بسم الأب والأبن والروح القدس
لمن تحارب
كان هناك راهب غيور سمع عن شجرة يسكنها شيطان و يعبدها الناس فدفعته شهوة مقدسة و قرر أن يذهب و يقاتل هذا الشيطان الذى ضل كثيرين .
قال له الشيطان: ما دخلك بى .. دعنى و شأنى، لماذا تريد أن تقطع هذه الشجرة؟
الراهب : كيف أتركك تضلل الناس و تبعدهم عن عبادة الإله الحقيقى
الشيطان: يا أخى ماذا يهمك ما دمت لا تعبد الشجرة
الراهب : من واجبى أن أنقذ الناس منك و من أمثالك … و هنا دارت معركة بين الراهب و الشيطان حتى تمكن الراهب منه بعد ساعة
فصرخ الشيطان: اتركنى و أنا أضع تحت وسادتك دينارا ذهبيا كل صباح ... تراجع الراهب و قد أعجبته الفكرة ووافق .
و مضت الأيام حتى كان ذلك اليوم الذى رفع الراهب فيه وسادته فلم يجد شيئا فثار و هاج و حمل فأسه و ذهب ليقطع الشجرة فاعترضه الشيطان و تصارعا و لكن فى هذه المرة الشيطان غلب الراهب و مسكه من عنقه
و هنا تساءل الراهب: لماذا لم أنتصر فى هذه المرة
فقال الشيطان ساخرا: المرة السابقة كنت تحارب من أجل الله أما الآن فأنت تحارب لنفسك و شتان بين الهدفين ... اترك قطع الشجرة لمن لا تغريه شهوة الدنانير .
أحبائى ... هذه القصة موجهة لنا، لك شخصية كثيرا ما تقف فى طريقك و تتساءل لماذا لا أتقدم فى حياتى الروحية ؟ لماذا ثمار خدمتى لا تليق برب الخدمة ؟ ... لماذا و لماذا ؟ ... و لا إجابة
الإجابة تكمن فى كلمة واحدة ؟ " لله أم لنفسك ؟ "
هل تمضى الأيام مكتفيا بشهوات كثيرة و ثمار زائفة .. ذات و كرامة و مكانة و إثبات وجود و أهواء شخصية و أغراض أرضية .. راحة و ركب مرتخية .. منظر أحافظ عليه جيدا فوق كل شىء .
هل أنت مثل الابن الضال الذى يشبعه طعام الخنازير و لم يقرر بعد العودة لحضن أبيه حيث الشبع الحقيقى .
ندعوك لكى تناجى الرب يسوع و تقول لا أريد يا يسوع أن يكون لى صورة التقوى و أنا لا أعرفها .. متى تصير يا رب شهوتى الوحيدة ورغبتى الأكيدة .
سئمت من الثمار الجافة و الحلول الوسطى و أشباه الخطايا و أشباه الفضائل و كلام المبادىء و لا حياة و حيث لا توجد حياة يوجد موت .
فيا يسوع .. يا من قمت من الأموات منتصرا .. اهزم الموت داخلى و أقمنى فى محبتك .. أغلبنى بحبك و كن ميناء سلامتى .. أريد أن أحارب من أجلك بقية عمرى .. آمين .