[size=16]بين المجيئ الاول والمجيئ الثانى:
___________________________
عندما طُرد أدم من الحياة بالسقوط ومخالفة وصية الله , ولان الله يعرف أن طبيعة أدم ضعيفة ولانه سقط بغواية الشيطان وحسده ,ولان الله يحب الانسان محبة ليس شيئآ من النطق يستطيع ان يحد ها .
ولهذا لم تنتهى ابدآ قصة خلق الانسان بالسقوط بل وقبل السقوط كانت محبة الله قد رسمت مستقبل للانسان , وكان فى قلب الله أن يحول عقوبة الانسان الى خلاص عجيب لان الله محبة لا تتغير ابدآ ولكن الذى يتغير من نحو الله هو الانسان ومشاعره من نحو الله .
والدليل على محبة الله التى لا تتغير من نحو الانسان الاول هو ان الله أعطى الانسان الاول الوعد بالخلاص فى نفس يوم السقوط ,وليس هذا فقط بل قد وعد انه هو بنفسه الذى سوف يُتمم خلاص الانسان ويُعيد تصحيح خلقته من جديد .:
واضع عداوة بينك(الشيطان) وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.هو( المسيح نسل المرأة) يسحق راسك وانت تسحقين عقبه تك 3 : 15
وهكذا ورث الانسان الاول وعد بمجيئ المسيح وهذا هو المجيئ الاول .الذى تحقق فى أكتمال الزمان :
ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس غل 4 : 4
طبيعة المجيء الأول :
__________________
لابد ان يلاحظ الانسان طبيعة المجيئ الاول للمسيح لان الانسان يظن ان الحياة تسير بدون ضابط وانه حر يعيش ليفعل ما يريد !
ولكن الحقيقة أن الانسان يوجد على الارض ولزمن محدد من قبل الله ,ليس لاى هدف أخر الا أن يكتشف مجيئ المسيح الاول ويتفاعل معه ويأخذ نصيبه منه
ولكن اذا مرت الايام والسنين دون ان يكتشف الانسان المسيح ومجيئه الاول فهذه كارثة عظيمة جدآ للانسان ,لانه سرعان ما ينتهى زمن هذا الانسان وفرصته من قبل الله .
,فاذا خرج من الحياة بدون ان يكتشف المسيح ومجيئه الاول يكون دون ان يدرى دخل فى دينونة رهيبة كل محورها يدور ليس على الخطايا والمصائب التى صنعها الانسان ولكن الحقيقة محور الدينونة سوف يكون على تسويف الانسان لعمره فى الباطل وعدم اكتشاف مجيئ يسوع المسيح الاول .
,لان اكتشاف مجيئى المسيح الاول ثم التعرف على شخص المسيح واخذ النصيب الخاص به من شخص المسيح فى الحياة هو الذى سوف يُنجى الإنسان من الدينونة الرهيبة التي سوف تأتى على العالم
وطبيعة المجيئ الاول هو الرحمة المطلقة للانسان ,ولهذا لابد ان يحذر الانسان لان الله يتعامل مع الانسان فى المجيئ الاول والى نهايته وحتى المجيئ الثانى برحمة مطلقة
فالله يترك الانسان يفعل ما يُريد ويقف المسيح امام الانسان طول النهار يترجاه بكل الطرق الممكنة ان يلتفت اليه
,يسوق عليه الاحداث ويضيق عليه الظروف لعله ينتبه الى شخص المسيح خلف هذه الاحداث .
فالمسيح يستخدم الاحداث كجرس ينبه الانسان به كل حين له ولرحمته ,فهو واقف يقرع على باب قلب الانسان كل يوم وكل ساعة بدون ملل وطول انأه عظيمة جدآ ,وكله امل ان يفتح الانسان ليدخل المسيح فيكشف له عن ذاته وعن الغرض من مجيئه الاول
هانذا واقف على الباب(القلب) واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه(اكشف له شخصى) وهو معي رؤ 3 : 20
ومن الحقائق الهامة جدآ ان الله لكى يُعطى جميع البشر فرصة بالتساوى فى اكتشاف مجيئه الاول , والانتباه اليه ,جاء الله فى الجسد وأخذ طبيعة بشرية وظهر بين الجميع ولمدة زمنية وهو ظاهر بالعيان امام عيون البشر .
بل خصص له تلاميذ ورسل ليكونوا شهود عيان لوجوده على الارض وليحملوا رسالة تنبيه العالم كله بحقيقة ظهور الله فى الجسد ولكل العالم :
وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض أع 1 : 8
هذا على الوجه المنظور ولكن على الوجه غير المنظور فأنه بسبب التجسد والذي لم ينتهي بصعود المسيح ولن ينتهي إلى الأبد .لان الله صعد بنفس الجسد الذي أخذه وبعد أن مات به ثم قام صعد به إلى السماء :
وليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء يو 3 : 13
وبقوة التجسد هذه أصبح المسيح وهو الله قريب جدآ وبصورة لا يستطيع أحد أن يتصورها من الانسان , فروح الله القدوس يعمل فى الخليقة اليوم ويعتمد على سر التجسد فى كشف شخص المسيح لكل انسان .
المسيح يسوع الله المتجسد هو كنز ونصيب لكل أنسان ,كنز عظيم جدآ ولحساب اى انسان ولكن هو مخفى عن عين الانسان ولكنه قريب جدآ من الانسان بسبب سر التجسد , ويعمل الروح القدس فى قلب الانسان بكل طاقته لكى ينبه ويُحس الإنسان الى اكتشاف هذا الكنز وهذا النصيب العظيم :
نصيبي هو الرب قالت نفسي.من اجل ذلك ارجوه. مرا 3 : 24
والروح القدس عندما يجد ميل من الانسان نحو البحث عن المسيح والالتجاء اليه ,يشجع جدآ هذا الميل ويحاول ان يُضخم هذا الميل واذا انتبه الانسان لصوت الروح فى داخله وتفاعل مع تعزيته وتشجيعه ,جذبه اكثر الروح ناحية المسيح .
وهكذا ينتهز الروح كل فرصة مناسبة فى النفس لكى يربط الانسان بشخص المسيح , ويقُنع الانسان بقناعة داخلية كيانية بأهمية شخص المسيح المصيرية بالنسبة للانسان ,.
وهذا ينمو داخل الانسان الحساس بقوة الروح القدس ينمو داخله اهمية المسيح بالنسبة له ويتغير تمركز الانسان حول ذاته او حول اى ذات اخرى او أهمية اخرى الى التمركز حول شخص المسيح .
ويشعر الانسان المتفاعل دائمآ مع الروح ومع صوته الداخلى بحلاوة شخص المسيح ويتعب قلبه جدآ اذا ابتعد عنه ويبدأ يدخل المسيح الحاضر بصورة شخصية دائما فى الإنسان المهتم بشخصه فى كل مواقف حياته وفى كلامه وفى تصرفاته حتى ان من يتعامل معه ويتعامل مباشرآ مع المسيح الساكن فيه .
وهذا الانسان يكون قد اكتشف المجيئ الاول وتحقق فيه وهذا يشفع فيه المسيح أمام الاب دائمآ ,حيث يذكره المسيح امام الاب :
فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف انا ايضا به قدام ابي الذي في السموات. مت 10 : 22
عمل الشيطان المنكسر امام المجيئ الاول:
_______________________________
الشيطان قد أنكسر بصليب المسيح وتحطمت قوته و سطوته وسلطانه على الانسان ,وصار مغلوب من المسيح المتجسد لحساب كل البشرية .
وعلى الرغم من تحطيم كل قوة الشيطان وسطوته بقوة المسيح المتجسد ,ولكن الشيطان كعدو مغلوب لا يهدأ بل :
كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو. 1بط 5 : 8
وخطة الشيطان تنحصر فقط فى تضليل الانسان ولهوه بكل الوسائل حتى لا ينتبه الى شخص المسيح ,فهو دائمآ يدخل الى الانسان عن طريق فكره ويحاول فى شغل فكر الانسان عن طريق ربطه بأمور ارضية او جسدية ليدخل الانسان فى الانشغال بها وبهذا يضمن انه يبتعد عن اكتشاف شخص المسيح واهميته
ويستخدم الشيطان فى حربه سلاح وحيد هو الذى مازال يملكه وهو الكذب ,فهو ملك الكذب والخداع ومن يسمع منه يبث فيه هذا السم المُميت
فنجد ان النفس التى تسمع من الشيطان وتقبل اقتراحاته وفكره ,غالبآ ما تكتسب منه الكذب والخداع وغالبآ ما يُعمى الشيطان النفوس ويخدعها الى درجة انه يقنعهم بأن الكذب والمكر والخداع هو نوع من الشطارة او التجارة الناجحة
متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب. يو 8 : 44
ومتى اتفق اكثر الانسان مع الشيطان قاده الى الحروب والقتل لان لذة الشيطان فى قتل الانسان:
ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق.يو 8 : 44
وهكذا يلقى الشيطان سهامه المحمله بكل الكذب فى فكر الانسان وكل اهتمامه ان يشغل الانسان ويربطه اما بشهوة جسدية يدور حولها ويُستعبد لها وبالتالى تنعمى عينه عن رؤية المسيح الحاضر والقريب جدآ بمجيئه الاول .حيث انه بدون قداسه مستحيل ان يرى الانسان الله لانه قدوس.
او الاهتمام بالعمل فوق الطاقة بغرض جمع اموال اكثر واكثر ,فيسيطر العمل وجمع المال على كل طاقة الانسان ,حتى لا يجد لحظة يخلو بها مع نفسه وحتى ان وجد لحظة يكون الانسان الباطن مشغول بالعمل وجمع المال فلا يكون هناك فرصة لرؤية المسيح الواقف امامه يبكى بحزن على حال الانسان
وعلى كل هذا يتضح ان الشيطان كل خطته ان يشغل الانسان بكل الوسائل عن مجيئ المسيح الاول لانع يعلم تماما اذا انتبه الانسان للمجيئ الاول للمسيح انجذب بقوة لشخص المسيح وعبر من الموت الى الحياة .
المجيئ الثانى وطبيعته :
____________________
مخوف ورهيب جدآ هو المجيئ الثانى كله رعب فيه سوف تُسحب الارض من تحت المهتمين بها , سوف تزول الارض والسماء العتيقة .
تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضؤه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع مت 24 : 29
الله فى القديم وعد ادم بمجيئه الاول ,وظل خلال مئات السنين يكشف بالنبوات عن كل ما سوف يحدث فى المجيئ الاول بكل دقة ,وفعلا حدث وتحقق المجيئ الاول وجميع ما وعد به الله بفم أنبيائه قد تحقق .
وها نحن اليوم نعيش فى ملئ المجيئ الاول والمسيح حاضر فى الزمان وفاتح حضنه لكل انسان يقبل اليه ,وهو يُعلن كل صباح عن استعداده لتبنى الانسان .
وأيضا عندما صعد المسيح بالجسد عن العيون ترك وعد بمجيئه الثانى ووصف ايضآ هذا المجيئ :
وفيما كانوا يشخصون الى السماء وهو منطلق اذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض 11 وقالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء.ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا الى السماء. أع 1 : 10 _ 11
وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا يو 14 : 3
ولكن الذى لابد أن ينتبه اليه الانسان جدآآآ اننا فى فترة زمنية محدوده لكل انسان ولكل العالم ايضآ فيها رحمة مطلقه معلنه للجميع ,يحاول الشيطان ان يشغل الانسان عنها بكل الطرق فيعتقد ان الامور سوف تسير هكذا بدون ترتيب وان جميع الامور تسير كما هى منذ انشاء العالم هذا الفكر هو فكر الشيطان الذى يلقيه فى قلب الانسان ويثبته بكل قوته فيه :
كانوا يأكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون الى اليوم الذي فيه دخل نوح الفلك وجاء الطوفان واهلك الجميع لو 17 : 27
ولكن الحقيقة زمن الرحمة والحب المطلق يسير جدآ ومن لا ينتبه له يخسر كل شيئ ,من لا يقتنص الفرصة ويقوم من كسله ويهتم اهتمام الحياة سوف يفقد كل شيئ فى لحظة.
والمجيئ الثانى مختلف تمامآ عن المجيئ الاول :
__________________________________
فالمجيئ الثانى سوف يكون معلن لجميع سكان الارض ,وسوف يظهر المسيح فوق السحاب وتراه جميع العيون .والجديد أيضآ فى المجيئ الثانى هو ان القديسين من أدم حتى اخر واحد على الارض سوف يظهرون مع المسيح
لممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممماذا.؟؟
لان القديسين هم الذين سوف يدينون العالم ,ليس كأنهم سوف يحكمون على الناس ولكن لان حياتهم هى التى سوف تدين الناس فكل واحد لم تظهر فيه حياة المسيح ومجده كما ظهرت فى القديسين سوف لا يطيق ويدخل بنفسه فى دينونه رهيبة:
فقال لهم يسوع الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر.مت 19 : 28
حقيقى ما ارهبها هى هذه الدينونة سوف تُخلع قلوب المستهترين فى حياتهم من احشائهم فى هذه اللحظة
حينئذ يبتدئون يقولون للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا. لو 23 : 30
ولا يكون هناك رحمة لمن داس زمن الرحمة ,لانه سوف يكون فى هذا اليوم حكم بدون رحمه لكل من لم يلتصق بالمسيح لانه هو الوحيد عنصر الرحمه فى الوجود كله ,
لهذا من رفض حب المسيح المعروض عليه طول ايام حياته على الارض بقصد او بلهو عنه او بأستهتار او بجهل سببه الكبرياء والتحزب سوف يأتى الى الحكم بدون رحمه الى الابد فى ساعه يفتخر فيها جميع الذين اكتشفوا يسوع حبيب لهم ومخلص وارتبطوا به عن اى شيئ هؤلاء سوف يفتخرون على الحكم بالرحمة التى صارت هى حياتهم :
لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة.والرحمة تفتخر على الحكم يع 2 : 13
وعندما يستعلن المسيح فى المجيئ الثانى ويستعلن جماله وتكتشف النفوس شدة احتياجها لشخص المسيح هذا اعظم من كل احتياج ولكن بعد فوات الاوان ,
تشتهون ان تروا يوما واحدا من ايام ابن الانسان ولا ترون لو 17 : 23
لان زمان الرحمة المحدود يكون قد مر وجاء يوم الدينونة الرهيب:
[color="red"]في تلك الليلة يكون اثنان على فراش واحد فيؤخذ الواحد ويترك الآخر. 35 تكون اثنتان تطحنان معا فتؤخذ الواحدة وتترك الاخرى. 36 يكون اثنان في الحقل فيؤخذ الواحد ويترك الآخر لو 17 : 24 _ 27
ومن يحتمل يوم مجيئه ومن يثبت عند ظهوره.لانه مثل نار الممحص ومثل اشنان القصّار. مل 3 : 2
[/size]