(اسنانك كقطيع الجزائز الصادرة من الغسل اللواتي كل واحدة متئم وليس فيهنّ عقيم. نش 4 : 2)
ترجمة أخرى للاية :
( أَسْنَانُكِ كَقَطِيعٍ مَجْزُوزٍ خَارِجٍ مِنَ الاغْتِسَالِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ ذَاتُ تَوْأَمٍ، وَمَا فِيهَا عَقِيمٌ. نش 4 : 2))
_________________________
فى هذه الاية يستمر العريس فى وصف جمال عروسه , وكانه يُكرر ما فعله فى بدء الخلق من جديد عندما أكمل الله خلق الارض وجلس يستريح ويتأمل عمله :
((ورأى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا تك 1 : 21))
ولكن هذه المرة يتأمل المسيح عمله داخل عروسه وقد أكمل عمله الخلاصى فيها وجلس العريس يصف هذا العمل بفرح وكأنه يفتخر بعروسه امام تعجب وحيرة الرؤساء والسلاطين فى السماء !!
لكي يعرّف الآن عند الرؤساء والسلاطين في السماويات بواسطة الكنيسة بحكمة الله المتنوعة أف 3 : 10
وهذه الاية هى تكملة لوصف العريس لعروسه الذى بدئوا فى الاية السابقة : ها انت جميلة يا حبيبتي ها انت جميلة عيناك حمامتان من تحت نقابك.شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد (رجاء الرجوع الى تفسير الاية السابقة )
وفى هذه الاية يصف أسنان عروسه بقطيع صادر من الاغتسال فورآآآآآ بعد الاجتزاز اى قص الصوف وكلهم توأم متماثلة وليس فيهم اى عقيم .
والاشارة الروحية التى قصد الروح فى هذه الاية ,ان العريس ظل أيام طويلة ينتظر بفارغ الصبر هذه اللحظة لعروسه .
فهى فى بداية عهدها به كانت مثل الطفل معجبه جدآ بحبه ولكن . لا تستطيع ان تعيش هذا الحب على المستوى العملى ولم يتحرك قلبها فى طلب هذا الحب وطقوسه
فالحب الالهى مُبهر لكل نفس تقترب منه ولكن الدخول الى الحب وممارسته بصورة عملية له باب تدخل منه النفس ضيق جدآ لا يتسع الا للنفس فقط مجردة من اى شيئ اخر .!!!
ولهذا عندما تكتشف النفس الحب الالهى تنبهر جدآ به ولكنها تقف فى رعب وخوف لزمن قد يطول او يُقصر حسب كل نفس وطبيعتها .
فبمجرد ان تكتشف النفس حب المسيح وتنجذب اليه تجرى اليه وعندما تقترب منه وتريد الالتصاق به تجد امامها مدخل او باب ضيق جدآ ولا يمكن ان تمر منه النفس وهى محملة بأى شيئ من العالم ,
فتحاول ان تدخل من هذا الباب ولكن يحدث للنفس صدمة عظيمة اذ تجد انها محملة بأمور كثيرة جدآ ومحبات عديدة تعوق دخولها وهذا يسبب للنفس حزن عميق وعندما تحاول بجدية ان تدخل وتتغاضى عن الامور التى فيها لا تستطيع الدخول ابدآ
فتقف النفس فى حيرة مع خيبة امل وتُحاول ان ترجع وتُعطى ظهرها للطريق والباب ولكن لا تستطيع لانها تكون تحت جذب عظيم جدآ من هذا الحب !
وفى نفس الوقت هى ترى الحبيب يسوع خلف هذا الباب واقف وجماله ليس له مثيل فى عينيها . فالباب لا يخفى يسوع عنها ولكنها لا تستطيع الدخول اليه والتمتع بحبه بسبب العوائق التى فيها والتى جعلتها لا تستطيع ان تمر من هذا الباب لتعبر الى عريسها .
وهكذا تقف النفس امام هذا الباب وتنتظر ويسوع ايضآ واقف امامها وكثيرآ جدآ ما يحاول ان يشجعها ويلفت نظرها ان تدخل وتعبر اليه لان الذى ينتظرها بعد عبور هذا المدخل الضيق عجب لا يمكن وصفه , وعمق فى الحب وتحرر سوف يُذيبها ويجعلها تسكر من شدة الفرح والنعيم ,والبهجة التى سوف تحصل عليها تفوق جدآآآآآ جميع المسرات التى تذوقتها النفس على مدار عمرها كله .
ويُشجعها العريس مستخدمآ حالتها التى تمر بها فيكشف لها انها وهى لم تدخل بعد فى سر الحب العميق ولكنها بمجرد وقوفها فى الخارج فقط تطول على الحب تنجذب وتفرح بهذه الصورة العجيبة وهى مازالت لم تراه كما ينبغى فهى تحت النقاب (الجسد بعد) فكم اذا عبرت من باب الحب الالهى كيف سوف يكون الفرح ؟
(ذلك وان لم تروه تحبونه.ذلك وان كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد 1بط 1 _
وتحاول العروس من وقت الى الاخر الدخول ولكنها تجد مقاومة وسببها الامور العالقة بنفسها وكل مرة تحزن لانها لا تستطيع الدخول من باب الحب الذى اشتاق له قلبها جدآ وعندما تصل الى هذا الاشتياق القوى ترفع عينها الى فوق الباب فتجد عنوان مكتوب عليه و يُحدد شرط العبور من هذا الباب مكتوب فيه :
بع كل مالك ووزع على الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني.(لو 18: ؛ 22) لان : من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني.ومن احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني , ومن لا ياخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. مت 10 37 _ 38 )
وفى هذه الساعة تجلس العروس امام الباب وتشعر بالاحباط والخوف مع الرعدة لان قلبها مملئ من محبة المال ومحبة الجسد وكل ما يتعلق به فتشعر بأنه مستحيل ان تعبر من هذا الباب ,ولكن يئن قلبها فيها ,
فالقلب تعلق بالمسيح وصورة وجهه الجميل يخطف جميع حواسها , هى وقعت فى حبه ولا تستطيع ان تستغنى عن هذا الحب , ولكن هذا الحب بسبب ارتفاع قيمته محتاج الى التضحية بكل ما ورثت من العالم ,فتمر عليها الايام ثقيلة وهى لا تعرف بعد ان تستمتع بالحياة او بالامور التى كانت تستمتع بها قديمآ
وتنظر من خلف احمالها ومالها الذى اصبح مصدر تعاستها الان لانه واقف عائق فيها للعبور الى ما تتمناه نفسها ,ولكن الحبيب لا يكف فى دعوتها وتشجعها على العبور
وتناديه العروس يا حبيبيي انت تحبنى وانا متأكد ه من ذلك وانا اشتاق لحبك فلماذا لا توسع الطريق لكى اعبر اليك ؟
فيبتسم العريس لها ابتسامة تهز جميع اعماقها ويرتجف قلبها لوجهه الذى يبرق فى تجلي امام عينها ويقول لها حبيبتى حمامتى ان لم يكن هناك بذل الى النفس وتضحية الى النفس لا يكون هناك حب لابد ان تعبرى وتتركى كل شيئ من اجل الحب .
واعلمي يا صديقتي العروس أنى أطلب منك أن تُضحى بما هو فانى وزائل فى طبيعته وان لم تتركيه بحريتك الان سوف تتركيه بهد زمن يسير رغم عنك وانتى تضحي بالفانيات وانا أقدم لك عوض عنها الابديات تشجعى وانا معك لا يمكن ان أتركك.
وعندما تسمع العروس كلام العريس تنهض ويمسك قلبها قوة جبارة وتُقرر الدخول من الباب وان تتخلى عن كل شيئ فهى طول المدة السابقة فى مقارنة بين ما عندها وبين العريس ولكن وجدت نفسها مستحيل ان تستغنى عن العريس السماوى ,
فتقرر ان تترك كل شيئ من اجله ومن اجل حبه وهكذا اقتربت من المدخل الضيق لكى ترى كل ما هو فى نفسها يمنعها عن الدخول وتشرع فى خلعه وبالفعل تجد اشياء كثيرة جدآ من العالم فيها , وبيد قوية تحاول ان تخلع من قلبها ,محبات العالم ولكن يسبب لها هذا الم شديد جدآ ومرارة عظيمة ولكن حينئذآ تسمع على الفور صوت العريس يقول لها :
( أَسْنَانُكِ كَقَطِيعٍ مَجْزُوزٍ خَارِجٍ مِنَ الاغْتِسَالِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ ذَاتُ تَوْأَمٍ، وَمَا فِيهَا عَقِيمٌ. نش 4 : 2))
لماذا ؟ وما علاقة هذا الوصف بكل ما سبق ؟
أسنانك لان العروس تخطت مرحلة الطفولة والاعجاب بالحب الى الدخول فى الحب العملى فهى كانت طفلة ليس لها أسنان تستقى اللبن فقط وغير قادرة على الغذاء الروحى الذى للبالغين :
( سقيتكم لبنا لا طعاما 1كو 3 : 2)
كقطيع مجزوز خارج من الاغتسال :
___________________
نعم وهذا هو الشرط الذى كتبه الروح فوق الباب كشرط للدخول , فالصوف يرمز للعالم وشهواته وماله ففى القديم كان ثوب رئيس الكهنة الذى يدخل الى القدس امام الله ,
لا يمكن ان يصنع من الصوف أبدآ بل من الكتان :
((لا تلبس ثوبا مختلطا صوفا وكتانا معا تث 22 : 11))
فالدخول الى الاقداس منذ القديم حدده المسيح بالرمز لا يمكن ان يدخل رئيس الكهنة الى الاقداس وهو يرتدى ثوبا مختلط فيه الصوف مع الكتان ويا للعجب ويا للتطابق المذهل ,
وها هو اليوم العريس يسوع المسيح يقول لعروسه ان تخلع العالم كله ولايكون فيها اختلط بين ما هو من العالم (الصوف) وبين ما هو منه ( الكتان) !!!
ويتضح جدآ فى نور الروح العجيب لماذا شبه العريس عروسه بقطيع مجزوز اى تم ازالة الصوف عنه تماما ثم :
خارج من الاغتسال :
__________
اى خارج من جرن المعمودية لان العروس كانت تعتقد انها هى التى سوف تترك العالم بقدرتها البشرية والحقيقة كان هذا سبب غم نفسها وحزنها الشديد . لانها تعلم انها غير قادرة ابدآ على ذلك .
ولكن بمجرد ان تحركت الى ترك العالم وتكونت عندها الارادة والاصرار ,اكتشفت قوة جبارة جدآفى اعماق داخلها ,قوة عجيبة على الموت عن العالم وعندما سألت عنها علمت ان مصدرها الاغتسال اى المعمودية لانها استلمت قوة موت المسيح فى المعمودية عندما اشتركت فى موت المسيح فى المعمودية :
((ام تجهلون اننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. 4 فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الاموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة.5 لانه ان كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير ايضا بقيامته رو 6 : 2 _ 5))
عجيب انت ايها العريس السماوى تقف خلف كل قوة داخل نفس عروسك ,وانت فى البداية أوحيت الى العروس انها لابد ان تجوز الموت لوحدها ولابد ان تُصلب وتقبل الموت بنفسها وبقوتها ,والعروس الضعيفة خافت ووقفت مرعوبة وحزينة ,لانها تعلم ان قدرتها وامكانياتها ,لا يمكن بهما ان تمر خلال هذا الباب الصعب والموت المرعب ,.
ولكن بمجرد ان قبلت العروس الموت وقررت الدخول من الباب الضيق الى العريس وجدت قوة عجيبة جدآ وتنبع من داخلها ,تدفعها دفع الى الدخول الى الحبيب والعبور من الباب الضيق .
عجيب انت اييها الحبيب الشكل الخارجى اننا نتألم ولكن الحقيقة انت الذى تتألم فينا وانت الذى تضع قوة الموت فينا ثم تطلب ان نموت عن العالم فيظهر الموت عن العالم فى البداية .مستحيل ولكن بمجرد الشروع فى الموت وقبوله تنبع على الفور فى داخلنا قوة الموت عن العالم والتى بها نجوز اى موت ونترك اى غالى او ثمين .
كُلُّ وَاحِدَةٍ ذَاتُ تَوْأَمٍ، وَمَا فِيهَا عَقِيمٌ _______________________________
وكما تنبت الاسنان فى فم الطفل اثنان اثنان هكذا العروس وهذا تأكيد على انتقال العروس من مرحلة الطفولة والاعجاب بحياة المسيح الى قامة البالغين والشركة فى حياة المسيح والتمتع بها بصورة عملية .
وكأن العريس فرحان ومتهلل لان عروسه ظهر لها اسنان اى دخلت فى مرحلة البلوغ , وقد صارت تطلب الطعام الروحى وتحتاج الى طعام قوى وليس لبن :
(واما الطعام القوي فللبالغين عب 5 : 14)
وهكذا صارت العروس تترك وبقوة موت المسيح التى حصلت عليه فى المعمودية ,تترك العالم وكل ما فيه ,وتجتهد بقوة لكى تدخل من الباب الضيق لان الهدف الذى تسعى من اجله عظيم .
فحب المسيح وهو الهدف جعلها تملك شجاعة فريدة فى ترك العالم وجميع اشكال الحب الذى فى العالم والتى ترتبط بالجسد من اجل الواحد وحب الواحد يسوع المسيح ولهذا صارت غصن حي فى الكرمة ,
وظهر فيها بشاير الثمار وهذا الذى جعل الحبيب يقول وليس فيها عقيم لان بشائر الثمار قد ظهرت .
صلاة :
_________
مجدآ واكرامآ ,اكرامآ ومجدآ لروحك القدوس ايها الحبيب الذى يكشف لنا عجائب اعمالك ومقاصدك , لقد كشفت سر الباب الضيق يا رب فى هذه الاية.
الباب الضيق الذى جعل كثيرون يهربون من الطريق , وجعل البعض الاخر يُزيف الطريق لكى يهرب من الباب الضيق ولكن من دخل الى المسيح منجذب من حبه , ووجد ان الحب يتطلب الدخول من هذا الباب مهما طال زمان تردده لابد ان تنتصر ارادة الحب فى النهاية.
ومتى انتصرت ارادة الحب يا الهى واهم حتى اقبل ان اموت معك وانا عارف ان امكانياتى صفر وان هذا العمل ليس الا انتحار لان النفس لا حول او قوة لها على هذا الموت الصعب ,
العجيب انظر اليك لعلك تقول لى شيئ فأجدك صامت لا تتكلم فلا اجد مفر فلابد ان أسلم نفسى الى الموت وليكن ما يكن لانى احب يسوع ولا استطيع ابدآ ان اتركه ,فالموت بكل أهواله ورعبه أهون من ترك يسوع .
وبمجرد ان اترك نفسى للموت اجد قوتك تستلمنى والحياة تتمكن من داخلى فأجد قوة تنبع فى داخلى قوة عجيبة جدآ هى التى تدفعنى الى الموت عن العالم وكل أركانه الضعيفة والتى انغمست فيها سنين طويلة ,وليس هذا فقط بل عوض عن كل موت تجوزه نفسى أجد حياة تملك فى داخلى تفوق فى عظمتها الموت التى أجوزه !!
فبدك كل موت يسبب فناء للخارج اجد حياة تتجدد فى الداخل وتجدد الداخل يومآ فيومآ :
لذلك لا نفشل بل وان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما 2كو 4 : 16
شكرآآآآ لك يا حبيبي المهتم بى الى هذه الدرجة وكل احتياجات الطريق انت قد أكملتها فقط اقبل ان اسير فأجد المعونة ,فقط اقبل ان اموت فأجد الحياة عوض الموت ,فقط اُصدق كلامك ووعودك فأجد الاسرار تنكشف امامى .
فقط أقبل ان أُظلم وأُحتقر مثلك فأصمت فأجد المجد وروح المجد يحل عليا ,فقط أقبل ان تسلب حقوقى ومالى فأجد الفرح يملئ نفسى ,فقط اقبل ان ارفض كل ما فى العالم وكل ما يخص مسرات الجسد ,فأجد القوة والمعونة فى رفض العالم تملك نفسى
اشكرك واتضرع اليك ان تضع فى قلبى العزيمة والاصرار على حبك وتسكب اكثر يارب من حبك فى قلبى الذى به اجتراء على المرور من الباب الضيق بكل رضى ومسرة لان الهدف من المرور به هو العبور الى حبك الذى تشتهيه نفسى لك المجد والقوة والعزة الى الابد امين
ترجمة أخرى للاية :
( أَسْنَانُكِ كَقَطِيعٍ مَجْزُوزٍ خَارِجٍ مِنَ الاغْتِسَالِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ ذَاتُ تَوْأَمٍ، وَمَا فِيهَا عَقِيمٌ. نش 4 : 2))
_________________________
فى هذه الاية يستمر العريس فى وصف جمال عروسه , وكانه يُكرر ما فعله فى بدء الخلق من جديد عندما أكمل الله خلق الارض وجلس يستريح ويتأمل عمله :
((ورأى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا تك 1 : 21))
ولكن هذه المرة يتأمل المسيح عمله داخل عروسه وقد أكمل عمله الخلاصى فيها وجلس العريس يصف هذا العمل بفرح وكأنه يفتخر بعروسه امام تعجب وحيرة الرؤساء والسلاطين فى السماء !!
لكي يعرّف الآن عند الرؤساء والسلاطين في السماويات بواسطة الكنيسة بحكمة الله المتنوعة أف 3 : 10
وهذه الاية هى تكملة لوصف العريس لعروسه الذى بدئوا فى الاية السابقة : ها انت جميلة يا حبيبتي ها انت جميلة عيناك حمامتان من تحت نقابك.شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد (رجاء الرجوع الى تفسير الاية السابقة )
وفى هذه الاية يصف أسنان عروسه بقطيع صادر من الاغتسال فورآآآآآ بعد الاجتزاز اى قص الصوف وكلهم توأم متماثلة وليس فيهم اى عقيم .
والاشارة الروحية التى قصد الروح فى هذه الاية ,ان العريس ظل أيام طويلة ينتظر بفارغ الصبر هذه اللحظة لعروسه .
فهى فى بداية عهدها به كانت مثل الطفل معجبه جدآ بحبه ولكن . لا تستطيع ان تعيش هذا الحب على المستوى العملى ولم يتحرك قلبها فى طلب هذا الحب وطقوسه
فالحب الالهى مُبهر لكل نفس تقترب منه ولكن الدخول الى الحب وممارسته بصورة عملية له باب تدخل منه النفس ضيق جدآ لا يتسع الا للنفس فقط مجردة من اى شيئ اخر .!!!
ولهذا عندما تكتشف النفس الحب الالهى تنبهر جدآ به ولكنها تقف فى رعب وخوف لزمن قد يطول او يُقصر حسب كل نفس وطبيعتها .
فبمجرد ان تكتشف النفس حب المسيح وتنجذب اليه تجرى اليه وعندما تقترب منه وتريد الالتصاق به تجد امامها مدخل او باب ضيق جدآ ولا يمكن ان تمر منه النفس وهى محملة بأى شيئ من العالم ,
فتحاول ان تدخل من هذا الباب ولكن يحدث للنفس صدمة عظيمة اذ تجد انها محملة بأمور كثيرة جدآ ومحبات عديدة تعوق دخولها وهذا يسبب للنفس حزن عميق وعندما تحاول بجدية ان تدخل وتتغاضى عن الامور التى فيها لا تستطيع الدخول ابدآ
فتقف النفس فى حيرة مع خيبة امل وتُحاول ان ترجع وتُعطى ظهرها للطريق والباب ولكن لا تستطيع لانها تكون تحت جذب عظيم جدآ من هذا الحب !
وفى نفس الوقت هى ترى الحبيب يسوع خلف هذا الباب واقف وجماله ليس له مثيل فى عينيها . فالباب لا يخفى يسوع عنها ولكنها لا تستطيع الدخول اليه والتمتع بحبه بسبب العوائق التى فيها والتى جعلتها لا تستطيع ان تمر من هذا الباب لتعبر الى عريسها .
وهكذا تقف النفس امام هذا الباب وتنتظر ويسوع ايضآ واقف امامها وكثيرآ جدآ ما يحاول ان يشجعها ويلفت نظرها ان تدخل وتعبر اليه لان الذى ينتظرها بعد عبور هذا المدخل الضيق عجب لا يمكن وصفه , وعمق فى الحب وتحرر سوف يُذيبها ويجعلها تسكر من شدة الفرح والنعيم ,والبهجة التى سوف تحصل عليها تفوق جدآآآآآ جميع المسرات التى تذوقتها النفس على مدار عمرها كله .
ويُشجعها العريس مستخدمآ حالتها التى تمر بها فيكشف لها انها وهى لم تدخل بعد فى سر الحب العميق ولكنها بمجرد وقوفها فى الخارج فقط تطول على الحب تنجذب وتفرح بهذه الصورة العجيبة وهى مازالت لم تراه كما ينبغى فهى تحت النقاب (الجسد بعد) فكم اذا عبرت من باب الحب الالهى كيف سوف يكون الفرح ؟
(ذلك وان لم تروه تحبونه.ذلك وان كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد 1بط 1 _
وتحاول العروس من وقت الى الاخر الدخول ولكنها تجد مقاومة وسببها الامور العالقة بنفسها وكل مرة تحزن لانها لا تستطيع الدخول من باب الحب الذى اشتاق له قلبها جدآ وعندما تصل الى هذا الاشتياق القوى ترفع عينها الى فوق الباب فتجد عنوان مكتوب عليه و يُحدد شرط العبور من هذا الباب مكتوب فيه :
بع كل مالك ووزع على الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني.(لو 18: ؛ 22) لان : من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني.ومن احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني , ومن لا ياخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. مت 10 37 _ 38 )
وفى هذه الساعة تجلس العروس امام الباب وتشعر بالاحباط والخوف مع الرعدة لان قلبها مملئ من محبة المال ومحبة الجسد وكل ما يتعلق به فتشعر بأنه مستحيل ان تعبر من هذا الباب ,ولكن يئن قلبها فيها ,
فالقلب تعلق بالمسيح وصورة وجهه الجميل يخطف جميع حواسها , هى وقعت فى حبه ولا تستطيع ان تستغنى عن هذا الحب , ولكن هذا الحب بسبب ارتفاع قيمته محتاج الى التضحية بكل ما ورثت من العالم ,فتمر عليها الايام ثقيلة وهى لا تعرف بعد ان تستمتع بالحياة او بالامور التى كانت تستمتع بها قديمآ
وتنظر من خلف احمالها ومالها الذى اصبح مصدر تعاستها الان لانه واقف عائق فيها للعبور الى ما تتمناه نفسها ,ولكن الحبيب لا يكف فى دعوتها وتشجعها على العبور
وتناديه العروس يا حبيبيي انت تحبنى وانا متأكد ه من ذلك وانا اشتاق لحبك فلماذا لا توسع الطريق لكى اعبر اليك ؟
فيبتسم العريس لها ابتسامة تهز جميع اعماقها ويرتجف قلبها لوجهه الذى يبرق فى تجلي امام عينها ويقول لها حبيبتى حمامتى ان لم يكن هناك بذل الى النفس وتضحية الى النفس لا يكون هناك حب لابد ان تعبرى وتتركى كل شيئ من اجل الحب .
واعلمي يا صديقتي العروس أنى أطلب منك أن تُضحى بما هو فانى وزائل فى طبيعته وان لم تتركيه بحريتك الان سوف تتركيه بهد زمن يسير رغم عنك وانتى تضحي بالفانيات وانا أقدم لك عوض عنها الابديات تشجعى وانا معك لا يمكن ان أتركك.
وعندما تسمع العروس كلام العريس تنهض ويمسك قلبها قوة جبارة وتُقرر الدخول من الباب وان تتخلى عن كل شيئ فهى طول المدة السابقة فى مقارنة بين ما عندها وبين العريس ولكن وجدت نفسها مستحيل ان تستغنى عن العريس السماوى ,
فتقرر ان تترك كل شيئ من اجله ومن اجل حبه وهكذا اقتربت من المدخل الضيق لكى ترى كل ما هو فى نفسها يمنعها عن الدخول وتشرع فى خلعه وبالفعل تجد اشياء كثيرة جدآ من العالم فيها , وبيد قوية تحاول ان تخلع من قلبها ,محبات العالم ولكن يسبب لها هذا الم شديد جدآ ومرارة عظيمة ولكن حينئذآ تسمع على الفور صوت العريس يقول لها :
( أَسْنَانُكِ كَقَطِيعٍ مَجْزُوزٍ خَارِجٍ مِنَ الاغْتِسَالِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ ذَاتُ تَوْأَمٍ، وَمَا فِيهَا عَقِيمٌ. نش 4 : 2))
لماذا ؟ وما علاقة هذا الوصف بكل ما سبق ؟
أسنانك لان العروس تخطت مرحلة الطفولة والاعجاب بالحب الى الدخول فى الحب العملى فهى كانت طفلة ليس لها أسنان تستقى اللبن فقط وغير قادرة على الغذاء الروحى الذى للبالغين :
( سقيتكم لبنا لا طعاما 1كو 3 : 2)
كقطيع مجزوز خارج من الاغتسال :
___________________
نعم وهذا هو الشرط الذى كتبه الروح فوق الباب كشرط للدخول , فالصوف يرمز للعالم وشهواته وماله ففى القديم كان ثوب رئيس الكهنة الذى يدخل الى القدس امام الله ,
لا يمكن ان يصنع من الصوف أبدآ بل من الكتان :
((لا تلبس ثوبا مختلطا صوفا وكتانا معا تث 22 : 11))
فالدخول الى الاقداس منذ القديم حدده المسيح بالرمز لا يمكن ان يدخل رئيس الكهنة الى الاقداس وهو يرتدى ثوبا مختلط فيه الصوف مع الكتان ويا للعجب ويا للتطابق المذهل ,
وها هو اليوم العريس يسوع المسيح يقول لعروسه ان تخلع العالم كله ولايكون فيها اختلط بين ما هو من العالم (الصوف) وبين ما هو منه ( الكتان) !!!
ويتضح جدآ فى نور الروح العجيب لماذا شبه العريس عروسه بقطيع مجزوز اى تم ازالة الصوف عنه تماما ثم :
خارج من الاغتسال :
__________
اى خارج من جرن المعمودية لان العروس كانت تعتقد انها هى التى سوف تترك العالم بقدرتها البشرية والحقيقة كان هذا سبب غم نفسها وحزنها الشديد . لانها تعلم انها غير قادرة ابدآ على ذلك .
ولكن بمجرد ان تحركت الى ترك العالم وتكونت عندها الارادة والاصرار ,اكتشفت قوة جبارة جدآفى اعماق داخلها ,قوة عجيبة على الموت عن العالم وعندما سألت عنها علمت ان مصدرها الاغتسال اى المعمودية لانها استلمت قوة موت المسيح فى المعمودية عندما اشتركت فى موت المسيح فى المعمودية :
((ام تجهلون اننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. 4 فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الاموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة.5 لانه ان كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير ايضا بقيامته رو 6 : 2 _ 5))
عجيب انت ايها العريس السماوى تقف خلف كل قوة داخل نفس عروسك ,وانت فى البداية أوحيت الى العروس انها لابد ان تجوز الموت لوحدها ولابد ان تُصلب وتقبل الموت بنفسها وبقوتها ,والعروس الضعيفة خافت ووقفت مرعوبة وحزينة ,لانها تعلم ان قدرتها وامكانياتها ,لا يمكن بهما ان تمر خلال هذا الباب الصعب والموت المرعب ,.
ولكن بمجرد ان قبلت العروس الموت وقررت الدخول من الباب الضيق الى العريس وجدت قوة عجيبة جدآ وتنبع من داخلها ,تدفعها دفع الى الدخول الى الحبيب والعبور من الباب الضيق .
عجيب انت اييها الحبيب الشكل الخارجى اننا نتألم ولكن الحقيقة انت الذى تتألم فينا وانت الذى تضع قوة الموت فينا ثم تطلب ان نموت عن العالم فيظهر الموت عن العالم فى البداية .مستحيل ولكن بمجرد الشروع فى الموت وقبوله تنبع على الفور فى داخلنا قوة الموت عن العالم والتى بها نجوز اى موت ونترك اى غالى او ثمين .
كُلُّ وَاحِدَةٍ ذَاتُ تَوْأَمٍ، وَمَا فِيهَا عَقِيمٌ _______________________________
وكما تنبت الاسنان فى فم الطفل اثنان اثنان هكذا العروس وهذا تأكيد على انتقال العروس من مرحلة الطفولة والاعجاب بحياة المسيح الى قامة البالغين والشركة فى حياة المسيح والتمتع بها بصورة عملية .
وكأن العريس فرحان ومتهلل لان عروسه ظهر لها اسنان اى دخلت فى مرحلة البلوغ , وقد صارت تطلب الطعام الروحى وتحتاج الى طعام قوى وليس لبن :
(واما الطعام القوي فللبالغين عب 5 : 14)
وهكذا صارت العروس تترك وبقوة موت المسيح التى حصلت عليه فى المعمودية ,تترك العالم وكل ما فيه ,وتجتهد بقوة لكى تدخل من الباب الضيق لان الهدف الذى تسعى من اجله عظيم .
فحب المسيح وهو الهدف جعلها تملك شجاعة فريدة فى ترك العالم وجميع اشكال الحب الذى فى العالم والتى ترتبط بالجسد من اجل الواحد وحب الواحد يسوع المسيح ولهذا صارت غصن حي فى الكرمة ,
وظهر فيها بشاير الثمار وهذا الذى جعل الحبيب يقول وليس فيها عقيم لان بشائر الثمار قد ظهرت .
صلاة :
_________
مجدآ واكرامآ ,اكرامآ ومجدآ لروحك القدوس ايها الحبيب الذى يكشف لنا عجائب اعمالك ومقاصدك , لقد كشفت سر الباب الضيق يا رب فى هذه الاية.
الباب الضيق الذى جعل كثيرون يهربون من الطريق , وجعل البعض الاخر يُزيف الطريق لكى يهرب من الباب الضيق ولكن من دخل الى المسيح منجذب من حبه , ووجد ان الحب يتطلب الدخول من هذا الباب مهما طال زمان تردده لابد ان تنتصر ارادة الحب فى النهاية.
ومتى انتصرت ارادة الحب يا الهى واهم حتى اقبل ان اموت معك وانا عارف ان امكانياتى صفر وان هذا العمل ليس الا انتحار لان النفس لا حول او قوة لها على هذا الموت الصعب ,
العجيب انظر اليك لعلك تقول لى شيئ فأجدك صامت لا تتكلم فلا اجد مفر فلابد ان أسلم نفسى الى الموت وليكن ما يكن لانى احب يسوع ولا استطيع ابدآ ان اتركه ,فالموت بكل أهواله ورعبه أهون من ترك يسوع .
وبمجرد ان اترك نفسى للموت اجد قوتك تستلمنى والحياة تتمكن من داخلى فأجد قوة تنبع فى داخلى قوة عجيبة جدآ هى التى تدفعنى الى الموت عن العالم وكل أركانه الضعيفة والتى انغمست فيها سنين طويلة ,وليس هذا فقط بل عوض عن كل موت تجوزه نفسى أجد حياة تملك فى داخلى تفوق فى عظمتها الموت التى أجوزه !!
فبدك كل موت يسبب فناء للخارج اجد حياة تتجدد فى الداخل وتجدد الداخل يومآ فيومآ :
لذلك لا نفشل بل وان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما 2كو 4 : 16
شكرآآآآ لك يا حبيبي المهتم بى الى هذه الدرجة وكل احتياجات الطريق انت قد أكملتها فقط اقبل ان اسير فأجد المعونة ,فقط اقبل ان اموت فأجد الحياة عوض الموت ,فقط اُصدق كلامك ووعودك فأجد الاسرار تنكشف امامى .
فقط أقبل ان أُظلم وأُحتقر مثلك فأصمت فأجد المجد وروح المجد يحل عليا ,فقط أقبل ان تسلب حقوقى ومالى فأجد الفرح يملئ نفسى ,فقط اقبل ان ارفض كل ما فى العالم وكل ما يخص مسرات الجسد ,فأجد القوة والمعونة فى رفض العالم تملك نفسى
اشكرك واتضرع اليك ان تضع فى قلبى العزيمة والاصرار على حبك وتسكب اكثر يارب من حبك فى قلبى الذى به اجتراء على المرور من الباب الضيق بكل رضى ومسرة لان الهدف من المرور به هو العبور الى حبك الذى تشتهيه نفسى لك المجد والقوة والعزة الى الابد امين