
أقصر
طريق إلى قلب المؤمن رجلاً كان أم امرأة المحبة الصادقة التى تدخل
القلب مباشرة، دون تحايل أو خداع أو إغراء. انه ليس بالطعام ولا بالحسيات
يفتح أي من الزوجين طريقاً إلى قلب الآخر، بل بالمحبة الصادقة .. فالمحبة
تولد التفاهم، ومن ثم يخاطب كل من الزوجين في الآخر العقل الواعي،
والقلب النقي، لا الحس الغريزي.
منقول