من النافذة:
______________
رجلان مريضان جدآ ,كانا يشغلان نفس الغرفة فى المستشفى.
واحد منهما كان مسموح له بأن يجلس على فلراشه لمدة ساعة فقط بعد الظهر ,ليساعد الطبيب فى بذل " تفريغ " الماء المتراكم فى رئته ,وكان سريره مُلاصقآ للنافذة الوحيدة فى الغرفة .
أما الرجل الاخر ,فكان عليه أن يقضى كل وقته مستلقيآ على ظهره .
كان الرجلان يتجذبان الحديث لساعات طويلة .كانا يتكلمان عن أسرتهما وزوجتيهما ,عن بيتهما وعمليهما ,ثم عن أنخراطهما فى الخدمة العسكرية حيث هما الان فى أجازة مرضية من هذه الخدمة .
وفىكل أ ُمسية ,حينما كان الرجل المُلاصق سريره للنافذة يستطيع أن يجلس لمدة ساعة ,كان يقضى هذه الفترة فى أن يصف لرفيقه فى الغرفة كل ما يراه من النافذة ,أما الرجل الراقد على السرير الاخر ,فكان يعيش فترة هذه الساعة وهو يتخيل ما يسرده له رفيقه ,فيتسع العالم ويتجدد فى ذهنه بكل ما يصفه له عن العالم الخارجى بألوانه وشخصياته.
كان الرجل الاول يسرد له ما يراه : من حديقة غناء تحوى بركة جميلة المنظر ,والبط والاوز يسبح ويلعب على المياه ,بينما الاطفال يقودون قواربهم الصغيرة فيها.
والشباب يتأبطون أذرع بعضهم بعض ويتمشون وسط الزهور ذات الالوان الباهية من كل نوع وكأنها قوس قزح .
ناهيك عن الاشجار الضخمة القديمة وهى تصبغ على المنظر الطبيعى الممتد جمالآ آخاذآ ,ومن بعيد فى أفق السماء تُرى المدينة تسبح فى جمال باهر وتنسيق بديع .
وبينما كان الرجل القريب من النافذة يصف كل هذه بتفاصيل متقنة التحديد ,وكان الرجل فى الجانب الاخر من الغرفة يغُلق عينيه ويتصور هذه المناظر الخلابة ,وهو فى سعادة منقطعة النظير.
وفى أحدى الامسيات الجميلة ,أخذ الرجل الملاصق للنافذة يصف موكبآ عسكريآ بالالات الموسيقية يعبر من بعيد ,وبالرغم من أن الرجل الاخر لم يستطيع أن يسمع صوت الفرقة الموسقية ,إلا أنه استطاع أن يتخيل بذهنه ما صوره له الرجل القريب من النافذة بكلمات دقيقة الوصف.
ومرت أيام وأسابيع .وفى صباح أحد الايام دخلت الممرضة حاملة الماء لهما لاغتسالهما ,واذا بها تجد جسد الرجل القريب من النافذة بلا حراك ,فلقد مات بسلام وهو نائم ,فخزنت الممرضة جدآ ودعت المسئولين والخدم فى المستشفى ليتخذوا الازم وليحملوا الجثمان خارج الغرفة.
وحالما وجد الرجل الاخر _الذى صار وحيدآ فى الغرفة_الوقت مناسب طلب إن أمكن نقله الى السرير الذى بجانب النافذة وكانت الممرضة سعيدة إذ نفذت هذا النقل ,وبعد أن تأكدت أن الرجل خلد الى الراحة تركته وحيدآ وأنصرفت .
وبدأ الرجل يجر نفسه متُكئآ على مرفقه ليُلقى النظرة الاولى على العالم الخارجى .وكم كان فرحه وهو سيبدأ أخيرآ فى رؤية ذلك بنفسه ! ثم رفع وجهه ببطء لينظر من النافذة بجانب السرير .
ويا لهول ما رأى ! فقد واجه حائطآ أصم قائمآ فى وجه النافذة !
ولما أتت الممرضة سألها : وما الذى اضطر رفيقه الذى مات أن يصف كل هذه المناظر الخلابة ,وهى لا وجود لها خارج هذه النافذة ؟
فأجابته الممرضة بمفاجأة أخرى بأن هذا الرجل كان أعمى !!ولم يكن بإمكانه أن يرى حتى هذا الحائط...!!
ثم قالت له :" لاشك انه كان يريد أن يسعدك ويشجعك فى مرضك الصعب "!
*******************************
كم تكون عظمة السعادة التى تغمرنا حينما نجعل الاخرين سعداء مهما كانت حالتنا نحن ,المشاركة فى الحزن تخفف عن الاخرين نصف الحزن ,ولكن حينما نسعد الاخرين فالسعادة تكون مضاعفة .
إن كنت تريد أن تحس بأنك غنى فاحسب كم عندك من مواهب وامكانيات تستخدمها لإسعاد الاخرين لايستطيع المال شراءها وهكذا تكون غنيآ.
"..أنكم فعلتم حسنآ إذ إشتركتم فى ضيقتى ..فيملآ إلهى كل احتياجكم بحسب غناه فى المجد فى المسيح يسوع ( فى 4 : 14 _ 19)
______________
رجلان مريضان جدآ ,كانا يشغلان نفس الغرفة فى المستشفى.
واحد منهما كان مسموح له بأن يجلس على فلراشه لمدة ساعة فقط بعد الظهر ,ليساعد الطبيب فى بذل " تفريغ " الماء المتراكم فى رئته ,وكان سريره مُلاصقآ للنافذة الوحيدة فى الغرفة .
أما الرجل الاخر ,فكان عليه أن يقضى كل وقته مستلقيآ على ظهره .
كان الرجلان يتجذبان الحديث لساعات طويلة .كانا يتكلمان عن أسرتهما وزوجتيهما ,عن بيتهما وعمليهما ,ثم عن أنخراطهما فى الخدمة العسكرية حيث هما الان فى أجازة مرضية من هذه الخدمة .
وفىكل أ ُمسية ,حينما كان الرجل المُلاصق سريره للنافذة يستطيع أن يجلس لمدة ساعة ,كان يقضى هذه الفترة فى أن يصف لرفيقه فى الغرفة كل ما يراه من النافذة ,أما الرجل الراقد على السرير الاخر ,فكان يعيش فترة هذه الساعة وهو يتخيل ما يسرده له رفيقه ,فيتسع العالم ويتجدد فى ذهنه بكل ما يصفه له عن العالم الخارجى بألوانه وشخصياته.
كان الرجل الاول يسرد له ما يراه : من حديقة غناء تحوى بركة جميلة المنظر ,والبط والاوز يسبح ويلعب على المياه ,بينما الاطفال يقودون قواربهم الصغيرة فيها.
والشباب يتأبطون أذرع بعضهم بعض ويتمشون وسط الزهور ذات الالوان الباهية من كل نوع وكأنها قوس قزح .
ناهيك عن الاشجار الضخمة القديمة وهى تصبغ على المنظر الطبيعى الممتد جمالآ آخاذآ ,ومن بعيد فى أفق السماء تُرى المدينة تسبح فى جمال باهر وتنسيق بديع .
وبينما كان الرجل القريب من النافذة يصف كل هذه بتفاصيل متقنة التحديد ,وكان الرجل فى الجانب الاخر من الغرفة يغُلق عينيه ويتصور هذه المناظر الخلابة ,وهو فى سعادة منقطعة النظير.
وفى أحدى الامسيات الجميلة ,أخذ الرجل الملاصق للنافذة يصف موكبآ عسكريآ بالالات الموسيقية يعبر من بعيد ,وبالرغم من أن الرجل الاخر لم يستطيع أن يسمع صوت الفرقة الموسقية ,إلا أنه استطاع أن يتخيل بذهنه ما صوره له الرجل القريب من النافذة بكلمات دقيقة الوصف.
ومرت أيام وأسابيع .وفى صباح أحد الايام دخلت الممرضة حاملة الماء لهما لاغتسالهما ,واذا بها تجد جسد الرجل القريب من النافذة بلا حراك ,فلقد مات بسلام وهو نائم ,فخزنت الممرضة جدآ ودعت المسئولين والخدم فى المستشفى ليتخذوا الازم وليحملوا الجثمان خارج الغرفة.
وحالما وجد الرجل الاخر _الذى صار وحيدآ فى الغرفة_الوقت مناسب طلب إن أمكن نقله الى السرير الذى بجانب النافذة وكانت الممرضة سعيدة إذ نفذت هذا النقل ,وبعد أن تأكدت أن الرجل خلد الى الراحة تركته وحيدآ وأنصرفت .
وبدأ الرجل يجر نفسه متُكئآ على مرفقه ليُلقى النظرة الاولى على العالم الخارجى .وكم كان فرحه وهو سيبدأ أخيرآ فى رؤية ذلك بنفسه ! ثم رفع وجهه ببطء لينظر من النافذة بجانب السرير .
ويا لهول ما رأى ! فقد واجه حائطآ أصم قائمآ فى وجه النافذة !
ولما أتت الممرضة سألها : وما الذى اضطر رفيقه الذى مات أن يصف كل هذه المناظر الخلابة ,وهى لا وجود لها خارج هذه النافذة ؟
فأجابته الممرضة بمفاجأة أخرى بأن هذا الرجل كان أعمى !!ولم يكن بإمكانه أن يرى حتى هذا الحائط...!!
ثم قالت له :" لاشك انه كان يريد أن يسعدك ويشجعك فى مرضك الصعب "!
*******************************
كم تكون عظمة السعادة التى تغمرنا حينما نجعل الاخرين سعداء مهما كانت حالتنا نحن ,المشاركة فى الحزن تخفف عن الاخرين نصف الحزن ,ولكن حينما نسعد الاخرين فالسعادة تكون مضاعفة .
إن كنت تريد أن تحس بأنك غنى فاحسب كم عندك من مواهب وامكانيات تستخدمها لإسعاد الاخرين لايستطيع المال شراءها وهكذا تكون غنيآ.
"..أنكم فعلتم حسنآ إذ إشتركتم فى ضيقتى ..فيملآ إلهى كل احتياجكم بحسب غناه فى المجد فى المسيح يسوع ( فى 4 : 14 _ 19)