خليج ابو قير نسبة للقديس اباكير
=============================
ظهر اسم أبو قير في القرن الثالث الميلادي وتنسب للقديس قير أحد الشهداء الذين جاهدوا في نشر المسيحية في مصر ودفن في
القرية التي عرفت باسمه وعرفت أيضا باسم أباكير ومنه جاء الاسم الحالي أبو قير التي تبعد عن الإسكندرية بحوالي 35كم
ويوجد بجوار أبو قير أطلال مدينة كانوب التي تقول النصوص الإغريقية أنها كانت قائمة قبل الإسكندرية بحوالي 200سنة
وإليها ينسب الفرع الكانوبي أحد الفروع القديمة لنهر النيل الذي كان يصب عنده في البحر.
وقد كتب الكثير من الكتاب القدامي عن ميناء الكانوب مما يعطينا فكرة كم كانت هذه المدينة مهمة في العصر الهللينستي وما بعده
وكانت عاصمة إقليم منيلات قبل تأسيس الإسكندرية وضمن من كتب عن كانوب هيكايتوس (القرن 6ق.م) وهيرودوت (القرن 5ق.م)
وسترابون (أوائل القرن الأول الميلادي) وأريستيدس في القرن الثاني الميلادي كما ذكرها آباء الكنيسة الأوائل أمثال أبيفانيوس وروفينوس
وأيرونيموس وسوفرونيوس الأورشليمي (قرن7) الذي أصبح فيما بعد بطريركا علي أورشليم.
كنيسة أباكير ويوحنا: لم يكن في وسع البابا كيرلس الأول (بداية القرن الخامس الميلادي) أن يوافق علي أن يذهب المسيحيون للاستشفاء
في المعابد الوثنية في إقليم الكانوب التي اشتهرت باحتفالات سيرابيس الوثنية التي يؤمها آلاف الحجاج للاستشفاء سنويا,ولذلك فإنه بناء
علي طلب ملاك له في رؤيا قام بتأسيس مكان لاستشفاء المسيحيين وأسس كنيسة علي اسم الشهيدين كيرلس ويوحنا وقد بنيت مكان كنيسة أخري
أقدم منها كانت مكرسة علي اسم الرسل وتقع في مينوثيس علي بعد ميلين رومانيين من كانوب وقد نقل رفات هذين القديسين من مكان دفنهما في
الكاتدرائية المرقسية في الإسكندرية ليكونا في الكنيسة الجديدة التي سرعان ما تطورت لتصبح مزارا ومركزا كبيرا للحج وللاستشفاء,وقد زار المنطقة
الكاتب سوفرونيوس في بداية القرن السابع الميلادي وهو الذي أصبح فيما بعد بطريركا علي أورشليم,ويذكر المؤرخ أبو المكارم
(القرن 12الميلادي) أن الكنيسة الصغري في الفبريوس بها جسد الشهيدين أبو قيري ويوحنا الجندي أخيه نقلا من بيعة ماري مرقس الإنجيلي
في أيام كيرلس البطريرك,وقد نقلت رفات أباكير ويوحنا إلي القاهرة فيما بعد فيما بقي التقليد يتحدث عن رفاتهم أيام كانت في أبو قير.
المعجزات والاستشفاء ووصف كنيسة أباكير ويوحنا:كتب سوفرونيوس الأورشليمي عن كنيسة أباكير ويوحنا في بداية القرن السابع الميلادي
وقد كان هو نفسه ضمن المؤمنين بالمكان إذ أنه نال الشفاء من مرض في عينيه بعد أن جاء وزار الكنيسة وصلي وطلب ونال الشفاء وعرفانا
بالجميل كتب سبعين فصلا عن قصص ومعجزات حدثت لمن زاروا الكنيسة وكان هو شاهد عيان علي بعضها كما سمع عن البعض الآخر,
وقد استفدنا من وصفه للمكان ومحتوياته فقد كتب عن المسافرين في البحر من وإلي الإسكندرية وأن موقع الكنيسة كان علي تل بين البحر ف
ي الشرق ومنطقة رملية في الغرب ومحاطا بسور خارجي وإحدي بواباته مفتوحة علي البحر ويقع مدفن القديسين والمعمودية والخزانه داخل
الكنيسة أو ما يجاورها وعثر علي أساسات حمام ودوروات مياه وبيت ضيافة ومجموعة نزل للضيافة تقع خارج محيط الكنيسة كما وجد مشغل
للمصنوعات الذهبية ضمن منطقة الحج والمزار.
وكان الكثير من الحجاج يزورون مينوثيس طلبا للشفاء من أمراض عضالة ومزمنة مثل أمراض العيون والإمساك وهناك قصة عن أعمي
من روما انتظر حتي نال الشفاء بعد 8سنوات,والمكان علي ما يبدو أنه أقرب إلي المستشفي علي أن يكون مزارا,وكان النوم الشفائي لا يزال
منتشرا فكان زوار الكنيسة يبيتون فيها والأقرب منهم إلي قبر القديس هو الأوفر حظا,وقد وجدت وثائق تتحدث عن زائرة اسمه جوليانا دفعت
مقابل أن تجد موضعا للنوم بقرب قبر القديس,وأثناء النوم يري بعض الزوار رؤي للقديس يبشرهم بالشفاء أو يعطيهم نصيحة لتناول الدواء
الذي كان عادة ما يتكون من الزيت والشمع من المصابيح والشموع المعلقة في المزار,وكان استخدام الزيت والشمع في الاستشفاء والبركة شائعا
في الفترة البيزنطية وهناك العديد من السجلات عن هذا وربما كان الزيت يعبأ في زجاجات صغيرة مثل تلك التي عثر عليها في منطقة بومينا.
وبصفة عامة كان النوم الشفائي في هذه المزارات مجانيا وقد سجل العديد من الزوار عرفانهم وشكرهم علي حوائط المزار وتركوا هبات من العملة
وبقي بعضهم في الهيكل لمساعدة الآخرين بعد نوالهم الشفاء وقد نالت السيدة الشفاء من الإمساك بسبب حصوة في الأعضاء الداخلية وقد تركت
الحصوة في المزار وعلقتها فوق قبر القديس وعبر زوار آخرون عن شكرهم بهبات مالية وعطايا من الملابس الحريرية أو الأقمشة الأخري
والأواني المقدسة أو قطع من الذهب والمجوهرات وقد وصف سوفرونيوس هذه المصنوعات ومنها صورة مطعمة بالأحجار الكريمة وعثر
في الكانوب وهيرقليوم علي حلقان ذهبية وسلاسل وميداليات وخواتم وصلبان ومجوهرات,ومعظم القطع التي عثر عليها شرق كانوب هي
قطع عملة وأختام تعود للفترة الرومانية حتي العصر الأموي من بداية القرن 6حتي بداية القرن 8الميلادي.
خاتم زواج مسيحي من القرن 7-8الميلادي:ضمن أجمل ما عثر عليه بقرب الكنيسة خاتم زواج من الذهب منقوش عليه صورة العروسين
وبينهما السيد المسيح وحول رأسه هالة تصل لكتفيه وبها صليب كما نقش عليه آية من يوحنا 14:27 'سلامي أنا أعطيكم' وكل هذا يحوطه
إطار مزخرف مستدير.
آثار قبطية مجاورة:هناك آثار قبطية أخري في المكان نقرأ عنها في الوثائق التاريخية ففي الجزء الأخير من القرن الرابع الميلادي بنيت الميتانويا
أو دير بينتينس وهو من الأديرة الباخومية أو المبنية علي نمط النظام الباخومي في كانوب شرق الإسكندرية في نفس موقع منتجع وثني شهير
,وكان البابا ثاؤفيلوس 23 في باباوات الإسكندرية قد أمر بتدمير سيرابيوم الإسكندرية ولم يستثن معابد كانوب وبني هناك ديرا وبني أيضا ديرا
آخر في مينوثيس في نفس موقع معبد إيزيس وفي القرن 6م أصبح الميتانويا واحدا من أهم الأديرة الرائدة ومع نهاية القرن السادس الميلادي انتقل
الميتانويا من حوزة الأقباط إلي أيدي بيزنطية وقد نجا حتي من التدمير علي يد الفرس,لكن لسوء الحظ فإنه في وقتنا المعاصر لم يبق من كل الآثار
القبطية العظيمة بقرب الإسكندرية شئ يمكن رؤيته
=============================
ظهر اسم أبو قير في القرن الثالث الميلادي وتنسب للقديس قير أحد الشهداء الذين جاهدوا في نشر المسيحية في مصر ودفن في
القرية التي عرفت باسمه وعرفت أيضا باسم أباكير ومنه جاء الاسم الحالي أبو قير التي تبعد عن الإسكندرية بحوالي 35كم
ويوجد بجوار أبو قير أطلال مدينة كانوب التي تقول النصوص الإغريقية أنها كانت قائمة قبل الإسكندرية بحوالي 200سنة
وإليها ينسب الفرع الكانوبي أحد الفروع القديمة لنهر النيل الذي كان يصب عنده في البحر.
وقد كتب الكثير من الكتاب القدامي عن ميناء الكانوب مما يعطينا فكرة كم كانت هذه المدينة مهمة في العصر الهللينستي وما بعده
وكانت عاصمة إقليم منيلات قبل تأسيس الإسكندرية وضمن من كتب عن كانوب هيكايتوس (القرن 6ق.م) وهيرودوت (القرن 5ق.م)
وسترابون (أوائل القرن الأول الميلادي) وأريستيدس في القرن الثاني الميلادي كما ذكرها آباء الكنيسة الأوائل أمثال أبيفانيوس وروفينوس
وأيرونيموس وسوفرونيوس الأورشليمي (قرن7) الذي أصبح فيما بعد بطريركا علي أورشليم.
كنيسة أباكير ويوحنا: لم يكن في وسع البابا كيرلس الأول (بداية القرن الخامس الميلادي) أن يوافق علي أن يذهب المسيحيون للاستشفاء
في المعابد الوثنية في إقليم الكانوب التي اشتهرت باحتفالات سيرابيس الوثنية التي يؤمها آلاف الحجاج للاستشفاء سنويا,ولذلك فإنه بناء
علي طلب ملاك له في رؤيا قام بتأسيس مكان لاستشفاء المسيحيين وأسس كنيسة علي اسم الشهيدين كيرلس ويوحنا وقد بنيت مكان كنيسة أخري
أقدم منها كانت مكرسة علي اسم الرسل وتقع في مينوثيس علي بعد ميلين رومانيين من كانوب وقد نقل رفات هذين القديسين من مكان دفنهما في
الكاتدرائية المرقسية في الإسكندرية ليكونا في الكنيسة الجديدة التي سرعان ما تطورت لتصبح مزارا ومركزا كبيرا للحج وللاستشفاء,وقد زار المنطقة
الكاتب سوفرونيوس في بداية القرن السابع الميلادي وهو الذي أصبح فيما بعد بطريركا علي أورشليم,ويذكر المؤرخ أبو المكارم
(القرن 12الميلادي) أن الكنيسة الصغري في الفبريوس بها جسد الشهيدين أبو قيري ويوحنا الجندي أخيه نقلا من بيعة ماري مرقس الإنجيلي
في أيام كيرلس البطريرك,وقد نقلت رفات أباكير ويوحنا إلي القاهرة فيما بعد فيما بقي التقليد يتحدث عن رفاتهم أيام كانت في أبو قير.
المعجزات والاستشفاء ووصف كنيسة أباكير ويوحنا:كتب سوفرونيوس الأورشليمي عن كنيسة أباكير ويوحنا في بداية القرن السابع الميلادي
وقد كان هو نفسه ضمن المؤمنين بالمكان إذ أنه نال الشفاء من مرض في عينيه بعد أن جاء وزار الكنيسة وصلي وطلب ونال الشفاء وعرفانا
بالجميل كتب سبعين فصلا عن قصص ومعجزات حدثت لمن زاروا الكنيسة وكان هو شاهد عيان علي بعضها كما سمع عن البعض الآخر,
وقد استفدنا من وصفه للمكان ومحتوياته فقد كتب عن المسافرين في البحر من وإلي الإسكندرية وأن موقع الكنيسة كان علي تل بين البحر ف
ي الشرق ومنطقة رملية في الغرب ومحاطا بسور خارجي وإحدي بواباته مفتوحة علي البحر ويقع مدفن القديسين والمعمودية والخزانه داخل
الكنيسة أو ما يجاورها وعثر علي أساسات حمام ودوروات مياه وبيت ضيافة ومجموعة نزل للضيافة تقع خارج محيط الكنيسة كما وجد مشغل
للمصنوعات الذهبية ضمن منطقة الحج والمزار.
وكان الكثير من الحجاج يزورون مينوثيس طلبا للشفاء من أمراض عضالة ومزمنة مثل أمراض العيون والإمساك وهناك قصة عن أعمي
من روما انتظر حتي نال الشفاء بعد 8سنوات,والمكان علي ما يبدو أنه أقرب إلي المستشفي علي أن يكون مزارا,وكان النوم الشفائي لا يزال
منتشرا فكان زوار الكنيسة يبيتون فيها والأقرب منهم إلي قبر القديس هو الأوفر حظا,وقد وجدت وثائق تتحدث عن زائرة اسمه جوليانا دفعت
مقابل أن تجد موضعا للنوم بقرب قبر القديس,وأثناء النوم يري بعض الزوار رؤي للقديس يبشرهم بالشفاء أو يعطيهم نصيحة لتناول الدواء
الذي كان عادة ما يتكون من الزيت والشمع من المصابيح والشموع المعلقة في المزار,وكان استخدام الزيت والشمع في الاستشفاء والبركة شائعا
في الفترة البيزنطية وهناك العديد من السجلات عن هذا وربما كان الزيت يعبأ في زجاجات صغيرة مثل تلك التي عثر عليها في منطقة بومينا.
وبصفة عامة كان النوم الشفائي في هذه المزارات مجانيا وقد سجل العديد من الزوار عرفانهم وشكرهم علي حوائط المزار وتركوا هبات من العملة
وبقي بعضهم في الهيكل لمساعدة الآخرين بعد نوالهم الشفاء وقد نالت السيدة الشفاء من الإمساك بسبب حصوة في الأعضاء الداخلية وقد تركت
الحصوة في المزار وعلقتها فوق قبر القديس وعبر زوار آخرون عن شكرهم بهبات مالية وعطايا من الملابس الحريرية أو الأقمشة الأخري
والأواني المقدسة أو قطع من الذهب والمجوهرات وقد وصف سوفرونيوس هذه المصنوعات ومنها صورة مطعمة بالأحجار الكريمة وعثر
في الكانوب وهيرقليوم علي حلقان ذهبية وسلاسل وميداليات وخواتم وصلبان ومجوهرات,ومعظم القطع التي عثر عليها شرق كانوب هي
قطع عملة وأختام تعود للفترة الرومانية حتي العصر الأموي من بداية القرن 6حتي بداية القرن 8الميلادي.
خاتم زواج مسيحي من القرن 7-8الميلادي:ضمن أجمل ما عثر عليه بقرب الكنيسة خاتم زواج من الذهب منقوش عليه صورة العروسين
وبينهما السيد المسيح وحول رأسه هالة تصل لكتفيه وبها صليب كما نقش عليه آية من يوحنا 14:27 'سلامي أنا أعطيكم' وكل هذا يحوطه
إطار مزخرف مستدير.
آثار قبطية مجاورة:هناك آثار قبطية أخري في المكان نقرأ عنها في الوثائق التاريخية ففي الجزء الأخير من القرن الرابع الميلادي بنيت الميتانويا
أو دير بينتينس وهو من الأديرة الباخومية أو المبنية علي نمط النظام الباخومي في كانوب شرق الإسكندرية في نفس موقع منتجع وثني شهير
,وكان البابا ثاؤفيلوس 23 في باباوات الإسكندرية قد أمر بتدمير سيرابيوم الإسكندرية ولم يستثن معابد كانوب وبني هناك ديرا وبني أيضا ديرا
آخر في مينوثيس في نفس موقع معبد إيزيس وفي القرن 6م أصبح الميتانويا واحدا من أهم الأديرة الرائدة ومع نهاية القرن السادس الميلادي انتقل
الميتانويا من حوزة الأقباط إلي أيدي بيزنطية وقد نجا حتي من التدمير علي يد الفرس,لكن لسوء الحظ فإنه في وقتنا المعاصر لم يبق من كل الآثار
القبطية العظيمة بقرب الإسكندرية شئ يمكن رؤيته