من طرف سلسلة 10 رسائل للخدام فى عيد الميلاد
الرسالة الرابعة
الرسالة الرابعة
سلام ونعمة ..
كم
أشتهى الآن، أن أعتصر قلبى وفكرى لأسكبه على الورق، يفوح بحبى الذى أكنه
لك، لعل قطرات منه تمس أحشاءك فتنذهل مبتهجاً معى بروعة سر التجسد.
انظر
إلى لحم بشريتك، بل تحسس كل نزعاتك النفسية، وتأمل معى كيف شاركك فيها ابن
الله، لقد قبلها .. فاتحد بها .. فقدسها. أى تكريم صار لهذا الكائن الفريد
"الإنسان" ؟!
ألا يعنى هذا ..؟
+ أن
تقبل، بل تطفر فرحاً بكل مافيك. فالله يريدك أن تتحد به، لا خارجاً عن
إنسانيتك بل من خلالها. عقلك وعواطفك وجسمك، عملك وغرائزك وطموحك .. هى
نفسها المطلوبة والمدعوة للحياة الجديدة.
+ أن
تكتشف الغنى الإنسانى، فيك وفى الآخرين، من فكر وثقافة، وعلم وفن، فتفجر
من عندك وتنهل مما هو عند الغير. فبعد أن احتضنت السماء والأرض، لم يعد ما
هو أرضى ضداً دائماً لما هو سماوى.
+ أن تكرم الإنسان، ولاسيما أولئك الذين شرفهم الملكبالانتساب الخصوصى إليهم، الطفل، الفقير، والمتألم بالجسد أو بالنفس.
بل
ليتك تكرس عمرك لتشارك المسيح رسالته فى خدمة البشرية المتعبة. هيا بنا
ننزل من بيت لحم، نعيش بفرح إنسانيتنا المجددة فى المسيح. هيا بنا نخرج من
المغارة، وقد حملناه فينا فننفث روحانيتنا فى هذا الواقع المادى، ونحو
البشر الذى حولنا. نحب ونعفو ونتضع ونخلص ونلتزم، نجسم تديننا، فنثبت
للعالم أن التجسد حقيقة حية معاصرة دائماً. وأن الله متجسد فينا باستمرار.
يسعدنى وأنا أشترك معك فى فرحة هذا السر العظيم، سر التجسد، أن أبعث لك ولأسرتك بأمنيتى الواحدة، وهى أن تتحقق لك كل أمنياتك.
قلبى الدافئ بمكانتك فيه، والمرفوع أمام الرب ليديمك راعياً من هؤلاء، ينبض بأحلى الأمنيات لك، ولأسرتك العزيزة.
7/1/1994
صل لى ، الرب معك
