حقاً كانوا جبابرة بأس ..لسيدنا الانبا مكاريوس
حقاً كانوا جبابرة بأس ..
كان هو محباً للقديسين .. لا سيما الحبساء والسواح منهم، وكلما سمع بأحدهم لا يتردد لحظة في المضي إليه، يسأله ويسترشد به وينهل من خبراته قدر ما يسمح به الأب. وفي سبيل ذلك كان يسافر لمسافات بعيدة ويجوب البلاد والجبال والوهاد طولا وعرضاً ساعياً نحو خلاص نفسه. وفي ذات يوم سمع بإحدى الحبيسات التي قضت في الحياة النسكية عشرات السنين، فأخذ عصاه متجهاً إلى حيث تعيش، وبعد عناء شديد وصل إليها، حاسبا هذا التعب كلا شيء حباً في كلمة منفعة، حتى لو كانت من راهبة.
عندما وقف أمام قلايتها تقابل مع إمرأة عجوز كانت تخدم الناسكة من خارج مغارتها، (والتي كانت مغلقة تماما باستثناء طاقة صغيرة تحصل منها على طعامها). طلب الراهب من العجوز أن تمكنه من التحدث إلى الناسكة، ولكنها اعتذرت له بأنها لا تتكلم مع إنسان، وراح يلح بينما العجوز مصرة على موقفها. ولم يتحرك الراهب بل مكث هناك ليومين أو ثلاثة كمن ينتظر القوت ! فلما عرفت الراهبة بأمر هذا الناسك الغريب، وافقت على التحدث إليه من خلف جدار القلاية.
سألته ماذا يريد ؟
- أحب أن أسألك بعض الأسئلة.
- هات ما عندك.
- هل أنت حية أم ميتة ؟
- أنا حية بالمسيح مائتة عن العالم.
- هل تقفين أم تسيرين ؟
- أسير في الطريق إلى الله، وفي مخدعي واقفة في حضرته.
- فماذا كان طعامك ؟
- إن الخالق لا يضيّع ما خلق.
- ففيما الخلاص ؟
- بترك ما أنت فيه.
- وما هو ؟ أجابته العجيبة قائلة:
- شغلك بالبكاء على خطاياك أولى من سؤال إمرأة عما لا ينفعك !!
فقال لها صدقت وانصرف.
كان هو حريصاً على خلاص نفسه يستخف بالتعب في سبيله، بينما كانت هي جادة تمتلك رجولة روحية مفرحة ... لقد كان كليهما حقاً جباري بأس !!.
حقاً كانوا جبابرة بأس ..
كان هو محباً للقديسين .. لا سيما الحبساء والسواح منهم، وكلما سمع بأحدهم لا يتردد لحظة في المضي إليه، يسأله ويسترشد به وينهل من خبراته قدر ما يسمح به الأب. وفي سبيل ذلك كان يسافر لمسافات بعيدة ويجوب البلاد والجبال والوهاد طولا وعرضاً ساعياً نحو خلاص نفسه. وفي ذات يوم سمع بإحدى الحبيسات التي قضت في الحياة النسكية عشرات السنين، فأخذ عصاه متجهاً إلى حيث تعيش، وبعد عناء شديد وصل إليها، حاسبا هذا التعب كلا شيء حباً في كلمة منفعة، حتى لو كانت من راهبة.
عندما وقف أمام قلايتها تقابل مع إمرأة عجوز كانت تخدم الناسكة من خارج مغارتها، (والتي كانت مغلقة تماما باستثناء طاقة صغيرة تحصل منها على طعامها). طلب الراهب من العجوز أن تمكنه من التحدث إلى الناسكة، ولكنها اعتذرت له بأنها لا تتكلم مع إنسان، وراح يلح بينما العجوز مصرة على موقفها. ولم يتحرك الراهب بل مكث هناك ليومين أو ثلاثة كمن ينتظر القوت ! فلما عرفت الراهبة بأمر هذا الناسك الغريب، وافقت على التحدث إليه من خلف جدار القلاية.
سألته ماذا يريد ؟
- أحب أن أسألك بعض الأسئلة.
- هات ما عندك.
- هل أنت حية أم ميتة ؟
- أنا حية بالمسيح مائتة عن العالم.
- هل تقفين أم تسيرين ؟
- أسير في الطريق إلى الله، وفي مخدعي واقفة في حضرته.
- فماذا كان طعامك ؟
- إن الخالق لا يضيّع ما خلق.
- ففيما الخلاص ؟
- بترك ما أنت فيه.
- وما هو ؟ أجابته العجيبة قائلة:
- شغلك بالبكاء على خطاياك أولى من سؤال إمرأة عما لا ينفعك !!
فقال لها صدقت وانصرف.
كان هو حريصاً على خلاص نفسه يستخف بالتعب في سبيله، بينما كانت هي جادة تمتلك رجولة روحية مفرحة ... لقد كان كليهما حقاً جباري بأس !!.